الأربعاء، 21 يناير 2015

[ قراءة في تجربة عبد كريم سعدون التشكيلية ]- عادل كامل


[ قراءة في تجربة عبد كريم سعدون التشكيلية ]





 

عادل كامل


[1] إشارة/1
    يخلو الفن من المعتقد، بمعنى لن يصبح سلعة خاضعة للتداول، والاستهلاك،، عدا معتقده الخاص ـ الأقرب إلى بنيته الدينامية التي تحافظ على مجموعة من الجماليات والرموز والإيحاءات/ بوصفها مشفرة ـ لكن هذا لا يبدو مقبولا ً من الغالبية، على الرغم من توغله في أدق مفاصل الحياة  اللا فنية، لدى الغالبية المنشغلة بالضرورات، أو حتى لدى هؤلاء الذين لا علاقة لهم بالرهافة، وحرفيات الفن، وخصوصيته صلة تذكر.
     عبد الكريم سعدون، بتأثيرات رسخها قرن من الرسم في العراق ـ من مولوي إلى محمد مهر الدين/ ومن عبد القادر الرسام إلى فائق حسن ـ لم ينحز إلا إلى هذا الضرب الأقدم ـ والمتجانس مع الأكثر حداثة ـ من المعالجات الفنية القائمة على شعرية النص الفني، وتشذيبه من السرد والأصوات. فمنذ انجذب للعمل بصياغة رسومات غير دعائية، بل وغير أيديولوجية، سمح للموسيقا/ وللرموز/ وللطفولة/ والرهافة ان تعزل نسيج النص، ووحدته، باختلاف روافدها. فالهوية ليست معدة سلفا ً، ومعها لا توجد أزمنة  راسخة، بوصفها أوثانا ً او مقدسات لا تمس، بل انها قيد التشكل، تتلمس طريقها المنحاز لخصوصيات البناء الفني، وما يتضمنه من: لعب، وعلامات متداولة، لوضع الفن في مواجهة عصر: الاستهلاك، وأزمنته المتسارعة، وتحولاتها. فثمة صدمات لا يحدثها النبش في الماضي، بقراءة أصوله وما تلاه من متغيرات ـ ولا في مواجهة الغد، بوصفه حلقة مؤجلة للالتحاق بماضيه ـ بل لأن ثمة ما هو غير مؤكد، يكمن في الحاضر، سمح للفن ان يتبنى حضوره العنيد.  كريم سعدون، لا يعبث، أو يلهو ـ بحسب شلر ـ  ولا يبحث عن براءة محتملة، أو افتراضية، وفق انحيازه لعالم الطفل، وتحرره من القيود حسب، بل يؤكد ان هذا اللا متوقع، داخل النص الفني، يكتسب مغزاه بمواجهة مفهوم الثوابت، أو الإجماع العام، فالأصابع تغدو حاسة بصر، والجسد ومضات، والألوان حروف مثبتة في ألجين الحامل للشفرات الفنية، كما تحافظ العناصر ـ منذ أولى رسومات المغارات ـ على تجدد كل ما أصبح غير قابل للدحض، أو الاستبعاد، فالفنان اشتغل بدوافع لا وعيه من غير قصد عقلي، كي يمنح نصوصه الفنية ما يشبه التمتع بلذّة يصعب تحديد ماهيتها، حيث تكون (الدهشة) نتيجة، وسببا ً في آن، فتتضافر عوامل (اللعب) ـ حد اللامعقول أو العبث أو العشوائية ـ لتهدم صنمية الفنون الرسمية، التقليدية، لكن لا تقوضها، مادام اللا متوقع يخص التوغل، وليس الارتداد. فالفن ـ مع كونه ظاهرة عالمية عابرة للحدود والأزمنة ـ يرسم لغز (المرآة): الذات إزاء غيابها. فليس هناك غاطس أو ظاهر، ولا أنا عليا أو مستترة أو ممحوة، بل تغدو أهميتها بوصفها بؤرة للوجود: وجود يعيد نسج محتواه بما تمتلكه الأنا من قدرات على المشاهدة، حتى في اللا مرئيات، وفي المخفيات، كي يصبح النص الفني وثيقة ما، ترتقي بالذائقة إلى ذروتها.
لمتابعة الموضوع يرجى النقر على الرابط التالي
http://www.4shared.com/office/HJftqcNxce/______________________________.html

ليست هناك تعليقات: