مرشح نص دسم
كاظم فنجان الحمامي
لا نريد استعراض اللقطات والشواهد والصور الكثيرة, التي ظهرت مؤخراً على أغلفة بعض المواد الغذائية المعلبة, حتى لا نتسبب بإحراج بعض المرشحين, أو حتى لا نشترك بالدعاية المناوئة لبعض القوائم الانتخابية, ولكي لا يتهموننا ظلماً بالوقوف ضد أو مع بعض الكيانات السياسية. لكننا لمسنا تعدد طرق الدعاية الانتخابية, وتشعب أساليبها الإعلامية, التي تصاعدت وتيرتها في خضم هذا السباق الساخن بين المرشحين, فاستنفروا طاقاتهم الفردية والتنظيمية والعشائرية والمادية من أجل الاستحواذ على أصوات الناخبين, وربما تجاوزوا الآن مرحلة الملصقات واللافتات والمهرجانات الخطابية, وتوجهوا نحو تقمص الخصال الحاتمية, فمنحوا الهدايا العينية والهبات المالية, ووزعوا البطانيات والأدوات المنزلية والمعدات الاستهلاكية, وتفننوا في اختيار مفردات المواد الغذائية على اختلاف منتجاتها المعلبة والمجمدة والمكيسة. أو المعبئة في رزم وصناديق خشبية وكارتونية, أو المحفوظة في العبوات البلاستيكية, وقفزت مجاميع منهم فوق سقوف التوقعات المقبولة وغير المقبولة, فطبعوا بطاقاتهم التعريفية على الأغلفة الخارجية لصناديق حليب البقرة الضاحكة خالي الدسم (نص دسم), المخصص للأطفال الرضع, ربما بهدف ضمان المستقبل البعيد, أو لكسب تأييد الأجيال المولودة تواً, واستعار بعضهم الشعارات الدعائية الأكثر رواجاً لمنتجات شركة (نستلة), وحليب (نيدو) المدعم (كامل الدسم), ليحولها, بعد إدخال بعض التعديلات عليها, إلى لافتة وطنية كبيرة, تغطي واجهات المباني والأرصفة في المحافظات الوسطى والجنوبية.
ووضع مرشحون آخرون بطاقاتهم التعريفية على الأطعمة الجاهزة والتوابل, ولم يخطر ببالنا أن الإسفاف الدعائي يصل حد الابتذال بمجموعة من الأناشيد الهابطة من حيث الكلمات الركيكة, والألحان التافهة, ترددها الفضائيات الرخيصة ليل نهار على مدار الساعة, بترنيمات معادة, تشبه أهازيج وهتافات الفرق التشجيعية في مباريات كرة القدم.
من المفارقات العجيبة أن معظم الحملات الدعائية اقتربت كثيراً من الدعايات التجارية, ولجأت إلى تحوير بعض ماركاتها المسجلة, فانقلب السحر على الساحر بعد افتضاح الأمر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبقى السؤال: إلى أي مدى وصلت المبالغ الفلكية المصروفة على هذا الكم الهائل من الملصقات واللافتات والمطبوعات والقصاصات الكرتونية الملونة, والبطاقات التعريفية, والكتيبات الدعائية, والهدايا العينية والنقدية, والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والندوات والمؤتمرات والولائم والعزائم والمكارم ؟. نخشى أن تقع فواتيرها على رؤوسنا الخاوية, فندفعها من مواردنا الضعيفة من حيث ندري أو لا ندري.
والله يستر من الجايات.
--
كاظم فنجان الحمامي
لا نريد استعراض اللقطات والشواهد والصور الكثيرة, التي ظهرت مؤخراً على أغلفة بعض المواد الغذائية المعلبة, حتى لا نتسبب بإحراج بعض المرشحين, أو حتى لا نشترك بالدعاية المناوئة لبعض القوائم الانتخابية, ولكي لا يتهموننا ظلماً بالوقوف ضد أو مع بعض الكيانات السياسية. لكننا لمسنا تعدد طرق الدعاية الانتخابية, وتشعب أساليبها الإعلامية, التي تصاعدت وتيرتها في خضم هذا السباق الساخن بين المرشحين, فاستنفروا طاقاتهم الفردية والتنظيمية والعشائرية والمادية من أجل الاستحواذ على أصوات الناخبين, وربما تجاوزوا الآن مرحلة الملصقات واللافتات والمهرجانات الخطابية, وتوجهوا نحو تقمص الخصال الحاتمية, فمنحوا الهدايا العينية والهبات المالية, ووزعوا البطانيات والأدوات المنزلية والمعدات الاستهلاكية, وتفننوا في اختيار مفردات المواد الغذائية على اختلاف منتجاتها المعلبة والمجمدة والمكيسة. أو المعبئة في رزم وصناديق خشبية وكارتونية, أو المحفوظة في العبوات البلاستيكية, وقفزت مجاميع منهم فوق سقوف التوقعات المقبولة وغير المقبولة, فطبعوا بطاقاتهم التعريفية على الأغلفة الخارجية لصناديق حليب البقرة الضاحكة خالي الدسم (نص دسم), المخصص للأطفال الرضع, ربما بهدف ضمان المستقبل البعيد, أو لكسب تأييد الأجيال المولودة تواً, واستعار بعضهم الشعارات الدعائية الأكثر رواجاً لمنتجات شركة (نستلة), وحليب (نيدو) المدعم (كامل الدسم), ليحولها, بعد إدخال بعض التعديلات عليها, إلى لافتة وطنية كبيرة, تغطي واجهات المباني والأرصفة في المحافظات الوسطى والجنوبية.
ووضع مرشحون آخرون بطاقاتهم التعريفية على الأطعمة الجاهزة والتوابل, ولم يخطر ببالنا أن الإسفاف الدعائي يصل حد الابتذال بمجموعة من الأناشيد الهابطة من حيث الكلمات الركيكة, والألحان التافهة, ترددها الفضائيات الرخيصة ليل نهار على مدار الساعة, بترنيمات معادة, تشبه أهازيج وهتافات الفرق التشجيعية في مباريات كرة القدم.
من المفارقات العجيبة أن معظم الحملات الدعائية اقتربت كثيراً من الدعايات التجارية, ولجأت إلى تحوير بعض ماركاتها المسجلة, فانقلب السحر على الساحر بعد افتضاح الأمر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبقى السؤال: إلى أي مدى وصلت المبالغ الفلكية المصروفة على هذا الكم الهائل من الملصقات واللافتات والمطبوعات والقصاصات الكرتونية الملونة, والبطاقات التعريفية, والكتيبات الدعائية, والهدايا العينية والنقدية, والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والندوات والمؤتمرات والولائم والعزائم والمكارم ؟. نخشى أن تقع فواتيرها على رؤوسنا الخاوية, فندفعها من مواردنا الضعيفة من حيث ندري أو لا ندري.
والله يستر من الجايات.
--
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق