ملحمة جلجامش
سين ليقي اونيني
اللوح السابع : موت إنكيدو
ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د. أنور غني الموسوي 2015
النسخة النموذجية البابلية لملحمة جلجامش ( هو الذي رأى العمق)
( قال إنكيدو)
صديقي لماذا الآلهة العظيمة في إجتماع ؟
( ما يلي هذا البيت مفقود ، لكن هناك قطعة نثرية تذكر ما حصل تعتمد على لوح قديم )
(إنكدو أخذ يكلّم جلجامش : يا أخي ، لقد رأيت هذه الليلة رؤيا غريبة . الآلهة آنو ، إنليل ، إيا ـ و السماوي شَمَش ، قد عقدوا إجتماعاً. ولقد تحدّث آنو الى إنليل قائلا ( هذا لأنّهما قتلا الثور السماوي ، و قتلا خمبابا الذي كان يحرس الجبال المكتظة بالأرز ) . لذلك قال آنو ( من بين الاثنين دع أحدهما يموت ) . فقال إنليل ( دع إنكيدو يموت لكن لا تدع جلجامش يموت). فأخذ السماوي شَمَش يردّ على البطل إنليل ( ألم يكن بكلمتك قد استطاعا قتل الثور السماوي و أيضا خمبابا ؟ و الآن على إنكيدو البريء أن يموت ؟ غضب إنليل بوجه السماوي شَمَش قائلا له ( ألم تكن كالشريك معهما تماشيهما كلَ يوم ؟ ) .
إنكيدو إستلقى قبل جلجامش ، دمعه سال كالنهر ، يا أخي ، الأعزّ اليّ هو أخي ، إنّهم لن يتركوني أقوم مرّة أخرى لأجل أخي ، بين الأموات سوف أكون ، و عتبة الموت سأجتاز ، لن أستطيع أن أنظر ثانية الى أخي .
( يستأنف اللوح السابع مع هذيان لإنكيدو)
إنكيدو رفع عينيه صوب الباب
تكلّم مع الباب وكأنّها إنسان
أيّتها الباب الخشبيّة التي لا شعور لها
لقد فهمت ذلك بأنّك لا إحساس لك .
قطعت عشرين فرسخاّ بحثا عنكِ ، عن الشجرة الأفضل
الى أن وجدت – في الغابة – شجرة أرز طويلة .
شجرتك ليس لها مثيل في غابة الأرز
ستّ قصبات إرتفاعك ، قصبتان عرضك ، و ذراعٌ سمكك
قمّتك و قاعدتك قطعة واحدة
أنا صمّمتك ، أنا حملتك ، أنا أمسكتك في نيبّور
لو كنت أعلم أيتها الباب أنّ هذا سيكون جزائي منك
لو كنت أعلم انّ هذا سيكون مكافأتك لي
لكنت رفعت فأسي ، و هشّمتك
و لكنتُ جعلتِك عائمة كطوّافة الى إبابّارا
الى إبابّارا ، معبد شَمَش لكنت حملتك
و لكنتُ نصبتُ الأرز في بوّابة إبابّارا
و لكنت نصبت على مدخله تمثالا ضخما لطائر الرعد و ثور
في مدخلك لكنت و ضعت ....
و لكتت .... مدينة .... شَمَش
و في أوروك ....
لأنّ شَمَش قد سمع ما قلت
و في زمن المحنة اعطاني سلاحا
و الآن أيّتها الباب ، أنا من صمّمك و من حملك
هل أستطيع الآن أن اهّشَمك ، هل بإمكاني الآن تمزيقك .
ربّما يأتي بعدي ملكّ يحمل البغض تجاهك
او .... أن يضعك في مكان لا يراك فيه أحد
ربّما سيزيل إسمي و يكتب عليك إسمه .
بينما جلجامش يسمع لكلماتك إنكيدو صديقه ، فاضت عيناه بالدموع من دون إرادة .
جلجامش فتح فاه ليتكلّم
قائلاً لإنكيدو
صديقي .... في .... فائق
أنت من امتلك الفهم و الحكمة ، أتجدّف هكذا ؟
لماذا يا صديقي يتكلّم قلبك بتجديف ؟
الرؤيا كانت غريبة ، تثير القلق
شفاهك بالحمّى تطنطن كذبابة
الخشية كبيرة ، كان الحلم غريبا .
الحِداد هو ما تترك الآلهة لمن يبقى حيّا
الحلم يترك حزناً لمن يبقى حيّا
الى الآلهة العظيمة أنا سأتوسّل بتضرّع
دعني أقصد شَمَش ، سأناشد إلهك
في حضورك سأصلّي الى آنو أبي الآلهة
عسى أنّ مرشدي إنليل يسمع صلاتي في حضورك
عسى أنّ يجد تضرّعي عطفاً من إيا
سأعمل لكِ تمثالاً من ذهب بحجم عظيم جدا ...............
.......
( قال إنكيدو)
صديقي لا تعط فضّة ، و لا ذهبا ، و لا ....
كلمة إنليل ليست ك ....
ما أمَرَ به لن يُغَيّر
ما يعيّنه ، لن يغيّره
صديقي لقد كُتِب قدري
الناس يذهبون الى قدرهم قبل الأوان
وعند أوّل بصيص للفجر
إنكيدو رفع رأسه ، يندب نفسه لشَمَش
تحت أشعّة الشمس كانت دموعه تجري
أنا أناشدك يا شَمَش لأجل حياتي الغالية
حالي كصياد
هو ما منعني ان أكون عظيما كصديقي
فالصيّاد ليس عظيما كصديقه
كسبه قليل و وارده ضئيل
ربّما كانت قسمته سيئة في حضرتك
البيت الذي يدخله ، تخرج منه الآلهة من الشبّاك
بعد أن لعن حاله كصياّد و باح بما في قلبه
قرّر أيضا أن يلعن شمخات الغانية
تعالي شمخات ، أنا سأبيّن لك قدرك
قدر مشؤوم يرافقك للأبد
سألعنك لعناً كبيرا
لعنتي ستصيبك من الآن و الى الأبد
لن تحصلي على بيت عائلة ليبهجك
و لن تعيشي وسط عائلة أبدا
في مخدع النساء الشابّات لن تجلسي
أجود كساء لك سيكون مدنّسا بالتراب
و رداءك للعيد سيكون ملوّثا بالقذارة
لن تحصلي على أيّ جمال
..... الفخّار
لا .... تمتلكي
لن تفشر في بيتك مائدة للوليمة ليجتمع عليها الناس
سريرك الذي يبهجك سيكون بائسا
عند مفترقات الطرق سيكون جلوسك
و في ألأماكن الخربة سيكون منامك
و تحت ظلّ السور سيكون وقوفك
الشوك سيكون كساء قدميك
العاقل و المخمور سيصفع خدّك
.... سيتهمك و يدّعي عليك
و سقف بيتك ليس من بنّاء يصلحه
و في غرفة نومك البومة ستقطن
مائدتك لن تكون عليها وليمة
لأنّك جعلتِني ضعيفاً بعد أن كنت نقيّاّ .
أجل في البريّة أنت أضعفتِني ، بعد أن كنت نقيّاً
شَمَش سمع ما تكلّم به
من السماء جاء صوت بكاء
إنكيدو لماذا تلعن شمخات الغانية ؟
التي اطعمتك خبراّ يليق بإله
و سقتك شراباّ يليق بالملك
و التي كستك بكساء بهيّ
وأعطتك رفيقاً النبيلُ جلجامش
و الآن جلجامش صديقك و أخوك
سيسجّيك على سرير بهيّ
على سرير الشرف سوف يطرحك
سيجعلك على يساره على دكة الاستراحة
حكّام العالم السفلي سيقبّلون قدميك
أهل أوروك سيندبونك و ينوحون عليك
سكّان المعمورة سيملؤمهم الأسى لأجلك
بعد أن ترحل سيصبح شعره أشعثا من العويل عليك
و سيشدّ حزاما على خصره و يجوب البرّيّة
إنكيدو سمع كلمات شَمَش القويّ
قلبه الغاضب صار ليّنا
قلبه الهائج صار هادئا
تعالي شمخات أنا سأبيّن لك قدرك
فمي الذي لعنك سيباركك أيضاً
الأعيان سوف يحبّونك و كذلك النبلاء
على بعد فرسخ منك سيرقبك الرجال
و على بعد فرسحين سيصفّفون شعرهم لأجلك
و لن تجدي جنديّا يتأخّر في بذل ما لديه لأجلك
أحجارا كريمة سوف يعطيك ، اللازورد و الذهب
أقراط و مجوهرات ما سوف يعطيك
عشتار القديرة ستتكفّل بجمعك
بالرجل الغني صاحب البيت العامر و المال الوفير
لأجلك ستهجره زوجته ، و إن كانت أمّا لسبعة
بينما صار عقل إنكيدو كدراً
إستلقى على فراشه و بدأ يتأمّل
ما في رأسه أخبر به صديقه
صديقي راودني حلم طول الليل
السماء تهدر و الأرض تدويّ
و أنا كنت هناك ، واقفا بينهما
كان هناك رجل ، بمظهر كالح
كان مثل طائر الرعد مرعبا
كانت يده يد أسد ، و ظفره مخلب نسر
لقد أمسكني من شعري ، لقد غلبني
لقد ضربته لكنه عاد و وثب ثانية
و ضربني و كطوف قلبني
لقد سحقني تحت قدميه كثور بريّ عظيم
لقد بلّل جسدي بسائل مسموم
أنقذني يا صديقي
أنت كنت تخشاه ، لكنّك ...
لقد ضربني و جعلني أبدو كحمامة
لقد مسك بذراعي كجناحي طائر
لقد قادني أسيرا الى بيت الظلام حيث مقام إركالّا
الى البيت الذي من دخله لن يغادره أبدا
في الطريق الذي ليس فيه عودة أبدا
على الباب الغبار كثيف
على بيت الغبار يخيّم السكون المميت
في بيت الغبار الذي دخلتُ
نظرتُ حولي ، رأيتُ تيجان مزدحمة
كان هناك رؤوس متوجّة حكمتِ الأرض في الأيام الخالية
من كانوا يحضرون الشواء لمائدة آنو و إنليل
الذين كانوا يقدمون الخبز المخمّر ، و يسقونهم الماء البارد
في بيت الغبار الذي دخلته
لقد رأيت كهنة لاجارا
و كان هناك كهنة الطهارة و كهنة لوماهّو
كان هناك كهنة الإلهة الكبير جوبادسو
كان هناك إتانا ، و شاخّان
كانت هناك ملكة العالم السفلي ، إريشكيجال
أمامها جلس بَلَت - سيري كاتب العالم السفلي
ممسكا بلوح و قرأ بصوت مرتفع في حضرتها
لقد رفعت رأسها و رأتني
من الذي أحضر هذا الرجل هنا ؟
من الذي أتي بهذا الرفيق ؟
.... ( يعد انقطاع في اللوح)
أنا من تحمل الصعاب معك
تذكّرني ياصديقي و لا تنس ما فعلتُه
( قال جلجامش)
صديق أنظر بعين التفاؤل .
في اليوم الذي رادوه الحلم خارت قواه
إنكدو استلقى ، بقي مريضا يوما ، ثم اضاف يوما أخر
إتكيدو استلقى على فراشه ، و أشتدّ عليه المرض
اليوم الخامس ، و السادس و السابع و الثامن و التاسع و العاشر
مرض إنكيدو إشتدّ أكثر
لليوم الحادي عشر و الثاني عشر
و إنكيدو مطروح الفراش
نادى على جلجامش و تحدّث الى صديقه
الآله قد غضب عليّ
لن أموت كبطل في ساحات الوغى
كنت أخشى أنّ النزال ....
صديقي من يسقط في ساحة القتال يترك إسماً
أنا لن أسقط في ساحة القتال ، و لن يكون لي إسمٌ
( قصّة الساعات الاخيرة لموت إنكيدو بما يقارب ثلاثين سطرا ناقصة من اللوح السابع)
&&&&&&&&&&&&&&&&&
إنتهى اللوح السابع و يأتي بعده اللوح الثامن ( جنازة إنكيدو )
سين ليقي اونيني
اللوح السابع : موت إنكيدو
ترجمها الى الإنجليزية أندرو آر جورج 1999
ترجمها عن الإنجليزية الى العربية د. أنور غني الموسوي 2015
النسخة النموذجية البابلية لملحمة جلجامش ( هو الذي رأى العمق)
( قال إنكيدو)
صديقي لماذا الآلهة العظيمة في إجتماع ؟
( ما يلي هذا البيت مفقود ، لكن هناك قطعة نثرية تذكر ما حصل تعتمد على لوح قديم )
(إنكدو أخذ يكلّم جلجامش : يا أخي ، لقد رأيت هذه الليلة رؤيا غريبة . الآلهة آنو ، إنليل ، إيا ـ و السماوي شَمَش ، قد عقدوا إجتماعاً. ولقد تحدّث آنو الى إنليل قائلا ( هذا لأنّهما قتلا الثور السماوي ، و قتلا خمبابا الذي كان يحرس الجبال المكتظة بالأرز ) . لذلك قال آنو ( من بين الاثنين دع أحدهما يموت ) . فقال إنليل ( دع إنكيدو يموت لكن لا تدع جلجامش يموت). فأخذ السماوي شَمَش يردّ على البطل إنليل ( ألم يكن بكلمتك قد استطاعا قتل الثور السماوي و أيضا خمبابا ؟ و الآن على إنكيدو البريء أن يموت ؟ غضب إنليل بوجه السماوي شَمَش قائلا له ( ألم تكن كالشريك معهما تماشيهما كلَ يوم ؟ ) .
إنكيدو إستلقى قبل جلجامش ، دمعه سال كالنهر ، يا أخي ، الأعزّ اليّ هو أخي ، إنّهم لن يتركوني أقوم مرّة أخرى لأجل أخي ، بين الأموات سوف أكون ، و عتبة الموت سأجتاز ، لن أستطيع أن أنظر ثانية الى أخي .
( يستأنف اللوح السابع مع هذيان لإنكيدو)
إنكيدو رفع عينيه صوب الباب
تكلّم مع الباب وكأنّها إنسان
أيّتها الباب الخشبيّة التي لا شعور لها
لقد فهمت ذلك بأنّك لا إحساس لك .
قطعت عشرين فرسخاّ بحثا عنكِ ، عن الشجرة الأفضل
الى أن وجدت – في الغابة – شجرة أرز طويلة .
شجرتك ليس لها مثيل في غابة الأرز
ستّ قصبات إرتفاعك ، قصبتان عرضك ، و ذراعٌ سمكك
قمّتك و قاعدتك قطعة واحدة
أنا صمّمتك ، أنا حملتك ، أنا أمسكتك في نيبّور
لو كنت أعلم أيتها الباب أنّ هذا سيكون جزائي منك
لو كنت أعلم انّ هذا سيكون مكافأتك لي
لكنت رفعت فأسي ، و هشّمتك
و لكنتُ جعلتِك عائمة كطوّافة الى إبابّارا
الى إبابّارا ، معبد شَمَش لكنت حملتك
و لكنتُ نصبتُ الأرز في بوّابة إبابّارا
و لكنت نصبت على مدخله تمثالا ضخما لطائر الرعد و ثور
في مدخلك لكنت و ضعت ....
و لكتت .... مدينة .... شَمَش
و في أوروك ....
لأنّ شَمَش قد سمع ما قلت
و في زمن المحنة اعطاني سلاحا
و الآن أيّتها الباب ، أنا من صمّمك و من حملك
هل أستطيع الآن أن اهّشَمك ، هل بإمكاني الآن تمزيقك .
ربّما يأتي بعدي ملكّ يحمل البغض تجاهك
او .... أن يضعك في مكان لا يراك فيه أحد
ربّما سيزيل إسمي و يكتب عليك إسمه .
بينما جلجامش يسمع لكلماتك إنكيدو صديقه ، فاضت عيناه بالدموع من دون إرادة .
جلجامش فتح فاه ليتكلّم
قائلاً لإنكيدو
صديقي .... في .... فائق
أنت من امتلك الفهم و الحكمة ، أتجدّف هكذا ؟
لماذا يا صديقي يتكلّم قلبك بتجديف ؟
الرؤيا كانت غريبة ، تثير القلق
شفاهك بالحمّى تطنطن كذبابة
الخشية كبيرة ، كان الحلم غريبا .
الحِداد هو ما تترك الآلهة لمن يبقى حيّا
الحلم يترك حزناً لمن يبقى حيّا
الى الآلهة العظيمة أنا سأتوسّل بتضرّع
دعني أقصد شَمَش ، سأناشد إلهك
في حضورك سأصلّي الى آنو أبي الآلهة
عسى أنّ مرشدي إنليل يسمع صلاتي في حضورك
عسى أنّ يجد تضرّعي عطفاً من إيا
سأعمل لكِ تمثالاً من ذهب بحجم عظيم جدا ...............
.......
( قال إنكيدو)
صديقي لا تعط فضّة ، و لا ذهبا ، و لا ....
كلمة إنليل ليست ك ....
ما أمَرَ به لن يُغَيّر
ما يعيّنه ، لن يغيّره
صديقي لقد كُتِب قدري
الناس يذهبون الى قدرهم قبل الأوان
وعند أوّل بصيص للفجر
إنكيدو رفع رأسه ، يندب نفسه لشَمَش
تحت أشعّة الشمس كانت دموعه تجري
أنا أناشدك يا شَمَش لأجل حياتي الغالية
حالي كصياد
هو ما منعني ان أكون عظيما كصديقي
فالصيّاد ليس عظيما كصديقه
كسبه قليل و وارده ضئيل
ربّما كانت قسمته سيئة في حضرتك
البيت الذي يدخله ، تخرج منه الآلهة من الشبّاك
بعد أن لعن حاله كصياّد و باح بما في قلبه
قرّر أيضا أن يلعن شمخات الغانية
تعالي شمخات ، أنا سأبيّن لك قدرك
قدر مشؤوم يرافقك للأبد
سألعنك لعناً كبيرا
لعنتي ستصيبك من الآن و الى الأبد
لن تحصلي على بيت عائلة ليبهجك
و لن تعيشي وسط عائلة أبدا
في مخدع النساء الشابّات لن تجلسي
أجود كساء لك سيكون مدنّسا بالتراب
و رداءك للعيد سيكون ملوّثا بالقذارة
لن تحصلي على أيّ جمال
..... الفخّار
لا .... تمتلكي
لن تفشر في بيتك مائدة للوليمة ليجتمع عليها الناس
سريرك الذي يبهجك سيكون بائسا
عند مفترقات الطرق سيكون جلوسك
و في ألأماكن الخربة سيكون منامك
و تحت ظلّ السور سيكون وقوفك
الشوك سيكون كساء قدميك
العاقل و المخمور سيصفع خدّك
.... سيتهمك و يدّعي عليك
و سقف بيتك ليس من بنّاء يصلحه
و في غرفة نومك البومة ستقطن
مائدتك لن تكون عليها وليمة
لأنّك جعلتِني ضعيفاً بعد أن كنت نقيّاّ .
أجل في البريّة أنت أضعفتِني ، بعد أن كنت نقيّاً
شَمَش سمع ما تكلّم به
من السماء جاء صوت بكاء
إنكيدو لماذا تلعن شمخات الغانية ؟
التي اطعمتك خبراّ يليق بإله
و سقتك شراباّ يليق بالملك
و التي كستك بكساء بهيّ
وأعطتك رفيقاً النبيلُ جلجامش
و الآن جلجامش صديقك و أخوك
سيسجّيك على سرير بهيّ
على سرير الشرف سوف يطرحك
سيجعلك على يساره على دكة الاستراحة
حكّام العالم السفلي سيقبّلون قدميك
أهل أوروك سيندبونك و ينوحون عليك
سكّان المعمورة سيملؤمهم الأسى لأجلك
بعد أن ترحل سيصبح شعره أشعثا من العويل عليك
و سيشدّ حزاما على خصره و يجوب البرّيّة
إنكيدو سمع كلمات شَمَش القويّ
قلبه الغاضب صار ليّنا
قلبه الهائج صار هادئا
تعالي شمخات أنا سأبيّن لك قدرك
فمي الذي لعنك سيباركك أيضاً
الأعيان سوف يحبّونك و كذلك النبلاء
على بعد فرسخ منك سيرقبك الرجال
و على بعد فرسحين سيصفّفون شعرهم لأجلك
و لن تجدي جنديّا يتأخّر في بذل ما لديه لأجلك
أحجارا كريمة سوف يعطيك ، اللازورد و الذهب
أقراط و مجوهرات ما سوف يعطيك
عشتار القديرة ستتكفّل بجمعك
بالرجل الغني صاحب البيت العامر و المال الوفير
لأجلك ستهجره زوجته ، و إن كانت أمّا لسبعة
بينما صار عقل إنكيدو كدراً
إستلقى على فراشه و بدأ يتأمّل
ما في رأسه أخبر به صديقه
صديقي راودني حلم طول الليل
السماء تهدر و الأرض تدويّ
و أنا كنت هناك ، واقفا بينهما
كان هناك رجل ، بمظهر كالح
كان مثل طائر الرعد مرعبا
كانت يده يد أسد ، و ظفره مخلب نسر
لقد أمسكني من شعري ، لقد غلبني
لقد ضربته لكنه عاد و وثب ثانية
و ضربني و كطوف قلبني
لقد سحقني تحت قدميه كثور بريّ عظيم
لقد بلّل جسدي بسائل مسموم
أنقذني يا صديقي
أنت كنت تخشاه ، لكنّك ...
لقد ضربني و جعلني أبدو كحمامة
لقد مسك بذراعي كجناحي طائر
لقد قادني أسيرا الى بيت الظلام حيث مقام إركالّا
الى البيت الذي من دخله لن يغادره أبدا
في الطريق الذي ليس فيه عودة أبدا
على الباب الغبار كثيف
على بيت الغبار يخيّم السكون المميت
في بيت الغبار الذي دخلتُ
نظرتُ حولي ، رأيتُ تيجان مزدحمة
كان هناك رؤوس متوجّة حكمتِ الأرض في الأيام الخالية
من كانوا يحضرون الشواء لمائدة آنو و إنليل
الذين كانوا يقدمون الخبز المخمّر ، و يسقونهم الماء البارد
في بيت الغبار الذي دخلته
لقد رأيت كهنة لاجارا
و كان هناك كهنة الطهارة و كهنة لوماهّو
كان هناك كهنة الإلهة الكبير جوبادسو
كان هناك إتانا ، و شاخّان
كانت هناك ملكة العالم السفلي ، إريشكيجال
أمامها جلس بَلَت - سيري كاتب العالم السفلي
ممسكا بلوح و قرأ بصوت مرتفع في حضرتها
لقد رفعت رأسها و رأتني
من الذي أحضر هذا الرجل هنا ؟
من الذي أتي بهذا الرفيق ؟
.... ( يعد انقطاع في اللوح)
أنا من تحمل الصعاب معك
تذكّرني ياصديقي و لا تنس ما فعلتُه
( قال جلجامش)
صديق أنظر بعين التفاؤل .
في اليوم الذي رادوه الحلم خارت قواه
إنكدو استلقى ، بقي مريضا يوما ، ثم اضاف يوما أخر
إتكيدو استلقى على فراشه ، و أشتدّ عليه المرض
اليوم الخامس ، و السادس و السابع و الثامن و التاسع و العاشر
مرض إنكيدو إشتدّ أكثر
لليوم الحادي عشر و الثاني عشر
و إنكيدو مطروح الفراش
نادى على جلجامش و تحدّث الى صديقه
الآله قد غضب عليّ
لن أموت كبطل في ساحات الوغى
كنت أخشى أنّ النزال ....
صديقي من يسقط في ساحة القتال يترك إسماً
أنا لن أسقط في ساحة القتال ، و لن يكون لي إسمٌ
( قصّة الساعات الاخيرة لموت إنكيدو بما يقارب ثلاثين سطرا ناقصة من اللوح السابع)
&&&&&&&&&&&&&&&&&
إنتهى اللوح السابع و يأتي بعده اللوح الثامن ( جنازة إنكيدو )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق