صحبة الذئاب والأعراب
كاظم فنجان الحمامي
قال العالم الفاهم صابر بن حيران. يأتي زمان على البلاد العربية تستأسد فيه الجرذان, فتخرج من جحورها العميقة, وتزأر مثلما تزأر السباع الضارية, فتطارد القطط والأرانب في الأسواق والسكك, وتحرمها من النوم في كهوف الواق واق, ثم يتآخى الأعراب مع الذئاب تحت ظلال أشجار الغرقد, فتتوحد كلمتهم عند حائط المبكى, وتتعاضد سيوفهم فوق تل أبيب, لترتبط في الخفاء بعلاقات سرية مع حراس أورشليم, وما أن تبزغ شمس السنوات الخداعات, بعد انفراط العقد الأول من قلادة الألفية الثالثة, حتى تتكشف الأسرار وترتفع رايات الخزي والعار, فيتبادلون الزيارات, ويعمقون العلاقات, ويكثفون المبادرات, ويفتحون السفارات, ويعقدون الصفقات, والثعلب فات فات وبذيلو سبع لفات.
حينئذ تلتصق دويلات الأعراب بذيل إسرائيل, فتصب جام غضبها على فقراء العرب, وتمارس ضدهم أبشع صنوف العقاب الجماعي الشامل, وتحرمهم من نعمة الأمن والأمان, في الوقت الذي تنعم فيه ضباع الهرمجدون بالهدوء والاستقرار وراحة البال.
يقول (نتنياهو) أن حلفائه الأعراب يقفون معه اليوم ضد فقراء العرب, وأنهم لن يتسامحوا مع من يفكر بإزعاج أورشليم, أو المساس بأمنها وسلامة مواطنيها. لا ريب أن ما يقوم به الأعراب من حروب طائفية, واشتباكات قبلية, تصب نتائجها كلها في مصلحة إسرائيل, بما يضمن سعادتها الدائمة, والويل كل الويل لمن يذكرها بسوء في خطبة الجمعة.
ويقول نتنياهو أيضاً: أن أصدقائه الأعراب تعهدوا له بحماية أسوار إسرائيل, وتطوعوا لضمان استقرارها, وأن الأيام القليلة القادمة ستشهد وقوفهم معها إلى آخر نفس, فما يقوم به الأعراب من دعم صريح للإرهاب, وتأجيج سافر للفتن الطائفية, يعد من التحولات الإستراتيجية, التي ستمزق فقراؤنا وتبعثرهم وتشتتهم, وتفتح عليهم بوابات الجحيم, وستؤدي حتما إلى تعزيز الحصانة الأمنية لإسرائيل والقوى الدولية المؤازرة لها.
لم تعد صحبة ذئاب صهيون مع ضفادع الأعراب من التكهنات السياسية الساذجة, ولا من أضغاث الكوابيس المزعجة, فقد حملت لنا الوقائع المشهودة متوالية هائلة من الحقائق الملموسة والأسرار المحبوسة, التي لا يمكننا تجاهلها أو إهمالها, خصوصا بعدما ظهرت مؤشراتها في برامج فضائيات التضليل والتطبيل, وبانت ملامحها في سيول الدماء الراعفة بين أخاديد الجبهات القتالية, المتفجرة فوق الأرض العربية من باب العزيزية إلى باب الزبير, ومن باب زويلة إلى باب المندب. لقد تعالت دقات نواقيس الخطر, وتعاظمت أصواتها المرعبة حتى أنعشت الضغائن القديمة, وأيقظت الفتن النائمة, فبعثتها من جديد بين (كابل) و(بابل), أما الذين لا يسمعونها فمن المحتمل أن يكونوا من الطرشان أو من المغفلين, أو ربما لا يقفون مثلنا في طريق بلدوزرات الخراب الجارف.
صحبة الذئاب والضباع نذير شؤم, وصفارات تحذيرية مخيفة تدوي في سمائنا, توحي لنا بوقوع المزيد من المصائب والويلات والنكبات.
والله يستر من الجايات
كاظم فنجان الحمامي
قال العالم الفاهم صابر بن حيران. يأتي زمان على البلاد العربية تستأسد فيه الجرذان, فتخرج من جحورها العميقة, وتزأر مثلما تزأر السباع الضارية, فتطارد القطط والأرانب في الأسواق والسكك, وتحرمها من النوم في كهوف الواق واق, ثم يتآخى الأعراب مع الذئاب تحت ظلال أشجار الغرقد, فتتوحد كلمتهم عند حائط المبكى, وتتعاضد سيوفهم فوق تل أبيب, لترتبط في الخفاء بعلاقات سرية مع حراس أورشليم, وما أن تبزغ شمس السنوات الخداعات, بعد انفراط العقد الأول من قلادة الألفية الثالثة, حتى تتكشف الأسرار وترتفع رايات الخزي والعار, فيتبادلون الزيارات, ويعمقون العلاقات, ويكثفون المبادرات, ويفتحون السفارات, ويعقدون الصفقات, والثعلب فات فات وبذيلو سبع لفات.
حينئذ تلتصق دويلات الأعراب بذيل إسرائيل, فتصب جام غضبها على فقراء العرب, وتمارس ضدهم أبشع صنوف العقاب الجماعي الشامل, وتحرمهم من نعمة الأمن والأمان, في الوقت الذي تنعم فيه ضباع الهرمجدون بالهدوء والاستقرار وراحة البال.
يقول (نتنياهو) أن حلفائه الأعراب يقفون معه اليوم ضد فقراء العرب, وأنهم لن يتسامحوا مع من يفكر بإزعاج أورشليم, أو المساس بأمنها وسلامة مواطنيها. لا ريب أن ما يقوم به الأعراب من حروب طائفية, واشتباكات قبلية, تصب نتائجها كلها في مصلحة إسرائيل, بما يضمن سعادتها الدائمة, والويل كل الويل لمن يذكرها بسوء في خطبة الجمعة.
ويقول نتنياهو أيضاً: أن أصدقائه الأعراب تعهدوا له بحماية أسوار إسرائيل, وتطوعوا لضمان استقرارها, وأن الأيام القليلة القادمة ستشهد وقوفهم معها إلى آخر نفس, فما يقوم به الأعراب من دعم صريح للإرهاب, وتأجيج سافر للفتن الطائفية, يعد من التحولات الإستراتيجية, التي ستمزق فقراؤنا وتبعثرهم وتشتتهم, وتفتح عليهم بوابات الجحيم, وستؤدي حتما إلى تعزيز الحصانة الأمنية لإسرائيل والقوى الدولية المؤازرة لها.
لم تعد صحبة ذئاب صهيون مع ضفادع الأعراب من التكهنات السياسية الساذجة, ولا من أضغاث الكوابيس المزعجة, فقد حملت لنا الوقائع المشهودة متوالية هائلة من الحقائق الملموسة والأسرار المحبوسة, التي لا يمكننا تجاهلها أو إهمالها, خصوصا بعدما ظهرت مؤشراتها في برامج فضائيات التضليل والتطبيل, وبانت ملامحها في سيول الدماء الراعفة بين أخاديد الجبهات القتالية, المتفجرة فوق الأرض العربية من باب العزيزية إلى باب الزبير, ومن باب زويلة إلى باب المندب. لقد تعالت دقات نواقيس الخطر, وتعاظمت أصواتها المرعبة حتى أنعشت الضغائن القديمة, وأيقظت الفتن النائمة, فبعثتها من جديد بين (كابل) و(بابل), أما الذين لا يسمعونها فمن المحتمل أن يكونوا من الطرشان أو من المغفلين, أو ربما لا يقفون مثلنا في طريق بلدوزرات الخراب الجارف.
صحبة الذئاب والضباع نذير شؤم, وصفارات تحذيرية مخيفة تدوي في سمائنا, توحي لنا بوقوع المزيد من المصائب والويلات والنكبات.
والله يستر من الجايات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق