بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الأحد، 7 أغسطس 2016

إيما دوبينيي اختفت أكثر من قرن وراء لوحة لإدغار دوغا-فنون


إيما دوبينيي اختفت أكثر من قرن وراء لوحة لإدغار دوغا
فنون

باريس-

بفضل تقنيات تصوير متطورة جداً، تمكن باحثون افتراضياً من إظهار وجه المرأة التي رسمها الرسام الفرنسي إدغار دوغا (1834- 1917) على لوحة غطاها لاحقاً برسمه بورتريه آخر.

وقال هؤلاء العلماء إن هذه المرأة هي إيما دوبينيي إحدى العارضات المفضلات لدى ديغا. وهي كانت تختبئ وراء لوحة «بورتريه امرأة» (1876-1880) الموجودة بين مجموعات «ناشونال غاليري أوف فيكتوريا» في ملبورن (أستراليا)، وتمثل امرأة ترتدي الأسود لم يحدد مؤرخو الفنون هويتها بعد. ومعروف منذ عشرينات القرن العشرين، أن هذا العمل يغطي عملاً آخر بالمقلوب راحت أطرافه تبرز شيئاً فشيئاً مشوِّشة على وجه المرأة في اللوحة الأخيرة. ويعود هذا الأمر إلى تحول تدريجي في صباغ الطبقة العليا من الطلاء التي تزداد شفافية، كما أوضح عالم الكيمياء ديفيد ثوروغود المشارك في إعداد الدراسة التي نشرتها مجلة «ساينتيفيك ريبورتس» العائدة إلى مجموعة «نيتشر».

وكان العلماء فشلوا في تحديد الوجه المخفي، لكن ثوروغود، أحد أمناء متحف «كوين فيكتوريا ميوزيوم أند آرت غاليري»، أوضح من لونسيستون في أستراليا أنه «مع استخدام أشعة إكس التقليدية نرى فقط ظلالاً تكوِّن امرأة. أعمالنا تؤكد أنها امرأة، وأن الأمر يتعلق بلوحة أخرى لدوغا كانت مجهــولة». وأضـــاف: «الأمر يثير حماسة كبيرة، فاكتشاف لوحة جديدة لدوغا مخفية عن الأنظار لا يحصل كل يوم».


الأشعة السينية تكشف الحقيقة

وللتوصل إلى هذه النتيجة أخضع العلماء اللوحة لأشعة إكس في مسرِّع الجسيمات (سينكروترون) الأسترالي في كلايتون. وقال ديفيد هاورد، الباحث في هذا السينكروترون والمشارك في إعداد الدراسة: «الضوء الناجم عنه أقوى بمليون مرة من قوة الشمس».

ويصدر ضوء السينكروترون عندما تقوم حقول مغنطيسية بتحويل مسار الإلكترونات المشحونة طاقةً السارية في حلقة تخزين دائرية. ومن أجل تحليل التشكيلة الأساسية للصباغ في اللوحة استخدم الباحثون تقنية غير مؤذية تسمى «إكس آر أف»، أي فلورية الأشعة السينية. وأعادوا افتراضياً بواسطة كومبيوتر تشكيل الألوان الممكنة للوحة المخفية فظهر عندها وجه امرأة شابة سمراء صاحبة عينين داكنتين وأنف بارز. وقال هاورد: «نظن أنها إيما دوبينيي بعد المقارنة مع أعمال أخرى لدوغا تمثلها».

واعتبر هنري لواريت الرئيس السابق لمتحف اللوفر والمتخصص بأعمال دوغا: «من الوارد جداً أن تكون إيما دوبينيي». ولواريت أيضاً مفوض معرض حول الرسام مقام راهناً في «ناشونال غاليري أوف فيكتوريا» في ملبورن، ويتضمن لوحة «بورتريه امرأة». وهو يذهب إلى أبعد من ذلك، ويعتبر أن إيما دوبينيي هي المرأة الواردة في «بورتريه امرأة»، وهو احتمال أثاره في أيار (مايو) أمام أحد خبراء «ناشونال غاليري أوف فيكتوريا». وقال إنها «كانت تتمتع بعينين سوداوين كبيرتين وحاجبين لافتين. ومن السهل التعرف إلى شكلها». وأضاف أن «الرسم مجدداً على العمل ذاته كان شائعاً لدى دوغا، وهذا ليس باستثنائي».

ولدت ماري إيما تويو (إيما دوبينيي) في منطقة واز شمال فرنسا العام 1851 وكانت تقيم في حي مونمارتر الباريسي حيث كانت تعمل عارضة لرسامين. وتعاونت مع دوغا قرابة العام 1870. واستخدمها ديغا كعارضة، وكانت أيضاً موضوع لوحة في «بورتريه إيما دوبنيي» (1869) الموجودة ضمن مجموعة سويسرية خاصة، على ما أوضح لواريت.

يذكر أن الأشعة السينية (إكس) تسمح منذ عقود باكتـشاف أعمال مخفية تحت لوحات، من بينها عمل لفان غوغ.
_________

*أ ف ب

ليست هناك تعليقات: