راهبان يتكلمان في عالم أفقده الخوف ذاكرته
صائب خليل
1 آب 2016
تصريح البابا فرنسيس بأن “العالم في حالة حرب، لكنها ليست حرب أديان”،(1) مدهش من زوايا عديدة. فكيف أفلت البابا من الفخ الإعلامي الذي يقول العكس؟ وكيف تجرأ البابا ليقولها دون ان يخشى التهمة بمساندة الإرهاب، او الفشل في "تسمية الأشياء بأسمائها"؟
البابا ذهب ابعد من ذلك في "تسمية الأشياء بأسمائها" فقال بوضوح لا مجال للبس فيه: "إن الحرب التي أتحدث عنها هي حروب من أجل المصالح والمال والموارد وليست حرب اديان لأن كافة الاديان تريد السلام والاخرون هم الذين يسعون للحرب”.
هذا البابا الشديد الوعي والشجاعة، ذكرني بقسيس آخر، لا يقل عنه وعيا وشجاعة، إن لم يزد عليه. إنه المطران الموصلي الراحل فرج رحو، والذي اغتالته يد الغدر عام 2007. من الذي اغتاله؟ لنستمع إليه في هذا الفيديو،(2) فللرجل من الشجاعة والوعي ان يرشدنا إلى قاتله بشكل لا لبس فيه ايضاً.
لنستمع إليه هو الآخر يرفض اسطورة "القاعدة" الإسلامية السنية التي "تكره المسيحيين" فيقول بوضوح تام: "هذا الشي اللي عملتو أمريكا بينا.. احنا نخاف من مخطط مهيأ ومبرمج، أمريكا تنفذه في البلد هذا.."
وحين سأله مقدم البرنامج عن كيفية توصله الى ذلك جاءه بدليل: "قراءة الواقع تقول هذا.. وقت اللي فجروا المطرانية مالتي 7 \12\2004 خابروهم بالخط الساخن.. أجو بعد أربع ساعات، (كيف) لو كان الخط بارد؟"
ليعود ويؤكد بشكل واضح: "العيش المسيحي مع المسلمين كان موجود وكان ممكن يبقى ويستمر، لكن أمريكا هي اللي جت عملت هالفتنة هاي، هي اللي فتت العراق، هي اللي تريد تقسم العراق، هي اللي تختلق هالصراعات بين الشعب العراقي. هي إرهابية وجابت الإرهاب وجت!"
فهل يعقل أن "القاعدة"، المتطرفة بجنون والتي تعمل من أجل "الإسلام"، لا تختار من المسيحيين ضحية، إلا من يؤكد أن المسلمين مسالمين ويمكن العيش معهم، ويوجه إصبع الاتهام بهذا الوضوح إلى أميركا، التي يفترض أنها عدو “القاعدة” وتقود الحرب عليها؟
إن لم تكن جهة إسلامية هي من يرتكب الإرهاب، بل، وفق المطران رحو، هي اميركا التي تريد الفتنة وخلق الصراعات وتقسيم العراق وتفريغه من مسيحيه، فمن قتل فرج رحو؟ هذا نعرفه من جواب المطران على سؤال الصحفي الخبيث، "الا يكفيك يا سيدنا؟ انت راح تطلع".. فأجابه: "أنا أطلع أخير واحد..."!
كان رحو شوكة في عيون من "يخططون لإفراغ العراق من مسيحييه"، ولذلك توجب قتله.
كم منا مازال يذكر المطران الشجاع رحو؟ وكم من هؤلاء يذكر ما قاله قبل ان يستشهد؟ وكم من هؤلاء يمتلك الشجاعة لمواجهة الحقيقة التي يطرحها؟
الحقيقة اني من ضمن الكثير مما قرأت عن فرج رحو، قلما يشار إلى موقفه الواضح من اميركا واتهامها، فبين المسيحيين من الجبناء ما لا يقلون نسبة عما في المسلمين! إنهم يخفون الحقائق التي قد تكشف قتلة ضحاياهم، بشكل يحرجهم كما فعلوا في جريمة كنيسة سيدة النجاة. وكما يفعل الآخرون، حتى من المسلمين، فهم يفضلون اتهام الهدف الأسهل والأكثر امانا: الإرهاب الإسلامي!
عودة إلى البابا فرنسيس، الذي لا يصدق أن قاتل الكاهن الفرنسي "إسلامي" حقاً، او ان لداعش علاقة بالدين، كما يقول، فبمن ترتبط داعش إذن في راي البابا؟ إنه يقول انهم "الآخرون الذين يشعلون الحروب....من أجل المصالح والمال والموارد"!!
إنها تبدو وصفة أقرب لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وعصابات المال الدولية الأخرى مما هي لمنظمة دينية إرهابية! فهل كان اتفاق البابا فرانسيس مع المطران فرج رحو على هوية الإرهاب، صدفة؟
يقول الأب فرانسيس: “يجب ان لا نخاف من قول الحقيقة”.
لكن الأغلبية الخائفة التي تعرف وتتذكر الحقيقة جيداً، تفضل ان تفقد ذاكرتها لترتاح.
(1) البابا فرنسيس: العالم في حرب، لكنها ليست حرب أديان
http://arabic.euronews.com/…/pope-says-church-attack-is-pro…
(2) فرج رحو في مقابلة صوتية: أمريكا إرهابية جاءت بالإرهاب لاشعال الفتنة وتقسيم العراق
https://www.facebook.com/khalilquotes/videos/1049018955133562/
صائب خليل
1 آب 2016
تصريح البابا فرنسيس بأن “العالم في حالة حرب، لكنها ليست حرب أديان”،(1) مدهش من زوايا عديدة. فكيف أفلت البابا من الفخ الإعلامي الذي يقول العكس؟ وكيف تجرأ البابا ليقولها دون ان يخشى التهمة بمساندة الإرهاب، او الفشل في "تسمية الأشياء بأسمائها"؟
البابا ذهب ابعد من ذلك في "تسمية الأشياء بأسمائها" فقال بوضوح لا مجال للبس فيه: "إن الحرب التي أتحدث عنها هي حروب من أجل المصالح والمال والموارد وليست حرب اديان لأن كافة الاديان تريد السلام والاخرون هم الذين يسعون للحرب”.
هذا البابا الشديد الوعي والشجاعة، ذكرني بقسيس آخر، لا يقل عنه وعيا وشجاعة، إن لم يزد عليه. إنه المطران الموصلي الراحل فرج رحو، والذي اغتالته يد الغدر عام 2007. من الذي اغتاله؟ لنستمع إليه في هذا الفيديو،(2) فللرجل من الشجاعة والوعي ان يرشدنا إلى قاتله بشكل لا لبس فيه ايضاً.
لنستمع إليه هو الآخر يرفض اسطورة "القاعدة" الإسلامية السنية التي "تكره المسيحيين" فيقول بوضوح تام: "هذا الشي اللي عملتو أمريكا بينا.. احنا نخاف من مخطط مهيأ ومبرمج، أمريكا تنفذه في البلد هذا.."
وحين سأله مقدم البرنامج عن كيفية توصله الى ذلك جاءه بدليل: "قراءة الواقع تقول هذا.. وقت اللي فجروا المطرانية مالتي 7 \12\2004 خابروهم بالخط الساخن.. أجو بعد أربع ساعات، (كيف) لو كان الخط بارد؟"
ليعود ويؤكد بشكل واضح: "العيش المسيحي مع المسلمين كان موجود وكان ممكن يبقى ويستمر، لكن أمريكا هي اللي جت عملت هالفتنة هاي، هي اللي فتت العراق، هي اللي تريد تقسم العراق، هي اللي تختلق هالصراعات بين الشعب العراقي. هي إرهابية وجابت الإرهاب وجت!"
فهل يعقل أن "القاعدة"، المتطرفة بجنون والتي تعمل من أجل "الإسلام"، لا تختار من المسيحيين ضحية، إلا من يؤكد أن المسلمين مسالمين ويمكن العيش معهم، ويوجه إصبع الاتهام بهذا الوضوح إلى أميركا، التي يفترض أنها عدو “القاعدة” وتقود الحرب عليها؟
إن لم تكن جهة إسلامية هي من يرتكب الإرهاب، بل، وفق المطران رحو، هي اميركا التي تريد الفتنة وخلق الصراعات وتقسيم العراق وتفريغه من مسيحيه، فمن قتل فرج رحو؟ هذا نعرفه من جواب المطران على سؤال الصحفي الخبيث، "الا يكفيك يا سيدنا؟ انت راح تطلع".. فأجابه: "أنا أطلع أخير واحد..."!
كان رحو شوكة في عيون من "يخططون لإفراغ العراق من مسيحييه"، ولذلك توجب قتله.
كم منا مازال يذكر المطران الشجاع رحو؟ وكم من هؤلاء يذكر ما قاله قبل ان يستشهد؟ وكم من هؤلاء يمتلك الشجاعة لمواجهة الحقيقة التي يطرحها؟
الحقيقة اني من ضمن الكثير مما قرأت عن فرج رحو، قلما يشار إلى موقفه الواضح من اميركا واتهامها، فبين المسيحيين من الجبناء ما لا يقلون نسبة عما في المسلمين! إنهم يخفون الحقائق التي قد تكشف قتلة ضحاياهم، بشكل يحرجهم كما فعلوا في جريمة كنيسة سيدة النجاة. وكما يفعل الآخرون، حتى من المسلمين، فهم يفضلون اتهام الهدف الأسهل والأكثر امانا: الإرهاب الإسلامي!
عودة إلى البابا فرنسيس، الذي لا يصدق أن قاتل الكاهن الفرنسي "إسلامي" حقاً، او ان لداعش علاقة بالدين، كما يقول، فبمن ترتبط داعش إذن في راي البابا؟ إنه يقول انهم "الآخرون الذين يشعلون الحروب....من أجل المصالح والمال والموارد"!!
إنها تبدو وصفة أقرب لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وعصابات المال الدولية الأخرى مما هي لمنظمة دينية إرهابية! فهل كان اتفاق البابا فرانسيس مع المطران فرج رحو على هوية الإرهاب، صدفة؟
يقول الأب فرانسيس: “يجب ان لا نخاف من قول الحقيقة”.
لكن الأغلبية الخائفة التي تعرف وتتذكر الحقيقة جيداً، تفضل ان تفقد ذاكرتها لترتاح.
(1) البابا فرنسيس: العالم في حرب، لكنها ليست حرب أديان
http://arabic.euronews.com/…/pope-says-church-attack-is-pro…
(2) فرج رحو في مقابلة صوتية: أمريكا إرهابية جاءت بالإرهاب لاشعال الفتنة وتقسيم العراق
https://www.facebook.com/khalilquotes/videos/1049018955133562/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق