الاثنين، 5 سبتمبر 2011
سلاح الفوضى الخلاقة-نوري جاسم المياحي
سلاح الفوضى الخلاقة
نوري جاسم المياحي
قد لاينتبه البعض الى ان الفوضى الخلاقة اصبحت سلاح جديد اثبتت التجارب العملية الماضية نجاحه وفعاليته على الارضفي العراق ةبقية البلدان ...لتحقيق الاهداف الاستعمارية في الاستيلاء على ثروة الشعوب واسعبادها من جديد وكسر ارادتها الوطنية المقاومة لاطماع الطامعين من خلال ما يلي :-
--- اول خطوة هي بكشف حقيقة الانظمة الدكتاتورية التي نصبتها الدول الاستعمارية ووفرت سبل الاستمرارية لها لعقود من الزمن ...وبعد ان استهلكت هذه الانظمة ..رفعوا الحماية عنها وتركوا الشعوب تتعامل مباشرة مع جلاديها اولا بتشجيعها على الاحتجاح بالتظاهر والاعتصامات وتطويره الى التمرد المسلح الذي يتحول بعدها الى النهب والتخريب وفلتان الوضع الامني كما حدث غي ليبيا ..وهذا السيناريو بدأ بتطبيقه بعد تفتيت الاتحاد السوفستي وانهيار الانظمة الاشتراكية في المعسكر الشرقي ..
--- سلاح الفوضى الخلاقة يستخدم بعد ان تهيأ كل الظروف من خلال ...اضعاف النظام وافقاده السيطرة بتوسيع الهوة بينه وبين الشعب ...تدريجيا وبصبرطويل ... ورجوعا للتاريخ نجد ان اول فخ نصب لصدام حسين عندما شجعوه لغزو الكويت واستخدام القوة العسكرية المفرطة لتدمير قدرات العراق كما تعرفون وبعدها وقوع جريمة برجي منهاتن التي كانت ذريعة لتدمير افغانستان بحجة القضاء على القاعدة وبن لادن واعلن الرئيس الامريكي بوش دول الشر كهدف اولي وكونها حاضنة للارهاب الدولي وهي كوريا الشمالية وايران والعراق .. وقد نجحوا في العراق نجاحا باهرا ولازالوا يحاولون مع كوريا وايران ...من خلال النفس الطويلوانتظار الظروف الملائمة لتدميرهما ... ومن خلال التقرب على الخطوط الخارجية ...اي الالتفات الى الانظمة الحليفة او الصديقة لهاتين الدولتين .. واسقاطها او اخراجها من معادلة القوة تدريجيا وواحدة تلو الاخرى وكما يحدث الان في سوريا يعقبها لبنان ومن ثم توجيه ضربة قاصمة لايران وبعدها يسدل الستار على اهم قضية مثيرة للاضطرابات وهي قضية فلسطين ( طبيعي هذا التخطيط الاستراتيجي لضمان امن اسرائيل) وتامين منابع النفط غي الشرق الاوسط ...
--- تحقيق الهدف الاستراتيجي القديم الجديد وهو احكام سيطرة الشركات الاستعمارية الاحتكارية الغربية على منابع النفط في العالم ... وامن دولة اسرائيل بصفتها الدولة المتحكمة براس المال العالمي والاصول المالية للشركات الاحتكارية الام ..ومن الغباء ان لا ننتبه الى مسلسل اسقاط الاهداف واحدا تلو الاخر من الشيشان الى افغانستان مرورا بالدول الاسلامية في ما يسمى باواسط اسيا ..الى ايران والعراق وسوريا واليمن في اسيا ... اما في افريقيا فبدأوأ بنيجريا والسودان والجزائر ولم يتوقفوا لحد اليوم ... مصر ..ليبيا .. حتى فنزويلا لم تسلم من شرورهم .. العامل المشترك لهذه الدول اما فيها خزين نفطي او نخطوط نقل البترول ..أو تمثل تهديد محتمل لامن دولة اسرائيل كلبنان مثلا ..ولو يقال مؤخرا بوجود النفط او الغاز في مياهها الاقليمية ...
--- السلاح المستخدم لخلق الفوضى الخلاقة ..اولا ..الضغط السياسي من خلال المؤسسات الدولية والاعلامية والانظمة الحليفة ...والوسيلة الاخطر هم العملاء والمأجورين في الداخل ودول المهجر .. وبما ان الانظمة القائمة هي بالاساس رجعية وقمعية ومعادية لشعوبها .. فيسهل خداع الشعوب باسم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان للثورة ضد هذه الانظمة كما يحدث اليوم بربيع الثورات ...وكلها احلام سرمدية للمواطن المحروم والمظلوم ... نجد من السهولة خداعه لينتفض هائجا متمردا على انظمته القمعية مندفعا لحرق الاخضر واليابس ...ناسيا انه يسهل الامر لمخططي الفوضى !!!وبنفس الوقت ...لاتدرك دول الغرب الاستعماري ...ان هذا السلاح سيرتد ضدها في المستقبل القريب او البعيد ...وانني اتوقع ان شركات النفط ستكون هدف للقوى الوطنية بعد الصحوة وستحارب بشدة مصالحها ...لان من عادة الشعوب لاتسكت على ظلم مهما طال الزمن ...علما ان الفقروالبؤس في العالم سيزداد نتيجة عوامل عديدة لامجال لشرحها ومنها ستتركز الثروات بايدي قلة من الناس مما يدفع الكثرة للتمرد ...وهذه حقيقة تاريخية لاجدال فيها ...
--- استخدام سلاح العقوبات والحصار مستغلين سيطرتهم على مجلس الامن الدولي ...لاجبار الدول على محاصرة الهدف واخضاعه لارادتهم ...وفي الحقيقة الواضحة ان سلاح الحصار والعقوبات هو من اسلحة الدمار الشامل الجديدة ...لان دمارها تصيب جماهير الشعب ولا تؤثر في النظام الحاكم ...واية دراسة موضوعية لما اصاب الشعب العراقي بسبب الحصار الذي استمر لمدة 13 سنة وموت مئات الالوف من العراقيين من جراءه لاكبر دليل على ذلك ... في حين لم تؤثر على صدام حسين وحاشيته ...وعندما تاكدوا من الفشل وعدم نجاح الحصار والعقوبات لجأوا لاستخدام القوة العسكرية لتدمير ما تبقي من قوة وصمود للشعب والنظام في ان واحد ...
--- لجأوا للاستخدام المفرط للقوة العسكرية والاسلحة الفتاكة لتحقيق اهدافهم كوسيلة سريعة واقناع المواطن المسحوق اصلا انه سيتخلص من النظام القائم وقمعه واضطهاده بسرعة ...ولهذا نراه يتقبل على مضض ومخدوعا بالتخريب الهائل للبنى التحتية في بلاده ...في خضم هذه الفوضى ا لتدميرية ...للاسف ينسى ان ما بناه اباءه واجداده خلال عقود طويله تدمره القوة العسكرية الغاشمة بايام قلائل ويستحيل اعادة بناءها ...لان النفوس قد دمرت ايضا ..والعراق وافغانستان وحتى في سوريا سيبقى لجرح ينزف لعقود طويلة ...وما يحدث في ليبيا خير شاهد وقائم على ذلك .. نفس سيناريوا العراق طبقوه ..وانني اعتقد انه لن تقوم قائمة من جديد للشعب الليبي لان الجروح وصلت للعظم بين ابناء شعب لازال عشائريا ...وتقدر بعض الاوساط عدد قتلى الشعب الليبي ب50 الف قتيل ... وهذا العدد يقارب ما قتله الامريكان في قنبلة هيروشيما .. ولا ننسى ان استمرار القتل لعدة سنوات مقبلة ...فالله اعلم كم سيكون عدد الضحايا ... التي ستسقط بسبب جنون الاحمق القذافي ..عدوالشعب والانسانية ..
--- لابد للمراقب السياسي ان يشيد بموقف روسيا الاتحادية تجاه محاولات الغرب الاستعماري من اخضاع سوريا لارادتهم الشريرة ..ان موقف روسيا والصين في مجلس الامن ضد تمرير مشروع القرار الامريكي الغربي لفرض عقوبات على سوريا...هذا الموقف جدير بالاحترام والتقدير ...ليس لانه مساعدة للرئيس بشار الاسد او لحزب البعث الحاكم او للنظام السوري عامة ...وانما هو موقف اخلاقي وانساني قد يجنب الشعب السوري وتحميه من السقوط في الفوضى الخلاقة وتدمير وطنه وكل منجزات هذا الشعب المسكين ..كما فعلو مع الشعب العراقي والليبي والافغاني وغيرهم بحجج غير مقنعة للمواطن البسيط فكيف لدولة عظمى كروسيا الاتحادية والصين ؟؟؟... ان الاوان للقيادة الروسية ان تضع حدا لاندفاع شركات النفط والسلاح في قتل وتدمير الشعوب من خلال تسخير كل الامكانيات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتقف بوجه اندفاع الثور الامريكي الهائج ..لان الشعوب الضعيفة لاتتمكن لوحدها الصمود في وجه هذه الهجمة الاستعمارية ..
--- الفوضي الخلاقة والعنف والارهاب كلها وجوه متعددة لعملة واحدة ...ما يحدث اليوم في العراق على مستوى العملية السياسية فوضى خلاقة بامتياز وذلك عن طريق قتل الابرياء بالتفجيرات المختلفة والقمع والارهاب ..وخلط الحابل بالنابل .. انا لاافهم كيف ان القاعدة او الميليشيات الاسلامية الاخرى تقتل فقراء المسلمين في الجوامع والحسينيات وهي دور عبادة للمسلمين بحجة الحرب على الكفاراو المحتلين ...اي منطق مفلوج هذا ؟؟؟ ومن يصدقه ؟؟؟ في الاونة الاخيرة يلاحظ استهداف كوادر قيادية من حزب الدعوة الشيعي بالاغتيالات ..يقابلها استهداف كوادر من قيادة الحزب الاسلامي السنة بالاغتيالات ..و الهدف واضح وهو اشعال الفتنة الطائفية ..والهاء المواطنين وتخويفهم من عودة الفتنة الطائفية ليسكتوا عن الواقع المزري لكل مرافق الحياة ... والمستفيد من هذه الحالة ...الاحتلال المرفوض شعبيا ...ودول الجوار كالكويت والسعودية وتركيا وايرانواسرائيل ..والتي تريد ابقاء العراق ممزقا ضعيفا منهوبا ... والمستفيدين الاكثر وضوحا وسطوعا هم السياسين الموجودين في السلطة حاليا ...بعد ان انفضحت سياستهم الخرقاء وقيادتهم الفاشلة وعمالتهم للاجنبي ودول الجوار ...ولكي يلهوا الشعب بالتخويف مما سيحدث مستقبلا .. لان السد قد ينهار والسيول قد تجرف كل من يصادفها ..وقد يغرق المركب ...علما ان جميعهم يركبون نفس المركب ..وهذا يعني ان الجميع سيغرق ...ومن هنا نجد ان جميع الكتل السياسية على اختلاف مشاربها متضامنة متكافلة فيما بينها على العبور بسلام ومن خلال اختلاق الازمات وفوضى التصريحات واختلاق المعارك الاعلامية الوهمية...ومنها كمثل تعيين الوزراء الامنين ومجلس السياسات وانسحاب الامريكان...وكأن امن العراقيين الفقراء سيحققه الوزير زيد او عمر من هذه الكتلة او تلك ...والمواطن متاكد من نفاقهم وكذبهم ..يفتعلون حروبا ومعارك وازمات الكثير منها وهمية كقضايا الفساد مثلا ...ان الاوان لايقاف هذه المهازلة التي يدفع المواطن المسكين ثمنها دما زكيا من دماء ابناءه ...فكل مايجري اصبح يثير الريبة والشكوك ..سواء في العلاقات الدولية او الاقليمية او الوطنية ..فمن سيضع حدا لهذه الفوضى والعنف والارهاب ؟؟؟؟لا احد يعرف !!!!وهل ستدرك الشعوب أي مسلخ يقادون اليه ؟؟؟
اللهم احفظ العراق واهله ..اينما حلوا او ارتحلوا ...
--
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق