الجمعة، 9 يناير 2015

لا تعبثوا بأرواح الكلام-سوسن ماس




لا تعبثوا بأرواح الكلام
فقد صار الهديل مفعماً من انسكاب الليل في آخر النهار
و لا تحسبوا أن البحار تلونت
بغير ألوان الخلود فهناك يتيم
تحول و احتال الدهر عليه بإرجوحة
من ورد الزعفران
ليصبغ أيامه بالصفار . قد كان الإصبع
الأرجواني ليلكة للهزيم الأخير من الليل
نهض عابراً متلفعاً بما تبقى من صلاة في محراب الحقائق
التي لا تموت . و عند انبلاج ذلك الصبح أصيب بالشلل المفاجئ .
لم يكن في الحسبان أن سنبلة الصراخ تأوي عاشقاً أو مرتد فقد تلبد المطر بكل أنواع الفضائل و لم يفضل
إلا نزع سحابةً لا تريد هذا المطر .
قولوا تأبد أو تأبط عقله و استراح هيهات تغفو الروح في هذا الهياج و المزاج و كل تقليعات البهرجة المستدامة .
منذ عهد ابراهيم و انطونيو قد ملكت الأكوان دستور الحقيقة لتائه في صحاري الود و السدود الترابية .
فلم تكن تلك الأضاحي الا تنفيسة عشقٍ لا يُحد و لكن يُرد بضغطٍ للدم محبوس يعكر صفو الأوردة فلما
تكون الحكايات طويلة و العناوين واضحة أليس في هذا اليم فتىً رشيد يستخرج الأبنوس من فم الحوت و أصوات العبيد .
قد تلبست الجنيات معابر الفتح المبين و لم تترك لنا سوى ما تريد من ثمار لم تنضجها كل حقول الياسمين
. و كل اللاهثين وراء اكتمال لوحات العشق .
لم أعرف أن تلك قصة الملعون الطافي في وجه الحقيقة .
ألا ينقشع قليلا لتتبارى حوريات البحر حول أزرق لا يضيع و لا يكون إلا ملوناً في كل فصول الذكريات تأمرنا
بمرنا و لا نستحلي منها الا الذكريات .
نقطة في البداية و قافلة نقاط في النهاية . و كل ما يستجد بلا هدى و لا ضلال و هناك احتمال البوح الى
ما بعد الاحتمال او قبل بدء الكلام المر .
قد أخشى صدور الصوت من مصلى أو بئر تَعب . بلا صدى يهز اركان الفوضى المستحكمة على عتبات
المنابر الجاهزة لاطلاق اناشيد الاتهام اللامتناهي و تنتهي عند اختلال ميزان الحياة .
فتلك قبرة ضاع منها شيئها الازلي و صوت ركضها في ازقة الطيور بلا تغريد و لا حتى أدنى دندنه . فكلما
ارتفعت للمعجزات مئذنة هدتها واحدة لا تلوي الا على عجز الكائنات .
soshan mas@sawsan

ليست هناك تعليقات: