الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

الفنان شوقي الموسوي :.حاوره : سلام محمد البناي


حوار الفنان شوقي الموسوي : إن لم يؤثر الفن في الآخر ؛ فهو ليس فناً بل مجرد حرفة !
شوقي الموسوي فنان تشكيلي محترف وأكاديمي وباحث متخصص برسم الكلمات وتتويجها بالاطر اللونية الناطقة ، دائم البحث والتنقيب عن الاثر وصولاً الى الاشياء الجوهرية التي تأخذه الى عوالم جديدة من الابداع .فنان له بصمة واضحة في جسد الفن التشكيلي العراقي من خلال طرحه لجمالية اللوحة وسطوح الفكر والمعنى ، يحاول ان يجد مساحة مشتركة بينه وبين المتلقي وصولاً الى ذروة التفاعل ، اسلوبه التعبيري ينطلق من ذاته الخالصة فهو يرى الاشياء من زوايا مختلفة مؤطرة بهم انساني يستفز مشاعر الآخر وصولاً الى المعنى .في قاموسه يتعامل مع مفردات يومية غاية في الوضوح فهو لايحبذ إقحام المتلقي في دائرة صاخبة وطلاسم لايمكن فكها ألوان لوحاته متوازنة والمكان تأثير واضح على أعماله فالمدينة عنوانه الاثير تذهب اليه ريشته باندفاع عفوي .. ولد الفنان عام 1970 في كربلاء (www.shawqi-almusawi.net) ..حاصل على الدكتوراه في فلسفة الفن الاسلامي وهو عضو في جمعية التشكيليين العراقيين وعضو اتحاد الادباء والكتاب العراقيين وهو ايضاً ناقد فن تشكيلي وهو حاصل على جائزة الابداع للشباب عام 2000 من وزارة الثقافة العراقية ولديه العديد من المشاركات الفنية وله مجموعة من الدراسات والبحوث في النقد والجمال والفلسفة ..طبعت له بعض الكتب اهمها (جغرافية الجدل في الفكر والفلسفة والفن)و(المرئي واللامرئي في الفن الاسلامي) يعمل حاليا استاذا جامعياً في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل .... * أسلوبك التعبيري التجريدي هل هو اقتراب من لحظة التلاشي مع الذات أم هو إصرار على مواكبة المدارس الحديثة ؟ ـ طبعاً هو اقتراب من الذات والانا الآخر .يقال ان الفن بجمبع مراحله وأساليبه الفنية وتمظهراته الشكلية بمثابة تعبير ولكن كل اسلوب له رؤية خاصة تعبر عن الافكار من قوانين محددة له .. وبطبيعة الحال يحتفل التعبير بالذاتية الخالصة والرومانسيةلاقتناص شيء من الجمال المستور في ماوراء المرئيات وبالتالي تجد ان أغلب تجاربي الفنية بشكلٍ عام وتجرربتي الاخير 2012 على قاعة أكد للفنون بشكل خاص (قطاف عنصر الصمت) قد انتهجت أسلوباً محدداً وهو التعبيرية التجريدية الذي يمثل احدى اتجاهات الفن التجريدي وهو منفتح على طروحات مابعد الحداثة المفعمة بالتحديث والترميز والتحزيز والتدوير والتعبير والتجريد على حساب الايقون بعيداً عن التشبيه والتقريرية الساذجة . * حفرياتك في التاريخ هل لها بعد أكاديمي أم انك تروم الغوص في المعرفة من اجل إنضاج تجربتك ؟ ـ اجابتي هي الاثنين معاً ..؛ اذ لايمكن فصل الجانب الاكاديمي الذي استنشق به ومنه كاستاذ فلسفة الفن في كلية الفنون الجميلة بجامعة بابل وبين الجانب الآخر الذي هو المعرفي الذ يصبوا اليه كل فنان أو أديب ..فهما وجهان لجسد واحد (المعرفة) يكمل احدهما الآخر..؛ على اعتبار ان أغلب تجاربي الفنية على مستوى الرسم والنقد التشكيلي تجدها تنطلق من المرجع في عملية التنقيب عن الاثر أو العلامة بحثاً عن المعاني الجوهرية ، من أجل ان تكون تجربتي فيها شيئاً من الامتداد الزمكاني في الفكر والجمال ليمتد الماضي الجميل عبر الفكر الوسيط والحديث الى اللحظة الحاضرة التي تقترح لغةً معاصرة تنفتح على الآخر لتمتد ذهنياً بعد ذلك من خلاله بفعل التعددية في القراءة والصيرورة الفنية فكلنا نتائج لاناس سبقونا – على حد تعبير أدونيس – وهكذا أقوم بانتاج الاسئلة التي تحاول في كل المرات ان تمسك بالاطياف . * عملية ترك المتلقي يدور في ساحة التأويل في لوحاتك ، هل فيها قصدية لأشغال المتلقي في موضوعة لوحاتك أم أن الحداثة لها تأثير على أسلوبك ؟ ـ انا لااترك المتلقي يدور في ساحة التأويل من أجل التأويل بل وجدتني اشتغل على تكوينات فنية وطريقة أدائية تحتفل بطروحات مابعد الحداثة تسمح لان يكون المتلقي مشاركا في العملية الابداعية وليس مستهلكا أو مؤولاً فقط .. بمعنى ان فيها قصدية طبعاً ؛ بوصف انه كل تجربة فنية عليها ان تحتكم من وجهة نظري الشخصية المتواضعة الى شيء من القصدية الواعية المحتكمة الى الخبرة والتراكم(النية) ،كي لاتقع التجربة في فخ الصدفة !! الغير مجدية فتصبح مجرد فقاعة تنتهي بوصولها الى السطح وانفجارها !!.. فقد اعتمدت تقنيات وعمليات تحديثية تحتفل بالتسطيح والتبسيط في تجاربي المتأخرة على وجه الخصوص ، من اجل ان يكون المتلقي منتجاً من خلال وضع فخاخ وأسئلة متعددة الاصوات تجتاح ذهنيته لحظة فعل الاشتباك فتثير فيه توق الى التأويل والتدويل بحدود نظرية التلقي ..حيث ارى ان قيمة العمل الفني يعتمد من وجهة نظري على مايحمله من أسئلة ومايثيره من أفكار لدى الآخر . * هل تخاطب النخبة من خلال غموض بعض لوحاتك ؟ وكيف تصنع جمهورا شعبيا تسحبه برغبة كبيرة إلى أعمالك ؟ ـ ان كان الغموض الذي تقصده يرادف اللامرئي أو المخفي أو المسكوت عنه فأنا أخاطب الآخر من خلاله .. فالفن اعتبره موجه الى الآخر أكان بخبوياً او تعبوياً أم غيرهما ..ولست مع الفن الخاص فقط بالنخبة !! الفن يعتمد على مايمتلكه الآخر من مرجعيات ثقافية ومعرفية وبصرية وان طبيعة الحال اعتمد كما ذكرت سابقاً اسلوب التعبيرية التجريدية الذي يحتفل بالجانب الفكري والجمالي بجانب التقني والذهني المتأثر بطروحات مابعد الحداثة فضلاً هن الجانب الآخر المتمثل بالتعبيري الذ يجد الآخر فيه تكوينات لمفردات واضحة المعنى (الجسد – الهلال – القبة والمنارة – النجمة – النخلة – القارب – الحروف – الايقون ...) فالفن اليوم يحاول ان يصنع جمهوره اينما كان وليس فقط صناعة لوحة بصرية . فان لم يؤثر الفن في الآخر لااعتقد باننا يمكن ان نطلق عليه فناً لربما هو مجرد حرفة .فالفن هو الانسان وهو الآخر والانسان هو الفن . * هل تجد أن المعارض التشكيلية تلقى صدى لدى المتذوق العراقي حاليا ؟ وكيف تنظر للمشهد التشكيلي العراقي الآن والكربلائي خاصة ؟ ـ في الامس كان للفن والمتلقي في العراق حضوراً متميزاً قد القى بظلاله في المنطقة العربية والاسيوية على حد سواء ولكن كان ينقصه التوثيق والتسويق والرعاية وفكرة الاقتناء الذي حاربه نظام الامس في كل المجالات !! ولكن اليوم ونحن نعيش عصر الحرية والديمقراطية والمعلوماتية بدأ الفنان يفكر بتوثيق فنه ومن ثم تسويقه خارج حدود الوطن ولكن هنالك بعض المعوقات الجديدة ظهرت على السطح الثقافي منها الملفات الامنية والصحية والسياسية محلياً واقليمياً ودولياً فكممت الثقافة والتجأت الى التغني بالماضي الجميل ، فضلا عن عدم وجود دور فعال لوزارة الثقافة او جمعيات الفن والتشكيل ..فاصبحت حقيبة الثقافة في المركز الاخير كونها حقيبة غير ربحية !! مما ساهم في هجرت العقول والمبدعين والفنانين بحثا عن الحياة خارج حدود الوطن الممتليء بالاحتلالات والاختلالات مع الاسف . * كيف تختار عناوين معارضك الشخصية.وما هي أهمها على مستوى الإقبال والتأثير ؟ ـ بصراحة يتم في البداية في كل معرض تحديد موضوعة التجربة قبل الشروع بها ومن ثم اجراء دراسات واطلاعات وتكثيف القراءات من أجل اختمار الفكرة والتجربة ومن ثم الشروع بها تشكيلياً وبعد اكتمال التجربة يتم عرضها على النقاد ومداولتها معهم لتقديم التجربة بمقالة او دراسة نقدية مكثفة يتم من خلالها الاتفاق على العنوان لما هو متواجد في التجربة .ومن اهم عنواناتي (خطوط والوان راقصة 1994) و(حساسية الرسم وموسيقاه1999)و(قطاف عنصر الصمت 2012) .اما بخصوص أهمها فاعتقد بانها جميعها مهمة بالنسبة لي لانها متمفصلة مع بعضها البعض .. في حين مدى قبولها او تأثيرها على الاخر فاعتقد ان من يجيب عليها هو الاخر ولست انا .. على اعتبار ان التأثير معني به الآخر المتلقي .

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

افكار رائعة للفنان شوقي الموسوي وفلسفة مثالية في تقديم الرؤى الفنية
تحياتي