الجمعة، 20 فبراير 2015

شعر عراق 2006 عراق 2007- آمال الزهاوي

شعر
عراق 2006
عراق 2007





آمال الزهاوي

أي ُ عراقٍ أنت ؟
ولأي مدى في العنفِ تحولت ْ
وبأي الأشكال تجسدتْ

تتلظّى في أردية الفتنةِ غيظاً
بعضك يضرب بعضاً
لتعاني ما عانيت
عصفٌ .. عصفٌ يتوالى
  لمّا صليتُ على سجادةِ عمري
 في ظلِ بلادي
وبها قلقي وسهادي
أمسكتُ  على قلقٍ  كل مناديل ودادي
وعلى فيضِ شراييني .. وبلهفةِ أوردتي
انكشفت أحلام فؤادي

وتفرست بأقمار الرؤيا
وهنا في فوهةِ أحزاني
الدامية الآن رأيتْ
والصورة تتحرك من تحتي
ويحاصرني البرد ُ .. ولا زَيتْ
خارطتي  تتوهج في العصفِ
فلا صفحات الماء صَبت ْ
في ألق الهور ِ
ولا أشجار الجوز تلملمُ غيبتَها
الصورة تتوهج من حولي
في البعدِ المتكثّفِ
حين يهاتفني الصوتُ
فيطلقُ في الصمتِ نشيد َ الإنشادِ
ويدوّي في أقصى الأبعادِ
ويحاصرني الواقعُ
نصلٌ يتوجّع في الأكباد
وطيوف الهمِ ترفُّ على الأعواد ِ


في كل نهار ٍ
أتوهج بالحب الضاري
حيث يشعُ سنا
كل منار في بغداد
ولماذا ترتبكُ الأشياء بنا ؟
تتناثر أوردة عبر ظلال
يتمددُ في أرجاء حديقتنا
كالتنّين المتربصّ هذا الفمْ
تتفجّر قنبلة من دمْ

أتساءل  كيف يعاودني الهمْْ
وأنا  من دائرة البذلِ أتيت
في  لوعة آلامي عانيت ْ
من جذوة أيامي أعطيت
ليتكَ  ترسل قرصَ الشمسِ
على كل الناس .. وليتْ
علّ أكفا فرقها البعد تلاقت
واشتبكت ْ
في منظرِ صفوٍ أخاذ

أي عراق ٍ  أنت ؟
أي عراق ٍ  صرت
اتملّى وجهك َ وأدوس سهولك
أعلو كل شموخِ  جبالك
أبصر فيك وهاداً
لا أعرفها
هل أني أفهمك الآن ؟
أم اجهل كل تضاريسك ؟
واراك بقلبي تدمع
كشهاب ينفض لؤلؤهُ
في هذا الكون

أجساد دون رؤوس ٍ
ورؤوسٌ تبحث عن أجساد
هذي صورتك الدامية الأبعاد
أيد تتطاير .. ودماءٌ تتفجّر
أشلاء تتبعثر .. أقدام تطفرُ
ووجوه تطمسُ كلّ ملامحها النيران
وخارطةٌ من خلجات النفس
ترسمها بالأحمر فرشاة النحس
من يقرؤها ؟
فوق القار السائح تبصر أحلاما
تتهاوى في لحظات
وانطبعت أجداث
بسجلّ الدنيا


يا قطّارة حزني لا تنفلتي
وأمامك حشد الباكين
يجمعهم عرس الدمْ
باللون القاني
ولدائرة الآلام
سطور كتبت بمداد ِ

من يصنع هذا المشهَد ، ينزله ؟
للشارع فوق القار
ولماذا ؟
أنت الموؤدةُ والمظلومةُ
ذا تاريخك يشهّدْ
من يمسك أفئدة النفس
لكي لا تبرد
في قلب الحدث الأسود
وأمام شراك السيارات الملغومة
عبر عيون الأشهاد

يا صائد أرواح الناس .. ويا قنّاص الأجساد
للصبر أنين والصبح حزين
والوقتُ يشدُّ بأوتادِ
الأرواح ستصعد .. والأجساد هوت
تتخبّط في برك حمراء بلا ميعادِ
ضُمْ سهامك .. لا تطلقها للرائح والغادي
وانزع من نفسك سهم الصياد
يا من ترحل عبر مدى مجهول
فيه القاتل والمقتول
وضحايا تعبر في صف حداد ِ
من منكم
يصعدُ نحو نبيّ الحكمة والوحي ؟
من منكم يسطع في لون القمر الفضي
يظلله الله
في مزرعة القدر المكتوم
لمّا يتناسلُ فيها الموتُ كثيفا كالمعتاد
ويصير على استعدادِ

أشجار باسقة ٌ يثقلها الرمّان المتفجرُ
وثمارٌ تطلقها أشجان تتصاعد فيها الروح
تتداخل في الألق المفتوح
فمن منا يرضى ؟
ليدور حوالينا الظل المسفوح
ويطوف علينا ما سيكون
فماذا نفعل في الحين ؟
والبلوى إثْر البلوى تتواتر تحت مرامي العين

قل لي من أنت ؟
وكيف تكوّنت ؟
هل أنت عراقٌ ..  وعريق ؟
أم أنت عراك ؟

واديمك يحمل ُ الاف القتلى المجهولين
فنطوف على دائرة اللغز .. ونسأل ُ
من اين يجيءُ الجند الموتورون ؟
كيف يتناسل فينا الشهداء المغدورون
وها هي  تفلتهم من بين يديها رغبات الامريكان
ينسابون الينا من كل مكان


يا من زرعوا فينا كل الأضداد
كيف يكون الهم
وجبال الموج أنهدت فينا
وتناقضت الدنيا
لما استلقى الأصبع فوق الأزرار
ليهُب بردهات  الأمل المتمدّد ِ في الوادي
دفق ضباب
هل تقدر أن تمسكه ظلفات الباب
والأرض ... وأحراش الأرض يحوّلها
الظمأ الناريُ
إلى بعض يباب
يا جزر النار .. غزتنا
في هذا العصر الحيتان
وأمام الملأ الأعظم .. وعيون الأشهاد
دربكة هزّت اوتار العالم
وحناجر تهتف في الاصفاد
من اين يجيء الينا فيض الامداد ؟
وانت بداخل استار الخوف  تدين
وتداري نجمتك الثكلى
الذابلة الاطراف سنين
فمن يطلع فيك الغيظ
ويضيء ببرقك افئدةً لاتخبو
وتمطر فيك شجون
وتطير بجناحين من الوهم
بعيداً لليوم الوقادِ
..




ليست هناك تعليقات: