قصة قصيرة
مئة جلدة وجلدة
د.بلقيس الدوسكي
ـ قل لي، يا صديقي، هل نستطيع تجاوز الخطوط الحمراء..؟!
ـ دعنا نفكر قليلا ً.
ـ لا وقت للتفكير. لقد أوشك الليل ان ينجلي.
ـ وهل لديك فكرة واضحة..؟
ـ أرى ان نزحف على بطوننا كي نصل إلى هدفنا بسهولة.
ـ لن أوافق على هذا الرأي.
ـ لماذا ..؟
ـ المسافة طويلة جدا ً...، وقبل ان نصل إلى غايتنا تكون الشمس قد أشرقت، آنذاك يرانا الجميع، وكما تعلم ان حراس القصر كثيرون جدا ً، ولكن لدي ّ فكرة أخرى!
ـ ما هي..؟
ـ لماذا لا تخبر فقراء القرية بان هذا القصر مليء بالطعام والسكر والشاي والرز والسمن ونحرضهم على سرقة هذه الأشياء وننطلق معهم في هجوم كبير، وهم يسرقون الطعام، ونحن نسرق سبائك الذهب!
ـ فكرة مثيرة للغاية.
ـ إذا ً علينا أولا ً ان نجمع فقراء القرية ونعلن فكرتنا عليهم، ونطلب منهم الهجوم على القصر في الليلة القادمة..؟
ـ إذا ً هيا بنا إلى القرية.
***
جمعنا أبناء القرية وعرضنا عليهم الموضوع وقلنا لهم ان صاحب القصر يستغل ظروفكم الصعبة ويبتز منكم كل شيء وهو يريد ان يسرق بيوتكم ويطردكم فلماذا لا تهجمون عليه قبل ان يهجم عليكم ونحن معكم؟
احدهم: نحن لا نأكل الحرام.
الثاني: ولا نفكر بالسرقة التي حرمها الله والشرع.
الثالث: اللقمة التي نحصل عليها من عرق الجبين أفضل ألف مرة من اللقمة الحرام.
الرابع: ثم من قال لكما ان صاحب القصر يريد ان يغزونا ويسرق ممتلكاتنا المتواضعة او يطردنا من بيوتنا..؟
ـ هذا ما سمعناه من احد حراسه.
الخامس: اقترح ان نختار كبار السن من رجال القرية ونعد وفدا ً يذهب الى صاحب القصر ويتفاوض معه. فماذا تقولون يا أبناء القرية ...؟
الجميع: موافقون.
الرابع: هذا كل ما نستطيع ان نفعله.
الخامس: بل تبقيان هنا، ولا نسمح لكما بمغادرة القرية، وستكونان تحت الحراسة، لأننا بدأنا نشك بكما!
***
ذهب الوفد وقابل صاحب القصر فرحب بهم وأقام وليمه كبرى لهم، وبعد حوار قصير، نفى صاحب القصر هذه الإشاعة الملفقة. ثم طلب منهم إحضار المنافقين. وبعد عودة الوفد، ربطنا المحتالين بالحبال وذهبنا بهما إلى صاحب القصر.
***
صاحب القصر: لماذا كل هذا النفاق والإشاعات المغرضة ..؟
احدهما: هذا ما سمعناه!
صاحب القصر: بل هذا ما لفقتموه على الناس الخيرين، وأنتما تستحقان الجلد، والعقاب.
ونادي على الحراس، وأمرهم بجلد كل واحد منهما مئة جلدة، وجلدة!
ـــــــــــــــــــــــــ
مجسم لعادل
مئة جلدة وجلدة
د.بلقيس الدوسكي
ـ قل لي، يا صديقي، هل نستطيع تجاوز الخطوط الحمراء..؟!
ـ دعنا نفكر قليلا ً.
ـ لا وقت للتفكير. لقد أوشك الليل ان ينجلي.
ـ وهل لديك فكرة واضحة..؟
ـ أرى ان نزحف على بطوننا كي نصل إلى هدفنا بسهولة.
ـ لن أوافق على هذا الرأي.
ـ لماذا ..؟
ـ المسافة طويلة جدا ً...، وقبل ان نصل إلى غايتنا تكون الشمس قد أشرقت، آنذاك يرانا الجميع، وكما تعلم ان حراس القصر كثيرون جدا ً، ولكن لدي ّ فكرة أخرى!
ـ ما هي..؟
ـ لماذا لا تخبر فقراء القرية بان هذا القصر مليء بالطعام والسكر والشاي والرز والسمن ونحرضهم على سرقة هذه الأشياء وننطلق معهم في هجوم كبير، وهم يسرقون الطعام، ونحن نسرق سبائك الذهب!
ـ فكرة مثيرة للغاية.
ـ إذا ً علينا أولا ً ان نجمع فقراء القرية ونعلن فكرتنا عليهم، ونطلب منهم الهجوم على القصر في الليلة القادمة..؟
ـ إذا ً هيا بنا إلى القرية.
***
جمعنا أبناء القرية وعرضنا عليهم الموضوع وقلنا لهم ان صاحب القصر يستغل ظروفكم الصعبة ويبتز منكم كل شيء وهو يريد ان يسرق بيوتكم ويطردكم فلماذا لا تهجمون عليه قبل ان يهجم عليكم ونحن معكم؟
احدهم: نحن لا نأكل الحرام.
الثاني: ولا نفكر بالسرقة التي حرمها الله والشرع.
الثالث: اللقمة التي نحصل عليها من عرق الجبين أفضل ألف مرة من اللقمة الحرام.
الرابع: ثم من قال لكما ان صاحب القصر يريد ان يغزونا ويسرق ممتلكاتنا المتواضعة او يطردنا من بيوتنا..؟
ـ هذا ما سمعناه من احد حراسه.
الخامس: اقترح ان نختار كبار السن من رجال القرية ونعد وفدا ً يذهب الى صاحب القصر ويتفاوض معه. فماذا تقولون يا أبناء القرية ...؟
الجميع: موافقون.
الرابع: هذا كل ما نستطيع ان نفعله.
الخامس: بل تبقيان هنا، ولا نسمح لكما بمغادرة القرية، وستكونان تحت الحراسة، لأننا بدأنا نشك بكما!
***
ذهب الوفد وقابل صاحب القصر فرحب بهم وأقام وليمه كبرى لهم، وبعد حوار قصير، نفى صاحب القصر هذه الإشاعة الملفقة. ثم طلب منهم إحضار المنافقين. وبعد عودة الوفد، ربطنا المحتالين بالحبال وذهبنا بهما إلى صاحب القصر.
***
صاحب القصر: لماذا كل هذا النفاق والإشاعات المغرضة ..؟
احدهما: هذا ما سمعناه!
صاحب القصر: بل هذا ما لفقتموه على الناس الخيرين، وأنتما تستحقان الجلد، والعقاب.
ونادي على الحراس، وأمرهم بجلد كل واحد منهما مئة جلدة، وجلدة!
ـــــــــــــــــــــــــ
مجسم لعادل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق