الخميس، 30 يونيو 2016

هشاشة النقد العربي؟

هشاشة النقد العربي؟: ليس ناقداً من يشاء، وليس باحثاً من يريد ذلك، كما يقول المثل الفرنسي. أن يكون المرء ناقداً، أو باحثاً، يعني هذا ببساطة اتساع الرؤية الثقافية والحضارية وعدم الارتكان إلى المعارف التقليدية المتواضعة والمكتسبة. لا يكفي فقط أن يكون الإنسان مثقفاً محترفاً، ومالكاً لمخزون معرفي كيفما كانت قيمته وكثافته. ولا يكفي أيضاً أن يكون أستاذاً جامعياً لامتلاك صفة

السبت، 25 يونيو 2016

حكاية فيل شارد الذهن-عادل كامل

قصة قصيرة


حكاية فيل شارد الذهن

إلى زكريا تامر

عادل كامل
    وجد الفيل العجوز نظره تائها ً، فلم يعد يتذكر ـ إلا بصعوبة ـ انه ولد في حديقة أخرى، من ثم وجد نفسه يتنزه في الغابات، مع قطيع من الفيلة، عبر سهول شاسعة،      بعدها أعيد بقفص كبير ليتدرب على الرقص، والحركات البهلوانية، بعدها وجد مصيره خارج الخدمة، لينقل، مع عدد من التماسيح، والضباع، والسباع، والقردة، إلى مكان لم يعتد الإقامة فيه ـ لشدة ارتفاع درجات الحرارة وكثافة الهواء المشبع بالغبار والملوثات ـ إلا بمرور الوقت.
      نظر الفيل إلى هيئته في مرآة ماء البركة، عند الفجر، ليجد قربه جسدا ً مكورا ً يربض بمحاذاة الضفة، فاقترب منه، فرفع الأخير رأسه، ومن غير مقدمات، ناوله قنينة خمر، شربها الفيل، من غير تردد، أو اعتراض، كي يشعر بحرقة لذيذة لاذعة سمحت له أن يقترب من الرجل، ويتمدد بجواره، وهو يحدق في عينيه. فسأله الرجل:
ـ ما الذي يشغلك...؟
ـ آ ....، القصة طويلة لدرجة من المستحيل اختزالها...، فانا ـ اليوم ـ وجدت أنني لا استطيع التخلي عن خرطومي هذا...، ولا عن انفي...، ولا عن أي قدم من أقدامي الثقيلة، لا استطيع أن استبدل وجودي بوجود آخر، كأن أصير طيرا ً، أو سمكة، أو غزالا ً...، أو ...، ثم منحوني اسما ً: الدب العنيد! وكما تراني أنا لست دبا ً، ولا حمارا ً، ولا هدهدا ً أيضا ً، ولكني بدأت أصير فيلا ً أليفا ً، رقيقا ً، بل شفافا ً، فرقصت في السيرك عقود طويلة من الزمن...، زرت خلالها أوربا وأفريقيا واسيا وبلدان أخرى اجهل أسمائها...، حزت على جوائز كثيرة...، ثم فجأة نقلوني إلى هذه الحديقة...، لأجد أنني صرت وحيدا ً...، متعبا ً، منهكا ً، فرحت أفكر بأسئلة غامضة بالغة الالتباس: فانا  لم اختر فصيل دمي ولا لوني، لا جلدي ولا عظامي، لا أمراضي ولا مشاعري، لا حجمي ولا ذيلي هذا النحيل القصير...، وأنا لم اختر هذا المكان الذي لا استطيع مغادرته أبدا ً...، وقالوا لي: تمتع!
   ضحك الرجل:
ـ هل سكرت؟!
  رد الفيل بصوت واهن:
ـ لو كنت انتمي إلى نوعكم، يا سيدي، لكنت شربت حد الموت!
ـ آ .....، أنت تعاني من الكآبة، ومن الشرود، بسبب الحزن...، وربما تشعر انك لست أنت كما حلمت أن تكون!
فسأله بتعجب:
ـ ما أدراك؟
ـ أنا أيضا ً قصتي لا يمكن اختزالها برجل ينوي أن يموت..، هنا، بهدوء أمام الماء....، في هذا الفجر الأغبر.
ـ كلانا إذا ً يمتلك أسبابا ً لا تدعه إلا أن يجعل منها أسبابا ً مغايرة...، لكنهم يقولون لنا: تمتعوا!
أجاب الرجل:
ـ أنا عمليا ً لا يعنيني أمر هذه الدنيا، إن كانت تمتلك خطة عميقة شبيهة بنظرية المؤامرة أم لا ...، ولا يعنيني كيف بدأت وكيف ستنتهي ...
  وسكت بغتة. فسأله الفيل بشغف:
ـ ماذا يعنيك إذا ً...، مما جعلك تنوي الانتحار...، هنا، معي، في هذا الفجر؟
  فسأل الرجل الفيل:
ـ  وهل كنت تنوي التخلص من حياتك، هذه التي يقولون إنها: لا تقدر بثمن...؟
ـ لا! بل حياتي هي التي بلغت ذروتها، ولا تريد الإقامة معي!
ـ آ ....، يا صديقي، لا أنت تستطيع أن تساعدني على اجتياز محنتي، ولا أنا استطيع أن أخبرك، انك، مهما عشت، فان جسدك هذا سيصبح خارج الخدمة! لأن حياتك، وحياتي،  لا قيمة لهما إلا بحمل ما لا يحتمل من الأوزار، الآثام، الآلام، والذنوب!
  لم يدعه يكمل:
ـ أنا طردوني من السيرك، تخيل، لم اعد صالحا ً حتى للرقص، مع الكلاب والأرانب!
   بكى الرجل، وشرب حتى لم يبق قطرة خمر واحدة في الزجاجة، وقال للفيل:
ـ أنا ـ مثلك تماما ً ـ لم يتركوا لي إلا أن أدرك إنني خلقت فائضا ً!
ـ غريب...، غريب، لأنني تخيلتكم، أيها البشر، اقل لوعة منا.
   انفجر الرجل ضاحكا ً:
ـ أنا لا اعرف من منا كان فائضا ً عن الآخر!
قرب الفيل رأسه منه، هامسا ً:
ـ لا احد!  فأنت الآن أصبحت الهواء الذي أتنفسه، بل أنت العطر الذي أصبحت استنشقه أيضا ً! أنت عفني!
ـ أنا أيضا ً اشعر أن القدر لم يحرمني من التعرف على كائن أكثر تعاسة مني!
     سمعوا لغطا ً يأتي من وراء الأشجار، فتبين انه موكب سعادة المدير، محاطا ً بالحرس الخاص، تسبقه جوقة موسيقية، وأعلام ترفرف، ودابات تدّب تفسح الدرب الذي سيجتازه المدير، نحو البركة.
   اقترب زعيم الجرذان، وأمر الفيل بأداء التحية، بعد أن كان الرجل قد توارى.
فقال الفيل:
ـ وهل ارتكبت زلة، أو عصيت أمرا ً...، أو  شطحت..؟
رد الجرذ غاضبا ً:
ـ  أراك شارد الذهن...، فهل أنت مريض؟
 قرب الفيل رأسه من كبير الجرذان:
ـ لا!  لست مصابا ً، ولست مريضا ً...، ولكنني خرجت ـ في هذا الفجر ـ انوي أن أتأمل حياتي، فنظرت  إليها، مرسومة فوق سطح ماء هذه البركة، والآن أفقت!
ـ وماذا رأيت...؟
ـ لم ْ أر إلا ظلي...، فعقدت صداقه معه...، في الماء، فراح يسرد لي قصة حياته، وأنا، بدوري، رحت اروي له روايتي، ولكن بحضوركم، سيدي، لم اعد أراه، ولم يعد يراني! فلا اعرف من منا سبق الآخر وغاب!
   لم يطلب الجرذ من الفيل الرقص، أو الهتاف بحياة سعادة المدير، لأنه، رآه يقف أمامه، بجوار سلاسل من التماثيل، وقد ترك خرطومه يتدلى، امتنانا ً أو تذمرا ً لمثل هذه الزيارة، في فجر يوم اشتدت فيه درجات الحرارة بالارتفاع، قبل أن تبلغ ذروتها.
21/6/2016

Az4445363@gmail.com

هيرونيموس بوش(جيروم)_Hieronymus Bosch(Jerome





 
رسام هولندي من عصر الباروك ولد عام 1460 في بلدة هورتوجينبوش الهولندية التي قضى فيها جل حياته، وأعطته اسمها. وقد توفي فيها في شهر آب من العام 1516 عرف عنه أن جدة ووالدة كانا رسامين, جاء ذكرت في كتب التاريخ على انه عضو في أخوية السيدة مريم وهذا ما يفسر مصدر إلهامه. أشتهر بوش برسم الموضوعات الخيالية الغريبة ,وصفه كارل غوستاف يونغ محقاً بـ"سيد الرهبة ... ومكتشف اللاوعي" وأيضاً أطلق علية سيد بشع ومكتشف العقل الباطن فنّ بوش يعكس العادات الغامضة للعصور الوسطى ، ويعتبرأفخم رسّام لوقته . . كان بوش في حياته عضواً في جمعية "سيدتنا" الدينية التي قدم لها ولكاتيدرائية بلدته العديد من أعماله التي فقدت كلها حين وفاته كان بوش قد أصبح معروفاً على الصعيد الدولي، كرسام غريب الأطوار وذو رؤى دينية تتطرق بشكل خاص إلى العذابات الجهنمية. أقتنت أعماله العائلات النبيلة في هولندا والنمسا وإسبانيا. وقلده الكثيرون في القرن السادس عشر، وعلى رأسهم بيوتر بروغل الكبير الذي تأثر جداً به. فأسلوبه المتميز الفاقع من حيث الحرية وذو الرمزية الجلية، ما زال لا يضاها حتى يومنا. حيث عبر بشكل رائع ومخيف عن تشاؤم كبير عكس مخاوف ذلك الزمان ما تمخض عنه من نهوض اجتماعي وسياسي. والحقيقة أن شهرة (بوش) قد تضاعفت نتيجة الأهتمام به في أواسط القرن العشرين, وقد تضمن أعمالة الرموز والمعاني الكاملة,التي طالما ماكانت تحتاج إلى تفسير دلالاتها , وقد فهمت في بادي الأمر أنها نوع من الغرابة والخروج عن المألوف , وبعد ذلك أدركت على أنها هجو أجتماعي . ومؤخراً تم تغيريها من خلال المفهوم الرمزي الذي إتبعتة المدرسة الفرويدية . وكذلك تم تحليل الرموز التي تضمنتها لوحات (بوش) على أساس مناهج التحليل التاريخي, بأستخدام مصطلحات الخاصة بالمعتقدات السحرية ,والطقوس الدينية الموروثة والتي كانت منتشرة في أيامة . والحقيقة أن التعبيرية الغريبة التي تطورت في فن (بوش)ترتبط بمدأ حرية التعبري الأنساني الذي كان ينمو بشكل واضح ذلك المبدأ الذي بزغ فجأة في فن (بوش)مما نتج عنه الأشكال التعبيرية الجديدة . يعتبر بوش أساساً فناناً يعلم الأخلاق الحسنة من خلال لوحاتة وتعتبر أعمالة مهمة بصورة أستثنائية في حقل الفن بسبب الإحساس بالألغاز الذي يشعر به المشاهد وبفضل أبتكاراتة البصرية . ويمكن بذلك وصف إبداعات بوش على أنها الأعجب والأوسع خيالاً وغرابة . ومن أشهر لوحات هيرونيموس بوش 1)حديقة الملذات الدنيوية 2)الخطايا السبع 3)سفينة الأغنياء 4)إغواء القديس أنطوان )الزواج في قانا 5)موت البخيل 6)الأسطورة الذهبية 7)عبادة المجوس 8)الأبن الضال 9)الساحر 10)الأسطورة الذهبية 11) المسيح حاملا الصليب


هيرونيمس بوش . حديقة اللّذّات المادّيّة ( لوح ثلاثيّ للكتابة ) . ك.1510 . زيّت على اللّوح . برادو دل مسيو، مدريد، أسبانياللفنان الهولندي هيرونيموس بوش يتفق الكثير من نقّاد الفن على اعتبار هذه اللوحة واحدة من أعظم الأعمال في تاريخ الفن ومن أكثرها شهرةً وخلودا. رسم هيرونيموس بوش اللوحة قبل خمسمائة عام، وما تزال إلى اليوم تحتفظ بأصالتها وجاذبيتها التي كانت عليها في العام 1504م. وُيرجّح أن تكون اللوحة قد أنجزت بناءً على طلب أحد النبلاء الهولنديين آنذاك. "حديقة المباهج الأرضية" تتألف من ثلاثة أجزاء وقد استمدّت اسمها من الحديقة المترفة التي تبدو في الجزء الأوسط المملوء بصور نساء عاريات وطيور ضخمة وفواكه عملاقة. واللوحة تصوّر تاريخ العالم ومراحل تطوّر الخطيئة بدءا من آدم وحوّاء اللذين ارتكبا الخطيئة "الجزء الأيسر"، إلى عذاب الخاطئين في الجحيم الذي يبدو إلى يسار اللوحة منطقة مظلمة وكابوسية وباردة. أما في الوسط فتظهر حديقة المباهج الأرضية التي تصوّر عالما منغمسا في الملذّات والخطايا، حيث تتجسّد الشهوة باعتبارها سببا في سقوط الإنسان. في هذه اللوحة الفانتازية يبدو هيرونيموس بوش مهجوسا بالرؤى الكابوسية للجحيم والخطيئة، وهي فكرة كانت سائدة في القرون الوسطى بأوربا. و اللوحة تبرهن على قدرة الفنان المدهشة في بناء طبيعة ذات تفاصيل ضخمة ودقيقة من خلال سلسلة من المبالغات والتشويهات الغريبة. كما تزخر اللوحة بأكثر من ألف رسم لبشر وحيوانات وثمار ونباتات. ومع ذلك، فإنها تعطي انطباعا بحداثتها وجدّة موضوعها. وليس بالغريب أن ينجذب إلى هذه اللوحة سورياليو القرن العشرين لانها تحمل بعض سمات مدرستهم. كان هيرونيموس بوش، واسمه الحقيقي جيروم فان ايكين، رجلا متشائما وأخلاقيا إلى حدّ كبير، ولم يكن يؤمن بإمكانية عقلنة العالم الذي فسد بسبب وجود الإنسان فيه، كما كان يقول. ولزمن طويل ظلّ النقاد حائرين في تفسير رسومات هذا الفنان. وبعضهم كان يعتقد بانتمائه إلى "فرقة ضالة" أو منظمّة سرّية غامضة، على الرّغم من المضامين الدينية للوحاته. لكن آخر دراسة نقدية عن الفنان تكشف عن انه كان فنانا موهوبا يفهم أسرار النفس الإنسانية، كما كان أحد الفنانين الأوائل الذين قدّموا مفاهيم تجريدية في أعمالهم. وأخيرا، هناك حوالي أربعين لوحة منسوبة إلى هيرونيموس بوش، لكن سبعا منها فقط هي التي تحمل توقيعه.. التحليل والنقد الفني: الجزء الأول من اللوحة: أستخدم بوش في الجزء الأيمن من اللوحة الألوان الغامقة فظهرت اللوحة بشكل مظلم . غالباً ما يستخدم بوش الألوان الغامقة لتعبير عن الجحيم أو العذاب فقد أستخدم بوش في هذا الجزء اللون الأسود والبني في كثير من أجزاء هذة اللوحة ليصور الجحيم كما أستخدم بوش اللون الأصفر في تفتيح بعض الأماكن,كما أستخدم اللون الأبيض لرسم بعض الأشكال بصورة واضحة حيث أنه استخدم اللون الأبيض على خلفية غامقة فهو يقصد بذلك أبراز هذا الجزء من اللوحة والتأكيد علية . نلاحظ أن ملامس (بوش) في هذة اللوحة كانت ناعمة فعمد على تسسيح اللون قاصد بذلك الدقة الواضحة في اللوحة, نلاحظ أن الخطوط واضحة دقيقة لوصف العمل كما صور بوش في هذة اللوحة بعض الأشكال الغريبة وغالباً ماكان بوش يرسم الأجسام مقطعة وغير كاملة ليصف بذلك العذاب كما قام برسم أشكال رمزية غير مفهومه ويصعب تحديدها ولكنها بالرغم من ذلك استطاع نقل لنا نظرتة للجحيم وعذابة . حينما ننظر الى هذا الجزء من اللوحة الثلاثة يقع نظرنا إلى رجل الشجرة الذي صورة بوش مبتورة ومقطع فقد قصد أبرازة حيث أنة رسمه بحجم كبير كما أستخدم اللون الأبيض لأبرازة بالأضافة على وضعة في وسطاللوحة تقريباً. كما رسم بوش الأذن التي تتوسطها السكين بحجم كبير أيضاً. كما قصد بوش بتصويرة إلى للمعدة الكبيرة التي شقت ان يعضض معنى الشرهة, والنهم بداخلها . هكذا بدت اللوحة تمتلئ بالرموز التي لاتكشف عن ذاتها مباشرة . حين معاودتنا لنظر إلى لوحة (بوش) هذه الرائعة والتى ماتزال محافظة على جمالها حتى هذا العصر فأننا نشعر بالعمق الذي طالما أبدع (بوش ) فية حيث يظهر لنا أسفل اللوحة قريب ثم يدخلنا إلى داخل اللوحة كلما أتجهنا إلى الأعلى . أستطاع بوش من خلال هذه اللوحة تصوير الجحيم وعذابة فقد يشعرنا بالرهبة والهلع بأستخامة الرموز والاجسام المقطعة . فقد صور يوم الحساب في مهابة وحركة قوية تموج بالتمرد والإضطراب العنيف فقد ظهر في أعلى اللوحة المحكمة الألهية , وقد أنغمس غالبية البشر المصورين في انفعالات عنيفة غاضبة وسط منظر طبيعي مظلم إن هذه اللوحة بمثابة نهاية العالم الذي يحتضر الذي أهلكتة النيران ودمرتة مشاعر العذاب وآلام البشر . فقد صور الجحيم وعذاباتة الأفكار التي طالما شغلت فكر بوش وعبر عنة في العديد من لوحاتة فقد لاحظنا أهتمام بوش بالدين وتمسكة بة مما عكس ذلك على لوحاتة فهو دائماً مايقصد نقل رسالة من خلال لوحاتة . ................... الجزء الأوسط من اللوحة: الجزء الأوسط هو شاغل المساحة الكبرى ومحتل المكان الأوسط . صور بوش في هذا الجزء الحياة الدنيوية وملذاتها أشتملت هذه اللوحة على أجسام عارية صغيرة جداً أو ناقصة النموفقد صور معنى ((الجشع)) بالأضافة إلى الخطايا المهلكة : الحسد- الكسل- الشراهة- والبخل. كماصور بعض الأشكال الرمزية ,مثل الأشكال التي يصعب تحديدها في أوضاع تدعو إلى السخرية ... كما صور الأشكال المعمارية الغريبة والمناظر الطبيعية . أستخدم بوش في هذا الجزء من اللوحة الألوان الفاتحة التي تصور الملذات وجمال الدنيا وحلاوتها فقد استخدم الأخضر بترجاتة اللانهائية ليصور الطبيعة وأستخدم الأزرق الفاتح بتدرجاتة أيضاً استخدم الأزرق الممزوج بالأبيض ليصور السماء وأستخدم مزيج من لون البيج والأبيض لتصوير الأجسام العارية ,ايضا الملامس بشكل عام بهذه اللوحمة ناعمة عمد الى تسسيح اللون لدقة والوضوح . حينما ننظر اليى هذا الجزء من اللوحة ننجذب إلى الوانها بالأضافة على الأشكال المعمارية الغريبة التي صورها بوش. نلاحظ أن بوش غالباً مايرسم الأجسام عارية بشكل غير دقيق فقط لتوصيل فكرة وجود هذه الأجسام وتعريها لايقصد الأبداع في رسمها . ركز في هذه اللوحة على الطبيعة لتوصيل فكرة الأنغماس في الشهوات ... ولاينسى بوش العمق في لوحاتة فهي من مميزات لوحات بوش الأهتمام الكبير بالعمق فكأنما نعيش داخل اللوحة لا أن نشاهدها فقط.. فقد قام بتظليل بعض المناطق وتفتيح أخرى لأعطاء الأحساس بالأرتفاع والأنخفاض فقد ابدع بوش بعكس نظرتة وتصورة للحياة الدنيوية بهذه اللوحة الرائعة. ............................ الجزء الأيسر الجنة والنعيم.... نرى في وسط اللوحة أشكال معمارية غريبة فهو قد يقصد بذلك بأن الجنة تحمل أشكال معمارية لاتوجد بالحياة الدنيوية لذلك صورها بشكل غريب . أيضاً نرى إلى سيدة تتوسط فتاتين وأهتم في هذا الجزء بالطبيعة بشكل كبير جداً وتعد المناظر الطبيعية في أعمال بوش إبداعاً يستحق المشاهدة , أنة يصور من خلالها معنى الموضوعية بحدة شديدة وكأنة ينظر أثناء تصويرة للعالم المرئي من خلال المجهر . أستخدم بوش في هذا الجزء الألوان الفاتحة ليصور النعم والملذات والبهجة كما أستخدمك اللون الأسود لتظليل أعطائنا أحساس بالعمق . ظهر لبوش في هذا لجزء بعض الملامس الخشنة مثل التظليل وبعض المرتفعات. كما رسم في هذا الجزء من اللوحة بعض الخطوط الواضحة في رسم الشجرة التي تقع يسار اللوحة ,نلاحظ ايضاً رسم بوش الغير دقيق للإنسان والكائنات الحية الأخرى . فقد جمع بوش كل هذاة الأشكال بوحدة زخرفية مدهشة . وفي النهاية أحب أن أنوة على الفترة الزمنية التي عاشها بوش الغريبة لها أثر كبير في تكوين شخصيتة ,فالسمة التي تميز هذا الزمن كانت التشجع على الفردية , في تقديم الشكل التصويري الذي يعبر عن مخاوف الناس الثائرة على مصيرها .وأنتظارها من دقيقة لدقيقة حكماً أبدياً في مقابل آثامهم.

بوش، هيرونيمس الخطايا السّبع المميتة 1480عام.زيّت على اللّوح، 120 سم 150 سنتيمترًا برادو دل مسيو، مدريد لوحة الخطايا السبع المميتة عبارة عن مستطيل يحتوي على رسم مركزي لعين الإله، تحتوي المسيح الذي يراقب العالم. جيث الخطايا السبع المرسومة كحطايا دنيوية، متوضعة حول الشكل الدائري. فهذا الشكل الدائري الذي تتوسطه الألوهة يبين قدرة الله على رؤية كل شيء. فما من خطيئة لا تلاحظ. أما في الزوايا الأربعة للوحة فنجد "الأشياء الأربع الأخيرة" كما تذكرها الكتب المتداولة لنهايات العصر الوسيط وهي: فراش الموت، الحساب الأخير، الجنة وجهنم، وهذه هي المواضيع المفضلة للوحات بوش المنفردة. التحليل والنقد الفني: أستخدم بوش في هذي اللوحة من الألوان , ولكن أستخدم الألوان الغامقة كعادة بوش في أغلب لوحاته وقد يرجع السبب في ذلك لأختيارة للمواضيع . أستخدم تدرجات البني المدموج مع قليل من الأحمر وأستخدم أيضاً تدرجات البيج وأستخدم الأبيض لإبراز بعض الأشياء. كما هو معروف عنه حيث الخلفية الغامقة. أستخدم في الدائرة الواقعة في الجهة اليمنى الأزرق المدموج بالأبيض ليظهر لون السماء. نلاحظ في لوحة فراش الموت الدقة في رسم الشخوص وتعابير وجوههم لنقل الفكرة أستخدم في هذا الجزء الأحمر والبني والبيج والأبيض والأسود كما ركز على الظل والنور في هذا الجزء حيث ظهر بارزا في ملابس الأشخاص. ملامسة ناعمة قام بتسييح اللون فقام برسم الغرفة من زاوية واحدة حيث أظهر جميع الشخوص مع مراعاة العمق في التصوير . تنقل لنا اللوحة رسالة غاية في الوضوح حين يكون الإنسان على فراش الموت فنهاية كل منا هو الموت فهو كرسالة تذكير وتحذير من بوش. أما جزء من اللوحة بموضوع الحساب الأخير أستخدم الأزرق كخلفية ما استخدم البيج والبني بتدرجاتهم . ينقل لنا بوش تصوره عن الحساب الأخير بطريقة غريبة حيث رسم شخوص مرتفعين عن الأرض وكأنهم طائرين بالإضافة إلى الشخوص الخارجين من القبور. أما الرسمتين الأخيرتين الجنة والنار فالنار أستخدم فيها البني بتدرجاتة , والجنة أستخدم فيها العديد من الألوان البيج والبني والأبيض والأحمر والأصفر. كانت لمساته ناعمة في اللوحتين وتتميز لوحة الجنة بالدقة والجمال في رسم الشخوص والعمائر . من أكثر مايميز هذه اللوحة عن باقي اللوحات أسلوبه في جمع المواضيع وفكرته الرائعة الغريبة ودقته في رسمها شيء رغم صغر الدوائر التي تحمل هذة المواضيع الكبيرة . وأخذ الشكل الدائري الذي يحوي على مركز وهي العين الله التي لايخفى علية شيء
هيرونيمس بوش . إغراء القديس أنطون . 1500 . زيّت على اللّوح . برادو دل مسيو، مدريد، أسبانيا أهتم بوش بالقديس أنطوان فهو يهتم بكل ماله علاقة بالدين . قام بتصوير بالقديس أنطوان وهو جالس في الصحراء , فقد أنسحب القديس أنطوان إلى الصحراء حيث عاش في وحدة كاملة , وأغري مراراً من قبل الشيطان , ولكنة بقي مخلصاً. أستخدم بوش في هذه اللوحة عدة ألوان منها : الأخضر بتدرجاتة – البني بتتدرجاتة – كما أستخدم الأسود في التضليل- أستخدم اللون الأصفر – كما أستخدم الأزرق المدموج بالأبيض. أوضح بعض الملامس على لوحته قام بتسييح اللون في الماء ,قام بوضع بعض الملامس الخشنة على الأشجار, كما أبرز بعض الخطوط الواضحة في مثل سيقان الأوراق والأشجار , أيضاً نلا حظ بأنة رسم القديس أنطوان بشكل دقيق حيث انه أبرز تعابيير وجهه ,كما أهتم بالعمق فقام برفع بعض الهضاب وخفض بعضها ,أستخدم اللون الأسود لتحديد الظل والنور في اللوحة حيث أنة اهتم بهذا الجانب في هذه اللوحة فقد خرج عن عادته في رسم الشخوص حيث رسم القديس بدقة وكان غالباً مايرسمها بشكل رمزي لتوصيل الفكرة فقط . يحاول بوش توصيل رسالة من هذه اللوحة وهي مدى صبر القديس وتحمله لصعاب والعيش في الصحراء في سبيل الإخلاص لدين.

 

هيرونيمس بوش . المسيح على الصّليب مع المانحين و القدّيسين . زيّت على اللّوح . فنون جميلة ديز موسيى الإلكترونيّة، بروكسل، بلجيكا قام بوش بتصوير المسيح المحكوم علية بالإعدام بالقانون اليهودي بالموت , حيث رسمه معلق على الصليب لينفذ علية الحكم.أستخدم بوش في هذه اللوحة الأخضر بتدرجاتة اللانهائية بالخلفية حيث رسم مساحات خضراء ممتدة . كما أستخدم تدرجات البيج والأبيض برسم جسم المسيح, كم أنة أستخدم البني والأحمر ودرجاتة ,والأسود كما أستخدم اللون الأصفر . قام بوش بتسييح اللون بهذه اللوحة فلم يظهر فيها لمسات خشنة أو واضحة ماعدا قليل في بعض الأشجار بالخلفية . نلاحظ في هذه اللوحة ,قام بوش برسم تعابير الوجهة واضحة , كما أن بوش لم يهتم برسم تفاصيل جسم المسيح . كما أظهر بوش بعض الخطوط العريضة في ملابس الأشخاص فقد أهتم برسم بعض تفاصيل الملابس. حين النظر إلى اللوحة ننظر حالاً إلى المسيح المعلق فقام برسمه بمبالغة قليلة لجذب النظر إلية حين النظر إلى اللوحة. أهتم بوش في هذه اللوحة اهتمام كبير بالظل والنور حيث أنه انعكس بشكل واضح على ملابس الشخوص فقد ظهر النور قادم من يسار الشخوص. كما أهتم بوش بالعمق الذي يميز لوحاته ويكسبها روعة وكأنما في داخل اللوحات ,قام برسم المسيح ومن حوله قريبين لنظر بينما رسم المسطحات الخضراء بعيدة بالإضافة إلى بعض العمائر البعيدة . تعتبر هذه اللوحة من ضمن المواضيع الدينية الشاغلة لفكر بوش فقام بترجمة مايفكر به على لوحاته .
Hieronymus Bosch . عمليّة الحجر . 1475-1480. زيّت على اللّوح مدريد، أسبانيا تقريبًا نصف قرن مسبقًا، هيرونيموس بوش طوّر عمله، قطع الأحجار الّذي يُعْرَض أيضًا في برادو ((عملية الحجر)): كان هناك اعتقاد سائد عند الهولنديون , وهو إذا كان شخص عندة سلوك غريب أو مصاب بالصداع , يقولون بأن به حجر برأس, استغلال لسذاجة الناس البسيطة . قام بوش برسم هذه اللوحة . موضحاً الطريقة البدائية في عمل العمليات.حيث إنه أستخدم اللوحة تشبة غلاف كتاب , حيث أنه قام باستخدام فن الكتاب أعلى الكتاب وأسفله,مع وضع الرسمة بشكل دائري محاط باللون الغامق. أستخدم بوش بهذه اللوحة : الأزرق بتدرجاتة,وأستخدم الأزرق الممزوج بالأبيض لتصوير السماء . كما أستخدم البيج الأخضر بتدرجاتهم ليصور الأعشاب وأستخدم الأحمر والأسود. الملامس : قام بتسييح اللون ولم يستخدم الملامس الخشنة .قصد بالتسييح الدق توصيل الفكرة السائدة في ذلك الوقت . قام برسم الشخوص بشكل غير واضح أستخدم بعض الشفافية . أهتم برسم بعض التفاصيل مثل ملابس الشخوص في هذه اللوحة . أهتم بالظل والنور في هذه اللوحة وقد يهمل بوش الظل والنور في كثير من لوحاتة أو لم يركز علية بشكل واضح . أهتم بالعمق في اللوحة كما أهتم به في جميع لوحاته , خرج بوش في هذه اللوحة عن المواضيع الدينية بشكل صريح , وقام بنقل الأفكار السائدة بذلك العصر , وأتقن من خلال تصويره لهذا الاعتقاد توصيل الفكرة .
السّاحر . 1500 . زيّت على اللّوح . Musé إلكترونيّ بلديّ، Saint-Germain-en Laye، فرنسا نرى هيرونميموس بوش يصور الساحر المتفرجين , وأمامه بعض الناس صور بوش الساحر وكأنة بمثابة معلم وأمامه مجموعة من التلاميذ . أستخدم بوش الخلفية الغامقة , كما أستخدمها في كثير لوحاتة المكونة من البني والأسود والقليل من البيج . أيضاً أستخدم الأحمر والبني وتدرجات البيج والأسود والأبيض في رسم الشخوص بالإضافة والقليل من اللون الأصفر. رسم بوش الشخوص بدقة كبير موضح تعابيير وجوهم المصورة لدهشة , والتعجب من عمل الساحر . الساحر هنا كأنما الواضح انة يقوم بعمل المعلم أمام مجموعة من الشخوص . نلاحظ بعض اللمسات الخشنة التي أستخدمها في الخلفية , أما برسم الشخوص قام بتسييح اللون . نلاحظ بوش قام ببعض المبلاغة بعض الشيء فقام بتوضيح الرجل المتعجب بشكل كبير حيث قام بتقريب وجهه إلى الساحر , كما نلاحظ اهتمام بوش في هذه اللوحة بشكل كبير بالظل والنور حيث يظهر بشكل واضح منعكس علا ملابس الشخوص, حيث يتضح بأنة قادم من الخلف المائل إلى اليسار . في هذه اللوحة أهمل بوش إلى حد ما العمق لم يركز علية بشكل كبير مثل باقي اللوح , قد نشعر ببعض العمق ولكن ليس كما اعتدناه. أستطاع بوش خلال هذه اللوحة نقل الصورة التي التي يريد نقلها حيث صور السحر الذي كان منتشراً في عصره. فكذا بوش كان يعبر عن روح عصره ,وما أصاب ذلك العصر من بدع عقائدية جديدة , وصراعات في مواجهة الكنيسة , وتطرفات في دائرة مفرغة .

بوش، هيرونيمس الجنّة : طلعة الميمون 1500-04 زيّت على اللّوح، 86،5 إكس 39،5 سنتيمترًا بالازو دكيل، فينيسيا يصور بوش طلعة الميمون حيث قام برسم الأشخاص وكأنها طائرة بأجنحة والبعض منهم عراة وكأنما الأشخاص موجودون في ظلمة ويرتقون ليخرجون من الظلمات إلى النور . أستخدم بوش الألوان التي غالباً مايستخدمها في لوحاته وخاصة الدينية منها .وهي الأسود والأبيض ودرجات البني والبيج . رسم بوش الخللفية غامقة بالألوان البنية كما تردج بها من الأسفل بالفاتح وتغمق حتى تصل إلى اللون الأسود في الأعلى . صور بوش الشخوص بشكل سطحي ولم يتطرق إلى العمق فيها ورسمها بشكل دقيق . صور الاشخاص كأنما في ظلمة متمنين الخروج إلى النور المميز في اللوحة أستخدامة لشكل الهندسي المتقن وهو الدائري الذي أستخدم فية اللون الأبيض على خلفية غامقة لإبرازها . كما أبدع بتوزيع النور من الشكل الهندسي (الدائري)كما قام بوش بتكبير حجم الدائرة للفت النظر والأهتمام بها . وكما في لوحات بوش الرائعة أهتم أيضاً هنا بالعمق بشكل لافت للأنتباه مما أكسب اللوحة جمالأ وأبرزها. حيث رسم الدائر وكأنها تبعد مسافة طويلة والأشخاص يرتقون ليصلوا إليها . غالباً مايعكس بوش لنا معتقداتة ومعتقدات عصره في لوحاتة فلوحاته بمثابة كتاب تاريخ ولكنة مشوق .

سفينة الحمقى . 1490-1500. زيّت على اللّوح . اللّوفر، باريس، فرنسا نلاحظ أن بوش قام بتصوير الناس بهذه اللوحة على أساس أنهم جميعهم حمقى . حيث أن الناس تسير في سفينة لاتصل إلى الشاطئ أبداً وتلهيهم الشهوات ولا يقصد بوش في هذه اللوحة الكافر بل صور ضمن هذه السفينة برومينت بينهم راهب وراهبة ولكن رغم ذلك كل الناس يعيشون في غباء يضحك بوش وهي ضحكة حزينة فهذه اللوحة تعبر عن القبح داخلاً. صور بوش الناس ملتهون بالملذات منهم من يغني ومنهم من ياكل ناسين الدين ومن بين هذا كلة يحوي المكان ضحكات متصاعدة . أستخدم بوش في هذه اللوحة الأخضر بتدرجاتة الا نهائية كما أستخدم الأبيض والأسود وتدرجات البيج وأستخدم الأزرق الغامق . ظهرت بعض الملامس الخشنة على بعض الأشجار كما في عادتة وقام بتسييح اللون في باقي أجزاء اللوحة . راعى أيضاً بوش الظل والنور ولكنة لم يكن محط أهتمامة . كما لاينسى بوش أن يظهر العمق في لوحاته وهو مايميز لوحاته عن باقي اللوحات أبداعية في أبراز العمق . حيث يشعرنا بقرب القارب منا بينما تظهر الحديقة الحضراء بعيدة . أيضاً رسم بوش شجرة خضراء كبيرة وسط القارب بدلاً من الشراع وداخل هذه الشجرة رأس شخص ربما كان يصور به الأرواح الشريرة والبشعة أو ربما كان يقصد بة الشيطان الذي يقودهم إلى الشهوات . قام بوش بتصوير هذه اللوحة لتعبير عما بداخلة من أظهار عدم رضاه على الناس حيث انهم غافلون ملتهون بالملذات . إن لغرابة الفترة الزمنية التي عاشها بوش لها أثر كبير في عكس ذلك على شخصيتة , فالسمة التي تميز هذا العصر التشجيع على الفردية في تصوير الشكل التصويري الذي يعبر عن مخاوف الناس السائدة الثائرة على مصيريها وأنتظارها من دقيقة لدقيقة حكماً أبدياً في مقابل أثامهم.

هيرونيمس بوش . عيد الغطاس . 1480-1490. زيّت على اللّوح . متحف فيلادلفيا للفنّ، فيلادلفيا، السّلطة الفلسطينيّة، 1480-1490 الولايات المتّحدة الأمريكيّة عيد الغطاس قام بوش بتصويره , حيث صور شخوص تحتفل بهذا العيد , والملاحظ هنا أنة لم يصور الشخوص بشكل دقيق كعادة بوش في أغلب لوحاتة ’ وغالباً ما يركز على رسم تفاصيل ملابس الشخوص بشكل كبير. أستخدم بوش في لوحته العديد من الألوان منها : الحمر والأخضر بتدرجاته والبيج الممزوج بقليل من الأحمر والبني والأسود . كما قام بخلط الأبيض بقليل من الأسود والأزرق ليظهر لنا لون السماء المائل إلى اللون الرمادي. أظهر في هذه اللوحة بعض اللمسات الخشنة على البيت حيث أوضح خشونة العش في أعلى البيت , وقام بالتسييح في بقية أجزاء اللوحة . أهتم في هذه اللوحة بإظهار الظل والنور فكان منعكس بشكل واضح على ملابس الشخوص . كما أظهر العمق حيث رسم الشخوص ثم البيت ثم المسطحات الخضراء التي تعد من الخلفية . كعادته بوش ينقل أفكاره ومعتقداته عن طريق لوحاته .


طفل المهدي المنتظر بدعامة السيرقام بوش بتصوير طفل المهدي المنتظر دعامة السير نلاحظ بأن بوش رسم الطفل بتفاصيل غير دقيقة و غير واضحة كما قام بوش بتكبير حجم الطفل لتأكيد على أهميتة في اللوحة وتوجة النظر إلية مباشرة كما أنه عمد على أستخدام خلفية غامقة وقام برسم الطفل بالون الأبيض الممزوج مع تدرجات البيج وقلبل من البني . نلاحظ أيضاً أن بوش قسم الخلفية إلى قسمين غير متساويين حيث أن الجزء الأعلى يحثل مساحة كبيرة وهو غامق بينما يحتل الجزء الأسفل مساحة بسيطة وهي بلون فاتح . أستخدم بوش بعض اللمسات الخشنة في خلفية اللوحة ,أما الطفل فقام بتسييح اللون . رسم بوش الدعامة بخطوط دقيقة وسخيفة ولم تكن بشكل واضح . أيضاً لم يهتم بوش بتظليل حين رسمة لطفل إلا أنة قام بتظليل بعض الأماكن إلا أنه لايكفي لنقل الصورة بشكل واضح. من خلال النظر إلى هذه اللوحة نشعر بالعمق ولكنة ليس بشكل كبير كما أعتدنا من بوش في باقي لوحاته


الموسيقار ومطرب القوالي نصرت فاتح علي خانفاتح علي خان......صوت الوحدة وسفير التعايش- ماريان بريمر ترجمة: رائد الباش






الموسيقار ومطرب القوالي نصرت فاتح علي خانفاتح علي خان......صوت الوحدة وسفير التعايش


ماريان بريمر
ترجمة: رائد الباش

في الذكرى الخامسة عشر لوفاة الموسيقار الباكستاني الاستثنائي نصرت فاتح علي خان يتذكَّر العالم "ملك موسيقى القوَّالي" الذي كان شخصية منيرة في تاريخ هذا البلد المسكون بكثير من الظلام. ماريان بريمر يعرِّفنا بهذا الموسيقى العظيم.

تمثِّل معايشة عمل موسيقي من أعمال نصرت فاتح علي خان العظيمة مواجهة ميتافيزيقية. وغناؤه غياب عن هذا العالم، يحملنا إلى خلف المحسوس. لقد قام مخرج فرنسي بإخراج فيلم وثائقي عن هذا الموسيقار الصوفي الذي يعدّ على الإطلاق أهم الموسيقيين الصوفيين في القرن العشرين وأطلق عليه اسمًا جريئًا للغاية هو "آخر الأنبياء". ولد نصرت فاتح علي خان في عام 1948 في مدينة ليالبور التي تعرف في يومنا هذا باسم فيصل أباد. وقبل عام واحد فقط من ولادته ولد وطنه، دولة باكستان من مخاض كفاحها من أجل الاستقلال عن الهند. وفي تلك الأيَّام لم يكن هناك من يتوقَّع في هذا البلد حديث الاستقلال أنَّ نصرت سيصبح أهم وأبرز شخصية في باكستان.

الجمع بين عناصر من الموسيقى الفارسية والعربية - الشاعر والملحِّن أمير خسرو الذي ولد في عام 1253 وتوفي في عام 1325 ويعدّ مؤسِّس موسيقى القوَّالي. ويعدّ أسلوب نصرت الموسيقي، أي موسيقى القوَّالي المشتقة من الكلمة العربية "قول" - خير مثال على الطرق الصوفية الإسلامية في جنوب آسيا. وفي موسيقى القوَّالي اتَّحدت في القرن الثالث عشر كلّ من العناصر الهندية والفارسية والعربية لتخرج تقليدًا موسيقيًا جديدًا. كما أنَّ الأب الروحي لهذا الأسلوب الموسيقي هو الشاعر والملحِّن أمير خسرو الذي عاش في قصر سلطان دلهي وولد في العام 1253 وتوفي في العام 1325؛ وما يزال ضريحه في دلهي مركزًا مهمًا للزوَّار المتصوِّفين في الهند حتى يومنا هذا.
وازدادت بسرعة أهمية موسيقى القوَّالي في الهند التي أصبحت في العصور الإسلامية الوسطى مهد الفنون الفارسية؛ وفي تلك الأيَّام تأثَّر الكثيرون من الهندوس بأغاني أمير خسرو بحيث أنَّهم اعتنقوا الإسلام. واليوم تشكِّل موسيقى القوَّالي جزءً مهمًا في حياة المسلمين الدينية في جنوب آسيا والذين يزيد عددهم عن ثلاثمائة وخمسين مليون شخص. ولا يكاد يوجد مزار صوفي في الهند أو باكستان لا تعزف فيه أغان من مخزون موسيقى القوَّالي. ولا يكاد يوجد كذلك متجر موسيقى لا توجد فيه ألبومات الأستاذ نصرت فاتح علي خان.
البعد الصوفي
وأناشيد القوَّالي هي قصائد ملحَّنة من كنوز الصوفيين الكلاسيكية مثل أعمال الشاعر جلال الدين الرومي وحافظ وبعض الشعراء المحليين. وهذه القصائد مديح لله وللنبي وللأولياء الصالحين. وهي تعبِّر أيضًا عن شوق ومحبة المريد وحرقته، وتحمل في داخلها ألم الفراق وفرحة التوحّد مع الإلهي. وكان نصرت فاتح علي خان يغنِّي باللغة الفارسية وكذلك أيضًا وبشكل خاص باللغتين الباكستانيتين الأردية والبنجابية. وكانت مهمته باعتباره المغنِّي الرئيسي أو ما يعرف بالقوَّال هي بث الحياة في الأبيات الشعرية والتشديد على بعض الأبيات ومدِّها بالإضافة إلى إثراء اللحن الأساسي بنبرات رائعة. وإمَّا أعضاء الفرقة فهم يصفِّقون حسب الإيقاع ويردِّدون ما يقوله القوَّال، تمامًا مثلما هي الحال في موسيقى التراتيل الإنجيلية حسب أداء الرد والجواب.
وفي البدء كان يرافق الغناء طبل الدولاك والطبلة، وفيما بعد تم إدخال آلة الأرغن التي دخلت الهند عن طريق المبشِّرين المسيحيين. والمزج المثالي بين الإيقاع والنصوص والغناء في موسيقى القوَّالي يحدث لدى المستمعين نشوة صوفية. والهدف النهائي لهذه الموسيقى هو جعل المستمعين يعيشون حالة من التنزّه والسمو. وكانت لدى والد نصرت الذي كان قوَّالاً مشهورًا خطط أخرى من أجل ابنه؛ إذ كان يرى ابنه طبيبًا، وينظر إلى هذه المهنة على أنَّها مستقبلية مضمونة أكثر من حياة الموسيقي المتواضعة. ولكن نصرت الذي يعني اسمه "النصر" كان مولعًا بالموسيقى. وهكذا استطاع نصرت في فترة مبكِّرة حمل والده على إدخاله إلى فنِّ القوَّالي.
التواصل مع الأصل المقدَّس

نقل عن نصرت فاتح علي خان قوله: "عندما أبدأ الغناء فإنَّني أغيب في موسيقاي ولا يبقى شيء غير هذه الغيبوبة". وبسرعة أثبت نصرت أنَّه خليفة جديرًا لهذا التقليد. وكان ظهوره العلني الأوَّل وهو في سنِّ السادسة عشر بعد وفاة الده. وفي الذكرى الأربعين لوفاة والده غنَّى على ضريح أبيه. وبعد ذلك تولَّى مبارك عم نصرت تدريب ابن أخيه.
وبعد وفاة العم أصبح نصرت فاتح علي خان في العام 1971 رئيس هذه الفرقة الموسيقية الأسرية. وانتشرت شهرته في باكستان والهند، ووصلت بعد فترة قصيرة إلى المسارح الدولية؛ وأوصلته أوَّل جولاته الموسيقية في مطلع الثمانينيات إلى انكلترا وإلى الدول الإسكندنافية، حيث قدَّم موسيقاه بصورة رئيسية أمام الجمهور الباكستاني في المهجر.
وفي الأعوام اللاحقة غنَّى نصرت بالإشتراك مع موسيقيين غربية مثل بيتر غابرييل وإدي فيدر (بيرل جام)، وكان يركِّز على المهرجانات الموسيقية العالمية ويحاول المساهمة في بعض مشاريع الانصهار ويسجِّل بعض المقطوعات الموسيقية التصويرية لأعمال من إنتاج هوليوود.
وهكذا أصبحت للمرَّة الأولى موسيقى القوَّالي معروفة في أوروبا والولايات المتَّحدة الأمريكية. ولكن نصرت خان بقي دائمًا مرتبطًا ارتباطًا قويًا بأصل موسيقاه المقدَّسة. وبالنسبة له كانت موسيقى القوَّالي حسب التقاليد الصوفية سبيلاً إلى الله وبذلك أيضًا إلى معرفة النفس، هذه المعرفة التي كانت تحدث في الحوار ما بين القوَّال والمستمعين، على خلاف الموسيقى الشعبية ذات الوتيرة السريعة التي احتك بها نصرت في دول الخارج.
"أفضل صوت في العالم"

وفي سي دي يحمل عناون "Hommage à Nusrat Fateh Ali Khan" صدر تكريمًا للأساذ نصرت فاتح علي خان تم اقتباس نصرت للإشادة بتأثيره في موسيقى القوَّالي: "عندما أبدأ الغناء فإنَّني أغيب في موسيقاي ولا يبقى شيء غير هذه الغيبوبة ... وبفضل أسلافي وأجدادي أستطيع إيصال الرسالة التي أوصلوها، وأن أضع نفسي في خدمة مستمعيَّ لكي أتيح لهم هذه الرسالة". وعلى موقع اليوتيوب توجد العديد من التسجيلات التي توثِّق الدخول في هذه الغيبوبة. وفي هذه التسجيلات يُشاهد رجل بدين يحيط به مثل بوذا أتباعه - الموسيقيون. وبينما يدخل نصرت في أعماق أغانيه يلقي يديه إلى أعلى ويبدأ بتحريك رأسه وبهزِّه في نشوة الغناء. وغالبًا ما تستمر حفلاته لعدة ساعات وأحيانًا طوال الليل. وصفت مجلة "رولينج ستونز" صوته الرائع ذات مرَّة بأنَّه "الأفضل في العالم".
توفي نصرت بعد يومين من الذكرى الخمسين لولادة دولة باكستان، ولكن قبل ميلاده الخمسين. وكانت من نتيجة مرض السكري أن أودت بحياة هذا القوَّال في السادس عشر من شهر آب/أغسطس في عام 1997 ليتوفى بذلك وفاة مبكِّرة. ويمثِّل نصرت بالنسبة لشبه القارة الهندية ودولتيها المتعادتين صوت الوحدة - صوت هو تعبير عن ثقافة مشتركة تشترك فيها الهند وباكستان. ويعدّ نصرت بالنسبة لوطنة مصدر أمل أبديًا يستمر أيضًا في الأوقات غير المستقرة.
وفي الأعوام الماضية أصابت التفجيرات الإرهابية بعض المزارات الصوفية في البلاد وأصابت بهذا قلب روحانية الشعب الباكستاني. ومنذ ذلك الحين أصبحت حفلات القوَّالين قليلة. ولكن على الرغم من ذلك لا يمكن تفجير إرث نصرت فتاح علي خان وإزالته عن الوجود بهذه السهولة.



بسلامتها - دعونا نقترب من بابلنا أكثر!-صائب خليل

بسلامتها - دعونا نقترب من بابلنا أكثر!
صائب خليل
21 حزيران 2016

حين سمعت بدعوة العتبة الحسينية إلى تغيير اسم بابل، تداعت امامي سلسلة طويلة من الصور: بدأت بداعش التي خربت آثار نينوى وتدمر، إلى التدمير الذي احدثته القوات الأمريكية التي لم تجد مكانا تعسكر فيه (بالصدفة) إلا عند آثار بابل فسحقت المسرفات بلاطات أرضية بنيت قبل 2600 عام، إلى الحقد التاريخي اليهودي المتأصل لهذا الاسم وهذه المدينة. ولم أستطع منع نفسي من التساؤل إن لم تكن هذه إحدى الصور التي تكمل هذه السلسلة! لكني أيضاً لم استبعد ان تكون القضية كلها فقاعة إعلامية بهدف تحويل النظر عن معركة الفلوجة المحتدمة.

العتبة الحسينية سارعت بنفي قرار تغيير اسم مدينة بابل إلى مدينة الحسن. وتم التراجع في البداية تحت عنوان "توضيح" (1) فنقل عن علي كاظم سلطان: “ان العتبتين المقدستين ليس لديهما أي مساعي الى تغير اسم المدينة الرسمي بل لتسليط الضوء على كرم أهالي المدينة باحتضانهم للزائرين”.

كذلك قال مسؤول اعلام العتبة الحسينية حيدر السلامي انه “ليس للعتبتين أي دخل في موضوع تغيير أو تعديل أو إضافة أي اسم لأي محافظة ولا يعنيها أمر كهذا وليس في نيتها طرحه لا رسميا ولا شعبيا”. واشار الى ان “إضافة عبارة (مدينة الإمام الحسن عليه السلام) إلى مدينة الحلة إنما هي إضافة تشريفية تكون لها كاللقب أو الكنية أو الوصف من قبيل إضافة عبارة مدينة الإمام الحسين عليه السلام إلى مدينة كربلاء فنقول (كربلاء مدينة الحسين)"
وعزا الخطأ إلى "لبس في تعبير محرر الخبر أو بالأحرى مصدر الخبر أو الشخص المصرح والذي أورد الإشارة إلى تغيير اسم بابل الى مدينة الحسن”. (2)

لكن من قرأ الخبر في نصه الأصلي يدرك فوراً أن هذا ليس سوى تراجع دبلوماسي قد يكون سببه الضغط الشديد الذي حصل.
ففي نص الإعلان جاء: "وتابع سلطان حديثه ان المطالبة بتغيير اسم محافظة بابل جاءت بناء على دعوة وجهها مرجع الطائفة الكبير اية الله العظمى السيد (محسن الحكيم) -طيب الله ثراه- في زمانه بان تسمى كل محافظة من محافظات العراق باسم أحد ائمة اهل البيت عليهم السلام". وهو نص واضح لا يمكن لشرح ان "يوضحه"، فكلمة "تغيير" واضحة لا مجال لإساءة تفسيرها، وكذلك ليس لمحرر ان يخترع مثل هذا النص ويضعه من عنده.

الكثير من المدافعين عن العتبتين، الذين لم يجدوا طريقة مقنعة للدفاع، مثل جسام محمد الذي تبنى نظرية "غلطة المحرر"، انهال بالشتائم على المهاجمين، ثم أضاف واصفا الجميع بالجهل: " ان العتبتين المقدستين لو كانت مقتنعة بمسألة تغيير الاسم فلن يغير رأيها هاشتاك هنا، او صراخ هناك، فهي لا تمانع ان تفعل ما تريد ان اقتنعت به، ما دام شرعياً، اقتنع الناس به ام لم يقتنعوا، فكلام الجهلة ليس بوصلة للعتبتين." وأشار إلى ان "المرجعية العليا" (لاحظ: "المرجعية" وليس "العتبتين") سبقت حتى منظمات المجتمع المدني بالتنديد بسرقة الآثار وتغيير الهوية الحضارية للبلد. وقال أن "نشر الخبر المكذوب، يذكرنا بالذباب حين هجومه على جيفة لكلب بين حديقة أزهار غنّاء، تاركين ورودها الجميلة." (3)

المسؤولين في المحافظة تحدثوا بحذر شديد لحساسية الموضوع ومكانة "العتبتين". فقال عضو مجلس محافظة بابل حسن كمونة بان تغيير اسم المحافظة "سيأخذ منعطفاً آخر"(4). وانتقدت د. حنان الفتلاوي أيضا بحذر، مذكرة بتاريخ بابل الممتد لأكثر من 5000 سنة وأنه لا يمسح بجرة قلم او بمؤتمر. (5)

لكن من انتقد من الكتاب لم يجد ضرورة دبلوماسية فكان شديدا في الغالب. فهاجم الكاتب نصير المهدي المشروع بقوة قائلا: (6)
"بينما تتفاعل قضية تحرير الفلوجة لبناء مناسبة وطنية تعيد الى العراق ولو القليل من عافيته تظهر من بين الثقوب فتنة تسمية محافظة بابل باسم الامام الحسن عليه السلام" وتساءل: "ما علاقة الأمام الحسن عليه السلام ببابل؟" واستغرب العذرين الـ "بائخين جدا هما أن بابل تستقبل زوار الحسين عليه السلام وأنها محافظة كريمة ككرم الأمام الحسن عليه السلام. حسنا ألا تفعل القادسية ذلك؟ وهل السماوة مثلا أقل كرما؟" ..."يتخذون من اسم الامام الحسن عليه ستارا لنية مبيتة في خدمة الصهاينة الذين يشكل لهم اسم " بابل " كابوسا يتمنون لو يزيلونه من الذاكراة والتاريخ كي لا يبقى فيه الا صفحات انتصارهم على العرب والمسلمين وإذلالهم ."... "باستغلال عواطف الناس ومشاعرهم وحبهم لأهل البيت عليهم السلام يمررون الأجندات المشبوهة لتدمير حضارة العراق ومحو تاريخه وتشويه أجياله.. بماذا يختلفون عما فعلته داعش في تدمير آثار ومعالم المنطقة في سوريا والعراق كي لا يبقى على وجه هذه المنطقة الا اسم " إسرائيل " ومزاعمها التاريخية الباطلة في المنطقة . "

وفند علاء اللامي(7) حجة ان اسم بابل وثني قائلا: "هل يعلمون أن أصل كلمة كربلاء هو كرب إيلاء. .أو كرب إيل في اللغات السامية القديمة ومنها الآرامية أي قرب الإله ومثلها باب إيل أي باب الإله .. فهل يجرؤون على تغيير اسم كربلاء أيضا ؟
ورأت زينب الموسوي انه تصريح للتلهية: (8) "يوم لازم نغير النشيد الوطني الى "يحسين بضمايرنا (دعوة اطلقت عام 2003) يوم العلم يوم اقليم يوم نغير اسم محافظة وهكذا"

إلا أن عماد حسن أكد أنها مؤامرة طويلة وأن "المسألة لم تبدأ اليوم" مشيراً إلى اخبار من السنة الماضية بأن " هناك امرا مبيتا بل مشروعا كاملا وهيأة عليا تخص موضوع الحلة مدينة الامام الحسن . .. وهو مدعوم من المرجعية كما يدعون" وأن "الخطوات بدأت منذ زمن وحاولوا اليوم الانتقال الى خطوة مفصلية باتجاه التغيير.. وأن هذا هو الهدف الحقيقي الأصلي من أنشاء هذا الكرنفال، وأن رئيس المشروع حسن علي الحلي قال في كلمة العام الماضي: "أنّ اسم الإمام الحسن(ع) سيُحصّن المدينة من تداعيات متغيّرات العصر التي تحاول جرّ أبنائها الى أفكارٍ بعيدةٍ عن الإسلام تحت مسمّياتٍ مشبوهة.". "الاصرار عليه (تغيير الإسم) يدل على انهم ارادوه تغييرا رسميا بديلا ان لم يكن ملازما كحد ادنى وخطوة اولى... الشيء (الذي كان) غير المتوقع هذه السنة هو هذه الهبة والرفض من العراقيين حتى من بعض المحسوبين على التيارات الاسلامية .. كان رفضا شاملا.." (9)

وأخيراً كتبت بيداء حامد بأنها خدعة من إعلام محترف يريد إلهاءنا: (10)
"الاعلام المحترف لا يكذب علينا، هو يكتفي بوضع اقدامنا في ساحة المعركة الخطأ .. واخشى ان تتكفل غفلتنا بالباقي ..
النصر بالفلوجة ما زال وليدا طريا بحاجة الى حماية، كيف وجدنا انفسنا فجأةً .. نقاتل في بابل؟!"

إنها وجهة نظر أخرى معقولة، ولكن.. من الذي أطلق هذه الخدعة ليحرف تركيزنا عن "النصر بالفلوجة"؟ وإن كانت العتبتين بريئتان من التآمر على إسم بابل لأي سبب كان، فمن الذي أطلق ذلك البالون من داخلهما؟ ولماذا؟

هذا سؤال لا يبدو ان العتبة الحسينية تريد او تقدر على الإجابة عنه، فليس لنا سوى ان ننتظر ما سيأتي به المستقبل. وحتى ذلك الحين دعونا نحتفل بسلامة بابل من المؤامرة مهما كان مصدرها، ودعونا نزيد معرفتنا بها بهذا الفلم الجميل عن الطلاء الخزفي الأزرق الذي احتفت به بوابة عشتار بأكثر من عشرين ألف قطعة من الحجر الازرق المزجج، وكيف تطلبت صناعته افرانا مستقرة الحرارة على 950 درجة مئوية، وبدون أجهزة سيطرة بل وبدون مقاييس حرارة! دعونا، وعلى عكس ما أرادوا، دعونا نعرف بابل أكثر ونحب بابل أكثر. (*)
(*) فيديو: الطلاء الخزفي البراق في بابل
 https://www.facebook.com/Iraqimuseumfriends/videos/240635896320588/



(1) العتبة الحسينية تصدر توضيح بخصوص مهرجان الامام الحسن في بابل
 http://imamhussain.org/news/6643vie.html
(2) المسؤول الاعلامي للعتبات حيدر السلامي يبرر الامر بانه مجرد كنية تشريفية اضافية لبابل https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1010874842353395&set=a.513717152069169.1073741830.100002926652950&type=3&theater
(3) Jassam Mohammad - كذبة تغيير اسم بابل.. خطأ يرتكبه محرر في موقع...
https://www.facebook.com/jassam.mohammad/posts/1220453554634246?hc_location=ufi
(4) عضو بمجلس بابل: تغيير اسم المحافظة سيأخذ منعطفاً آخر
 http://www.alsumaria.tv/news/171667/
(5) ‏د. حنان الفتلاوي‏ : تاريخ بابل يمتد لأكثر من 5000 عام https://www.facebook.com/hanan.alfatlawey/photos/a.165161543552941.39323.159405140795248/1019240704811683/?type=3&theater
(6) نصير المهدي ينتقد تغيير اسم بابل
 https://www.facebook.com/neseer.elmehdi/posts/1753345478279892
(7) علاء اللامي - هل تعلم الجهات الطائفية التي يديرها لصوص العتبات...
 https://www.facebook.com/allamialaa/posts/1094878617239400?pnref=story
(8) زينب الموسوي - اكو ناس تعتاش على اللغوة الزايدة
https://www.facebook.com/talbt.almhmd/posts/805203422949766?comment_id=805204606282981
(9) Imad Hasan - المسألة لم تبدأ اليوم .. راجعوا تحضيرات الدورات...
 https://www.facebook.com/imad.A.H.H/posts/1011043292336550?__mref=message_bubble
(10) Baydaa Hamid
https://www.facebook.com/baydaa.hamid/posts/842921235843354?pnref=story

الخميس، 23 يونيو 2016

أختام *-عادل كامل





















أختام *


 الختم الثاني

عادل كامل
       
[8] منعم فرات ـ السرداب خال ٍ من السلالم!


     لم يكن النحات منعم فرات كاتبا ً، ولكن الكلمات القليلة التي تركها تكفي لمعرفة انه لم يكن مشغولا ً ببيع مجسماته، ـ وإن كان مضطرا ً لبيعها في بداية حياته ـ التي وضعته، ذات مرة، أمام القضاء، فقد كان يرى (الدنيا) سردابا ً خال ٍ من السلالم، وعراك البشر، عنده، غير مبرر، وهذا ما دفعه ليصغي إلى ذرات الخامات في تصادماتها، وفي عويلها العميق، وما تتركه من غموض ملغز، لا يليق بنا كبشر، ولا بأصول الاشتباك. انه سمح لي أن أتذكر أعظم شعراء العراق مرارة في المشهد ذاته، الملا عبود الكرخي، لأنهما كلاهما منحا الفلسفة الانتقادية سكنها في الفن. لم يكن منعم فرات بهلوانا ً، أو أيديولوجيا ، كي يخدعنا، ويوهمنا، ويغوينا، كانت مهمته قد سمحت له أن يستعيد تقاليد أقدم الانشغالات اللا متوقعة: الأشياء الشبيهة بالفن. لكن ليست الهامشية، أو المهمشة، بل المتجذرة في الشخصية الرافدينية، وايكولوجيتها العميقة. فالبدائي يذكرنا ـ في مجال مجاور ـ بالتماثل التكويني الحاصل في تكوينات أجنة الكائنات الحية، واختلافها، بعد ذلك. وكان هذا الاختلاف، في فنه البدائي ـ أو السابق على المعرفة التلفيقية ـ يخص إنسانيته، فلم يبحث عن الثراء أو الشهرة، فقد انشغل بأسئلة ترجع إلى المنطق: لماذا تنتهك حرمات المخلوقات الضعيفة، ولا تجد من يقف معها. الأسد لن يتحول إلى وليمة! ولكنه، لن يفلت من العقاب، عندما نعيد قراءة الدورة كاملة. كان هذا الانشغال يمتلك هويته ـ مع فجر التحديث في الحياة البغدادية ـ وبصماته، وشفافيته. فارجعنا منعم فرات إلى حكماء العصور السحيقة، من سومر إلى بابل، وصولا ً إلى مفهوم المعتزلة حول العقل، والمتصوفة بتخليهم عن غوايات التراب. فكان فنه إجابات لا تتضمن أسئلة، بل تزدحم بها، حد انه لم ير الحياة، إلا كما رآها الشاعر الملا عبود الكرخي ـ كما في رائعته المطحنة ـ فالدنيا ـ الحياة ـ لا تساوي شيئا ً كي تنتهي بالحساب! حساب يجري مع من: مع العناصر، أم مع المكونات، أم مع النتائج ... ومنعم فرات، كالكرخي، لم يهمل المسار المعقد للاشتباك، والتصادمات. فالضحية ـ كما في سفر أيوب السومري ـ يستعيد قراءة مفهوم العدالة برمتها. هذا الوعي العميق الكامن في فن منعم فرات، لم يكن بدائيا ً، أو شخصيا ً، كآخرين سيحولون فنهم إلى سلعة، والسلعة إلى ما تتطلبه من مهارة حرفية، وإنما بمهارة الفنان، كي تعالج قضايا توازي مرارة المحنة: المحدود إزاء مساحة الاشتباك وما تفضي إليه. فلم يحول فنه من اجل الكسب، ولم يسمح  لحياته أن تكون عابرة. فلم يوظفها لأحد، أو يقع في غواية الدفاع عن وهم من الأوهام. لقد وجد مصيره شبيها ً بمن سبقوه، التمسك بالدفاع عن الهزيمة ـ وعن المهزومين ـ: فالاشتباك لن يقود إلى نصر، ولن يقود إلى خاتمة، عدا ديمومة مقدماته ونتائجه: الأكثر رهافة في مواجهة جبروت الظلم ـ والظالم. وحتى لو كان قد اختار الفلسفة ـ كأسلافه المعتزلة ـ لكان لقي حتفه في سرداب، أو لكان اختار الفناء/ والتطهر/ والعفة / كالمتصوفة، ومات ضحية الأنظمة ذاتها في إنتاجها لبنية الاشتباك. تلك كانت ريادة منعم فرات التي صاغها ولفت انتباه نقاد أوربا ـ وربما الاستثناء الجدير بالذكر هنا، هو استأذنا الدكتور أكرم فاضل في عنايته بالفنان ومهد للباقين في الحديث عن حياته وفنه ـ كي لا يذهب المجهول.
     لكن مهاجرا ً لم يحتمل مقاومة الرداءة في وطنه، لن يرصد الجهد الممهد للوعي النقدي ـ على صعيد الكتابةـ أو في الانجاز الفني، خلال القرن الماضي، في التشكيل العراقي، كي يهمل الجهود كافة، ولا يستثني الا من راه عبر ثقب في بصره! فلم يذكر ان الوعي النقدي عند منعم فرات، ومحمود صبري، وجواد سليم، لم يكن عابرا ً، كما لم تكن المقدمات النقدية عند جبرا إبراهيم جبرا، وشاكر حسن، وعباس الصراف، بنزقة في هذا المجال. وسيقال لي: لماذا تشغل نفسك، وتشغلنا، بما هو بمصاف اللا فعل!
    أعود إلى منعم فرات، كإجابة تلخص المسار ذاته لنسق من قال كلمته ومضى، كما قالت العرب، لكن هذا ليس اعترافا ً بالهزيمة، بل للفت النظر إلى البلاغة الزائفة لعصر الإعلانات، وإهمال سيسمح للدورة أن تبلغ نهايتها: الاستهلاك. لأن مفهوم صياغة الأختام البكر، لن يغادر لغز تكّون الرهافة ـ من الأصابع والحواس إلى الدماغ، ومن الأخير إلى الوعي والى النص الذي غدا نموذجا ً للأكثر احتمالا ً في تدشين الدروب الوعرة. فعندما تشتد العتمة ـ لا بغياب مصدر الإنارة فحسب ـ بل لانحسارها لدى الباحث وتحولها إلى حلقة بين لا محدودين ـ أو مجهولين. وإذا كان من الصعب إجراء مقارنة بين ما ينتجه المحدود، وصلته بما هو ممتد، فان الأخير، ليس فائضا ً في حضوره عبر علامات قاومت زوالها، لا كي تغوينا بالخالد، والسرمدي، بل كي لا تمجد الوهم كثيرا ً! 
[9] اللاحافات ـ الصفر عددا ً


     وأنا انظر إلى تلال القمامة، التي كانت ترمى إليها جثث المغدور بهم وتترك نهبا ً للكلاب التي لا اعرف أأنا كنت انظر إليها مذعورا ً أم هي التي كانت تؤجل مشروعها نحو جسدي، فكرت بالمخلفات: نفايات المدن في خرابها/ وما يخلفه الزمن/ ولا مبالاة الناس. فإذا كان الأوروبي يتداول سلعه، ليستهلكها، فهو أكثر فهما لمصيره بين خاتمته ومقدماتها. بضائع جميعها لم تصنع في بلدي، فالناس تحولوا إلى مستهلكين، الأمر الذي عزز عزلتهم، وهمومهم، إلا في الرصد والمراقبة. فالعمل أصبح ـ كما كان عمل المزارع أو الحائك قبل نصف قرن ـ لوثة! فكرت في النفايات المنتشرة، في الساحات، مع بقايا أشجار مهملة، وعند نهايات الأزقة، وفي الممرات الجانبية، ولماذا أصبحت لا تثير القرف! هل لأن من أسهم في دفن أحفاده يجد سلوى في عرض نشاطه، بعد أن صنعه، كي يدافع عنه في هذا العرض الغامض للأعماق، والخواء! فانا لن أنسى أن أستاذا ً يعمل في وزارة ثقافية وتربوية، طالما انجذبنا إلى حواراته حول ما يحدث، رايته، في يوم عاصف،  يفّرغ سلة المهملات فوق تل الزبل الذي يقع في نهاية الشارع! ما علاقة هذا بعملي وأنا مشغول بالعثور على غواية للتنفس، وليس للخلاص! فالموت هو الذي بلغ ذروته، أما الحياة، فلم تعد إلا دحضا ًلكل ما تعلمته منها. الأمر الذي سمح لي أن احفر مساحة ارقد فيها، في الختم، ختمي، أو في العبارة، عبارتي. على أن دوافع الحياة ليست ذاتية، من غير محفزات حتى لو كانت بحجم مرور طير، أو تأمل شجرة معزولة بين مدافننا. فالمائة عام الأخيرة، التي أراها أمامي، ليس باستطاعتها إلا أن تسهم بموتي جزءا ًجزءا ً، وها هي تحول الأشكال إلى نفيها، ولا تترك للدوافع إلا أن تكون لا متوقعة، ولا معقولة. فهل كان إنسان المغارات ـ الذي وجد نفسه يحفر فوق الصخرة، أو يرسم فوق الجدران، يعمل بدوافع القهر، وهو ـ مثلي ـ أدرك أن الجدران لن تحمي شيئا ً، أم كان، لسبب ما، يعمل بقوة الديمومة، واليات غوايتها؟
     أليس من العبث أن اسأل نفسي سؤالا ً حول اللغز الذي سكنه، وجعله متوازنا ً، وهو عرضة للافتراس، بدل أن أحاور الجزء الآخر في راسي؟ يصعب علي ّ ـ الآن ـ الإجابة عن سؤال: ما الصدق/ ما الواجب/ وما الصواب ...؟ فالاشتباك ـ الشبيه بحرب الجميع ضد الجميع ـ لا يستند إلا إلى نظام الصياد ـ الضحية، هذا الذي ـ خلال قرن ـ اتجه نحو خاتمته: بلدان غادرت التاريخ،وبعضها تُرك يحتضر فوق تلال القمامة، وعند الخرائب، وأخرى تنهش بعضها البعض الآخر؟ فأي أمل، أو حرية، أو خلاص، أو منطق، بإمكانه أن يستبدل الوهم، والرداءة، والتعفن، بهواء غير اسود!
     لقد تحدث (ادلر) عن الدفاعات التي يستند إليها المنتحر، الدفاعات السلبية، لكنها، في الأخير، لا تقل رداءة عن عمل الشعوب التي تفترس أخرى، وتحولها إلى مخلوقات بلا غاية، ضائعة، وحشية، ولكنها ـ كالكلاب التي كنت أراقب شراستها ـ لا تعرف الرحمة.
     وأنا أراقب الريح تهز سعف نخلة الجيران، اجهل ما اذا كانت هي التي تمشي في جنازتي، أم أنا هو من يمشي في جنازتها! الريح، بمعنى ما، الوسط المرئي للعبور، لا تمتلك إلا عفنا ً تحمله معها، داخل أرضنا، دون إضافات تذكر. فالعفن الذي حصل، بعد أن انفصلت الأرض عن نجمها، وتجمعت العناصر، وصار لها مجالها الحيوي، أنتج لغزه. فذرات هذا الجسد، جسدي، مع كل ما أنتجته، ونطقت به، وكتمته، سيكّون جزءا ً من الريح وهي تؤدي دورها ـ الذي لا مقدمات له، ولا خاتمة ـ في المرور، والعبور، والإعادة. فثمة آخر مغفل سيعمل لا على غواية الآخرين، أو إيذاء البيئة، بل في الذهاب بعيدا ً في مدياته من اجل التوازن. حقا ً أن من لا وجود له ـ أمامي ـ أراه يحفر ـ كما اشتغل في فك مشفرات مخلفات السابقين ـ واراه، مثلي، يجهل سر استحالة استبعاد القبول إلا بالغواية نفسها: المرور إلى هناك، وابعد، في انتظار الذي يمر بأسرع من زماننا ـ في أبدية اللا حافات!



تأملات أثناء العمل ـ وقد سبق أن نشرت حلقات من التجربة تحت عنوان: اختما معاصرة.