ألا تخجلون من ميسي يا لصوص بغداد ؟
كاظم فنجان
الحمامي
طفلة عراقية يتيمة
من ضواحي بغداد، اسمها الحقيقي (حنين). قررت حلق شعرها وارتداء قميص اللاعب الدولي
(ميسي)، وتظاهرت برجولة مصطنعة لتدفع عربتها اليدوية في الساحات والمحال التجارية.
تارة تعمل بوظيفة (حمّال)، وتارة تمارس التسول في تقاطعات الشوارع الكبيرة حتى
تحصل على النقود لتطعم الأفواه الجائعة، وتملئ البطون الخاوية، وتوفر احتياجات أسرتها
الفقيرة المؤلفة من بنات قاصرات وأرامل عاجزات.
الطفلة (ميسي)
دليل قاطع على نذالة المسؤولين والمتنفذين في أغنى أقطار كوكب الأرض، ودليل على تردي
مستويات العدالة الاجتماعية، وتأرجح توازنها المعيشي، ودليل على غياب منظمات
المجتمع المدني في أرض السواد. ودليل دامغ على سوء إدارة هيئات الضمان الاجتماعي،
وسوء التصرف بأموال المحسنين وحرمان المعوزين من الرعاية والعناية.
فتاة عراقية بعمر
الورد. لم تلتحق برياض الأطفال أسوة بأقرانها، لم تتمتع بطفولتها. لقد فُطمتها
الأقدار على الجوع والذل، فرضعت من أثداء الفاقة والحرمان. لم تذق طعم السعادة،
ولم تجد لقمة العيش في بيت أمها، فخرجت مضطرة للبحث عن الرزق الحلال برداء وحذاء الولد
الشاطر (ميسي).
لو اطلعت على
ولائم المفسدين والحرامية لوليت منهم فرارا، ولملئت منهم رعبا،
فالإسراف في تناول أشهى المأكولات وألذ الأطعمة، وما يرافقها من بذخ برمكي، وتبطر
ملكي هي العلامات الفارقة في لقاءات كبار المسؤولين.
حتى الحرامية أنفسهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء هذه المشاهد المزرية.
فالمفسدون في العراق فقدوا مروءتهم، وتجردوا من إنسانيتهم، وانشغلوا بالمهاترات
والمناكفات والعداوات المفتعلة.
قبل بضعة أيام كانت الممثلة الأمريكية (الكافرة جداً) توزع الطعام لفقراء
العراق، وتشيد البيوت لنساء العراق، وتخصص الرواتب المجزية لأيتام العراق، بينما
انصرف المؤمنون جداً والمتظاهرون بالورع والتقوى نحو شراء العقارات والبساتين
وبناء القصور الفاخرة واقتناء العربات الفخمة. وتبادل الخواتم والمسابح الثمينة.
دعونا نختبر مروءة ميسي هذه المرة، ونترجم له هذه المقالة إلى اللغة
الاسبانية، ثم نرسلها إلى ناديه برشلونة أو إلى بيته في الأرجنتين. هل تظنون أنه
سيقف مكتوف الأيدي ويرفض تقديم يد العون والمساعدة لهذه الفتاة التي حملت اسمه
وارتدت قميصه ؟. كلا وألف كلا، أغلب الظن أنة سيسدد صفعة حرة مباشرة إلى أصحاب
الوجوه الزئبقية، وسيجل أفضل ركلاته البهلوانية ضد الذين جلبوا لنا الفقر والعار
والتخلف. وربما يحزم حقائبه ويأتي إلى بغداد ليزور (حنين) في بيتها (كوخها).
ألا لعنة الله على الذين تسببوا في إفقار شعبنا المنكوب، ولعنة الله على
الذين سرقوا طعامنا من أفواهنا، وحرموا البائسين من لقمة العيش.
ربنا مسنا الضر وأنت أرحم الراحمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق