الجمعة، 25 مارس 2016

أين نحن من العالم...؟ - نبراس هاشم





أين نحن من العالم...؟



نبراس هاشم

   نطلق أحكاما ً مجهولة، لتبدأ الذاكرة بشريط جديد مختلف عن كل ما خزنته في الماضي من معالم ومعارف وقراءات وكتابات ومشاهدات؛ فحينما وصلت إلى مطار شارل ديغول، شعرت أن هناك ذاكرة جديدة لا يسعها كل ما يخترع من ذاكرات الخزن ألحديثه، وددت لو كان لدي ّ Ram إضافي كي استطع تحمل ما شاهدت عيناي ولمست ذاكرتي عند المضي بمدينة أشبه بمتحف حالم مفتوح يحتوي على عدة مباني تسمى بالمتاحف؛ بوابات مفتوحة لفنون مختلفة على مدى سنين طويلة منها ما حمل لقب الرومانتك والكلاسك والقوطي والديني والعقائدي والسياسي والحديث والمعاصر والبوب ارت والسينما والمسرح وسيمفونيات تصدح في كنائس مذهله ككنيسة MaGdalina (مريم العذراء) في الكونكورد - باريس ، تنصت الإذن إلى صوت العزف الحنين والعين تطير لما تحمله الكنيسة من رسوم ونقوش زجاجية ومطبوعات بابوية وادعيه ربانيه ، تتلألأ الوجوه المارة من ضوء الشموع المنتشرة في الزوايا وممرات المبنى ، أسير وأقول مع ذاتي نعم أنت في باريس ، حلم وما هو بحلم في الحقيقة ، ظروف عمياء جعلت من أحلامنا رؤيا لا تطبق في الواقع وتطبيقه سهل جداً مجرد إصرار ، سرقت من الإنسان أحلام اللون والشكل والملمس الصحيح والهواء المترجم كل طلبة الفن في العالم يرحلون إلى المتاحف كي يتلمسوا بواقع ما يقرؤون إلا نحن وقعت علينا أحكام مجهولة دون إثباتات وعلينا تطبيق العقوبة المجهولة ، ندفع ثمن مجهول مثل الأحدب في نوتردام أرعبني ذلك الصعود المرعب والدرجات المتآكلة لأجراس نوتردام (الخوف من الحياة ثلاثة أرباع الموت ) كما ذكر رسل . مللت اللغة المسموعة، فأنا احتاج إلى لغة أكثر نظاره مثل متحف البونبيدو مثلاً لغة خاصة حديثه وكأني اشهد ما تبنيه مخيلاتي من أحلام ومستحيلات وما عند الإنسان مستحيل إلا نحن من يسكن هذه البلاد .. حجوم ومساحات وأفكار وصور وأصوات لغات تشكيليه بواقعها الفني اللانهائي تنتمي بمرئياتها وسمعياتها وبصريتها إلى روح الفن الهادف بإنسانيته الحقيقية لأمثال مشابه لتلك الأعمال في دول العالم .. عكس ما ينتمي إليه وزير ثقافتنا البصيرة يقتني عمل مكرر لأحد طلبة الفن في أوربا .. لا اعتب عليه لان الثقافة البصيرة لا تعرف انتماءات أو اقتباسات أو اجهل لغة انتمائهم .. وسأضطر لأستدير وأتأمل بالبونبيدو ...
-(البونبيدو) هو من اكبر متاحف الفن المعاصر في باريس (وهذه صوره له من ثلاث زوايا)


ليست هناك تعليقات: