حكايات ولدي الشاطر
عادل كامل
[11] أزهار
سألني وأنا اذهب إلى الحرب :
ـ عندما تذهب إلى الحرب.. لماذا لا تأخذني معك ..؟
قلت له :
ـ ومن يحرس الحديقة ؟
ـ الأزهار تجيد الدفاع عن نفسها !
[12] حلم
جلست وحيدا ً أحدق في محيا ولدي ..عندما سألته:
ـ إذا كبرت .. هل ستذهب إلى المدينة ؟
أجاب حالا ً:
ـ كلا .
ـ لماذا ؟
ـ لأن قريتنا ستصبح مدينة كبيرة !
[13] كوكب آخر
فجأة وجدت نفسي في كوكب آخر.. وعلى نحو غامض شاهدت ولدي يلهو بالذرات الترابية الفضية ويتحدث معها:
ـ ماذا تفعل هنا ؟
سألته .. ثم سالت نفسي : ماذا يفعل هذا الولد الشاطر في هذا الكوكب البعيد ؟
قال :
ـ أبتاه .. لماذا جئت ؟
لم اجب. وعندما استيقظت لحظتها رأيت ولدي ينظر إلى الكواكب البعيدة..
ـ أرجوك .. ماذا تفعل في هذه الساعة المتأخرة من الليل ؟
ـ أحلم !
ـ غريب .. ماذا تقول ..؟
ـ أحلم .
ثم عدت إلى النوم، بعد ان اختفى.. ومرة ثانية كنت في كوكب آخر.
[14] موقد
سألني ولدي، والشتاء شديد البرودة:
ـ لماذا لا تبتسم ؟
فسألته :
ـ لماذا لا تروي لي طرفة..
قال :
ـ بابا أنت رجل حزين ..!
ـ كلا .. من قال ذلك ؟
ـ لأنك إذا فرحت تموت !
آنذاك نهضت ووضعت حطبا ً في الموقد .. ورحت اتامل اللهب المتصاعد من خشب البلوط .. وفي تلك اللحظة ذاتها فكرت ان احمي ولدي من الجنون.
[15] الحديقة
سألني: لماذا لا نزرع النباتات المفيدة في بيتنا ؟
قلت : هذا جيد.
قال : لماذا لا نزرع الحديقة إذا ً ..؟
قلت : عندما تكون لنا حديقة في بيتنا يا ولدي الشاطر.
فقال حالا ً :
ـ أليس العراق هو هذا البيت ؟
[16] بلبل
فتح ولدي باب القفص، واخرج البلبل منه.. لكن الطائر الذي حوّم قليلا ً، عاد إلى القفص حالاً.. وهكذا .. كان يعود البلبل إلى قفصه، في كل مرة.. أغلقت باب القفص .. نظر ولدي إلي ّ قائلا ً:
ـ لماذا فعلت ذلك يا ولدي ؟!
آنذاك نهضت وحطمت القفص !
[17] عيد ميلاد
في عيد ميلاده الأخير، أوقدت الشموع الخمس له.. تساءل:
ـ لماذا تفعلون ذلك لي ؟
ـ لأنك كبرْت عاما ٍ.. أيها الولد الشاطر ..
بكى ..
ـ لماذا تبكي ..؟
أجاب :
ـ بل أنا أسالكم : من قال أني أريد ان أصير مثلكم ؟!
[18] بلا عنوان !
سألني: أتستطيع أن تمشي فوق الماء؟
قلت : أستطيع ان امشي فوق النار !
قال: لا .. يا بابا ..
قلت : لماذا ؟
قال: عليك ان تعود إلى النوم ..
قلت: ماذا تقصد ؟
قال: من لا يمشي فوق الماء لا يمشي فوق النار!
[19] فقدان
سالت ولدي وهو يقلبُ الدفتر الذي الصق فيه مجموعة من أوراق الأشجار:
ـ ستحتفظ بها مدة طويلة .. أليس كذلك ؟
صمت وقال فجأة :
ـ لكنها فقدت سعادتها الخضراء !
[20] لا تفعل ذلك
سأل ولدي الوردة البيضاء التي قطفها من الحقل:
ـ لِمَ أنتِ حزينة ؟
ـ لست حزينة.
ـ لكنك ذابلة ؟
ـ نعم ْ.
ـ ماذا افعل لك ِ حتى تعودي إلى سعادتك ؟
ـ أن ْ لا تقطف شقيقاتي من الحقل !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق