الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011
الجمع بالواو والنون بين الآرامية والعربية والعامية العراقية-فهيم عيسى السليم
الجمع بالواو والنون بين الآرامية والعربية والعامية العراقية
فهيم عيسى السليم
من المعروف أن المندائية وهي لهجة من السريانية التي هي فرع من الآرامية تستخدم الواو والنون في جمع المذكر عاقلاً وغير عاقل وغيره من غير المؤنث وتخلو المندائية من جمع التكسير .المندائية تستخدم ذلك للأفعال أيضاً كما في الأمثلة التالية :
( كد الوات زويكون قريبتون سون ميا ودكيا نفشيكون )
الترجمة العربية
( واٍذ تقربوا أزواجكم طهروا أنفسكم بالماء وزكوها )
(ياهبتون بيمينكم لا تمرون لسمالكون كد ياهبتون لسمالكون لبيمينكم لا تمرون)
الترجمة العربية
(اٍن وهبتم بيمينكم فلا تخبروا شمالكم واٍن وهبتم بشمالكم فلا تخبروا يمينكم)
ناجية مراني-مفاهيم صابئية مندائية ص 16 وص17 وسنعتمد هذا المصدر إضافة للسان العرب مراراً في سياق المقال
اٍن نفس هذا النوع من الجمع باٍستخدام الواو والنون موجود بطبيعة الحال في العربية وهو المعروف بجمع المذكر السالم والمستعمل فقط للمفرد المذكر العاقل وما يعد من لواحق جمع المذكر السالم
والقاعدة في العربية هي:
تعريف جمع المذكر السالم : هو ما دل على أكثر من اثنين بزيادة واو ـ مضموم ما قبلها ـ ونون ، على مفردة ، في حالة الرفع ، أو ياء ـ مكسور ما قبلها ـ ونون في حالتي النصب ، والجر ، وسلم بناء مفرده عند الجمع . نحو : سافر المحمدون . وفاز المجتهدون .
شروط جمعه : يشترط فيما يجمع جمعا مذكرا سالما الشروط الآتية :
1 ـ أن يكون علما لمذكر عاقل ، خاليا من التأنيث والتركيب .
فلا يصح جمع مثل " رجل ، وغلام " ونظائرها لأنهما ليسا بأعلام ، وإنما هما اسما جنس . فلا نقول : رجلون ، وغلامون. فإذا كان علما غير مذكر لم يجمع جمع مذكر سالما .فلا نقول في " هند " هندون ، ولا في " زينب " زينبون . وكذلك إذا كان علما لمذكر غير عاقل . فلا يقال في " لاحق " ــ اسم فرس ــ لاحقون .
2 ـ أ ـ أن يكون صفة لمذكر عاقل خالية من التاء ، وصالحة لدخول التاء عليها . نحو : ماهر : ماهرون ، عاقل : عاقلون ، جالس جالسون . والصفات السابقة ، وأشباهها صالحة لدخول التاء عليها . فنقول : ماهرة ، وعاقلة .
ب ـ أو وصف على وزن أفعل التفضيل . نحو : أعظم ، وأكبر ،. نقول : أعظمون ، وأكبرون ،
وكذلك إذا كانت الصفة مما يستوي فيها المذكر والمؤنث . مثل : صبور ، وغيور ، وغريق ، وجريح ، وذلك لعدم قبولها تاء التأنيث . فلا نقول : صبورون ، وغيورون ، وقتيلون .
ما يلحق بجمع المذكر السالم : يلحق بجمع المذكر السالم في إعرابه ما ورد عن العرب مجموعا بالواو والنون ، ولكنه لم يستوف الشروط السابق ذكرها ، وذلك مثل :
1 ـ ألفاظ العقود من عشرين إلى تسعين 2 ـ أهلون ، لأن مفرده أهل 3 ـ أولو 4 ـ عالمون ، جمع عالم 5 ـ علِّيون 6 ـ أرضون ، اسم جنس جامد مؤنث 7 ـ سنون ، وعضون ، وعزون ، وتبون ، ومئون ، وظبون ، وكرون ، ونظائرها 8 ـ بنون : جمع ابن ، اسم جنس جامد ، ويكسَّر مفرده عند الجمع . 9 ـ يلحق بجمع المذكر السالم أيضا ما سمي من الأسماء المجموعة بالواو والنون ، أو الياء والنون . مثل : عابدين ، وزيدين ، وعلبين . نقول : جاء عابدون ، وصافحت زيدين .
النص منقول من الموقع التالي
www.drmosad.com/index19.htm
ومن خلال مطالعاتي لاحظت أن تخريج النحاة العرب فيما يخص ما يلحق بجمع المذكر السالم غير سليم و عند التحليل الدقيق وجدت سبباً آخر في جمعه بالواو والنون لا علاقة له من قريب أو بعيد بجمع المذكر السالم في اللغة العربية فهي جموع أخذت الواو والنون على القواعد الآرامية للجمع وليس على القواعد العربية وأن أغلبها أو أصولها موجودة في واحدة من اللغات أو اللهجات العراقية القديمة السومرية الأكدية الآرامية السريانية والمندائية ولهذا تبدو شاذة عند إدراجها ضمن جمع المذكر السالم و حاولت جمعها فكان أشهرها
سعدون زيدون خلدون حمدون طيفون زهرون ميسون بيضون عبدون سرجون فرعون حصرون خيّون زيتون شمعون كمّون ملكون نبتون صابون أرضون طولون عجلون سيحون نطرون زينون شمشون أدمون سحنون زرقون هارون قارون حيون مارون
ويجب أن أسارع هنا للقول أن النون هنا ليست من أصل الفعل مثل غبن مغبون وسكن مسكون وحنّ حنّون وغير ذلك مما هو على شاكلتها ولا علاقة له البتة بموضوع بحثنا هذا.
الجمع بالواو والنون في العامية العراقية
وجدت عند البحث الدقيق أن العامية العراقية بما رافقها من كلمات وتعابير آرامية قد إحتفظت ببعض الكلمات المهمة على نفس السياق
بيت بيتون بيتونة
درب دربون دربونة
صم صمون صمونة :الصم والصمون العلاقة واضحة بين الصَم(من صم يصم صماً أي سد) وإنتقلت الى صم الكف أي لمها وسدها وجمعها الآرامي العراقي صمون ومفرده صمونة
زغيّر زغيرون زغيرونة محرفة عن صغير وواردة في المندائية زطر
رز رازون رازونة (أنظر لسان العرب الجزء الخامس باب رزّ)
شويّة شويون شويونة
جمل جملان جملون(إشتقت من الجمل المحدب الظهر)
قند قندون
ومن خلال تلمس ما حصل في العامية العراقية من جمع الكلمات أعلاه على قواعد الأرامية وليس على قواعد العربية نستطيع وبسهولة الوصول الى التالي فيما سبق من الأمثال وسنبدأ بما ورد في القرآن الكريم وحيرة المفسرين واللغوين العرب وتساؤلهم المشروع عن سر هذا الجمع الغريب
أرض أرضون والسليم القول اراضي كونه مؤنث وقد وردت في السومرية والأكدية وفي المندائية أردا وقد تعجب مؤلف لسان العرب عن كيفية جمع أرض على أرضون وهي لمؤنث غير عاقل
زيت زيتون زيتونة والسليم القول زيوت وزيتونات
وردت في اللغات القديمة ومنها المندائية بصيغة زيتا وجمعها زيتون
كما وردت كلمة عالمون في القرآن الكريم
عالم عالمان عالمون
وعدوها من لواحق جمع المذكر السالم وقد وردت في المندائية ألما بمعنى عالم دنيا خلق
فرْع فرعان فرعون
وهو جمع آرامي سليم والكلمة واردة في المندائية (فرا :فرع برعم ،أثمر ومنها فيرا بمعنى فرع او برعم أو ثمر /أنظر معجم المفردات المندائية لناجية المراني ص 253 ضمن المصدر آنف الذكر) وعلى غراره كل ماعده النحاة العرب ظلماً وعدواناً من لواحق جمع المذكر السالم
فكلمة سعْد مثلاً هي مصدر وإستخدامها كإسم علم لا يجيز جمعها جمعاً مذكراً سالماً والواضح أن جمعها آرامي وليس عربي بدليل أن بعضها ليست إسماً علماً مذكراً بل وأن بعضها أسماء مفردة مؤنثة أو جموع تكسير وإليكم التفاصيل
سعّد سعدان سعدون وتشبهها زيد زيدان زيدون وكذلك حمد حمدان حمدون وحمد واردة في المندائية همد
أما الباقيات وهن الأكثرية فتؤكد ما ذهبت إليه
خُلد خلدان خلدون فخلد ليست إسم علم ولم تستخدم كذلك
طيف طيفان طيفون
زهر زهران زهرون (وزهرون إسم إختص بابناء الطائفة المندائية في حين أن زهران ينتشر في مصر)
ميس ميسان ميسون
من الغريب أن كل الكتب والمفسرين والمؤرخين والنحاة لم يلتفتوا الى هذه العلاقة الرائعة وجرى الخلط غير المقصود بحيث أن أحداً لم يردْ ميسان أبداً الى أصلها الطبيعي وهو مثنى ميس وكذلك لم يلتفت أحد الى كون ميسون هو جمع ميس وأتحدى النحاة العرب أن يردوا ميسون الى لواحق جمع المذكر السالم!
بيض بيضان بيضون بيضة
من الواضح أن بيض لا يمكن أن تجمع جمعاً عربياً على بيضون وهي تشبه تماماً زيت وبيت
عبد عبدان عبدون
اوردت الباحثة ناجية المراني في معجم المفردات المندائية (ص 204) نصاً يتعلق بأصل هذه الكلمة:النص
أبد:عبد،عمل،خدم
والكلمة واردة في اللغات السامية الأخرى كالكدية والفينيقية والآرامية القديمة والعبرية،وقد تطور معنى العبادة فأصبح القيام على خدمة الله.والمعاجم العربية تفرق بين العبد الذي يقوم على عبادة الله،وبين العبد الذي يخدم مولاه(إنتهى النص)
سرْج سرجان سرجون
مرة أخرى لم يقل أحد أن سرجون من سرْج رغم وضوح ذلك وسرج كلمة مندائية أنظر معجم المفردات المندائية لناجية المراني ص251
حصر حصران حصرون واردة في المندائية هسر
خيّ خيون :واردة في المندائية أها
شمع شمعون شمعة: واضح أن شمعون لا يمكن أن تكون من لواحق جمع المذكر السالم كون شمع على غرار زيت وبيض مجموعة هنا جمعاً آرامياً كونها موجودة في الآرامية وتجمع بالواو والنون ودخلت للعربية وإستخدمت فيها ولا زالت.
كم كمون: العلاقة بين الكمون والكم تشبه تماماً الصم والصمون عدى عن كون العلاقة واضحة بين الصم(من صم يصم صماً أي سد) وإنتقلت الى صم الكف أي لمها وسدها وجمعها الآرامي العراقي صمون في حين أن كم جمعت في الفصحى على أكمام وهو برعم كل شجرة مثمرة ولكن لم أعثر على السبب الذي جعل نبات الكمون بالذات يستولي على التسمية من بين جميع النباتات الأخرى.
ملك ملكان ملكون : أميل الى أن ملكون هو جمع مُلك وما يقابله في العربية هو أملاك ليس جمع مَلك الذي يجمع على ملوك وهي أكدية من ملكو
نبت نبتون: الربط هنا أن نبتون هو إله الماء لدى الرومان ولابد أن له علاقة بالنبات بشكل أو بآخر
صاب صابون : أنظر مادة صاب في لسان العرب
طول طولان طولون
عجل عجلان عجلون
سيح سيحان سيحون
نطر نطرون: تقول ناجية المراني نطر بمعنى نظر وراقب وحرس وتأتي بمعنى إنتظر ومنها مطراثي وهو مكان الإنتظار والكلمة واردة في الأكدية نطارو(مفاهيم صابئية مندائية ص244)
زين زينان زينون
شمش شمشون: في المندائية شامش في السومرية سمس
أدم أدمون : آدم أبو البشر أدمو دمو :أدمة ومنها أدموتا أو دموتا وتعني آدمية الإنسان او حقيقته الإنسانية او وازعه وضميره(نفس المصدر)
سحن سحنون
زرق زرقون وحرفت الى زركون
هار هاران هارون: هورا في المندائية هور بياض ومنها هوران أو هورنان أي حران أو حوران أي الأرض البيضاء النقية (نفس المصدر)
قار قارون : القار والقير واردة في المندائية قيرا
حي حيان حيون : واردة في المندائية هي أي حي
مارا مارون : في المندائية مارا مولى سيد مالك(أنظر مفاهيم صابئية مندائية ص235)
عربية:مرء
أكدية :مارو رجل
عربية جنوبية:مولى،رب
جمعت على مارون ومنها ماروني ومارونية
يتضح مما تقدم أن إلحاق هذه الجموع بجمع المذكر السالم بإعتباره ورد في كلام العرب مجموعاً بالواو والنون جاء إضطراراً وتخريجاً غير موفق وكان الأجدى والأوفق هو ردها الى أصولها السريانية المندائية الآرامية الأكدية والإعتراف أن لغات المنطقة قد تداخلت وتشابكت واخذت من بعضها البعض لتقارب أصولها وجذورها وتطابقها في حالات كثيرة.
أوكلاند نيوزيلاند
4أيلول 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق