المرأةُ
ذاتُها
أحمد الحلي
*امرأةٌ من مطرْ
تهطلُ عليكَ
فيُزهِرُ في جَدبِكَ
الجوريُّ والبنفسجُ
وإن استحالَ قطْرُها
في بعضِ الأحيان
قَطِرانا !
* امرأةٌ من ضبابْ
لن تُبصِرَ عيناكَ
من خلاله شيئاً
وتبقى خطاكَ
في ذات المكانِ تدور
بانتظار أفقٍ يلوحْ
* امرأةٌ من رحيق
يُصبحُ لونُ
كرياتِ دمِي الحمراء
بنفسجياً
لمقدَمِها
ويتموسقُ الحجرْ !
* امرأةٌ من عسَلْ
لو حازت النحلاتُ
بعضاً من شهدِها
لاعتزلتِ الحقولَ
واكتفتْ بها زاداً للأبدْ !
* امرأةٌ
من زجاج
كلمتانِ منكَ
إحداهما
تطيرُ بها
لأعلى الغيمِ
وأخرى
تتهشّمْ !
* امرأةُ
من دُخان
يتلوّى أمامَ ناظريكَ
مُقهقهاً
ولن تُمسِكَ
يداكَ منه شيئاً !
*امرأةٌ من نبيذْ
تبقى قبلَتُها
معتّقةً في دمي
أرشفُ منها فأثملُ
وأثملُ
فتنسكِبُ عليَّ
جِرارُ المسكِ والعنبرْ
* امرأةٌ
من رياح
تصفو
فتهبُّ عليكَ
نسائمُ الحقولْ
وتتكدّرُ
فتورثُ عينيكَ
الرمدْ !
* امرأةٌ
من شغف
يتوجّبُ
عليكَ
أن
تنتظرَ طويلاً
قبلَ أنْ
تستشعرَ
أنَّ
لحظتَها قد حانتْ
عندَها
ستُدرِكُ
أنكَ على
وشكِ الصعودِ
إلى
القَمَرْ !
*امرأةٌ من لهَبْ
يزدادُ
أوارُهُ
زرقةً فاخضراراً
كلّما
التهمَ جزءاً منكَ
بيدَ
أنكَ مهما تآكلتَ
لنْ
تقولَ ؛
"
يا نارُ كوني برداً ...." !
*امرأةٌ من صَهيل
أنْ تكونَ فارسَها
فمعنى ذلكَ
أنكَ اخترتَ
أن تمتطيَ
صَهوةَ
البرقِ والرعودْ !
فمعنى ذلكَ
أنكَ اخترتَ
أن تمتطيَ
صَهوةَ
البرقِ والرعودْ !
*امرأةٌ من هديلْ
يُشجيكَ منها
أنكَ كلّمَا
عدتَ إلى المَنزلِ
وقد اعتصرتْ فؤادَكَ
همومٌ وهمومْ
ألفيتَها وهي تترنّمُ ؛
* امرأةٌ من ضباب
على غفلةٍ
يتكاثف أمام ناظريكَ
فيُحجبُ أمامَ ناظريكَ
رؤيةَ أيَّ
شيءٍ
حتى نفسَك !
* امرأةٌ من رُخام
أحرى بكَ
أن تستحضرَ مايكل انجلو
ليُقَشّرَ عنه
ما سيكونُ
تُحفتَه
عندَها
لن تكون ثمّةَ حاجةٌ
لأن يصرُخَ فيه ؛
انطُقْ !
* امرأةٌ من أهواء
تحنو عليكَ
فتُزهِرُ في ذاتِكَ
زَنابقُ البَهجةِ
وتنفرُ
فيمتلئُ قلبَكَ
بالكَدَمات !
* امرأةٌ من ريش
ينمو بغزارةٍ
في ساعديكَ
حتى يغدوا
جناحينِ عملاقينِ
إلا أنّها دائبةٌ
على تشذيبِهما
بمِقص !
* امرأةٌ من أغلال
تدخلُ في شرنقتِها
بمحض اختياركَ
فتترسّخ في ذهنكَ
فكرةٌ سلبيةٌ جداً
عن كلّ ما يمتُّ
إلى الطيرانِ
بصِلة !
بمحض اختياركَ
فتترسّخ في ذهنكَ
فكرةٌ سلبيةٌ جداً
عن كلّ ما يمتُّ
إلى الطيرانِ
بصِلة !
* امرأةٌ
من دَلال
صبيّةٌ وشهِيّةٌ ويانعة
كأنها فاكهةٌ قُطِفتْ للتوِّ
لا غرابةَ في أن يعروها
الغنَجْ !
* امرأةٌ
من زَبَدْ
يعلو فوقَ موجِكَ
فيُكبّلهُ
حتّى ينقشعَ الغَمامُ
ويعزِفَ الوتَرْ !
* امرأةٌ
من قصَبَ
النغمةُ الشجيّةّ
التي تؤثرُكَ بها
لو أُتيحَ للخيزرانِ
أن يُصغي لها
لعاش عمرَه التالي
في حسرةٍ
ووكَمَدْ !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق