جامعة ديالى ستغدو برتقالة معطاء في نشر ثقافة التسامح.
إن جامعة ديالى هي أمل مدينة تحاول النهوض من ركام الإرهاب والدمار والرجوع إلى نضارة البرتقال والرمان عند دعوتي للمشاركة في مؤتمر كلية الطب الثاني لجامعة ديالى الفتية حذرني بعضهم واستهجن الأمر آخرون قالوا أنت ذاهب إلى ساحة إرهاب فاتصلت بالأخ الدكتور حيدر الدهوي الذي قال سآتي لك صباحا لأخذك من البيت وقبل نومي كنت أفكر بالمخاوف والحقيقة ونمت نومه هادئة مطمئنة وقد نهضت فجر يوم الأربعاء وبعد ا ناديت صلاة الفجر خرجت لحديقة المنزل لأشم هواء الفجر النقي ووقتها كانت الكهرباء الوطنية موجودة فأضفت بهدؤ على الجو الايلولي البغدادي الرائع وانأ أشم عبير زهور المنزل واسمع تغريد البلابل والعصافير كأنها تؤدي ترنيمة الشكر والدعاء لرب العزة وبعد إن فطرت في الحديقة دخلت المنزل لأرتب ملابس السفر والمواضيع التي اطرحها وهي عبارة عن ثلاث محاور....المحور الأول هو البحث الذي سأناقشه في الجلسة العلمية وهو عن الحالة المناعية والعلاج بفيتامين إي على مسار مرض الحصبة للبالغين الراقدين في مستشفى اليرموك من الفترة أيلول 2010- نيسان 2011,
إما المحور الثاني هو محاضرتي عن داء السعار وأخر المستجدات العلمية حول العمل المنطوي تحت ورشة جمعية الإمراض المشتركة والانتقالية في العراق التي أل أعضائها على السفر معي إلى محافظة ديالى لغرض المشاركة في الورشة ضمن فعاليات موتمر العلمي الثاني لكلية طب ديالى.
إما المحور الثالث فهو جمع بعض قصائدي من اجل إلقائها في الأمسية الفنية و الشعرية التي ستقام في المركز الثقافي لجامعة ديالى...
وانطلقت السيارة بنا إنا ودكتور حيدر الدهوي في شوارع بغداد باتجاه مدينة البرتقال بعقوبة وصت فيروز يتناغم مع شمس بغداد وهي تحاول النهوض في سمائها ونحن نعبر جسر المثنى على دجلة ونرى الخضرة والماء وحديثنا عن الوجه الحسن ودخلنا نحو طريق الفحامة لاختزال الطريق من الازدحام وقفتنا أول سيطرة بعد الجسر وفيها شاب جميل وهو يبادرنا بالسؤال ماذا أتى بالجميلين من هذا الطريق فأجبناه بضحكة لأننا نحب جمال وجهك المترسم بالشاربين الشباطيين (تمثلا بشوارب الحرس القومي في ثمانية شباط) وهكذا تخلصنا من سؤاله السمج خوفا من العلس و العلس كلمة انتشرت في بغداد واللهجة العراقية بقوة بعد الاحتلال الأمريكي وهي تعني إن احدهم يبعك لقوات الاحتلال او المليشيات أو عصابات الخطف والجريمة المنظمة وخصوصا في السيطرات وهكذا شاهدنا جمال الفحامه وبساتينها ووصلنا الطريق العام لبغداد بعقوبة الجديد ونخترق الحسينية وجديدة الشط والغالبية ونصل بعد ساعة الى بعقوبة وندلف الى المركز الثقافي للجامعة قرب ساحة القدس وهنالك كان وفد الجمعية قد سبقنا وتفاجت بالبني التحتية للمركز الثقافي وخصوصا القاعة والأثاث الفاخر لها والترتيبات الفنية والضيافة وبعد الافتتاح توجهنا الى جلسة ورشة العمل وكانت في غرفة مجلس الجامعة الجميل الفخم وكان التقنيون مستعدون لتلبية متطلبات العرض والصوت بسلاسة وكان رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فاضل عباس مرحبا بضحكته وبشاشته وحيويته مع الأستاذ عميد الكلية وقد تمثلت المحاور للسعار على وبائية المرض وإعراضه عند الحيوان و الإنسان وطرق التشخيص والوقاية والمقترحات لاستئصاله من العراق وقد وضحت الرؤى وتناغمت للخروج بالتوصيات اللازمة,وبعدها انتقلت انا لإلقاء بحثي في إحدى الجلسات العلمية الأربعة وكان حول الحصبة وسبل الوقاية منها مبني على دراسة أجريت على المرضى البالغين الداخلين لمستشفى اليرموك خلال وبائية المرض وقد كرمت على أثرها بدرع الكلية والجامعة وشهادة تقديرية وبعدها توجهنا إلى وجبة غذاء شهية وبعدها أخذنا قيلولة في إحدى غرف الضيافة الرائعة في المركز الثقافي للجامعة لاستعداد للأمسية المسائية الفنية الشعرية وكانت عائلية وقد أطربنا من فرقة الجالغي البغدادي وبالأغاني التراثية مما أضفى على الجلسة جو من البهجة لأنها الحفلة الاولى للجامعة منذ 2003 تصدح بها الموسيقى وبعدها ارتقى المنصة الدكتور الشاعر حيدر الدهوي ليطربنا بقصائده عن حبيبته بغداد وبعدها ارتقيت المنصة لإلقاء قصائد نالت تجاوب الحضور مما ولد أكثر من طاقة شعرية كامنة من الأستاذة الذين قاموا بإلقاء قصائدهم بعفوية مما نال استحسان الحضور في اكتشاف أشياء وطاقات مخفية عنهم من زملائهم التدريسيين وبعدها حاولت إشاعة الفرح عبر النكات والابتسامات والرسائل حول أهمية الأمل والفرح في بناء الإنسان والعطاء لله أولا دون الانتظار لكلمة الشكر من الآخرين وانتهت الأمسية وحزمنا عائدين لبغداد في الساعة العاشرة مساء وكان الطريق يغص بالسيارات إن الجامعة تغير المدن وتقومها في وجود العدالة والأمان مما يتيح مجال الإبداع والتفوق في ظل وجود إرادة حقيقة من المسؤلين عن الجامعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق