بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

سيتويل والسياب.. المطر..!**أيدث -ترجمة: سنان أحمد حقّي


   
   

سيتويل والسياب.. المطر..!**أيدث 


 ترجمة: سنان أحمد حقّي      

1. ظلّ يتساقط المطر..!

ظلّ يساقط المطر
معتما كعالم الإنسان، اسوداً كخسارتنا
أعمى كالف وتسعمائة وأربعون مسماراً
فوق الصليب
.............
ظلّ يتساقط المطر
بصوتٍ كنبضاتِ القلبِ التي تتحوّل إلى ضرباتِ مطرقة
في ساحة الخزّافِ ، وكخطواتٍ فاجرةٍ
على الضّريح
.....................
ظلَّ يتساقط المطر
في حقلِ الدّمِ حيثُ يتكاثر نسل ُ الأماني وحيثُ العقل الإنساني
يحتضن جشعه ، تلك اليرقة على جبين قابيل
.....................
ظلَّ يتساقط المطر
على قدمي الرجلِ المتضوّرِ جوعا والمعلّق على الصليب
المسيح المسمّر هنا ليلا ونهارا، إسبغ علينا رحمتك
على الرجل الغني وأليعازر الفقير*
فالذهب والجروح تحت المطر تتعادل
ظلَّ يتساقط المطر
ظلَّ يتساقط الدّمُ من المتضوّر جوعا ، من خاصرة الرجل الجريح،
يحملُ في قلبهِ كلَّ الجراح ـ جراح النورِ الذي مات،
آخرُ الشرار خبى
في القلبِ الذي إنتحر، جراحُ حُزنِ العتمةِ الحزينةِ غير المفهومة
جراحُ الدبّ الذي إبتلع الطعم
الدبّ الأعمى الباكي
الذي يجلده صاحبه على بنيته الواهنة ...دموع أرنبة الصيد
.................
ظلّ يتساقط المطر
ثمّ آه أنقلبُ إلى ربّي الذي يشدّني إلى أسفل
أنظري، أنظري حيث يجري دمُ المسيح في السماء
متدفّقا من الجبين المسمّر إلى تلك الشجرة
إلى أبعد حدّ من العمق ، إلى القلبِ الظامئ
الذي يقبضُ على نيران العالم المعتم الموصوم بالألم
كأكاليل القيصر
ثم يصدح صوتُ الأحدالذي يشبه قلب الإنسان
يوما كان طفلا غافٍ بين وحوش
ما زلتُ أُحبّ ، ما زلتُ أذرف نوري البرئ ، دمي ، من أجلكم.
1940     
  
2. قصيدة أنشودة المطر
للشاعر العراقي بدر شاكر السياب (يمكن الوصول إلى نصّها بالإستعانة بالرابط المثبت
في ذيل المقال     
  
............................
*حكاية الغني الذي عاش مترفا والفقير اليعازر الذي مات معدما ولكن مصيرهما في الآخرة إنقلب إلى خلاف ما كان عليه في الحياة الدنيا وهي من قصص الإنجيل والديانة
المسيحيّة
**مترجمة عن الإنكليزيّة ، ولقد تمت ترجمة هذه القصيدة عدّة مرات وأقدّم هنا تجربتي مع ترجمتها مرة أخرى ــ المترجم ــ
تعقيب ــ للمترجم ــ: يعتقد بعض النقاد أن القصيدة أعلاه كانت قد أثّرت في الشاعر بدر شاكر السياب لا سيّما أن بدرا كان من المعجبين بالشاعرة المذكورة ويُذكر أنه أي بدر كان يتقن اللغة الأنكليزيّة إذ أنه كان قد تخرج في قسم اللغة الأنكليزيّة بكليّة الملكة عالية ( التربية ببغداد حاليا) وحاز على البكالوريوس ، ولكن قراءة متأنية للقصديتين حسب رأينا المتواضع تجعل القارئ يميّز بين قصيدة كٌتٍبت في معرض التأثّر بما كابده السيّد المسيح( ع) وهي أي الشاعرة في حالة تتذكّر فيها معاناته وكأنها تُصلّي وبين قصيدة تقابلها هي عبارة عن تامّل في الطبيعة وذكريات الأشخاص الذين كان يُحبّهم وكل تلك الهواجس والعواطف والذكريات تأتي مصاحبةً لوقع قطرات المطر وكأنها تؤدّي ذلك النشيد .
إن

 
  قصيدة أيدث سيتويل عبارة عن صلاة ودعاء وابتهال ولكن قصيدة بدر أغنية تكاد تفرض موسيقاها على القارئ وتجعله يشعر بالمطر في حين أن أيدث سيتويل تطرح رموزا وإيحاءات روحيّة لتساقط المطر ولكنها لا توفّر لنا أغنية وموسيقى نتغنّى بها مع المطر ، كما فعل بدر.
أترك هذا الموضوع للمهتمّين في أدب الشاعرين بدر وسيتويل وأكتفي بإشاراتي التي ذكرت.
***يمكن للقارئ الكريم الوصول إلى نص قصيدة السياب (أنشودة المطر) عن طريق الإنترنيت ( شبكة المعلومات العالميّة) عن طريق مواقع متعدّدة وهذا الرابط أحدها :
http://ktaby.com/vb/t36012/


ليست هناك تعليقات: