بسلامتها - دعونا نقترب من بابلنا أكثر!
صائب خليل
21 حزيران 2016
حين سمعت بدعوة العتبة الحسينية إلى تغيير اسم بابل، تداعت امامي سلسلة طويلة من الصور: بدأت بداعش التي خربت آثار نينوى وتدمر، إلى التدمير الذي احدثته القوات الأمريكية التي لم تجد مكانا تعسكر فيه (بالصدفة) إلا عند آثار بابل فسحقت المسرفات بلاطات أرضية بنيت قبل 2600 عام، إلى الحقد التاريخي اليهودي المتأصل لهذا الاسم وهذه المدينة. ولم أستطع منع نفسي من التساؤل إن لم تكن هذه إحدى الصور التي تكمل هذه السلسلة! لكني أيضاً لم استبعد ان تكون القضية كلها فقاعة إعلامية بهدف تحويل النظر عن معركة الفلوجة المحتدمة.
العتبة الحسينية سارعت بنفي قرار تغيير اسم مدينة بابل إلى مدينة الحسن. وتم التراجع في البداية تحت عنوان "توضيح" (1) فنقل عن علي كاظم سلطان: “ان العتبتين المقدستين ليس لديهما أي مساعي الى تغير اسم المدينة الرسمي بل لتسليط الضوء على كرم أهالي المدينة باحتضانهم للزائرين”.
كذلك قال مسؤول اعلام العتبة الحسينية حيدر السلامي انه “ليس للعتبتين أي دخل في موضوع تغيير أو تعديل أو إضافة أي اسم لأي محافظة ولا يعنيها أمر كهذا وليس في نيتها طرحه لا رسميا ولا شعبيا”. واشار الى ان “إضافة عبارة (مدينة الإمام الحسن عليه السلام) إلى مدينة الحلة إنما هي إضافة تشريفية تكون لها كاللقب أو الكنية أو الوصف من قبيل إضافة عبارة مدينة الإمام الحسين عليه السلام إلى مدينة كربلاء فنقول (كربلاء مدينة الحسين)"
وعزا الخطأ إلى "لبس في تعبير محرر الخبر أو بالأحرى مصدر الخبر أو الشخص المصرح والذي أورد الإشارة إلى تغيير اسم بابل الى مدينة الحسن”. (2)
لكن من قرأ الخبر في نصه الأصلي يدرك فوراً أن هذا ليس سوى تراجع دبلوماسي قد يكون سببه الضغط الشديد الذي حصل.
ففي نص الإعلان جاء: "وتابع سلطان حديثه ان المطالبة بتغيير اسم محافظة بابل جاءت بناء على دعوة وجهها مرجع الطائفة الكبير اية الله العظمى السيد (محسن الحكيم) -طيب الله ثراه- في زمانه بان تسمى كل محافظة من محافظات العراق باسم أحد ائمة اهل البيت عليهم السلام". وهو نص واضح لا يمكن لشرح ان "يوضحه"، فكلمة "تغيير" واضحة لا مجال لإساءة تفسيرها، وكذلك ليس لمحرر ان يخترع مثل هذا النص ويضعه من عنده.
الكثير من المدافعين عن العتبتين، الذين لم يجدوا طريقة مقنعة للدفاع، مثل جسام محمد الذي تبنى نظرية "غلطة المحرر"، انهال بالشتائم على المهاجمين، ثم أضاف واصفا الجميع بالجهل: " ان العتبتين المقدستين لو كانت مقتنعة بمسألة تغيير الاسم فلن يغير رأيها هاشتاك هنا، او صراخ هناك، فهي لا تمانع ان تفعل ما تريد ان اقتنعت به، ما دام شرعياً، اقتنع الناس به ام لم يقتنعوا، فكلام الجهلة ليس بوصلة للعتبتين." وأشار إلى ان "المرجعية العليا" (لاحظ: "المرجعية" وليس "العتبتين") سبقت حتى منظمات المجتمع المدني بالتنديد بسرقة الآثار وتغيير الهوية الحضارية للبلد. وقال أن "نشر الخبر المكذوب، يذكرنا بالذباب حين هجومه على جيفة لكلب بين حديقة أزهار غنّاء، تاركين ورودها الجميلة." (3)
المسؤولين في المحافظة تحدثوا بحذر شديد لحساسية الموضوع ومكانة "العتبتين". فقال عضو مجلس محافظة بابل حسن كمونة بان تغيير اسم المحافظة "سيأخذ منعطفاً آخر"(4). وانتقدت د. حنان الفتلاوي أيضا بحذر، مذكرة بتاريخ بابل الممتد لأكثر من 5000 سنة وأنه لا يمسح بجرة قلم او بمؤتمر. (5)
لكن من انتقد من الكتاب لم يجد ضرورة دبلوماسية فكان شديدا في الغالب. فهاجم الكاتب نصير المهدي المشروع بقوة قائلا: (6)
"بينما تتفاعل قضية تحرير الفلوجة لبناء مناسبة وطنية تعيد الى العراق ولو القليل من عافيته تظهر من بين الثقوب فتنة تسمية محافظة بابل باسم الامام الحسن عليه السلام" وتساءل: "ما علاقة الأمام الحسن عليه السلام ببابل؟" واستغرب العذرين الـ "بائخين جدا هما أن بابل تستقبل زوار الحسين عليه السلام وأنها محافظة كريمة ككرم الأمام الحسن عليه السلام. حسنا ألا تفعل القادسية ذلك؟ وهل السماوة مثلا أقل كرما؟" ..."يتخذون من اسم الامام الحسن عليه ستارا لنية مبيتة في خدمة الصهاينة الذين يشكل لهم اسم " بابل " كابوسا يتمنون لو يزيلونه من الذاكراة والتاريخ كي لا يبقى فيه الا صفحات انتصارهم على العرب والمسلمين وإذلالهم ."... "باستغلال عواطف الناس ومشاعرهم وحبهم لأهل البيت عليهم السلام يمررون الأجندات المشبوهة لتدمير حضارة العراق ومحو تاريخه وتشويه أجياله.. بماذا يختلفون عما فعلته داعش في تدمير آثار ومعالم المنطقة في سوريا والعراق كي لا يبقى على وجه هذه المنطقة الا اسم " إسرائيل " ومزاعمها التاريخية الباطلة في المنطقة . "
وفند علاء اللامي(7) حجة ان اسم بابل وثني قائلا: "هل يعلمون أن أصل كلمة كربلاء هو كرب إيلاء. .أو كرب إيل في اللغات السامية القديمة ومنها الآرامية أي قرب الإله ومثلها باب إيل أي باب الإله .. فهل يجرؤون على تغيير اسم كربلاء أيضا ؟
ورأت زينب الموسوي انه تصريح للتلهية: (8) "يوم لازم نغير النشيد الوطني الى "يحسين بضمايرنا (دعوة اطلقت عام 2003) يوم العلم يوم اقليم يوم نغير اسم محافظة وهكذا"
إلا أن عماد حسن أكد أنها مؤامرة طويلة وأن "المسألة لم تبدأ اليوم" مشيراً إلى اخبار من السنة الماضية بأن " هناك امرا مبيتا بل مشروعا كاملا وهيأة عليا تخص موضوع الحلة مدينة الامام الحسن . .. وهو مدعوم من المرجعية كما يدعون" وأن "الخطوات بدأت منذ زمن وحاولوا اليوم الانتقال الى خطوة مفصلية باتجاه التغيير.. وأن هذا هو الهدف الحقيقي الأصلي من أنشاء هذا الكرنفال، وأن رئيس المشروع حسن علي الحلي قال في كلمة العام الماضي: "أنّ اسم الإمام الحسن(ع) سيُحصّن المدينة من تداعيات متغيّرات العصر التي تحاول جرّ أبنائها الى أفكارٍ بعيدةٍ عن الإسلام تحت مسمّياتٍ مشبوهة.". "الاصرار عليه (تغيير الإسم) يدل على انهم ارادوه تغييرا رسميا بديلا ان لم يكن ملازما كحد ادنى وخطوة اولى... الشيء (الذي كان) غير المتوقع هذه السنة هو هذه الهبة والرفض من العراقيين حتى من بعض المحسوبين على التيارات الاسلامية .. كان رفضا شاملا.." (9)
وأخيراً كتبت بيداء حامد بأنها خدعة من إعلام محترف يريد إلهاءنا: (10)
"الاعلام المحترف لا يكذب علينا، هو يكتفي بوضع اقدامنا في ساحة المعركة الخطأ .. واخشى ان تتكفل غفلتنا بالباقي ..
النصر بالفلوجة ما زال وليدا طريا بحاجة الى حماية، كيف وجدنا انفسنا فجأةً .. نقاتل في بابل؟!"
إنها وجهة نظر أخرى معقولة، ولكن.. من الذي أطلق هذه الخدعة ليحرف تركيزنا عن "النصر بالفلوجة"؟ وإن كانت العتبتين بريئتان من التآمر على إسم بابل لأي سبب كان، فمن الذي أطلق ذلك البالون من داخلهما؟ ولماذا؟
هذا سؤال لا يبدو ان العتبة الحسينية تريد او تقدر على الإجابة عنه، فليس لنا سوى ان ننتظر ما سيأتي به المستقبل. وحتى ذلك الحين دعونا نحتفل بسلامة بابل من المؤامرة مهما كان مصدرها، ودعونا نزيد معرفتنا بها بهذا الفلم الجميل عن الطلاء الخزفي الأزرق الذي احتفت به بوابة عشتار بأكثر من عشرين ألف قطعة من الحجر الازرق المزجج، وكيف تطلبت صناعته افرانا مستقرة الحرارة على 950 درجة مئوية، وبدون أجهزة سيطرة بل وبدون مقاييس حرارة! دعونا، وعلى عكس ما أرادوا، دعونا نعرف بابل أكثر ونحب بابل أكثر. (*)
(*) فيديو: الطلاء الخزفي البراق في بابل
https://www.facebook.com/Iraqimuseumfriends/videos/240635896320588/
(1) العتبة الحسينية تصدر توضيح بخصوص مهرجان الامام الحسن في بابل
http://imamhussain.org/news/6643vie.html
(2) المسؤول الاعلامي للعتبات حيدر السلامي يبرر الامر بانه مجرد كنية تشريفية اضافية لبابل https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1010874842353395&set=a.513717152069169.1073741830.100002926652950&type=3&theater
(3) Jassam Mohammad - كذبة تغيير اسم بابل.. خطأ يرتكبه محرر في موقع...
https://www.facebook.com/jassam.mohammad/posts/1220453554634246?hc_location=ufi
(4) عضو بمجلس بابل: تغيير اسم المحافظة سيأخذ منعطفاً آخر
http://www.alsumaria.tv/news/171667/
(5) د. حنان الفتلاوي : تاريخ بابل يمتد لأكثر من 5000 عام https://www.facebook.com/hanan.alfatlawey/photos/a.165161543552941.39323.159405140795248/1019240704811683/?type=3&theater
(6) نصير المهدي ينتقد تغيير اسم بابل
https://www.facebook.com/neseer.elmehdi/posts/1753345478279892
(7) علاء اللامي - هل تعلم الجهات الطائفية التي يديرها لصوص العتبات...
https://www.facebook.com/allamialaa/posts/1094878617239400?pnref=story
(8) زينب الموسوي - اكو ناس تعتاش على اللغوة الزايدة
https://www.facebook.com/talbt.almhmd/posts/805203422949766?comment_id=805204606282981
(9) Imad Hasan - المسألة لم تبدأ اليوم .. راجعوا تحضيرات الدورات...
https://www.facebook.com/imad.A.H.H/posts/1011043292336550?__mref=message_bubble
(10) Baydaa Hamid
https://www.facebook.com/baydaa.hamid/posts/842921235843354?pnref=story
صائب خليل
21 حزيران 2016
حين سمعت بدعوة العتبة الحسينية إلى تغيير اسم بابل، تداعت امامي سلسلة طويلة من الصور: بدأت بداعش التي خربت آثار نينوى وتدمر، إلى التدمير الذي احدثته القوات الأمريكية التي لم تجد مكانا تعسكر فيه (بالصدفة) إلا عند آثار بابل فسحقت المسرفات بلاطات أرضية بنيت قبل 2600 عام، إلى الحقد التاريخي اليهودي المتأصل لهذا الاسم وهذه المدينة. ولم أستطع منع نفسي من التساؤل إن لم تكن هذه إحدى الصور التي تكمل هذه السلسلة! لكني أيضاً لم استبعد ان تكون القضية كلها فقاعة إعلامية بهدف تحويل النظر عن معركة الفلوجة المحتدمة.
العتبة الحسينية سارعت بنفي قرار تغيير اسم مدينة بابل إلى مدينة الحسن. وتم التراجع في البداية تحت عنوان "توضيح" (1) فنقل عن علي كاظم سلطان: “ان العتبتين المقدستين ليس لديهما أي مساعي الى تغير اسم المدينة الرسمي بل لتسليط الضوء على كرم أهالي المدينة باحتضانهم للزائرين”.
كذلك قال مسؤول اعلام العتبة الحسينية حيدر السلامي انه “ليس للعتبتين أي دخل في موضوع تغيير أو تعديل أو إضافة أي اسم لأي محافظة ولا يعنيها أمر كهذا وليس في نيتها طرحه لا رسميا ولا شعبيا”. واشار الى ان “إضافة عبارة (مدينة الإمام الحسن عليه السلام) إلى مدينة الحلة إنما هي إضافة تشريفية تكون لها كاللقب أو الكنية أو الوصف من قبيل إضافة عبارة مدينة الإمام الحسين عليه السلام إلى مدينة كربلاء فنقول (كربلاء مدينة الحسين)"
وعزا الخطأ إلى "لبس في تعبير محرر الخبر أو بالأحرى مصدر الخبر أو الشخص المصرح والذي أورد الإشارة إلى تغيير اسم بابل الى مدينة الحسن”. (2)
لكن من قرأ الخبر في نصه الأصلي يدرك فوراً أن هذا ليس سوى تراجع دبلوماسي قد يكون سببه الضغط الشديد الذي حصل.
ففي نص الإعلان جاء: "وتابع سلطان حديثه ان المطالبة بتغيير اسم محافظة بابل جاءت بناء على دعوة وجهها مرجع الطائفة الكبير اية الله العظمى السيد (محسن الحكيم) -طيب الله ثراه- في زمانه بان تسمى كل محافظة من محافظات العراق باسم أحد ائمة اهل البيت عليهم السلام". وهو نص واضح لا يمكن لشرح ان "يوضحه"، فكلمة "تغيير" واضحة لا مجال لإساءة تفسيرها، وكذلك ليس لمحرر ان يخترع مثل هذا النص ويضعه من عنده.
الكثير من المدافعين عن العتبتين، الذين لم يجدوا طريقة مقنعة للدفاع، مثل جسام محمد الذي تبنى نظرية "غلطة المحرر"، انهال بالشتائم على المهاجمين، ثم أضاف واصفا الجميع بالجهل: " ان العتبتين المقدستين لو كانت مقتنعة بمسألة تغيير الاسم فلن يغير رأيها هاشتاك هنا، او صراخ هناك، فهي لا تمانع ان تفعل ما تريد ان اقتنعت به، ما دام شرعياً، اقتنع الناس به ام لم يقتنعوا، فكلام الجهلة ليس بوصلة للعتبتين." وأشار إلى ان "المرجعية العليا" (لاحظ: "المرجعية" وليس "العتبتين") سبقت حتى منظمات المجتمع المدني بالتنديد بسرقة الآثار وتغيير الهوية الحضارية للبلد. وقال أن "نشر الخبر المكذوب، يذكرنا بالذباب حين هجومه على جيفة لكلب بين حديقة أزهار غنّاء، تاركين ورودها الجميلة." (3)
المسؤولين في المحافظة تحدثوا بحذر شديد لحساسية الموضوع ومكانة "العتبتين". فقال عضو مجلس محافظة بابل حسن كمونة بان تغيير اسم المحافظة "سيأخذ منعطفاً آخر"(4). وانتقدت د. حنان الفتلاوي أيضا بحذر، مذكرة بتاريخ بابل الممتد لأكثر من 5000 سنة وأنه لا يمسح بجرة قلم او بمؤتمر. (5)
لكن من انتقد من الكتاب لم يجد ضرورة دبلوماسية فكان شديدا في الغالب. فهاجم الكاتب نصير المهدي المشروع بقوة قائلا: (6)
"بينما تتفاعل قضية تحرير الفلوجة لبناء مناسبة وطنية تعيد الى العراق ولو القليل من عافيته تظهر من بين الثقوب فتنة تسمية محافظة بابل باسم الامام الحسن عليه السلام" وتساءل: "ما علاقة الأمام الحسن عليه السلام ببابل؟" واستغرب العذرين الـ "بائخين جدا هما أن بابل تستقبل زوار الحسين عليه السلام وأنها محافظة كريمة ككرم الأمام الحسن عليه السلام. حسنا ألا تفعل القادسية ذلك؟ وهل السماوة مثلا أقل كرما؟" ..."يتخذون من اسم الامام الحسن عليه ستارا لنية مبيتة في خدمة الصهاينة الذين يشكل لهم اسم " بابل " كابوسا يتمنون لو يزيلونه من الذاكراة والتاريخ كي لا يبقى فيه الا صفحات انتصارهم على العرب والمسلمين وإذلالهم ."... "باستغلال عواطف الناس ومشاعرهم وحبهم لأهل البيت عليهم السلام يمررون الأجندات المشبوهة لتدمير حضارة العراق ومحو تاريخه وتشويه أجياله.. بماذا يختلفون عما فعلته داعش في تدمير آثار ومعالم المنطقة في سوريا والعراق كي لا يبقى على وجه هذه المنطقة الا اسم " إسرائيل " ومزاعمها التاريخية الباطلة في المنطقة . "
وفند علاء اللامي(7) حجة ان اسم بابل وثني قائلا: "هل يعلمون أن أصل كلمة كربلاء هو كرب إيلاء. .أو كرب إيل في اللغات السامية القديمة ومنها الآرامية أي قرب الإله ومثلها باب إيل أي باب الإله .. فهل يجرؤون على تغيير اسم كربلاء أيضا ؟
ورأت زينب الموسوي انه تصريح للتلهية: (8) "يوم لازم نغير النشيد الوطني الى "يحسين بضمايرنا (دعوة اطلقت عام 2003) يوم العلم يوم اقليم يوم نغير اسم محافظة وهكذا"
إلا أن عماد حسن أكد أنها مؤامرة طويلة وأن "المسألة لم تبدأ اليوم" مشيراً إلى اخبار من السنة الماضية بأن " هناك امرا مبيتا بل مشروعا كاملا وهيأة عليا تخص موضوع الحلة مدينة الامام الحسن . .. وهو مدعوم من المرجعية كما يدعون" وأن "الخطوات بدأت منذ زمن وحاولوا اليوم الانتقال الى خطوة مفصلية باتجاه التغيير.. وأن هذا هو الهدف الحقيقي الأصلي من أنشاء هذا الكرنفال، وأن رئيس المشروع حسن علي الحلي قال في كلمة العام الماضي: "أنّ اسم الإمام الحسن(ع) سيُحصّن المدينة من تداعيات متغيّرات العصر التي تحاول جرّ أبنائها الى أفكارٍ بعيدةٍ عن الإسلام تحت مسمّياتٍ مشبوهة.". "الاصرار عليه (تغيير الإسم) يدل على انهم ارادوه تغييرا رسميا بديلا ان لم يكن ملازما كحد ادنى وخطوة اولى... الشيء (الذي كان) غير المتوقع هذه السنة هو هذه الهبة والرفض من العراقيين حتى من بعض المحسوبين على التيارات الاسلامية .. كان رفضا شاملا.." (9)
وأخيراً كتبت بيداء حامد بأنها خدعة من إعلام محترف يريد إلهاءنا: (10)
"الاعلام المحترف لا يكذب علينا، هو يكتفي بوضع اقدامنا في ساحة المعركة الخطأ .. واخشى ان تتكفل غفلتنا بالباقي ..
النصر بالفلوجة ما زال وليدا طريا بحاجة الى حماية، كيف وجدنا انفسنا فجأةً .. نقاتل في بابل؟!"
إنها وجهة نظر أخرى معقولة، ولكن.. من الذي أطلق هذه الخدعة ليحرف تركيزنا عن "النصر بالفلوجة"؟ وإن كانت العتبتين بريئتان من التآمر على إسم بابل لأي سبب كان، فمن الذي أطلق ذلك البالون من داخلهما؟ ولماذا؟
هذا سؤال لا يبدو ان العتبة الحسينية تريد او تقدر على الإجابة عنه، فليس لنا سوى ان ننتظر ما سيأتي به المستقبل. وحتى ذلك الحين دعونا نحتفل بسلامة بابل من المؤامرة مهما كان مصدرها، ودعونا نزيد معرفتنا بها بهذا الفلم الجميل عن الطلاء الخزفي الأزرق الذي احتفت به بوابة عشتار بأكثر من عشرين ألف قطعة من الحجر الازرق المزجج، وكيف تطلبت صناعته افرانا مستقرة الحرارة على 950 درجة مئوية، وبدون أجهزة سيطرة بل وبدون مقاييس حرارة! دعونا، وعلى عكس ما أرادوا، دعونا نعرف بابل أكثر ونحب بابل أكثر. (*)
(*) فيديو: الطلاء الخزفي البراق في بابل
https://www.facebook.com/Iraqimuseumfriends/videos/240635896320588/
(1) العتبة الحسينية تصدر توضيح بخصوص مهرجان الامام الحسن في بابل
http://imamhussain.org/news/6643vie.html
(2) المسؤول الاعلامي للعتبات حيدر السلامي يبرر الامر بانه مجرد كنية تشريفية اضافية لبابل https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1010874842353395&set=a.513717152069169.1073741830.100002926652950&type=3&theater
(3) Jassam Mohammad - كذبة تغيير اسم بابل.. خطأ يرتكبه محرر في موقع...
https://www.facebook.com/jassam.mohammad/posts/1220453554634246?hc_location=ufi
(4) عضو بمجلس بابل: تغيير اسم المحافظة سيأخذ منعطفاً آخر
http://www.alsumaria.tv/news/171667/
(5) د. حنان الفتلاوي : تاريخ بابل يمتد لأكثر من 5000 عام https://www.facebook.com/hanan.alfatlawey/photos/a.165161543552941.39323.159405140795248/1019240704811683/?type=3&theater
(6) نصير المهدي ينتقد تغيير اسم بابل
https://www.facebook.com/neseer.elmehdi/posts/1753345478279892
(7) علاء اللامي - هل تعلم الجهات الطائفية التي يديرها لصوص العتبات...
https://www.facebook.com/allamialaa/posts/1094878617239400?pnref=story
(8) زينب الموسوي - اكو ناس تعتاش على اللغوة الزايدة
https://www.facebook.com/talbt.almhmd/posts/805203422949766?comment_id=805204606282981
(9) Imad Hasan - المسألة لم تبدأ اليوم .. راجعوا تحضيرات الدورات...
https://www.facebook.com/imad.A.H.H/posts/1011043292336550?__mref=message_bubble
(10) Baydaa Hamid
https://www.facebook.com/baydaa.hamid/posts/842921235843354?pnref=story
هناك تعليق واحد:
http://www.somerian-slates.com/2016/06/22/3188/
تحية للعزيز السيد صائب خليل ولمعالجاته المميزة.. وبالتأكيد موضوع التسمية (بابل) يبقى قضية تراث الإنسانية وليس الشعب العراقي بتاريخه القديم والحديث زالأمر يتطلب شمولية في المعالجة وعلى من يتصدى للموضوع تذكر أن إمكان أن تكون القضية للمشاغلة أو بالون اختبار أو محاولة حقيقية وأن يعالج كل محور بحكمة.. لكن بجميع الأحوال ونحن نتصدى لمختلف أنواع الجرائم المرتكبة لن نتخلى عن التمييز بين المعركة الرئيسة وتلك الثانوية ولن نضيع بين الثانوي بعيدا عن الرئيس الساس.. لكننا لن نهمل قضية ولن نتخلى عن مهامنا في مختلف الميادين التي تنتظر حراكنا
في أعلاه رابط لحملة أخذت موقعها بين آلاف الزوار وآلاف المساهمين ولكن الأهم أنها جزء من حملات استطاعت لجم ألاعيب الطائفيين ومحاولاتهم الظلامية
تحية لهذه المدونة ومحررها وللجهود المهمة في مجالات الثقافة والفنون
إرسال تعليق