لو أن المثقف راقصة !!*
محمود شاهين *
ثقافات
( برسم السلطة الفلسطينية واتحاد الكتاب العرب واتحادات الكتاب في الوطن العربي )
( من يبعد عني شبح المسدس ) !!
آمل أن لا أظلم الراقصات والمغنيات في مقالتي هذه ، فثمة احتمال شبه مؤكد أنهن يعانين من مشكلة ما تواجههن في حياتهن وفي ظروف عملهن بين فينة وأخرى ، فليس هناك انسان لا يواجه منغصات وما إلى ذلك في حياته وفي عمله ، غير أنني أعتقد أن معاناتهن قد تكون هينة إذا ما قورنت بمعاناة أي مثقف في أوطاننا العجيبة ، بغض النظر إن كان روائياً أو قاصاً، أو شاعرا ،أو باحثا ، أو فيلسوفا، أو كاتبا سياسيا ، (وإن كانت فرص هؤلاء الأخيرين في الكتابة والحوارات واللقاءات المتلفزة والمذاعة متاحة لهم أكثر من غيرهم بما لا يقارن ) فالراقصة يمكن أن تهز خصرها في أكثر من مكان ، وإذا ما أجادت في ابرازمفاتن جسدها فستحتل مكانتها على أكثر من شاشة متلفزة ، وربما عشرات الشاشات ، وفي الغالب تحفظ بعض حقوقها في كل ظهور عن كل هز بطن على معظم الشاشات إن لم يكن جميعها ، والمغنية كذلك ،خاصة إذا ما رافقت كلمات أغنيتها بآهة ما ، أو غنجة ما ، أو حركة تكشف عن ساق ممشوقة وفخذ مكتنز، أونهدين كاعبين صاخبين .. أما إذا تمادت في الشخلعة والإثارة ، فإن فرصها في احتلال الشاشات على مدار الساعة تكون متاحة أكثر من فرص أي مؤمن بالجنة ! وفي الغالب تحفظ حقوقها عن كل ظهور ، أو بث أثيري إذاعي ..
أما عن المثقف المسخم إن وجد بعد عناء ، صحيفة أو مجلة تنشر له مقالا فأول شرط تشترطه الصحيفة أو المجلة أو الموقع الألكتروني المأجور وحتى بعض المواقع غير المأجورة ، أن لا يرسل المقال لغيرها ، وأن لا يكون منشورا من قبل ، وأن وأن إلى آخر المحظورات الممنوع على المثقف الإقتراب منها ، وعلى المثقف أن ينتظرأياما إن لم يكن أسابيع أو شهورا لينشر مقاله ، ثم عليه أن ينتظر شهورا ليقبض حقوقه . وبعض الصحف تشترط الدفع بعد عدد معين من المقالات ( ست مقالات مثلا ) وإذا لم يبلغ المثقف العدد المعين فإن حقوقه البائسة ستذهب أدراج الرياح ، لأن الصحيفة قد تجد عذرا( وما أكثر الأعذار ) لعدم نشر مقالات لاحقة حتى لا يبلغ الكاتب االرقم المفترض ليتم الدفع .. وإذا ما نقلت صحيفة ما أو موقع ما المقال عن الصحيفة المنشور فيها ، فإنه لا يدفع للكاتب من هذه الأخرى . فالثقافة بضاعة كاسدة في أوطاننا ، والصحف تمن على المثقف الكاتب بنشرها مقاله ..
هذه هي الحال باختصار ، وتكون نهاية المثقف إما العيش على الكفاف ، أو الموت جوعا على أرصفة العرب ،كما حدث للفنان والأديب السوداني بهنس الذي مات جوعا وبردا في شوارع القاهرة أواخر العام الماضي. أو الإنتحار شنقا ، أوانتظار طلقة المسدس ، هذا إن كان المثقف قادرا على شراء مسدس ينتحر به كما هي الحال معي !! فأنا كنت أدخرحوالي خمسين ألف دولارلشيخوختي ، وفرتها من الرسم وليس من الأدب أو كتابة المقالات ، من معارض لي في باريس وبرلين وغيرهما ومعرض دائم في دمشق ، وأصرف منها منذ قرابة أربعة أعوام من عمر الأزمة السورية ، وأعيش في عمان بكرامة حتى الآن من هذه النقود - وقد تركت بيتا ومتحفا في دمشق لا يقدر ما فيه من فنون ومخطوطات بثمن مهما كان - وقد أوشكت على النفاد ، ولست مستعدا على الإطلاق أن أهين كرامتي وأن أبقى جائعا أو مشردا ولو ليوم واحد .وسوق الرسم في عمان شبه ميت ، فخلال عامين في عمان لم أبع أكثر من عشر لوحات بأسعار بخسة . أسعى خلف السلطة الفلسطينية عبر كبار الكتاب والمثقفين والمسؤولين الفلسطينيين منذ عامين بالتمام والكمال ، للحصول على عمل أو تقاعد ، بصفتي خدمت في حركة فتح بين أعوام 1968- 1985، حملت روحي على كفي خلال ما يقرب من عامين منها مقاتلا في سبيل فلسطين ( 69-70) امتص البق في كهوف جبال القدس وبيت لحم خلالهما الكثير من دمائي ، ، وفي السنوات اللاحقة في المنافي وفي دمشق تحديدا لم تكن حالي أفضل ، فقد كنت أعيش في دمشق مع زوجتي وأولادي في غرفة قميئة ارتادها العديد من المثقفين العرب ، بدءا ب ممدوح عدوان والكثير من الكتاب السوريين مرورا بالطاهر وطار وواسيني الأعرج والزاوي أمين وانتهاء ب أحمد فؤاد نجم ،حتى أنني اضطررت إلى عرض مكتبتي للبيع على مكتب الدراسات الذي كنت أعمل فيه ويرأسه الأخ أبو مازن الرئيس الفلسطيني حاليا ،الذي صرف لي حينها خمسين ليرة سورية حتى لا أبيع المكتبة !
رسائلي للأخ أبو مازن لم تثمر عن شيء مجد حتى الآن فكل رسالة مني له ، إما أن تحول بالخطأ إلى محافظ القدس ، أوإلى المسؤول عن الإدارة والتنظيم ليبدي رأيه في صحة ما أذكره في رسائلي، أوإلى المذكور نفسه ليبدي رأيه في أوضاعي وعن إمكانية تخصيص تقاعد استثنائي لي بناء على ترشيح من الأديب يحيى يخلف وزير الثقافة السابق ، وأخيرا حول الأخ أبو مازن آخر رسالة مني في عمان إلى السفارة الفلسطينية مستفسرا عن أوضاعي ، ويبدو أن استفسارات الأخ أبو مازن عن أوضاعي ستطول دون أن يتخذ قرارا حاسما بشأن وضعي، ولو مجرد عمل ، فأنا والحمد لإلهي ما زلت قادرا على الكتابة في الادب والفن والفكر والفلسفة وحتى السياسة التي أكرهها وكذلك ما زلت قادرا على الإبداع فقد صدر لي كتابان هذا العام ، أهديت الأخ أبو مازن والسفير أحدهما . كما أنني قادر على الرسم .. فلي في العالم أكثر من سبعة آلاف لوحة في أكثر من ثمانين بلدا .
آمل أن لا يطول انتظاري لقرارات الأخ أبو مازن لأن طلقة المسدس التي تتوعد دماغي أسرع بكثير من اتخاذ قرار .
*****
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك مباشرة
محمود شاهين *
ثقافات
( برسم السلطة الفلسطينية واتحاد الكتاب العرب واتحادات الكتاب في الوطن العربي )
( من يبعد عني شبح المسدس ) !!
آمل أن لا أظلم الراقصات والمغنيات في مقالتي هذه ، فثمة احتمال شبه مؤكد أنهن يعانين من مشكلة ما تواجههن في حياتهن وفي ظروف عملهن بين فينة وأخرى ، فليس هناك انسان لا يواجه منغصات وما إلى ذلك في حياته وفي عمله ، غير أنني أعتقد أن معاناتهن قد تكون هينة إذا ما قورنت بمعاناة أي مثقف في أوطاننا العجيبة ، بغض النظر إن كان روائياً أو قاصاً، أو شاعرا ،أو باحثا ، أو فيلسوفا، أو كاتبا سياسيا ، (وإن كانت فرص هؤلاء الأخيرين في الكتابة والحوارات واللقاءات المتلفزة والمذاعة متاحة لهم أكثر من غيرهم بما لا يقارن ) فالراقصة يمكن أن تهز خصرها في أكثر من مكان ، وإذا ما أجادت في ابرازمفاتن جسدها فستحتل مكانتها على أكثر من شاشة متلفزة ، وربما عشرات الشاشات ، وفي الغالب تحفظ بعض حقوقها في كل ظهور عن كل هز بطن على معظم الشاشات إن لم يكن جميعها ، والمغنية كذلك ،خاصة إذا ما رافقت كلمات أغنيتها بآهة ما ، أو غنجة ما ، أو حركة تكشف عن ساق ممشوقة وفخذ مكتنز، أونهدين كاعبين صاخبين .. أما إذا تمادت في الشخلعة والإثارة ، فإن فرصها في احتلال الشاشات على مدار الساعة تكون متاحة أكثر من فرص أي مؤمن بالجنة ! وفي الغالب تحفظ حقوقها عن كل ظهور ، أو بث أثيري إذاعي ..
أما عن المثقف المسخم إن وجد بعد عناء ، صحيفة أو مجلة تنشر له مقالا فأول شرط تشترطه الصحيفة أو المجلة أو الموقع الألكتروني المأجور وحتى بعض المواقع غير المأجورة ، أن لا يرسل المقال لغيرها ، وأن لا يكون منشورا من قبل ، وأن وأن إلى آخر المحظورات الممنوع على المثقف الإقتراب منها ، وعلى المثقف أن ينتظرأياما إن لم يكن أسابيع أو شهورا لينشر مقاله ، ثم عليه أن ينتظر شهورا ليقبض حقوقه . وبعض الصحف تشترط الدفع بعد عدد معين من المقالات ( ست مقالات مثلا ) وإذا لم يبلغ المثقف العدد المعين فإن حقوقه البائسة ستذهب أدراج الرياح ، لأن الصحيفة قد تجد عذرا( وما أكثر الأعذار ) لعدم نشر مقالات لاحقة حتى لا يبلغ الكاتب االرقم المفترض ليتم الدفع .. وإذا ما نقلت صحيفة ما أو موقع ما المقال عن الصحيفة المنشور فيها ، فإنه لا يدفع للكاتب من هذه الأخرى . فالثقافة بضاعة كاسدة في أوطاننا ، والصحف تمن على المثقف الكاتب بنشرها مقاله ..
هذه هي الحال باختصار ، وتكون نهاية المثقف إما العيش على الكفاف ، أو الموت جوعا على أرصفة العرب ،كما حدث للفنان والأديب السوداني بهنس الذي مات جوعا وبردا في شوارع القاهرة أواخر العام الماضي. أو الإنتحار شنقا ، أوانتظار طلقة المسدس ، هذا إن كان المثقف قادرا على شراء مسدس ينتحر به كما هي الحال معي !! فأنا كنت أدخرحوالي خمسين ألف دولارلشيخوختي ، وفرتها من الرسم وليس من الأدب أو كتابة المقالات ، من معارض لي في باريس وبرلين وغيرهما ومعرض دائم في دمشق ، وأصرف منها منذ قرابة أربعة أعوام من عمر الأزمة السورية ، وأعيش في عمان بكرامة حتى الآن من هذه النقود - وقد تركت بيتا ومتحفا في دمشق لا يقدر ما فيه من فنون ومخطوطات بثمن مهما كان - وقد أوشكت على النفاد ، ولست مستعدا على الإطلاق أن أهين كرامتي وأن أبقى جائعا أو مشردا ولو ليوم واحد .وسوق الرسم في عمان شبه ميت ، فخلال عامين في عمان لم أبع أكثر من عشر لوحات بأسعار بخسة . أسعى خلف السلطة الفلسطينية عبر كبار الكتاب والمثقفين والمسؤولين الفلسطينيين منذ عامين بالتمام والكمال ، للحصول على عمل أو تقاعد ، بصفتي خدمت في حركة فتح بين أعوام 1968- 1985، حملت روحي على كفي خلال ما يقرب من عامين منها مقاتلا في سبيل فلسطين ( 69-70) امتص البق في كهوف جبال القدس وبيت لحم خلالهما الكثير من دمائي ، ، وفي السنوات اللاحقة في المنافي وفي دمشق تحديدا لم تكن حالي أفضل ، فقد كنت أعيش في دمشق مع زوجتي وأولادي في غرفة قميئة ارتادها العديد من المثقفين العرب ، بدءا ب ممدوح عدوان والكثير من الكتاب السوريين مرورا بالطاهر وطار وواسيني الأعرج والزاوي أمين وانتهاء ب أحمد فؤاد نجم ،حتى أنني اضطررت إلى عرض مكتبتي للبيع على مكتب الدراسات الذي كنت أعمل فيه ويرأسه الأخ أبو مازن الرئيس الفلسطيني حاليا ،الذي صرف لي حينها خمسين ليرة سورية حتى لا أبيع المكتبة !
رسائلي للأخ أبو مازن لم تثمر عن شيء مجد حتى الآن فكل رسالة مني له ، إما أن تحول بالخطأ إلى محافظ القدس ، أوإلى المسؤول عن الإدارة والتنظيم ليبدي رأيه في صحة ما أذكره في رسائلي، أوإلى المذكور نفسه ليبدي رأيه في أوضاعي وعن إمكانية تخصيص تقاعد استثنائي لي بناء على ترشيح من الأديب يحيى يخلف وزير الثقافة السابق ، وأخيرا حول الأخ أبو مازن آخر رسالة مني في عمان إلى السفارة الفلسطينية مستفسرا عن أوضاعي ، ويبدو أن استفسارات الأخ أبو مازن عن أوضاعي ستطول دون أن يتخذ قرارا حاسما بشأن وضعي، ولو مجرد عمل ، فأنا والحمد لإلهي ما زلت قادرا على الكتابة في الادب والفن والفكر والفلسفة وحتى السياسة التي أكرهها وكذلك ما زلت قادرا على الإبداع فقد صدر لي كتابان هذا العام ، أهديت الأخ أبو مازن والسفير أحدهما . كما أنني قادر على الرسم .. فلي في العالم أكثر من سبعة آلاف لوحة في أكثر من ثمانين بلدا .
آمل أن لا يطول انتظاري لقرارات الأخ أبو مازن لأن طلقة المسدس التي تتوعد دماغي أسرع بكثير من اتخاذ قرار .
*****
* من صفحة الكاتب على الفيس بوك مباشرة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق