الاثنين، 18 يوليو 2011

الدخول في جَسَدِ الخريطة / سليمان دغش-التخطيط,غالب المسعودي


الدخول في جَسَدِ الخريطة / سليمان دغش
كَمْ وَرْدةٍ هَتفَتْ
وَكَمْ عَلَمٍ خَفَقْ
كَمْ غَيمَةٍ رَقَصَتْ ضَفائرُها
عَلى كَتِفِ الأُفُقْ..!
الكَهْرَباءُ تَوتَّرَتْ أَعصابُها
وَاللهُ في الأُفُقِ المُورَّدِ قَدْ نَطَقْ
قُمْ يا وَلَدْ
لمَلِمْ جِراحَكَ وَاتَّحدْ
لمْلِمْ شِهابَكَ وَانتَشِرْ
فَجْراً يُطِلُّ عَلى البَلدْ
هِيَ خُطوَةٌ أولى انْطَلِقْ
وَادْخُلْ إِلى جَسَدِ الخَريطَةِ
إِنَّ في جَسَدِ الخَريطَةِ
ما يُبَلُّ بِهِ الرَّمَقْ
اليَومَ تَعْتَرفُ العَواصِفُ أَنَّ للعُصفورِ حَقّاً
في ظِلالِ السِّنديانةِ
في أَنينِ رَبابةٍ سَكَبَتْ مدامِعَها عَلى وَرَقٍ
تَساقَطَ كُلَّما مَرَّ النَّسيمُ
عَلى الوَرَقْ
اليَومَ تَقْتَرِبُ المَسافَةُ
بَيْنَ روحِ البُرتُقالِ
وَبَيْنَ رائِحَةِ العَبَقْ
اليَومَ تَعْتَرفُ الرَّصاصَةُ أَنَّ للشُّهَداءِ
طَوق الياسَمينِ
وَأَنَّ نَيْرونَ احْتَرَقْ
النَّهرُ يَجْري صامِتاً
لا فَرقَ عِندَ النَّهرِ
بَيْنَ الضِّفتينْ
النَّهرُ يَحْملُ دَمْعَنا ودِماءَنا
وَالرّيحُ تَرفُضُ أَنْ يَتِمَّ زَواجُنا
كَفَراشَتَينْ
لي وَرْدةٌ في الحُلْمِ توشِكُ أَنْ تفيقَ
عَلى يَدَيَّ رَصاصةً
وَحَمامَتينْ
لي نَجْمةٌ في الصُّبحِ توشِكُ أَنْ تُسافرَ
في قِطار الضّوءِ نَحوَ مَحَطَّةٍ
وَمَحَطَّتينْ...
لي غَيْمَةٌ تَبكي وَتَسأَلُ :
أَيْنَ مِنديلُ الغَمامَةِ
أَينَ.. أَينْ ؟!
كَمْ وَرْدَةٍ هَتَفتْ
وَكَم عَلَمٍ خَفَقْ
وَالشَّمسُ قَد خلَعَتْ قَميصَ النَّومِ
فاشْتَعَلَ الغَسَقْ
يا أَيُّها الوَلدُ الشَّقيُّ
وأيُّها الوَلدُ الأَبيُّ
وَأَيُّّها الوَلدُ النَبيُّ
سَمَوْتَ بالإسْراءِ فاصْعَدْ سابعَ السَّمَواتِ
وَاقْرأْ..
سورَةَ الفَتحِ المُبينِ
وَسورَةَ البَلدِ الأَمينِ
وَسورةَ الوَطنِ الجَنينِ
وَقُلْ لجِبرائيلَ : هَبْني جانِحَيْن
وآيَتَيْنِ
لأَنْطَلِقْ
وَلأَحْتََرِقْ...
هَيَّأْتُ روحي لِلقَرارِ
وَلِلنَّهارِ
حَمَلتُ في اليُمنى الهِلالَ وَفي اليَسارِ
حَمَلتُ ناري
هَيَّأْتُ روحي للشُّتاءِ
فَللغَمامةِ أَنْ تَئِنَّ كَما تَشاءُ
عَلى هَديلي
هَيَّأْتُ روحي للرَّحيلِ مِنَ الرَّحيلِ
إِلى الرَّحيلِ
لَمْ يَبْقَ عِندي غَير خارِطَتي
وَلِلتَّوراةِ أَنْ تَمْحو كَما شاءَ الإلهُ
ظِلالَ مِرآتي القَديمةِ فَوْقَ مِئْذَنةِ الرَّسولِ
وَتُقيم هَيْكَلَها القَديمَ عَلى رُفاةِ عَنادِلي
وَعَلى حِجارَةِ مُسْتَحيلي
لا...
لا أُفرِّطُ بالخَريطَةِ فَهْيَ قَلبي
آهِ مِنْ قَلبٍ يُسافرُ كَالفَراشةِ
خارِجَ الجَسَدِ العَليلِ
ليَضُمَّ قِصْفةَ زَعْتَرٍ ثَكلى
عَلى كَتِفِ الجَليلِ
لا...
لا أُفرِّطُ بالخَريطَةِ كُلِِّها
يا رَبُّ قَلبي ها هُناكَ عَلى الرُّبا
وَأَنا هُنا
لأعُدَّ خَطْوي
كُلَّما قَلبي تَنفَّرَ أَو خَفَقْ
لا...
لَنْ أُفرِّطَ بالخَريطةِ
إِنَّ في جَسَدِ الخَريطَةِ
ما يُبَلُّ بهِ الرَّمَـــــــــــقْ...!!؟
( من ديوان : عاصفة على رماد الذاكرة

ليست هناك تعليقات: