بابلو نيرودا مات مقتولاً
يوسف يلدا
أكد الوزير التشيلي ماريو كاروسا أن إجراءات نبش قبر الرئيس سلفادور ألليندي سوف تبدأ في 23 مايو/ آيار الحالي، لإخراج جثته وإخضاعها للفحص، بغية تحديد السبب الذي أدى الى وفاة رئيس جمهورية تشيلي منذ 1970 وحتى 1973، في قصر "لا مونيدا"، في ذات اليوم الذي إستلم آغوستو بينوشيت السلطة، إثر الإنقلاب الذي قاده في 11سبتمبر 1973.
وبعد مرور أيام قليلة على وفاة ألليندي، في 19 سبتمبر 1973 تحديداً، كان الشاعر الأكثر شهرة في تشيلي، بابلو نيرودا، قد نقل في سيارة إسعاف، من منزله في "إيسلا نيغرا"، وهي بلدة واقعة على بعد عدة كيلومترات من جنوب "فالبارائيسو"، الى مستشفى سانتا ماريا في سانتياغو، نتيجة إصابته بسرطان البروستات، وإعتلال صحته إثر الإنقلاب العسكري.
وإثر عمليات التفتيش والمداهمات المتكررة لمنزل نيرودا، قرر سفير المكسيك في تشيلي حجز غرفة للشاعر في مستشفى"سانتا ماريا"، ليس لتدهور صحته، بل لأن الطائرة التي كان رئيس المكسيك، لويس ايجيفيريّا، قد خصصها لإنقاذ حياة نيرودا من الموت على أيدي جنود الطغمة العسكرية الجديدة، كانت ستقلع في يوم 24 سبتمبر الى المكسيك.
وفي طريقها الى المستشفى، كانت سيارة الإسعاف تقل، الى جانب الشاعر المريض، زوجته ماتيلدا أوريتيا، في الوقت الذي كانت تسير خلف سيارة الإسعاف، سيارة أخرى من نوع فيات 125 لونها أبيض، يقودها سائق الشاعر الخاص مانويل أرايا.
وفي 23 من سبتمبر كان نيرودا قد مات، بسبب مرض السرطان، حسب ما أفاد به الأطباء حينذاك. الآن، وبعد مرور 40 عاماً على تلك الأحداث، يعود سائق الشاعر الحاصل على جائزة نوبل للآداب ليؤكد على أن بابلو نيرودا مات مقتولاً من قبل عملاء الطغمة العسكرية. وقد ورد هذا التصريح خلال لقاء منشور، أجرته معه مجلة "بروسيسو" المكسيكية. وطبقاً لما أورده سائق الشاعر عن مجريات الأحداث في شريط فيديو، فأن نيرودا كان يتمتع بصحة جيدة، وقرر حينها الإقامة في المنفى، بالمكسيك، إبتداءاً من يوم 24 سبتمبر، أي قبل يوم من موته.
ويرى أرايا أن هناك من حقن الشاعر بمادة مميتة في معدته، وبأن زوجة نيرودا لم ترغب في إتخاذ إجراءات قانونية خوفاً من أن تفقد ممتلكاتها. وفي هذا الصدد يقول مانويل أرايا:" الأمر الوحيد الذي أدعو إليه هو التوصل الى الحقيقة. وهذه الحقيقة، بالنسبة لي هي أن موت نيرودا لم يكن طبيعياً، وإنما تم حقنه بمادة قاتلة. و ربما يكون أحد الأطباء التابعين لذات المستشفى قد قام بذلك. لأن نيرودا كان قد طلب منا أن نجلب له جميع مقتنياته. وكنا قد رتبنا كل شئ للمغادرة في الساعة العاشرة من صباح يوم 24 سبتمبر". ويضيف أرايا:" وفي الساعة الرابعة عصراً، كان أحد الأطباء قد دخل الى غرفة نيرودا وأعطاه الحقنة التي أودت بحياته، في الوقت الذي كنا قد ذهبنا لجلب مقتنياته. وعندما عدنا الى المستشفى، رأيت بأن هناك بعض الآثار لبقع حمراء على معدة الشاعر. وعندما توجهت الى الحمام لأغسل وجهي قليلاً، وإذا بطبيب يبعثني لشراء المعالج لوبوتان".
ولكن السائق كان قد تم توقيفه، وهو في طريقه لشراء ما طلب الطبيب منه لشراءه. ولم ير نفسه إلاّ وقد القي به في الملعب الوطني. وصادف أن يموت نيرودا في الساعة العاشرة مساءاً من ذلك اليوم، في حين كان سائقه لا يزال محجوزاً . وقبل أن يموت، هو الآخر، يتمنى أرايا السائق أن يكون هناك من بمستطاعه حلّ ذلك الغموض.
لكن، يبدو أن رواية أرايا لا تتطابق وأقوال أصدقاء وكتاب سيرة بابلو نيرودا حول أسباب موته، إبتداءاً من هيرنان لويولا، وحتى ديفيد جيدلووسكي. ويقول داريّو أوسيس، رئيس مكتبة مؤسسة نيرودا ، بأن نيرودا مات نتيجة إصابته بالسرطان، في حين يذكر خايمة كيسادا، مدير الحلقات الشعرية للمؤسسة، من دون أن يدعم أقوال السائق، بأنه ، الى جانب سوء حالته الصحية، فأن نيرودا كان قد تألم كثيراً بسبب ما أصاب تشيلي، الأمر الذي زاد من معاناته، وعجّل من موته.
وفي هذه الأيام يعمل، كل من الصحفي فرانسيسكو مارين، مراسل مجلة "بروسيسو" في تشيلي، ومانويل أرايا، السائق السابق لبابلو نيرودا، وبإصرار شديد، على نبش قبر الشاعر، وتحليل أسباب موته، كما هو الحال مع الرئيس سلفادور ألليندي، من أجل معرفة الحقيقة، ولو لمرة واحدة، فقط، والى الأبد.
يوسف يلدا
أكد الوزير التشيلي ماريو كاروسا أن إجراءات نبش قبر الرئيس سلفادور ألليندي سوف تبدأ في 23 مايو/ آيار الحالي، لإخراج جثته وإخضاعها للفحص، بغية تحديد السبب الذي أدى الى وفاة رئيس جمهورية تشيلي منذ 1970 وحتى 1973، في قصر "لا مونيدا"، في ذات اليوم الذي إستلم آغوستو بينوشيت السلطة، إثر الإنقلاب الذي قاده في 11سبتمبر 1973.
وبعد مرور أيام قليلة على وفاة ألليندي، في 19 سبتمبر 1973 تحديداً، كان الشاعر الأكثر شهرة في تشيلي، بابلو نيرودا، قد نقل في سيارة إسعاف، من منزله في "إيسلا نيغرا"، وهي بلدة واقعة على بعد عدة كيلومترات من جنوب "فالبارائيسو"، الى مستشفى سانتا ماريا في سانتياغو، نتيجة إصابته بسرطان البروستات، وإعتلال صحته إثر الإنقلاب العسكري.
وإثر عمليات التفتيش والمداهمات المتكررة لمنزل نيرودا، قرر سفير المكسيك في تشيلي حجز غرفة للشاعر في مستشفى"سانتا ماريا"، ليس لتدهور صحته، بل لأن الطائرة التي كان رئيس المكسيك، لويس ايجيفيريّا، قد خصصها لإنقاذ حياة نيرودا من الموت على أيدي جنود الطغمة العسكرية الجديدة، كانت ستقلع في يوم 24 سبتمبر الى المكسيك.
وفي طريقها الى المستشفى، كانت سيارة الإسعاف تقل، الى جانب الشاعر المريض، زوجته ماتيلدا أوريتيا، في الوقت الذي كانت تسير خلف سيارة الإسعاف، سيارة أخرى من نوع فيات 125 لونها أبيض، يقودها سائق الشاعر الخاص مانويل أرايا.
وفي 23 من سبتمبر كان نيرودا قد مات، بسبب مرض السرطان، حسب ما أفاد به الأطباء حينذاك. الآن، وبعد مرور 40 عاماً على تلك الأحداث، يعود سائق الشاعر الحاصل على جائزة نوبل للآداب ليؤكد على أن بابلو نيرودا مات مقتولاً من قبل عملاء الطغمة العسكرية. وقد ورد هذا التصريح خلال لقاء منشور، أجرته معه مجلة "بروسيسو" المكسيكية. وطبقاً لما أورده سائق الشاعر عن مجريات الأحداث في شريط فيديو، فأن نيرودا كان يتمتع بصحة جيدة، وقرر حينها الإقامة في المنفى، بالمكسيك، إبتداءاً من يوم 24 سبتمبر، أي قبل يوم من موته.
ويرى أرايا أن هناك من حقن الشاعر بمادة مميتة في معدته، وبأن زوجة نيرودا لم ترغب في إتخاذ إجراءات قانونية خوفاً من أن تفقد ممتلكاتها. وفي هذا الصدد يقول مانويل أرايا:" الأمر الوحيد الذي أدعو إليه هو التوصل الى الحقيقة. وهذه الحقيقة، بالنسبة لي هي أن موت نيرودا لم يكن طبيعياً، وإنما تم حقنه بمادة قاتلة. و ربما يكون أحد الأطباء التابعين لذات المستشفى قد قام بذلك. لأن نيرودا كان قد طلب منا أن نجلب له جميع مقتنياته. وكنا قد رتبنا كل شئ للمغادرة في الساعة العاشرة من صباح يوم 24 سبتمبر". ويضيف أرايا:" وفي الساعة الرابعة عصراً، كان أحد الأطباء قد دخل الى غرفة نيرودا وأعطاه الحقنة التي أودت بحياته، في الوقت الذي كنا قد ذهبنا لجلب مقتنياته. وعندما عدنا الى المستشفى، رأيت بأن هناك بعض الآثار لبقع حمراء على معدة الشاعر. وعندما توجهت الى الحمام لأغسل وجهي قليلاً، وإذا بطبيب يبعثني لشراء المعالج لوبوتان".
ولكن السائق كان قد تم توقيفه، وهو في طريقه لشراء ما طلب الطبيب منه لشراءه. ولم ير نفسه إلاّ وقد القي به في الملعب الوطني. وصادف أن يموت نيرودا في الساعة العاشرة مساءاً من ذلك اليوم، في حين كان سائقه لا يزال محجوزاً . وقبل أن يموت، هو الآخر، يتمنى أرايا السائق أن يكون هناك من بمستطاعه حلّ ذلك الغموض.
لكن، يبدو أن رواية أرايا لا تتطابق وأقوال أصدقاء وكتاب سيرة بابلو نيرودا حول أسباب موته، إبتداءاً من هيرنان لويولا، وحتى ديفيد جيدلووسكي. ويقول داريّو أوسيس، رئيس مكتبة مؤسسة نيرودا ، بأن نيرودا مات نتيجة إصابته بالسرطان، في حين يذكر خايمة كيسادا، مدير الحلقات الشعرية للمؤسسة، من دون أن يدعم أقوال السائق، بأنه ، الى جانب سوء حالته الصحية، فأن نيرودا كان قد تألم كثيراً بسبب ما أصاب تشيلي، الأمر الذي زاد من معاناته، وعجّل من موته.
وفي هذه الأيام يعمل، كل من الصحفي فرانسيسكو مارين، مراسل مجلة "بروسيسو" في تشيلي، ومانويل أرايا، السائق السابق لبابلو نيرودا، وبإصرار شديد، على نبش قبر الشاعر، وتحليل أسباب موته، كما هو الحال مع الرئيس سلفادور ألليندي، من أجل معرفة الحقيقة، ولو لمرة واحدة، فقط، والى الأبد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق