حكايات ولدي الشاطر
عادل كامل
[31] بكاء
بعد أن زار حديقة الحيوانات، مع طلبة صفه، وعاد إلى المنزل، سألني:
ـ هل تتكلم الحيوانات ؟
ـ لا ..
فقال :
ـ بل كانت تتكلم .. وكنت أتكلم معها ..
ـ ماذا كانت تقول ..؟
ـ كانت تبكي بصمت عميق !
[32] أصدقائي
ذات مرة ذهبنا إلى الصيد .. في الصحراء .. معا ً.. لكنه كان، كلما اكتشفت صيداً، يمنعني من إطلاق النار،أو يشوش الهدف علي ّ.
صحت به :
ـ ماذا تفعل ؟
حدق في ّ، قائلاًن بحزن:
ـ هؤلاء هم أصدقائي.. لماذا تطلق النار عليهم .. يا والدي الطيب ؟
[33] وصية
ذات مرة مرضت، وشعرت باني سأموت في اليوم القادم.. فقلت له :
ـ يا ولدي اعتن بالحديقة .. والطيور.. وبقطتنا الجميلة.. وبالكلب الرائع .. و.. و..
ـ نعم .. سأفعل ذلك .. لكنني سأعتني بالكتب التي جمعتها لنا..
ثم رفع صوته :
ـ علي ّ ان اعتني بك أولا ً .. يا والدي العزيز !
[34] أحلام
سألته عن آخر حلم مازال يتذكره .. قال :
ـ إنها كثيرة .
ـ وأخرها ..؟
ـ ذهبت إلى قاع البحر .. فجر احد الأيام الجميلة. كنت أتجول بين الأعشاب والمحار.. فجأة سمعت سمكة ذهبية تقول لي : أيها الولد الشاطر لماذا لا تبقى معي في البحر .. فأنت ولد لطيف ؟
أجبتها: أقترح عليك ان تعيشي معي في الغابة .. حيث الأزهار الملونة تملأ الأرض .. فقالت بحزن: لا أستطيع ان أغادر البحر. قلت: وأنا لا أستطيع ان أعيش تحت الماء! قالت السمكة الذهبية: لكن حاول ان تتذكر صداقتي لك. قلت لها : في الأحلام !
[35] ذنوب
ذات مرة طلب مني ان نذهب إلى النهر للاستحمام .. فذهبنا .. وأمام الأمواج الفضية سألني:
ـ هل تستطيع ان تمشي فوق الماء ؟
قلت :
ـ لا ..لا أستطيع ان امشي فوق الماء ..!
فقال وهو يحدق في وجهي :
ـ ما أثقل ذنوبك يا بابا ..!
[36] رجاء
ذات مرة طلب ولدي مني:
ـ أرجوك أن لا تكبر.. ألاّ تصبح مثل جدي العجوز ..!
ـ ولكن .. لماذا ؟
ـ كي أبقى، أنا، في هذا العمر !
[37] قمر
سألني: لماذا لا تحب القمر ؟
قلت : ومن قال أني لا أحبه ؟
قال: لكنه لا يأتي ويجلس معنا في الحديقة !
[38] ليل
قال لي: الشمس تنام في الليل ..
قلت له: إنها تنام في الليل !
فقال : لا .. نحن الذين ننام في الليل ..!
[39] اسماك
وطلب مني ذات مرة:
ـ أريد أن تأتي لي بحوت !
ـ انه كبير جدا ً .
ـ ويسكن البحر .
ـ أجل !
لكنه سألني :
ـ حسنا ً .. لماذا تأتي لنا بالأسماك الصغيرة فقط ؟!
[40] حوار
ـ لماذا يموت الإنسان ؟
قلت له: لأنه لم يعد يحتملها.
قال : لا .. لأنه يريد أن يحلم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق