بحث هذه المدونة الإلكترونية

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 26 يونيو 2015

معماريون عراقيون في المنافي-د.احسان فتحي




معماريون عراقيون في المنافي



الأعزاء المعماريون العراقيون والأصدقاء في كل مكان
تحيات وسلامات
د.احسان فتحي
    من الطبيعي جدا أن يتحسر كل عراقي غيور على كل هذا الشتات المذهل من أهم الكفاءات الوطنية في كافة المجالات والمتواجدة في جميع أنحاء العالم. إن العراق، ومنذ فترة طويلة ترجع إلى السبعينات من القرن الماضي، تميز ببراعته في طرد كفاءاته وأصبح بسرعة احد أهم المصدرين للعقول الخبيرة والمبدعة دون ندم. بل على العكس من ذلك أحيانا، حيث تعالت أصوات غير قليلة تصنف العراقيين حسب فئتين: عراقيو الداخل وهم الوطنيون الصابرون، وعراقيو الخارج وهم الذين خذلوا وطنهم وتركوه يغرق في محنته!
طبعا، إن هذا التصنيف "العنصري" هو مجحف بحق الملايين من العراقيين الوطنيين الذين اضطرتهم الظروف القاسية، وأحيانا القاتلة، لترك بيوتهم الجميلة وأعزائهم وأصدقائهم سعيا وراء لقمة العيش، وأحيانا سعيا وراء قدر من التعامل الإنساني، أو البحث عن شيء منسي اسمه الكرامة. سمعنا قبل فترة قصيرة من وزارة الصحة العراقية بأن عدد الأطباء العراقيين الذين تركوا العراق منذ 2003 قد ناهز الـ 10000 طبيب! ولم تقدم الوزارات الأخرى إحصائيات مماثلة عن هجرة منتسبيها. ومن غير المستغرب بان عدد العراقيين الذين تركوا الوطن منذ 2003 قد يبلغ من 4-5 ملايين، هذا عدا الملايين المهجرة داخل وطنها الكريم!
    أنا هنا لست بصدد لوم جهة محددة لان الأمر معقد وشائك جدا. أنا هنا أود أن أركز لا على العدد بل النوعية. أنا اقصد الفئة المتميزة جدا في حقل اختصاصها التي اضطرت لترك الوطن وهو أمر لافت إلى ابعد الحدود. إن نظرة خاطفة إلى الكفاءات العراقية المبدعة في جميع الاختصاصات ستلاحظ فورا هذا الشتات المذهل كله خارج العراق وهي خسارة مدمرة : أفضل الأطباء والعلماء والمهندسين والمخططين والفنيين والشعراء والفنانين والأدباء والمسرحيين والموسيقيين والأساتذة الأكاديميين في جميع التخصصات وغيرها.
     ولتوضيح أكثر لما أقول فأنني وجهت اهتمامي في هذا "البوست" على ابرز الكفاءات الهندسية المعمارية العراقية العاملة فقط في الإمارات العربية المتحدة. إن التجربة المعمارية العراقية في الإمارات ترجع إلى بداية الستينيات من القرن الماضي حيث كان البادئ هو المعماري المتميز مدحت مظلوم ثم تلاه رفعة الجادرجي ومحمد مكية وآخرون. أما الآن فان هناك حقا نخبة مميزة جدا من ابرز المعماريين العراقيين من ذوي المكاتب الهندسية الكبيرة استطاعت أن تنافس أقوى المكاتب العالمية وتتغلب عليها في العديد من الأحيان، أو أن تتعاون مع ابرز المكاتب المعمارية العالمية بشكل فاعل ومؤثر. هناك المعماريون المبدعون بكل معنى الكلمة مثل: عباد الراضي، محمد الاعسم، هيثم عجينة، مثنى البياتي، مهند الاعسم، شيركو الباشا، عمانوئيل حنا، أياد النعوم، جنان خمو، أسوان الزبيدي، منهل الحبوبي، محسن آل ياسين، ومئات غيرهم من المعماريين الشباب الذين يعملون معهم ولا يتسع المجال مع الأسف لذكرهم هنا. إن هذه "الكتلة" المذهلة من الطاقة والخبرة التعميرية تسهم بشكل فاعل في النهضة العمرانية الخليجية بينما هي تكاد أن تكون مهملة في وطنها، ما عدا استثناءات قليلة.

تحياتنا الحارة وتمنيتنا الطيبة لهم.

نعم، إنهم معماريو العراق في الخارج!

*معماري عراقي من "الخارج"
ليس بعيدا....في الاردن!


هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

استاذ إحسان،
بعد التحية والتقدير...
صحيح ان الاساتذة والاطباء معظمهم هاجرو هرب او بحث عن الرزق، لكن الغربة أوضحت لنا وجوههم الحقيقة.
فعلى سبيل المثال محمد الاعسم من اشد الناس طائفية وحقد على كل عربي سني علما انه يعمل في دول عربية وسنية!
وشيركو باشا غير صادق بالتعاملات وقد سبب مشاكل كبيرة للعراقيين قبل الاماراتيين في عمله الغير نزيه.
وكما ان معظم المهندسين العراقيين في دول الخليج لا يدعمون او يساندون ابناء بلدهم (العراقيين)
مع الشكر...
مهندس معماري من العراق الجريح

غير معرف يقول...

احسان ما اكثر المعماريين والمعماريات في الغربه
اذا اردت انًتكون دقيقا كالعاده عليك بالبحث اكثر