الأحد، 13 أبريل 2014

سأقول كلمتي وانصرف-د. بلقيس الدوسكي



سأقول كلمتي وانصرف


د. بلقيس الدوسكي
   الكل ليسوا معي. كل واحد منهم يريد ان يكون صاحب الكلمة العليا. وأنا ارفض ان أكون تابعا ً لأي واحد منهم، فانا اختلف معهم جميعا ً. إنهم أصحاب مآرب، ونوايا غير كريمة، وهذا لا ينسجم مع أفكاري، ورؤيتي، وفلسفة حياتي.
***
الأول: لقد كان فقيرا ً بائسا ً، وقد أصبح ثريا ً بسرعة مذهلة، ولابد ان نتقاسم معه هذه الثروة والعقارات، وإذا رفض يصبح قتله ضروريا ً.
الثاني: وأنا أحق منكم بالسيطرة على ثروته.
الثالث: بل تقاسموا عقاراته من البيوت والبساتين، وأنا الذي استلم ثروته.
هو: يا أصدقائي، في نهاية الأمر، سيقتل كل واحد منكم صاحبه طمعا ً في ثروة هذا الرجل الفقير الذي انعم الله عليه بهذا الرزق الحلال. فلماذا تنهبون أمواله أو تقتلوه، ألا تخافون الله...؟
الأول: إن لم تسكت، سنبدأ بقتلك قبل ان نقتله نسرق ثروته.
هو: بل سأتخلى عنكم ولن أسهم معكم في هذه الجريمة.
الثاني: إذا ً، ابتعد عنا، ولا توشي بنا، وسنعطيك بعض الغنائم.
هو: لا اطمع بأي شيء من السحت الحرام.
الثالث: إذا ً، اغرب عن وجهي، وأبقى على جوعك وفقرك!
***
    كان الرجل طيبا ً وكريما ً، وبدأ يكرم الفقراء ويغدق عليهم بما انعم الله عليه، فهو يتحسس معاناة الفقراء وكان واحدا ً منهم، فذهبت إلى خليفة الزمان وأخبرته بما يضمر البعض لهذا الرجل ويحاولون قتله وسرقة ثروته، فأمر الخليفة بعض رجاله لينصبوا للصوص كمينا ً بالقرب من بيت الرجل الكريم وإلقاء القبض عليهم.
***
الأول ـ مخاطبا الثاني ـ: لماذا لا نقتل ثالثنا ونتقاسم الثروة فيما بيننا...؟
الثاني: فكرة رائعة، ولكن من منا سيقتله...؟
الأول: أنا سأقتله.
     ثم طعنه من الخلف بخنجره فلفظ أنفاسه ثم القوا به في إحدى الحفر.
الثاني: تخلصنا منه (وقال مع نفسه)، سأقتل الأول أيضا ً.
هو: كنت أراقبهم عن بعد، وعلمت بما فعلوا بصاحبهما. وعندما وصلوا إلى بيت الثري، خرجوا عليهم حراس الخليفة والقوا القبض عليهم، ثم اقتربت منهم وقلت بهم:
هو: أقول لكم كلمتي الأخيرة، هذا جزاء من يتجاوز على قيم السماء، وقوانين الأرض، واعترفت أمام الخليفة بقتلهم لصاحبهم الثالث، واخذوا العقاب العادل.
الأول: ليتنا قتلناك.

هو: الم اقل لكم: سأقول كلمتي وانصرف! 

ليست هناك تعليقات: