بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

السبت، 26 أبريل 2014

الهوبزة: وسيلة انتخابية مرفوضة-كاظم فنجان الحمامي


الهوبزة: وسيلة انتخابية مرفوضة


كاظم فنجان الحمامي

الهوبزة والهمبلة والفيكات والبوخات: مفردات شعبية ساخرة, مقتبسة من لهجتنا العراقية الدارجة, لها أكثر من معنى, إلا أنها تشترك كلها في التعبير عن الممارسات الارتجالية الحنقبازية الخنفشارية الزنكلونية التمويهية التضليلية, المشحونة بالزيف والكذب والشعوذة السياسية, التي تفاقمت هذه الأيام في خضم الحملات الإعلامية, وفي خضم تسارع التسارع نحو استقطاب المزيد من الأصوات, وإحراز المزيد من الحشود الجماهيرية بالاتجاه الذي يضمن الفوز بالانتخابات للمرشح المؤمن بنظرية الهوبزة الدعائية.
بداية, وقبل التوسع في شرح أهداف نظرية الهوبزة الدعائية, نذكر أننا نقف مع حملات القضاء على البطالة جملة وتفصيلاً, ونؤيد قرارات التعيين التي ننتظرها منذ زمن بعيد بفارغ الصبر, فالبطالة هي الهاجس الأكبر, وترتفع وطأة هذا الهاجس كلما كانت الدولة تمتلك موارد نفطية هائلة, وعوائد مالية فلكية. لكننا اكتشفنا أن موجة التعيينات الشاملة بلغت أوج قوتها هذه الأيام, وتصاعدت مؤشراتها نحو الأعلى بالتوازي مع مؤشرات الاقتراب من الموعد المقرر للانتخابات. في ممارسات عجيبة تجاوزت التوقعات, فشملت في طريقها أصحاب العقود المؤقتة.
نحن ندرك مآسي البطالة باعتبارها من أخطر التحديات وأشرس معاول البلاء, فالبطالة هي التحدي الأصعب والأكثر تعقيدا, لما يترتب عليها من نتائج مدمرة, قد تؤدي إلى الشعور بالنقص لدى شريحة واسعة من العاطلين, وتؤدي إلى شيوع أمراض اجتماعية مرعبة كالرذيلة والسرقة والاحتيال والعنف والجريمة والتفكك الأسري والاجتماعي, وتردى مستوى السلوك الحضاري, وازدياد منسوب التوتر والحقد الطبقي, وقد تسهم أيضاً في تهيئة البيئة الحاضنة للتطرف والتمرد والانفلات, وبالتالي فأننا في أمس الحاجة إلى التخطيط الاستراتيجي المدروس على المدى البعيد, وليس من العدل أن نظل أسرى للحلول المستعجلة, والقرارات المزاجية المتناثرة هذه الأيام في فضاءات الهوبزة الدعائية والمزايدات الانتخابية, ولم نكن نتوقع رؤية هذا المشهد الماراثوني الذي تسابقت فيه بعض الوزارات نحو إحراز أعلى الأرقام في تسونامي التعيينات العشوائية المتوافقة دائما مع مواسم الانتخابات.
توزيع لقطع الأراضي بالجملة يمنحها أصحاب المناصب العليا, وتعيينات بالمئات يوقعها المرشحون, الذين استثمروا مواقعهم الإدارية واستغلوها لصالحهم, وأفواج من العاطلين يهرولون من شمال العراق إلى جنوبه خلف مواكب كبار المسؤولين, الذين لم يتعاطفوا معنا إلا الآن, ولم يشعروا بهمومنا إلا الآن, ولم يتأثروا بظروفنا القاسية إلا الآن, ولم يعبئوا بمشاكلنا الموروثة إلا عند اقتراب موعد الانتخابات.
من المفيد أن نذكر هنا أن وزارة التخطيط أعلنت في شهر تشرين الأول من العام الماضي أنها وضعت خطة مدروسة للقضاء على البطالة للأعوام الخمسة القادمة (2014 – 2017), في الوقت الذي استقدمت فيه وزارة العمل المئات من الأيدي الأجنبية العاملة من بنغلادش والهند وباكستان منذ ثمانينات القرن الماضي.
ترى ما هو موقف وزارة التخطيط من تسونامي التعيينات الدعائية الموسمية ؟, وهل تعلم وزارة العمل بهذه الهوبزة المناخية المتقلبة وموجات الهمبلة الارتجالية العشوائية التي جاءت توقيتاتها متوافقة تماماً مع حملات الدعاية الانتخابية ؟.
والله يستر من الجايات


ليست هناك تعليقات: