السبت، 13 سبتمبر 2014

البصرة شمهودة العراق الجزء الرابع -كاظم فنجان الحمامي

البصرة شمهودة العراق
الجزء الرابع

كاظم فنجان الحمامي

دعونا نتكلم الآن عن أفضل أبناء البصرة الذين لا يضاهيهم أحد من حيث الخبرة والكفاءة والمهارة في المضمار النفطي، ولا يضاهيهم أحد من حيث سجلاتهم النفطية الميدانية المؤطرة بالانجازات الكبيرة.
هل تعرف الحكومة العراقية المهندس الكبير (فاروق عبد العزيز القاسم)، الذي تعزا له الاكتشافات النفطية الهائلة في بحر الشمال، ويعود له الفضل في تأسيس شركة النفط الوطنية النرويجية (Statoil)، وهو الذي أطلق عام 1996 فكرة إيداع إيرادات النفط النرويجية في صندوق توفير خاص يضمن حصة كل مواطن نرويجي، وهو الذي اقترح على الحكومة النرويجية اعتماد ضوابط ثابتة صاغها بنفسه لضبط مسار التعاملات النرويجية المحدود مع الشركات النفطية الأجنبية، فكان له ما أراد، وصادق عليها البرلمان وصارت من التشريعات النافدة في النرويج. وأصبح هو المدير العام لإدارة الموارد النفطية في عموم الرقعة الجغرافية للنرويج، للمدة من نيسان (أبريل) 1973 إلى كانون الأول (ديسمبر) 1990، وهو الذي وضع الأسس الصحيحة لاستثمار النفط في حقل (ترول Troll)، ونجح في إنقاذ هذا الحقل من الضياع.
وهل تعرف الحكومة العراقية كبير خبراء النفط، ابن البصرة البار الأستاذ (فاضل علي عثمان البدران)، الذي كان من أنجح مدراء شركة التسويق النفطي في التسعينيات، ويعد من أفضل المتحدثين عن البنى الارتكازية لصناعة النفط في العراق، وكان من أقوى الذين بينوا سلبيات انعدام وجود الخبراء النفطيين، الذين ينبغي أن تناط بهم مهمات البت في المشاريع المرتبطة بالصناعات النفطية أو بالسياسات النفطية. وهو من المطالبين بوجود إستراتيجية نفطية وسياسة نفطية رشيدة تحقق الأهداف المنشودة وتحافظ على المصلحة العليا للعراق، وتخدم شعبنا في حاضره ومستقبله.
وهل تتذكر الحكومة كبير المهندسين (علي حسين محمد عجام) الرجل البابلي المولد والبصراوي الهوى، والذي غادر عوالمه البحرية ليشغل وظيفة معاون مدير عام شركة ناقلات النفط العراقية، ثم أصبح مديراً عاماً لشركة المشاريع النفطية، ومديراً عاماً لشركة توزيع المنتوجات النفطية والغاز، وشارك في العديد من المشاريع والمفاوضات النفطية الدولية، لكنه يغرد الآن خارج السرب النفطي.
وهل تعرف الحكومة العراقية (سعد الله عبد الله فتحي) المصلاوي الولادة البصراوي الهوى، والذي عمل في معظم القطاعات النفطية العراقية، وانتدب للعمل في سكرتارية أوبك في فيينا، وهو الآن يعمل في الخليج العربي بصفة خبير ومستشار لما يتمتع به من خلفية علمية ومهنية وتشغيلية لا يُستهان بها في هذا الاختصاص النادر.
وهل تجاهلت الحكومة العراقية ابن البصرة الأستاذ (جبار علي حسين اللعيبي)، الرجل الذي وقف بوجه العاصفة في أحلك الظروف، فكان من أكفأ اللاعبين في الميادين النفطية، قرأنا وسمعنا عنه الكثير في الصحف الأجنبية والعربية، وتحدث هو عن نفسه بصراحته المعهودة في كتابه الموسوم (تحديات في الزمن الصعب)، لكننا لم نعد نسمع شيئاً عنه وعن انجازاته الجديدة منذ أن غادر مكانه في الإدارة العليا لشركة نفط الجنوب.
حملت مذكرات هذا الرجل سجلا حافلا بالمنجزات الميدانية الرائعة. نذكر منها: تطوير حقل (مجنون) وتحقيق طاقة (100) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (غرب القرنة) وتحقيق طاقة (350) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (حلفاية) وتحقيق طاقة (30) ألف برميل يوميا, التطوير الإضافي لحقل (اللحيس), وتحقيق طاقة (75) ألف برميل يوميا, تطوير مكمن (العطاء الثالث) في حقل الزبير, وتحقيق طاقة (180) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (إرطاوي) وتحقيق طاقة (50) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (الطوبة) وتحقيق طاقة (20) ألف برميل يوميا, تطوير مكامن مشارف الرميلة الجنوبية, التطوير الجزئي لمكمن (السجيل الأعلى), وتحقيق طاقة (40) برميل يوميا, التطوير الإضافي لحقل (بن عمر), وتحقيق طاقة (40) ألف برميل يوميا, تطوير حقل الناصرية, وتحقيق طاقة (20) ألف برميل يوميا, تطوير حقل (نور ميسان), وتحقيق طاقة (15) ألف برميل يوميا, بناء المحطات النفطية في الحقول الحدودية, عند (الرطﮜـة), و(صفوان) المحاذية للحدود الكويتية, ومحطات (الفكة)، و(أبو غراب) في ميسان بمحاذاة الحدود الإيرانية, والاهتمام بحقول (الناصرية) وتطويرها.
ألا يصلح أحد هؤلاء لحمل حقيبة وزارة النفط في التشكيلة العراقية الحالية ؟. أم أنهم ليسوا على المرام ؟. هذا السؤال نوجهه إلى أصحاب الحل والعقد في البصرة.
وللعتاب بقية

--

هناك تعليق واحد:

sinbadmoore يقول...

اللعيبي : لعب ام نهب



عبد الجبار اللعيبي مهندس نفط من اهل البصره , كان اهله يعيشون في منطقه محاذيه لأيران اسمها (السليمانيه) , فمن هنالك جاء والده علي و جده حسين. منطقة نائية جدا عن العمران , لاماء ولاكهرباء ابدا, والظلمة معتمة ليلا لذلك اخطأت احدى الزوجات وبدلا ان تضع لأبنها قطرة العيون, وضعت سائل اليود المدمر. وراح الطفل ضحية الجهل وليس اول ضحيه, فضحايا هذه العائله كثيره, وحتى افاعي تلك المنطقه لم تسلم من ظلمها و ظلمتها.
النفس البشريه غريبه فبداخلها ظلمات و ظلمات والى ان تصل المحطة الأخيره المظلمه كما راها جوزيف كونراد في (قلب الظلمه) لابد ان تتخطى وحوشا ووحوشا لتجده ان بقيت حيا راقدا ينتظرك كالقدر. كان علي بن حسين هو الولد الاكبر لمالك البيت والارض , في منطقة السليمانيه التي يقسمون بأغلظ الايمان انهم شاهدوا الطنطل وام المساحي و ....لذلك فكر علي ان يغادر هذه المنطقه بعد ان اكمل الدراسه عند الملا. فكر وفكر الى ان اهتدى الى طريقة ذكيه فوالد زوجته يملك مصنعا للتمور على الضفة الأخرى من النهر, قريبة من المدينه,لذلك ذهب اليه وقال : الله يزيدك عمي سيد رمضان ماتحتاج كاتب بمصنع التمور. فقال له الرجل الطيب سيد رمضان: تعال اشتغل عندي كاتبا, واجلب عائلتك معك من تلك المنطقه التي لايمكن لبشر ان يعيش فيها, اتركوها للأفاعي. ومادرى سيد رمضان ان الأفاعي قادمون.
جاء الى منطقة نهر عمر علي حسين بأسماله الممزقه, ومعه ابناؤه اصغرهم اسمه (خنيفر) الذي يعيش الان بلندن بأسم صلاح. اما البنات فواحده اسمها هجوعه والثانيه اسمها شاميه , وكان حتى اهل قرية نهر عمر يضحكون على هذه الأسماء. هجوعه غيرت اسمها بعد انهيار النظام الى بثينه , وعينوها مديرة بنك , فلم تحتمل واصيبت بأنهيار عصبي.
استطاع علي حسين خديعة السيد المبجل رمضان , وبدأ يسرق منه, الى ان كون لنفسه مالا , وفتح مصنعا للتمور في البصره. كانت تجارة التمور رائجه في السبعينيات من القرن الماضي , ومن المال الحرام الذي جمعه ارسل ابنه عبد الجبار اللعيبي الى بريطانيا حيث درس لمدة ثمانية سنوات ماكان المفروض ان ينهيه في ثلاث سنوات, ولكنه لم يهتم فصديقته ملكة جمال ويلز , وهو يشرب الويسكي بالحذاء. هل المال ماله او مال ابوه؟ ابدا انه مال المسكين سيد رمضان . ومات سيد رمضان وهو يعرف ان العمارات التي ارتفعت بأسماء ابناء علي حسين , هي مال حرام سرقه علي حسين واولاده. وصارت لديهم بيوت و سيارات و عمارات , وايتام سيد رمضان لايجدون مايسدون به رمقهم. أهذه عداله يارب العالمين؟ اين انت من هؤلاء الظالمين سبحانك؟
لم يكتف علي حسين بذلك بل ارسل ابنه خنيفر الذي اسماه صلاح الان الى لندن بحجة الدراسه, ثم طلب منه ان يبدأ بشراء العمارات فأخذ يشتري و يشتري الى ان اصبح من مالكي العمارات بلندن ومن اثرى الناس فيها. وترك الدراسه وعاش احلى ايام حياته بين بنات شقر و حمر و سود , وكأنهن الحور العين..وبين انواع المشروبات من الكونياك الى الويسكي الى البراندي. عاش كالملوك كل عام يغير سيارته الرولزريس يقضي الشتاء في اقصر مصر واسوانها و الصيف في جزر الكاريبي. كل هذا والعائله التي أمنها سيد رمضان برقبة علي حسين قد عانت مالم يعانيه جان فالجان في (البؤساء), الى ان ضاعت و ذهبت مع الريح ككل شريف في الدنيا.
بعد سقوط نظام صدام حسين لم يكن في شركة نفط الجنوب العراقي احدا , عدا عبد الجبار اللعيبي , فعينوه مديرا عاما للشركه. والحكايه هنا تبدو اغرب من الخيال او من الف ليله وليله , ففي نفس اليوم الذي عينوه مديرا عاما , ارسل من يخبر شقيقه ناظم انه محتاج اليه. جاء ناظم فقال له اريد منك ان تؤجر عددا من الرجل تعطي كل واحد ليليا عشرة الاف دينار لحماية انبوب النفط. واوضح له دعهم ينامون الانابيب امنه والناس تبحث عن طعام ولاتجده. المهم انا سأجعل منك رئيس حراس مراقبة انبوب النفط وتأتي لي اسبوعيا لتقبض عن اليوم الواحد عشرة الاف دينار لكون هذه المهمه خطيره وربما تفقد حياتك. ثم بدأ عبد الجبار اللعيبي يعمل بسرعه رهيبه لكونه كان يعرف ان المنصب في العراق لايدوم. ارسل اغلب حفارات نفط الجنوب الى دبي , والله اعلم كيف ارسلها, ثم كون عصابه في البصره اسماها عصابة جبار. كانت عصابة جبار تبث الرعب في قلوب الناس وتقتل وتسرق الى ان هجر الكثير من الناس البصره. جمع عبد الجبار اللعيبي بالحرام اموالا طائله بالدولار كأتاوات من الناس الذين يريدون ان يعيشوا , و حين اعفوه من منصبه اخذها معه لدبي.وفي دبي اشترى مجمعا سكنيا , وجلب كل عائلته , و حفارات نفطه ثمن الواحده كما سمعت مليون دولار يؤجرها لمن يشاء , وهو يعيش كهرون الرشيد. اما اخوه ناظم فقد اشترى كل البنايات من عمارة النقيب الى البريد القديم في العشار, وبنوا حسينيه لذر الرماد في العيون