الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

عزاء تأخر كثيرا-عدنان المبارك

نصوص
عزاء تأخر كثيرا


  
قبيلتنا على وشك الأختفاء
لا أحد يعلم متى بالضبط ستنقرض.
ضحك السحرة وقالوا :
الأمل كله في الانبعاث.
وأنت ضحكت معهم .
وكانت السماء شاهد زور
على ( نكبة صغيرة ) مثل هذه.
حرباء تزحف فيك ،
وفي كل يوم أنت ترشي مهرجا متقاعدا
كي يبكي الأطفال ويسلّي الكبار،
كي تسوّر قنوطك بعبث مرّ كهذا.
خدعتني بالقول عن قبور شاغرة.
فكل المقتربين من الرحيل
اختاروا المحرقة ،
كي يحتفظ الأحفاد برمادهم
تعاويذا في أزمان نكبات أكبر.
قلت لك :
- العودة الى ما كان هي الأسلم ،
فسوء معروف أفضل من خير مجهول .
كما لست أنا من شبّه الحياة ببغي غير مقدسة.
أعترف بأنها دولاب هواء بل ريح لعوب.

نصائح هذا وذاك لا تفيد في هذا الزمن العنود.
بل هي عزاء تأخر كثيرا، وكان عذره :
كانت هناك ديناصورات
وعصور جليدية
وطلاسم غير سماوية...
لكن أمامنا أكثر من صنم لليأس ،
أكثر من ريبة في الرؤوس .
زائري المزمن في الليل والنهار
طمأنني ، لكن قليلا :
لا أحد يغني بمثل هذا النقاء
سوى الذين هم في أعمق جحيم ،
أما صرختهم هناك فهي غناء ملائكة.

قيل أنه سميع مجيب.
سميع قد يكون،
مجيب هي مزحة
من عصور سبقت كتابه.
فمي متورّم كأجاصة من بستاننا القديم.
وهكذا
لم يكن هناك حوار مع النفس
ولا مع أيّ كان.
ولا ارغام هنا ، لكني آسف على عجزي
في الهمس بأذن سكير أو محتضر:
- الخيبة وباء مستشر.
قدماي معوقتان بالورم.
المعذرة أذا لم ألحق بعد بنبي أخرس،
المعذرة على السنين التي لم أشف فيها أورامي.
المعذرة على وهمي الكبير بأني أعيش في عالم آخر، حقيقي.
ربنا القديم أخذ المعذرات .
لفّها في صرّة من زمن نوح
ورماها بوجه شيطان افتراضي.
أمرني بالعودة الى أقرب مدينة ألعاب
كي أصعد أحد الدواليب هناك
وأظل أحلم بعالم مخصص للمنبوذين.
لم أفعل هذا اللامعقول.
لم أحلم و لم أكتشف أيّ عوالم جديدة
ولم الاكتشاف؟ كي أظل مع العذابات القديمة ؟

المفاجأة أنه صار حقا، سميعا مجيبا.
وأظنها المرة الأولى في تأريخ السماء ذي الطول الخرافي .

 
 


ليست هناك تعليقات: