بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

كما وصلني-تحذير الى العراقيين والعرب من الجامعات المفتوحة بهولندة


كما وصلني
تحذير الى العراقيين والعرب من الجامعات المفتوحة بهولندة
د. رائد سلمان
قد يندهش المرء عندما يجد في مدينة لاهاي(دنهاخ) الهولندية حوالي 10 جامعات عراقية أو ما يسمى بجامعات تعتمد التعليم عن بعد (خاصة عبر الانترنيت). ولألقاء الضوء عليها دعونا نسرد كيفية فتح مثل هذه الجامعات بهولنده: أولا يتم تسجيلها في الغرفة التجارية في مدينة لاهاي مقابل مبلغ ضئيل جدا (50 ايرو)على أساس هي مؤسسة غير ربحية (يعني تعمل في سبيل الله!) اذا جاز التعبير. ثانيا لا تعترف الحكومة الهولندية بمثل هذه الجامعات ولكن بما أنها مسجلة قانونيا على أساس مؤسسة غير ربحية فيمكن التصديق على توقيع رئيس الجامعة أو من ينوب عنه إما في الغرفة التجارية ومن ثم الخارجية الهولندية أو من طرف كاتب العدل والخارجية الهولندية. ثالثا: لا تشترط غرفة التجارة أن يكون المؤسس من أصحاب الشهادات العليا بل أن هنالك جامعة رئيسها حاصل على البكالوريا فقط بالعراق! إن أغلب مؤسسي هذه الجامعات هم من الذين لم يستطيعوا الحصول على عمل في هولنده لأسباب كثيرة منها قلة المامهم باللغة الهولندية.
مقرات هذه الجامعات عادة غرفة في شقة أحدهم تحتوي على حاسوب أو أكثر ورقم هاتف مثل جامعة فان هولند وابن رشد...الخ, وهنالك ثلاثة جامعات في شقق وأحدى هذه الجامعات استأجرت شقة صغيرة في برج سكني لطلاب المدرسة العليا لمدينة دنهاخ أو لاهاي ولكن من يطلع على موقع الجامعة هذه يقرأ أن مكاتب هذه الجامعة برج الطلاب السكني كاملا المؤلف من أكثر من 15 طابق!: هذه هي جامعة لاهاي الدولية.
تقوم الجامعات هذه باصدار شهادات تصل الى الدكتوراة باختصاصات متعددة : علوم انسانية, لغات, اقتصاد, محاسبة, ادارة الاعمال, الفنون الجميلة, بل حتى طب بشري وهندسة بترول ومعماري وفيزياء نووية وبستنة... الخ كل التخصصات والحمد لله متوفرة مقابل رسوم دراسية معينة. عموما الطالب يكون تحت اشراف استاذ المفروض أن يكون من ذوي المؤهلات ويتم تزويد الطالب بالحقيبة الدراسية اما ورقية أو على شكل رقمي. هنا نتوقف ونقول هنالك أساتذة ذوي مؤهلات معقولة ولكن أيضا هنالك اساتذة يقومون بتدريس أو الاشراف على دراسة الطلاب دون أن يكونوا أصلا متخصصين : مثلا يقوم مدرس اقتصاد بالاشراف على دكتوراة أو ماجستير علم النفس , أو أن يقوم استاذ مساعد بالاشرف على أطروحة الدكتوراة !: الطالب المسكين لا يعرف ذلك وفي نهاية المطاف يحصل الطالب على شهادة بدون جهد كبير ورسوم معتدلة نوعما مقارنة بالتعليم المعترف به.
إن الهدف الرئيسي والأوحد لمثل هذه الجامعات هو المال فقط لا غير حتى ولو قامت جامعة ما بتنظيم لقاء أو اجتماع لبعض الاساتذة تحت اسم مؤتمر علمي والبرهان على ذلك لم نجد أي بحث علمي يصدر من هذه الجامعات. طبعا هنا قد يسأل أحدهم: كيف اذن يتهرب مؤسس الجامعة من الضرائب لأن المؤسسة غير ربحية: الجواب بسيط: كل الجامعات تتوفر على حساب جاري في بنك هولندي وهو الحساب الأبيض, وكذلك تتوفر الجامعات على حسابات سوداء لا تخضع للضرائب بهولندة لانها غير معروفة لدى الدولة الهولندية, مثلا هنالك طلاب يدفعون مباشرة باليد إلى الجامعة كطلاب الشرق الأوسط : العراق المثل الأوضح : مثلا جامعة لاهاي الدولية تملك فرع لها في مدينة الموصل وجامعة فان هولنده لها فرع بمدينة تكريت : والجامعتان تتعاملان مباشرة ماليا مع ممثل الجامعة هناك: أي لا تقوم الفروع بأرسال المال مباشرة الى هولنده.وللجامعة الحرة فروع في العراق أيضا مع أنها أصبحت أكثر الجامعات العراقية هنا تعرضا للضغوط , ونفس الشيء بالنسبة لجامعة لاهاي.
الغريب في الأمر أن الحكومة الهولندية التي لا تعترف وزارة تعليمها بمثل هذه الجامعات لم تحرك ساكنا تجاه هذه الوضع مع الفضائح الكبيرة التي حدثت في الماضي والتي تحدث: والسؤال هنا لماذا؟ سؤال منطقي وغريب لكن لا احد يعرف الجواب عنه إلا بالنسبة للجامعة الحرة التي صدر بحقها حكما قضائيا يمنع السلطات الهولندية من تصديق شهاداتها وذلك قبل أكثر من شهر.
كانت بالسابق بعض السفارات العربية تصادق على ختم وزارة الخارجية الهولندية ولكن بعد الفضائح الكبيرة بدأت السفارات العربية كلها ترفض التصديق على ختم وزارة الخارجية الهولندية ما عدا سفارة الامارات العربية المتحدة, هذا مع العلم أن وجود أو عدم وجود مثل هذا التصديق لا يعني شيئا بالنسبة لقيمة الشهادة لسبب واحد هو انها شهادات غير معترف بها اطلاقا.
هنالك طلاب يقومون بالتسجيل عندما يرون على موقع جامعة معينة أن وزارة الخارجية الهولندية تصادق على الشهادة : وهذه خدعة أخرى لأن وزارة الخارجية انما تصادق على توقيع غرفة التجارة أو كاتب العدل ليس الا: ويكتشف الطلاب الخدعة بعد فوات الأوان. كذلك هنالك طلاب يقدمون على التسجيل ولا يهتمون لمصداقية هذه الجامعات والدافع هو حصول على شهادة تسمى بالجامعية مع ختم وزارة الخارجية الهولندية, ومثل هؤلاء الناس يريد فقط أن يكتب امام اسمه "دكتور".
ونشير أن بعض المسؤولين العراقيين حصلوا على شهادات من مثل هذه الجامعة: فوزير الزراعة الحالي عز الدين الدولة وابنه علي قد حصلا على ماجستير بالقانون من احدى هذه الجامعات عام 2010!
هذه معلومات يجب أن يطلع عليها كل من يهمه الأمر خاصة العراقيين كونهم الضحية الأكبر بسبب ظروف البلد وعدم مصداقية الحكومة العراقية بما يخص التعليم عموما ولان الكثير ممن يتولى مناصب عليا في العراق حاصل على مثل هذه الشهادات من هولنده أو المانيا والدانمارك أو ايران الاسلامية جدا .
لاهاي (دنهاخ) آب 2011

ليست هناك تعليقات: