الثلاثاء، 16 يونيو 2015

شعر :أحمد آدم في ذكرى رحيله-علي لفتة سعيد

شعر
أحمد آدم في ذكرى رحيله

علي لفتة سعيد

يا ابن ادم
لم تزل أنت كما أنت
بطلعتك التي تشبه عمرا مزهرا
وقامتك التي تشبه خيزران الملوك
وعيناك شرفتان يطلان منهما القمر
وضحكتك التي تشبه زغرودة أم فقيرة
 زفت ابنها إلى مخدع الحب
وقصيدتك هي ذاتها ريانة
وأنت تسعى لتحتضن الكون في داخلك
وسرير كتبك هو ذاته الذي لم تنم عليه
 فاخترت الأرض مناما ولحافا نهائيا
أحمد هاشم
أحمد آدم
لم تمل من القراءة
فكان تهجدك كأنه ترتيل لآيات الوطن
ولم تشف غليل الغلواء في داخلك
 لينفجر فطرة أحبها الآخرون
كنت وأنا
نستر عورات الآخرين وتضمني إليك وتقول
 لا نفع للكلمات مع الذين هادنوا
فهؤلاء في كل ولاية
ومع كل ناعق
وفي كل موسم
كنت تقول
أنهم لا يشبهون الحرباء لأنهم أكثر جرأة منها
 في تلون الثياب والوجه والابتسامة والتملق

لم تزل أنت كما أنت
أُمسك شعرك فتتدلى النظارة بخيطها الأسود على صدرك
أجلس على كرسيك الخشبي القديم
على رصيف شارع قبلة الإمام الحسين
لم يزل المكان ذاته
أحلف برأس الحرف الذي أحببت
أن لا حبيبا لك لا ينظر يمينا إذا ما سار في الشارع
وأحلف بحليب الكلمات
أن لا أحد من أدمنت رؤيتهم لا يتذكرونك
أنت وحيدا
فابقي بطلعتك
وقامتك
وعينيك
وضحكتك
وقصيدتك
وسريرك
واقرأ كثيرا قصائد الآخرين الخلب
لأنك الشهيد
الذي أراد الله له أن يكون يوم استشهاده مميزا


ليست هناك تعليقات: