في ذكرى مقتل
الشاعر الحكيم ابو الطيب المتنبي
(وتعظم في
عين الصغير صغارها...وتصغر في عين العظيم العظائم)
د. وريا عمر أمين
كلية تربية ابن رشد –
جامعة بغداد
أبو الطيب المتنبي – (915م - 27/9/ 965م) ولد في الكوفة جنوب بغداد. شاعر مبدع
عملاق حكيم , غزير الإنتاج . نادرة زمانه، وأعجوبة عصره و من أعظم شعراء العرب
وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها
ومفرداتها، اشتهر بعبقريته و حدة ذكائه
واجتهاده , جاء شعره بصياغة قوية محكمة. أكثر شعره في الحكمة وفلسفة الحياة. وهو صاحب الأمثال والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. ظهرت موهبته
الشعرية باكراً حيث نظم الشعر وعمره 9 سنوات... ترك تراثاً
عظيماً يضم 326 قصيدة، تمثل عنواناً لسيرة حياته، صور
فيها الحياة في القرن الرابع الهجري أوضح تصوير، فقد كانت فترة نضج حضاري
وتصدع سياسي وتوتر وصراع عاشها العرب والمسلمون. فالخلافة في بغداد انحسرت هيبتها
والسلطان الفعلي في أيدي الوزراء وقادة الجيش ومعظمهم من المندسين
و المتكالبين على السلطة. ثم ظهرت الدويلات والإمارات المتصارعة في بلاد الشام، وتعرضت الحدود لغزوات الروم والصراع المستمر على الثغور الإسلامية، و ظهرت
الحركات الدموية في العراق . وكان المتنبي شاهدا على
ذلك العصر وثق احداثها في قصائده و التي تعتبر تاريخا مدونا لتلك الحقبة.
اسباب مقتله: هناك
عدة روايات عن اسباب مقتل المتنبي منها:
كان المتنبي قد هجا (ضبة بن يزيد
الأسدي العيني) بقصيدة
تعرض فيها لوالدته. فوصفها بأقذر الصفات وأسوأها , مطلعها:
مَا أنْصَفَ القَوْمُ ضبّهْ وَأُمَّهُ الطُّرْطُبّهْ
وَإنّمَا قُلْتُ ما قُلْـ ـتُ رَحْمَةً لا مَحَبّهْ
فما كان من خال ضبة (فاتك بن جهل الاسدي) الذي داخلته الحمية لكون القصيدة قد تعرضت لأخته , الا الانتقام منه .
مَا أنْصَفَ القَوْمُ ضبّهْ وَأُمَّهُ الطُّرْطُبّهْ
وَإنّمَا قُلْتُ ما قُلْـ ـتُ رَحْمَةً لا مَحَبّهْ
فما كان من خال ضبة (فاتك بن جهل الاسدي) الذي داخلته الحمية لكون القصيدة قد تعرضت لأخته , الا الانتقام منه .
كان أبو الطيب في ذلك الوقت في مدينة شيراز وفي طريق
عودته الى بغداد و هو في جماعة و معه ابنه محشد
وغلامه مفلح وحين أقترابه من منطقة
دير العاقول خرج عليه فاتك بن جهل مباغته بجماعة فهاجموا أبو الطيب المتنبي. ويقال
بأن المتنبي اراد الهرب عندما أحس بالهزيمة لولا أن أحد غلمانه صاح قائلا ( سيصفك
الناس بالجبن لو هربت) وأنت القائل :
(الخيل والليل والبيداء تعرفني ....والسيف والرمح
والقرطاس والقلم)
فرد عليه بقوله ( قتلتني قتلك الله( , وعاد أبو الطيب الى المعركه فقتل مع ولده محشد وكثير من جماعته ونهبت أمواله . كان ذلك بتاريخ 28 من رمضان عام 354 هجرية الموافق ليوم الاربعاء 27 ايلول 965 .و دفن في النعمانية بجنوب بغداد.
فرد عليه بقوله ( قتلتني قتلك الله( , وعاد أبو الطيب الى المعركه فقتل مع ولده محشد وكثير من جماعته ونهبت أمواله . كان ذلك بتاريخ 28 من رمضان عام 354 هجرية الموافق ليوم الاربعاء 27 ايلول 965 .و دفن في النعمانية بجنوب بغداد.
وهناك
رواية اخرى تقول أن سبب قتل أبو الطيب المتنبي هو خلاف حدث بينه وبين عضد الدولة
بسبب أنتقاد أبو الطيب له ووصفه بالبخل وأن سيف الدولة أكثر كرما منه .و مهما تكن الاسباب
فالموت واحد. (برأيي الروايتان رواية
واحدة)
قتل
المتنبي وهو في عنفوانه . مالذي كان يقدمه للفكر الانسانى لو تسنى له بالبقاء . وهو ( كالبحر يقذف للقريب
جواهرا ....جودا و يبعث للبعيد سحائبا).
وفي اعتزازة بنفسه يقول:
واني وان لمت حاسدي فانما انني عقوبة لهم
كيف لايحسد أمروء علم له على كل هامة
قدم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق