7 قصص قصيرة
جدا ً
عادل كامل
[1] معجزة!
ـ قلت انك مرسل من السماء، وهذا جيد، ولكن ما هي معجزتك...؟
نظر في العيون التي كادت
تمزقه، قبل ان تلامسه المخالب، والأنياب...، فأدرك ان أي رد، أو أي جواب، لن يكون
مقنعا ً، ولن ينقذه منهم...، فقال بلا مبالاة:
ـ معجزتي...، معجزتي، إنني بلا معجزة!
عندما وجد نفسه طليقا ً، لم
يصدق، ولكنه لم يبح لأحد، بعد ذلك اليوم بسرها!
[2] سجن
في المرة الأولى، تم سجنه،
لأنه لم يهتف بحياة الزعيم، مع الملايين التي كان يراها تملأ الأزقة، والشوارع،
والساحات. وفي المرة الثانية، اقتادوه إلى السجن أيضا ً، لأنه كان قد أغلق فمه،
ولم يتفوه بكلمة نابية ضد الزعيم الراحل!
[3] محنة
نظر إلى الأمام، فراه، ونظر
إلى الخلف، فراه أيضا ً. آنذاك فكر بالفرار من اليسار، أو من جهة اليمين، بعد ان
أدرك انه بلغ المكان المغلق من الجهات كلها. اقترب الآخر منه، وسأله:
ـ والآن ...، أين المفر...؟
فكر لبرهة وقال:
ـ الآن أوافق ان أكون مساعدا ً لك...!
فقال الآخر بمرح:
ـ دعنا نتبادل الأدوار، أنت تصير الموت، وأنا أصير الحياة!
حدق في محياه بشرود، متمتما ً:
ـ الآن، الآن، أدركت انك، مثلي، لم تكسب شيئا ً!
[4] موعظة
بعد ان واصل إلقاء مواعظه،
وخطاباته، لسنوات طويلة، ولم يلتفت احد له، قرر ان يغلق فمه، ويسد باب بيته، ويقبع
في حجرته أمام الجدار حتى الموت. ولكنه استغرب ان يجد، في اليوم التالي، حشدا ً
كبيرا ً من الناس يتجمهرون عند الباب، يطلبون منه ان يلقي موعظة. فقال:
ـ آن لي ان القي موعظة الصمت!
صاحت الجماهير:
ـ لن ندعك تصمت...، لن ندعك تغلق فمك!
واقترب احدهم منه، وقال بصوت مرتفع:
ـ أرشدنا، فماذا نفعل من غيرك!
ـ الموعظة الأخيرة التي كان علي ّ ان ابدأ حياتي بها، أيها الناس،
تقول: ان لا تنتظروا شيئا ً يأتيكم من
احد.
ـ وماذا نفعل أيها الواعظ الحكيم...؟
ـ افعلوا أي شيء عدا انتظار هذا الذي تعتقدون ان يأتي لكم بالمعجزات!
[5] قبل الطوفان
في الحرب التي وقعت قبل عصر
الطوفان الأعظم، عثر على رقيم طيني وجد النص التالي مدوّنا ً عليه.
[ أصغى القائد الباسل لمساعده يخبره:
ـ سيدي، انظر...، جنودنا لم ينفذوا أوامرنا...، أنظر: إنهم يطيعون أوامر
العدو، من غير اعتراض، بل ومن غير تذمر...، وها أنت تراهم يذهبون إلى الموت،
أفواجا ً أفواجا، ومن غير مقاومة تذكر!
فقال القائد الباسل لمساعده:
ـ دعنا نلحق بهم...، قبل ان توجه لنا تهمة الخيانة العظمى! ]
[6] أسرار
عندما وجد نفسه محاصرا ً
بالديناصورات، من الجهات كلها، لم يجد وسيلة للحفاظ على فمه مغلقا ً، فهتف:
ـ ليسقط من لا يمجد عصر الديناصورات!
ولكنه لم يبح لأحد بما دار
بخلده: فالأحفاد سيحافظون على أسرار
أسلافهم بحرص تام!
[7] كاتب
سأل الكاتب القلم:
ـ لِم َ أطعتني أيها القلم، طوال هذه السنوات، مثل كلب...؟!
فقال القلم بصوت رقيق:
ـ أسأل أصابعك!
فسأل الكاتب أصابعه السؤال ذاته، فقالت الأصابع من غير تردد:
ـ أسأل عقلك!
ضحك وقال يخاطب نفسه:
ـ آ ...، لو كان لي عقل!
لم يدعه عقله يكمل عبارته:
ـ ماذا كنت ستفعل...؟
ـ كنت سأعرف كيف أتخلى عنك....، بدل ان أنفذ أوامرك ككلب!
بغداد ـ 2/10/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق