الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

عرض كتاب"الجواهري !!!,هذا المغني لنور الشمس -حامد كعيد الجبوري


عرض كتاب
الجواهري !!!
هذا المغني لنور الشمس
حامد كعيد الجبوري
صدر عن دار المدى للثقافة والنشر كتاب ( الجواهري هذا المغني لنور الشمس ) للكاتب والأديب ( عبد ألأمير شمخي الشلاه ) ، وتصدرت واجهة الكتاب صورة الشاعر الكبير ( محمد مهدي الجواهري ) ، ويقع الكتاب ب471 صفحة من الحجم الكبير وبورق أبيض صقيل .
سألت الصديق الباحث ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن سبب اختياره لعنوان كتابه وقلت له من أين لك هذا المغني لنور الشمس ؟ ، قال لي أن الجواهري الكبير هو الذي وضع عنوانة كتابه !! ، قلت كيف وضعها ؟ ، ومتى ؟ ، قال ألم تقرأ ( على قارعة الطريق ) بمذكرات الجواهري ؟ ، قلت قرأتها ، أجابني بأنه أستل عنوان كتابه من مذكرات الجواهري والتي يقول فيها ، - الحديث للجواهري - مع عابر سبيل ، ( أأنت مسافر مثلي ؟
فقلت له : لا بل أنا شريد
قال : وأين وجهتك الآن ؟
قلت : وجهتي أن أضع مطلع الشمس على جبيني وأغذَّ السير حتى إذا جنني الظلام أقمت حيث يجنني .. وسرت عند طلوع الفجر
وعندما حان موعد الوداع قال صديق ( قارعة الطريق )
وداعاً أيها المغني لنور الشمس !!!
وداعاَ أيها الشريد ... ) .
قدمت د . ( خيال محمد مهدي الجواهري ) لهذا الكتاب قائلة ، ( الكتاب (( بانوراما )) شاملة وجهد جدير بالتقدير ، ويقينا أن مثل هذا الكتاب سيكون عونا للدارسين والباحثين وسيسهم في أغناء المكتبة العربية بما هو ممتع ومفيد . ) ، واستكمالا لحديث د. خيال الجواهري فأن الباحث قد وظّف من وقته الكثير ولسنين طوال مستعينا بمئات المصادر ، والبحوث ، والدراسات ، ورسائل الشهادات العليا ليصل لتتويج جهده الجهيد بهذا السفر الخالد للجواهري الكبير ، يحتوي الكتاب على ستة فصول .
الفصل الأول :
( ملامح وسمات ) وثّق الباحث فيه بشئ عن ذكريات الجواهري ، وسمات شعره بأقلام فنية وأدبية متميزة ومنها الخطاب التهكمي لدى الجواهري ، ( ثم يتواصل الخطاب التهكمي بوضوح في القصائد ((طرطرا )) و (( عبادة الشر )) و (( هاشم الوتري )) ليصبح التهكم غرضا مستقلا مشحونا بالمواقف ومتبلورا بوصفه غرضا شعريا ) د . ( قيس الجنابي ) ،
أي طرطرا تطرطري .......... تقدمي تأخري
تشيعي تسنني ......... تهودي تنصري
تكردي تعربي ........ تهاتري بالعنصر
يقول الدكتور محمد حسين الأعرجي موصفا شعر الجواهري قائلا ، ( أن الجواهري عاش نصف عمره وهو شاعر عباسي الصفة واللغة والصورة ، والوزن ، يروز القوافي مسبقا وينظم القصيدة ولكنه عاش على امتداد القرن العشرين ، كاملا غير منقوص ، قرن التحولات الكثيرة والمفصلية في بنية القصيدة العربية وإيقاعها مبحرا ضد التيار وبشهرة قلما نالها شاعر سواه ) .
الفصل الثاني :
( بواكيره الأولى ونبوغه وحافظته الشعرية وحديثه عن نفسه فيما دخلنا معه بلاط الملك فيصل الأول واصطفينا شيئا من ملامح النظام الملكي والموقف الشعبي ) ، يقول الجواهري ( أرتبط أسم أسرتنا بجدنا الفقيه الكبير ( الشيخ محمد الحسن ) النجفي المولد هو وسبعة من آبائه والمسمى باسم موسوعته الفقهية ( جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام ) ) ، ويقول الجواهري عن طفولته لقد دفعني والدي دفعا لعالم الكبار ، ( وقد أتعبتني السنوات وأنا بين العشر الأولى منها أكثر من العشرات التي تلتها ) ، ولم يقل الجواهري بثورة العشرين شعرا لكنه كان يضع ملصقاتها وإعلاناتها على جدر الصحن الحيدري الشريف ، وقد عاش أحداث ثورة النجف ضد الجيش التركي عام 1919 م ، وعاش الجواهري ثورة العشرين وهو بسن الوعي وأنفجر في أعقابها شاعرا كبيرا ،
لعل الذي ولى من الأمر راجع ...
فلا عيش أن لم تبق إلا المطامع
وسلك الجواهري منذ صباه الطرق الشائكة المحفوفة بالمخاطر وتسلط وجور الحكام المتعاقبون ،
نامي جياع الشعب نامي ...
حرستك آلهة الطعام
ويؤرخ الأستاذ ( حسن العلوي ) ويقول ، ( أن الجواهري كتب أول قصيدة في جريدة العراق التي اختارت له أسم نابغة النجف وكان ذلك في الخامس من أيار عام 1920 م ) ، ومن ثم توالت القصائد الجواهرية ونشرها في الصحف العراقية الأم ، وحاور الكاتب الأستاذ ( زهير الجزائري ) الجواهري في دمشق قائلا له لماذا يحبك الناس ؟ ، فأجاب الجواهري ( مجانين أحبوا مجنونا ) ، والخيانة عند الجواهري من الكبائر المحرمة ( مثل اللصوص بليلة قمراء )
مهلا رويدكم فما .... صافحت يوما من يخون
وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب الأستاذ ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) عن الجواهري في البلاط الملكي وما حدث وكيف عرف فيصل الأول أن موظف تشريفاته قد نشر قصيدة باسم مستعار – طرفة - وكيف آلت الأمور ليستقيل من وظيفته .
الفصل الثالث :
( أدرجنا موضوعة غاية في الأهمية هي سمة الوفاء عنده والوعي الطبقي وتداعياته على أفكاره وسلوكه ومواقفه اللاحقة ورصدنا تأثير المكان في شعره وحديثا عن الجواهري ومعاصريه ) ، وفي هذا الفصل يتحدث الكاتب عن قصيدة ( تنويمة الجياع ) وما كتبه النقاد والباحثون حول هذه القصيدة التي نظمت عام 1951 م وكأنها حية للأجيال المتعاقبة ليس في العراق وحسب بل في كل مكان وجد فيه الفقـر ،
نامي جياع الشعب نامي ... حرستك آلهة الطعام
نامي فأن لم تشبعي ... من يقظة فمن المنام
نامي على زبد الوعود ... يداف في عسل الكلام
ويتحدث عن مقهى ( حسن عجمي ) ، والجواهري ومعاصروه ، ودمشق جبهة الصمود ، وعن تلبيته – الجواهري – لدعوة من أبناء الحلة الفيحاء عام 1941 م ، وتحدث عن القصيدة ( المقصورة ) وظروف كتابتها وما قيل فيها وما فقده الجواهري من أبيات هذه القصيدة ،
سلام على هضبات العراق ...
وشطيه والجرف والمنحنى
على النخل ذي السعفات الطوال ...
على سيد الشجر المجتنى(المقتنى)
على الرطب الغض إذ يجتلى ...
كوشي العروس وإذ يجتنى
ويتحدث الجواهري بهذا الفصل عن الرصافي قائلا ( كان الرصافي حتى عام 25 – 1926 م محتفظا بمكانته وبقي شاعرا وهو لا يستطيع إلا أن يكون كذلك حتى لو أعطي الدنيا كلها وهذه طبيعة كل شاعر أصيل ) ، والرصافي الشاعر العراقي الكبير صاحب القصيدة الثورية ( صك الانتداب )
أنا بالحكومة والسياسة أعرف ..
أأُلام في تفنيدها وأعنف
الفصل الرابع :
في هذا الفصل يستجلي الكاتب ماهية علاقة الجواهري مع الحاكم ، واستشراف المستقبل ، وقضية فلسطين ، ولبنان ، والجواهري مع البحتري والمتنبي ، وعلاقتة مع الشعب الكردي
قلبي لكرد ستان يهدى والفم ..
ولقد يجود بأصغريه المعدم
وللإخوة العربية الكردية يقول
قطعنا شوطنا خمسين عاما ..
توحدنا المسرة والمصاب
رضاع أخوة عشنا عليه ...
يمازج دره عسل وصاب
يرن صدى المناحة في بطاح ..
من الأهوار ما ناحت هضاب
وعن علاقته مع المرأة وبلوغه السبعين يقول ،
لجاجك في الحب لا يحمل ..
وأنت أبن سبعين لو تعقل
تقضى الشباب وودعته ..
ورحت على أثره ترقل
مضى منك فيه ربيع الحياة ..
ومات به نصفك الأفضل
ويتحدث الجواهري عن الراحل الشهيد ( عبد الكريم قاسم ) قائلا ، ( غير أني أستطيع التأكيد ثانية أن ( عبد الكريم قاسم ) كان يملك ضميرا حيا ونزاهة نادرة وبساطة في اللباس والحياة والمأكل ، مما جعله يضاف الى قائمة المترفعين عن المظاهر والمكاسب وجاه الثروة )
الفصل الخامس :
في هذا الفصل قالوا بحق الجواهري نثرا ، يقول الشاعر جميل صدقي الزهاوي ( قرأت ديوان الأستاذ الجواهري فإذا هو كاسم ناظمه عقود جواهر ثمينة يبهر العين لألاؤها ) ، ويقول العلامة محمد حسين كاشف الغطاء ( إضمامة أزهار وباكورة أفكار وهي تنطلق من صفاء الذهن وحدة الفهم ولطف القريحة وسلامة الذوق وغزارة المادة ونابغية الاختراع ) ، ويقول الأستاذ إبراهيم حلمي العمر صاحب جريدتي لسان ( العرب ) و ( المفيد ) ما نصه ( أمتاز الجواهري بدقة متناهية في التصوير وعناية بالغة في الفصيح وحماسة فائقة في الأمور الوطنية ) ، ويصفه الشيخ ( علي الشرقي ) ، ( هذا البلبل الذي يكثر شدوه وتلطف نبرات صوته في الربيع والحدائق والجداول ) ، ويتحدث د . ( علي جواد الطاهر ) مقتضبا موفيا للجواهري صدقه وصداقته ( خير تعريف للجواهري أنه الجواهري ) ، ويرى أدونيس ( شيّع الجواهري بأقوال تجمع على أن الشعر العربي ختم به وهي أقوال أطلقها اليمين واليسار ) ، ويقول نزار قباني ( كلما قرأت قصيدة من قصائد الراحل الكبير محمد مهدي الجواهري وجدتها كخاتم العقيق على جدران الكعبة وباهرة كمهرجان أزياء ) ، ولا يسعني في هذا العرض الموجز أن أذكر كل من خص الجواهري الكبير بشهادته التي قالها .
الفصل السادس :
في هذا الفصل تناول الكاتب بعضا من قصائد شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري وتاريخ نشرها ، ولنقل هي من اختيار الكاتب وفقا لهواه وذوقه الرفيع وتتبعه لقصائد شاعره الجواهري ، يقول الباحث ( ما يذكر هنا شذرات مختارة من نفائس شعره ، مع قصة كل قصيدة بتاريخها ، وشخوصها ، وأجواء ومخاض ولادتها وتداعياتها ) ،
في قصيدة ( الرجعيون ) 1929 م أقول وكأنه يقولها اليوم
ألم ترَ أن الشعب جل حقوقه ..
هي اليوم للأفراد ممتلكات
ومن عجب أن الذين تكفلوا ..
بإنقاذ أهليه هم العثرات
ويتحدث الباحث عن ظروف قصيدة ( أبو العلاء المعري ) وما قاله د . ( طه حسين ) بحق القصيدة وشاعرها ،
قف بالمعرة وأمسح خدها التربا ...
واستوح من طوّق الدنيا بما وهبا
وأعقبها الحديث عن ( آمنت بالحسين ) ،
فداء لمثواك من مضجع ..
تنور بالأبلج الأروع
و ( يا نديمي )
يا نديمي ومن لظى سقر ...
صيغ هذا اللجام للبشر
ويصل لما يريده الباحث ليختم لنا سفره الطويل الجميل بتاج القصائد كما يسميها ب ( دجلة الخير ) 1962 م ،
يا دجلة الخير أدري بالذي طفحت ...
به مجاريك من فوق الى دون
أدري على أي قيثار قد أنفجرت ..
أنغامك السمر عن أنات محزون
انهي عرضي قائلا كتاب يحتاجه الكثير لأنه يحمل بين طياته ما لم يعرفه الكثير عن هذه القامة الشعرية التي ربما لا تكرر ، و أنه كتاب قد نفد من السوق وأتمنى على ( دار المدى ) أن تعيد طبعه مع ملاحظة التسعيرة الجديدة ليكن بمتناول الجميع طلابا وأساتذة ، ويختم الكاتب ( عبد الأمير شمخي الشلاه ) قائلا ( ها نحن قد قطعنا معا رحلة قرن كامل ... مذ أبصر محمد مهدي الجواهري النور .. حتى اتسعت بصيرته لترى كل الدنيا ) .
-----------------------

ليست هناك تعليقات: