الجمعة، 11 نوفمبر 2011

شعوب وأديان وأوطان ، هل نحن أمة مثل بقية ألبشر؟


شعوب وأديان وأوطان ، هل نحن أمة مثل بقية ألبشر؟
طعمة ألسعدي / لندن 08 11 2011
www.t-alsaadi@yahoo.co.uk
ألحلقة الأولى
لن يستطع أحسن أطباء ألعالم ، مهما بلغت عبقريته، من علاج ألمريض إذا لم يشخص ألمرض أولا". كما أن المريض لن يشف من مرضه إذا لم يأخذ ألعلاج اللازم ألذي وصفه له ألطبيب . ونحن شعب تفتك به الأمراض ، فتمزقه وتقتله على يد أبنائه ، وتدمر ألوطن بأيدي مواطنيه وليس أعدائه ، ولا نحرك ساكنا" طلبا" للشفاء وألعافية ، فما سبب ذلك؟
لنكن صريحين وصادقين أمام ألله أولا" ، وأمام أنفسنا ثانيا" في محاولتنا رصد بعض جذور أمراضنا وعللنا وأدواتها وأسباب تفرقنا وكره بعضنا بعضا"(وليس كلٌنا كلٌا") بدرجات متفاوته . أو عدم قبولنا الآخر بسبب ألثقافة ألمتجذرة في نفوسنا وورثناها من (سموم) نشرها بعض ألمتطرفين من علماء ألجانبين قبل قرون عديدة ، أو أشباه ألأميين ألذين كانوا مصدر ألمعلومات ألدينية الأول للناس الأميين ألجهلة بشكل عام ، حيث حرم ألحكم ألعثماني ألبغيض ألعراق من ألمدارس وألتعليم الحديث حتى سقوط إمبراطوريتهم غير مأسوف عليها على يد ألحلفاء في عام 1918 ، ثم نشر الإنكليز (ألحكام ألفعليين للعراق) ألمدارس ألحكومية ألتي أتاحت لأبناء ألمواطنين الدراسة المجانية بعد أن كانت ألمدارس أهلية وشبه مقتصرة على مدارس أليهود وألمسيحيين . وتم تأسيس أول كلية طبية عام 1927 بفضل جهود سندرسن طبيب العائلة ألمالكة . وبعد سيطرة ألحكم ألعلماني ألأتاتوركي على تركيا تنكر أتاتورك لكل ما هو عربي بما في ذلك إستعمال حروف اللغة ألعربية ، لغة ألقرآن ألكريم . ولم يميز ألحكم ألأتاتوركي في عدائه للعرب بين عربي سني أو عربي شيعي ، بعد أن كانت (دولة ألخلافة ألإسلامية) منحازة بتعصب للسنة ومضطهدة للشيعة بقسوة حتى جعلوهم مواطنين من الدرجة ألعاشرة . وكانت ألوظائف ألحكومية محرمة عليهم في ألولايات ذات الغالبية ألشيعية ، وفضلوا عليهم أليهود والمسيحيين ، وكان عليهم ألمساواة بين مواطني الدولة بطبيعة ألحال. كما حرموا ألشيعة من دخول ألكليات ألعسكرية ألتركية ، لكنهم لم يتركوا شيعيا" دون تجنيده للدفاع عن دولتهم خلال ألحرب ألعالمية الأولى . ومن ألجدير بالذكر أن ألكثير من ألشيعة ألذين لم يجندوا في الجيش ألنظامي ألتركي ، خرجوا بملء إرادتهم لمقاتلة ألجيش ألبريطاني ألكافر في جنوب ألعراق دفاعا" عن (ألدولة ألإسلامية) بقيادة رجال ألدين ألشيعة ألمضطهدين ، ولم يفعل غيرهم ذلك. وفقدنا عمي الأكبر في ألحرب في مكان ما من الإمبراطورية ألعثمانية وهرب آخران ونجاهما ألباري عز وجل مع بعض الأقارب ألذين كانوا يقصون علينا ويلات ألحرب وألهروب من ألجبهة. وألغريب أن يقوم مؤسسوا ألجيش ألعراقي في ألعهد الملكي ، وكانوا جميعا" ضباطا" في الجيش ألعثماني ، وإنقلبوا عليه وتعاونوا مع جيش ألحلفاء (ألكافر بلغة متطرفي هذا الزمان) كطارق ألعسكري ونوري ألسعيد وياسين الهاشمي وجميل المدفعي ومولود مخلص وغيرهم من ألضباط ألعراقيين حيث خدعتهم بريطانيا بوعودها الكاذبة للشريف حسين بإقامة دولة عربية كبرى تشمل شبه جزيرة العرب وألعراق وبلاد ألشام وبضمنها فلسطين بقيادة الشريف حسين بن علي شريف مكة وملك ألحجاز فيما بعد*، فحنث هؤلاء ألضباط بقسمهم بالولاء للإمبراطورية الإسلامية ، وخليفة ألمسلمين ، لكنهم ساروا على نفس ألنهج ألذي سار عليه ألعثمانيون بحرمان ألشيعة من ألقبول في ألكليات ألعسكرية . وإذا قبل شيعي في ألكليات والأكاديميات ألعسكرية بعد إنقلاب عام 1958، فيبقى ذلك ألضابط ألشيعي مضطهدا" من ألجانب الآخر ألذي يحتكر ألرتب العليا ، ويمنع من ألحصول على أي إمتياز أو بعثة أو أي شيء مفيد آخر ، ناهيك عن قيادة الألوية وألفرق وألفيالق ، فكل ذلك للسني ألذي يحمل ألرتب ألعليا دون ألشيعي عدا إستثناءات نادرة . وختمها صدام حسين بإحالة 150 ضابطا" شيعيا" ممن دخلوا ألكلية ألعسكرية في ألعهد ألجمهوري ، على ألتقاعد بعد شن الحرب ألجنونية على إيران بوقت قصير ، وكانو برتب تتراوح بين عقيد ركن وعميد ركن ومنهم أحد زملاء وأصدقاء وزير ألدفاع آنئذ عدنان خير ألله طلفاح في كلية الأركان ، وإسمه علي فاضل عباس شاهين** ، وكان بعثيا" قياديا" في ألمكتب ألعسكري للحزب كأكثر ألضباط الآخرين (وجريمتهم أنهم شيعة ولم تشفع لهم بعثيتهم بسبب ألتمييز ألمقرف ، فما أجمل شعارات ألبعث ألقومية !). ثم حرم صدام ألضباط ألشيعة من ألوصول إلى رتبة لواء (بصفته ألقائد ألعام للقوات ألمسلحة وحامل أعلى رتبة عسكرية دون خدمة في ألجيش) ، فتتوقف رتبة ألشيعي ألعسكرية عند رتبة عميد (زعيم في ألعهد ألملكي) فهل سيرقص ألضابط ألشيعي فرحا" بهذا ألغبن وألظلم ألفاحش ألذي يسلطه عليه أخوه في ألدين والوطن وفي أغلب الأحيان في ألعشيرة أيضا"؟ فبهذه ألتفرقة يكون ضابط جبوري شيعي مغضوب عليه وإبن عمه ألجبوري الآخر ألسني مدللا" للحكومة ، وينطبق ذلك على ألعبيديين وألجنابيين وكل ألعشائر الأخرى!!!! إذا أردت أن يدوم حكمك فأحكم بين ألناس بالعدل وألمساواة ، وعامل جارك بالحسنى ليرد عليك بالمثل ، وبعكسه فإن ألنار ألتي تحت ألإبريق أو ألإناء ستجعل ألماء ألذي يملأه يغلي ، وإن لم يجد بخاره منفذا" سينفجر ويؤذيك ويؤذي من حوله دون أدنى شك. وتنطبق هذه ألقاعدة على ألجميع سابقا" ولاحقا".
كان هذا ظلم في ألجانب ألعسكري حتى كان يقال في ألناصرية وغيرها : ضباطنا من ألموصل وألمنطقة ألغربية وألعرفاء ورؤسائهم ونواب ألضباط من الناصرية ، وينطبق ذلك على ألمحافظات ألشيعية ألأخرى. أما في ألجانب ألمدني فكل ألمحافظين من تكريت أو ألدور أو ألموصل أو الأنبار . ولم يتم تعيين محافظ في وسط ألعراق وجنوبه من أبناء ألمحافظة نفسها ، بل حتى قائم مقام ألقضاء في ألمناطق ألشيعية كان يؤتى به من ذات الأماكن المذكورة أعلاه . ولم يقتصر ألتمييز على هذه ألمناصب بل شمل ألسفراء والوزراء والمدراء العامين ووكلاء ألوزراء وكل وظائف ألدولة الأخرى ، أما رئاسة ألوزراء أو ألدولة فهذا حلم مستحيل ألمنال للشيعي. ثم يتبجح قادة ألبعث قبل ألتحرير وبعده أن في حزب ألبعث نسبة كبيرة جدا" من ألشيعة ، دو أن يذكروا ويتذكروا أن مؤسسي فرع ألحزب في ألعراق ألحقيقيين هم ألشيعة وتم إستئصالهم كقيادة فردا" فردا" إبتداء من فؤاد الركابي ألذي قتل في سجنه في بعقوبة. فكان ألبعثيون ألشيعة مثل نواب ضباط ألناصرية ، ألقيادات ألعليا في القيادة ألقومية والقطرية وأعضاء ألفروع من ألعوجة ، تكريت ، ألدور ، ألموصل وغيرها وألدرجات ألسفلى للشيعة لإستعمالهم كأدوات قمعية ضد مواطني محافظاتهم وأبناء بلدتهم في وسط العراق وجنوبه . ولا يحتاج ألتكريتي أكثر من عام أو عامين ليصبح عضوا" في ألحزب ، بينما يبقى إبن ألوسط وألجنوب (يكتب ألتقارير ) من درجة صديق ، ثم مؤيد ، ثم نصير ونصير أول ولا يرشح للعضوية إلا بعد أن يكتب ألتقارير على أقرب أقربائه وبعد سنين طويلة. هؤلاء ليسوا بعثيين ، بل عبيد وأدوات قمع وإضطهاد لدى قيادة ألحزب ألتي أختصرت بشخص واحد إسمه صدام حسين يساعده إخوته وأقربائه المقربين بالدرجة الأولى ألذين بإمكانهم ضرب عضو قيادة قومية بالأحذية وهو صاغر لا يستطيع قول كلمة واحدة، ثم قيادات من ألمناطق ألمذكورة سابقا" (وهم لا يحلون ولا يربطون) كما يقول ألمثل ألشعبي ألعراقي.
ألأسباب ألدينية للعداء بين المذهبين:
لعب ألروزخونيون والملالي من محدودي ألمعرفة بإصول الدين دورا" تخريبيا" هائلا" في بذر وزرع ألطائفية بين أبناء ألشعب طوال ألفترة ألمظلمة ألمتمثلة بالحكم ألعثماني. فبمجرد كون شخص ما يجيد القراءة وألكتابة لاغيرها كان يطلق عليه إسم (مله بضم ألميم). وكان هذا ألمله يحتل مركزا" مرموقا" بين الناس لأنه معلم لمن يريد تعلم القراءة وألكتابة على طريقة أبجد هوز ألمتخلفة ، وهو من يقرأ ألرسائل التي ترد لأبناء منطقته أو قريته ، والأنكى من ذلك قد يكون هو من يعلمهم إصول ألدين ، وهو لا يعرف إلا ألنزر أليسير جدا" من أموره وعلومه ، نيابة عن العلماء (ألعظماء) ألذين لا يبرحون مقراتهم إلا للصلاة في ألمساجد ألقريبة أو أضرحة الأئمة عليهم ألسلام ، وغالبا" ما تكون أدمغة هؤلاء ألملالي ألذين يئمٌون ألناس في ألصلاة ملآى بالبدع وألخرافات . وقالت لي بنت أحدهم عندما كنت طفلا في السادسة أو ألسابعة من عمري ، وكانت هي بعمر والدتي أو أكبر، أنٌ ألعباس بن علي عليه السلام كان يقتل عشرة آلاف فارس من جيش يزيد في كل ضربة سيف. وكانت لوحة مؤطرة للعباس حاملا" سيفه ألمضرج بالدماء وهو على فرس رافع رجليه الأماميتين في وضع قتال تتصدر بيتهم . لا أنكر شجاعة ألعباس ع وإستبساله وبطولته ألمميزة كجميع أصحاب ألحسين عليه ألسلام في موقعة ألطف ، لكن ألمبالغة ألمذكورة تدل على مدى جهل وغياب ألوعي عند الناس ألذين يتلقون ألمعرفة من ألروزخونيين بحيث يصدقون أساطير كهذه.
كان هؤلاء ألملالي ، في ألجانبين ، ولا زال بعضهم ، موقدين لنار ألطائفية بتحيزهم الأعمى لمذاهبهم بحيث كان بعضهم يحقر مذهب الآخر ويتهمه بالكفر باطلا" لعدم إدراكه وفهمه أن ألمذهبين مشتركين ومتفقين تماما" في أساسيات ألدين بداية بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا" رسول ألله ، وألقرآن ألكريم ألموحد وألوحيد ألذي لا يختلف بين شيعي وسني ، ثم العبادات من صوم وصلاة وحج وزكاة وألجهاد الأكبر ألمتمثل في بناء ألعائلة وألمجتمع وألدولة وحمايتهما من ألغزاة وألطامعين ونشر ألدين الإسلامي بصورة متحضرة على قاعدة ألحكمة وألموعظة ألحسنة ألتي أمرنا بها الباري عز وجل.
وأذكر مثلا" على مدى ألحقد وتغلغل الأفكار والخرافات بين ألفريقين حصل لي شخصيا" في صيف عام 1966 عندما كنت أعمل مسؤولا" هندسيا" وإداريا" في مقاولة إنشاء شارع ألسايلو في ألبصرة في منطقة ألجبيلة ، قرب مقر شركة نفط ألبصرة سابقا" ومقابل مركز تدريب البصرة آنئذ. كان ألمقاولان اللذان أحيل إليهما تنفيذ المقاولة هما ألمهندس فاضل الصفار ويحمل ماجستير في هندسة الطرق من أميركا (شيعي) وإبراهيم ألسهيل ألجميلي (سني) ، غني جدا" لكنه محدود ألثقافة وألتعليم*** ، وكان قريبا" لعبدالسلام عارف فجلب عمالا" من ألرمادي للقيام بأعمال ألحجر ، وسيارات (لوريات) وسواقها أيضا" لنقل ألحجر ألذي كان يجلب من جبل سفوان (أرجو أن لاتكون الكويت إبتلعته كما إبتلعت أراض عراقية شاسعة). كنت جالسا" في أحد ايام تموز في موقع ألعمل وكان بجانبي أحد الإخوة العمال ألدليم (جميلي ، إسمه خلف) فأخذ يتكلم عن ألشيعة دون علمه أنني شيعي فإتهمهم بتهم كثيرة وكفرهم وأنهى كلامه أن للشيعي ذنب (ذيل) ، فسألته مبتسما" هل رأيته قال لا بل هذا مؤكد ، فسألته كم طوله؟ فقال مؤشرا" بيده بما يقارب خمسة عشر سنتيمترا" أو أكثر ، فسألته هل أنت متأكد؟ قال نعم ، وإذا لا تصدقني إسأل إمام ألمسجد . ولم أخرج له مؤخرتي ليرى طول ذيلي ، بل ضحكت في قرارة نفسي وحمدت ألله على أن ذيلي (ألمفترض) من ألممكن أن يختفي تحت بنطالي ، وبعكسه ستكون ألمصيبة عظيمة لو كان طوله نصف متر مثلا". ومرت أكثر من إثني عشر سنة على ذلك ، صرت خلالها مقاولا" ناجحا" ولدي أعمال حرة أخرى ممتازة وبخير وفير من فضل الله ، وبحكم العمل صادقت شخصا" عسكريا" متقاعدا" إسمه ألمرحوم يوسف ياسين التكريتي (أبو حكمت) ، وهو عم عبدالفتاح الياسين عضو القيادة القطرية لحزب ألبعث آنئذ ووزير ألحكم المحلي ، او البلديات ، وهو (ابو حكمت) متزوج من تكريتية سنية تسكن في تكريت كان يقول عنها أنها أحسن جاسوسة في العالم متندرا" لكثرة تجسسها عليه وكان يقول : لديها جواسيس أكثر من جواسيس بريطانيا ألعظمى ، وأخرى في بغداد أصغر من الأولى وهي شيعية (أم محمد، معلمة مدرسة) من إخوتنا الأعزة ألكرد ألفيليين وكانت إمرأة رائعة حقا" وبكت عليٌ بكاء" مريرا" حين عرفت أنني هربت من ألعراق لأسباب سياسية. قال لي أبو حكمت يوما" ، وشهادة لله أنه لم يكن طائفيا" إطلاقا" ، وكان يدين تصرفات صدام حسين وأمثاله، قال : كنت في ألشامية في محافظة ألديوانية في أوائل ألستينات لشراء ألرز وجلست في مقهى لشرب الشاي ، فسألني صاحبها : من أين أنت يا عماه ؟ من تكريت ، أجابه أبو حكمت. فقال صاحب ألمقهى : ها ، يعني أنت سني عندك ذيل. فقصصت عليه قصة خلف ألجميلي ألمماثلة معي ، لكن ضد ألشيعة.
ومن ألتهم ألتي تم إتهام ألشيعة فيها باطلا" وجود قرآن آخر لديهم غير ألقرآن الكريم سموه قرآن فاطمة ، وكأن فاطمة ألزهراء ع ألتي توفيت بعد وفاة أبيها بستة أشهر فقط ، أصبحت في ليلة وضحاها منافسة للرسول ص وأنجزت في نصف عام كتابا" بدل ألقرآن الكريم ألذي نزل في مدة دامت 23 عاما". يقولون ذلك لكنهم عاجزون عن كشف نسخة واحدة من ذلك ألكتاب طوال 14 قرن من ألزمان ، ولن يجدوه لسبب بسيط هو أنه غير موجود وكذبة كبرى.
لا يمكن إنكار أن ألتراث ألشعبي لدى ألفريقين مليء بالمغالطات وألأكاذيب وألإفتراءات ، فبعض ألشيعة ألجهلة يجهلون أن الإمام علي عليه ألسلام تجاوز موضوع الإختلاف على خلافة ألرسول صلى ألله عليه وسلم ، وكان في أحسن علاقة مع ألخلفاء الآخرين ، حتى أن عمر إبن ألخطاب إستخلفه على ألحكم نيابة عنه عندما ذهب ألى ألقدس ، بل سمى علي أبناءه بأسمائهم هو وأبناءه أيضا" فتجد بينهم عمر وابو بكر وعثمان (إستشهد مع الإمام الحسين في واقعة كربلاء) ولا يذكره ألمتخلفون بسبب إسمه متناسين أنه إبن أبي الأئمة عليهم ألسلام وشهيد كربلاء. وعلى جميع ألمسلمين تجاوز مثل هذه الإمور ألتي لا تفيد إلا ألأعداء وتساهم في إشعال نار ألتفرقة وألطائفية وهي من مخلفات ألحقبة ألمظلمة كما أسلفت. كما أن الإخوة ألسنة يبالغون في تكفير ألشيعة دون حق أو أساس طالما انهم يشاركونهم ويتطابقون معهم في أساسيات ألدين ويؤدون الشهادتين. إن إستخدام ألعقل وألحكمة وقبول الآخر هو ألطريق ألوحيد أمامنا ، وعلى مسؤولي ألتوجيه ألديني لدى الفريقين ألتقريب بين المذهبين بكل ما أوتوا من إمكانيات ، ومنع تكفير ألجانب ألآخر بكل ألوسائل ألممكنة ، وتهذيب ألتراث ألشعبي الديني من كل الأخطاء ألجسيمة ألتي غرسها ألمتخلفون في عقول ألناس طوال قرون طويلة من ألجهل وألتخلف. هذه أمانة في أعناقهم جميعا".
ولنتذكر أنه لا يمكن لأحد أن يزكي نفسه ويدعي أنه يمتلك ألحقيقة كلها ، فالله سبحانه عز وجل أعلم بعباده وهو وحده من يقرر مقدار ألحق لدى هذا الفريق أو ذلك ، لكن ألجميع مسلمون تعصمهم شهادة أن لا إله إلا ألله وأن محمدا" رسول ألله في أرواحهم واموالهم وأعراضهم . ونسأل ألله أن يهدي ألجميع إلى نبذ الخلافات وتجنب الإقتتال ألطائفي ألذي يسعى إليه ألخونة وعملاء الأجانب ، وأن يزرع في قلوبهم ألمحبة والإخوة وألرحمة وألشفقة على بعضهم بعضا" ، لينعموا بخيرات هذه ألبلاد متحابين متآزرين متساوين تماما" في ألحقوق والواجبات . ولله وحده ألحكم في الآخرة .
وسنكتب في ألحلقة ألتالية مزيدا" و أمثلة عن بقية شعوب العالم وأديانها إن شاء الله.
*كانت بريطانيا تمهد لتسليم الحكم لعبدألعزيز بن سعود ، وتدعمه سرا" بالمال وألسلاح من أجل ألقضاء على مملكة ألشريف حسين في ألحجاز ، ثم ألتنصل من وعدها بتأسيس الدولة ألعربية الكبرى لتنفيذ وعد بلفور بإقامة دولة يهودية في فلسطين، ومع ذلك بقي ألضباط ألعراقيون ألذين أسسوا ألجيش ألعراقي على ولائهم لبريطانيا ، أي أنهم إنقلبوا على ألأتراك اولا" ، ثم على ألشريف حسين حيث ترك وحيدا" فخسر ألحرب امام إبن سعود ألذي كوٌن دولة متطرفة متخلفة دينيا" تصدر الإرهاب لكل ألعالم، وتزعزع إستقرار بلادنا بدعمها للإرهابيين ألذين قتلوا عشرات ألآلاف من ألعراقيين سنة وشيعة.
** قلت لعلي فاضل عباس في خريف عام 1977 ، وكان برتبة عقيد ركن : كيف تقبلون أن يكون زميلك عدنان وهو عقيد ركن مثلك وزيرا" للدفاع ليرأس ضباطا" كبارا" مثل ألفريق عبدالجبار شنشل وغيره وألأدهى من ذلك يتم منح أعلى رتبة عسكرية لمدني هارب من ألخدمة (صدام حسين) فأجاب حرفيا" : قائد فذ مثل صدام ، ألا يستأهل أعلى ألرتب ؟ قلت له هذا تخريب وتدمير للعسكرية ألعراقية ومثلها وقيمها ، فلم يقتنع ، ثم لم يفده حبه لصدام عام 1981 لأنه شيعي.
*** زارني إبراهيم السهيل ألجميلي في مكتبي في عمان قبيل حرب عاصفة ألصحراء ، وتحدثنا عن إحتمالات ألحرب ، فقلت له هي آتية لاريب في ذلك بسبب عناد صدام ، وأميركا من ألقوة بحيث بإمكانها تدمير العراق وتحويله إلى ركام بإستعمال ألصواريخ ألموجهة بدقة إلى أهدافها بفضل الأقمار ألصناعية والأجهزة ألمتطورة في صواريخها بحيث لا تخطئء ألهدف فقال: ألا يمكننا إسقاط الأقمار الصناعية بمدفعيتنا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ فخطر ببالي ألعبقري حسين كامل.

هناك تعليق واحد:

وظائف خالية يقول...

مدونه رائعه
شكرا لمجهوداتكم