الجمعة، 8 يوليو 2011
خواطر من خلال الواقع لمشروع البرنامج-فلاح أمين الرهيمي
خواطر من خلال الواقع لمشروع البرنامج
بعد أن مس مشروع البرنامج روحي، تركت العنان لقريحتي لتقول ما يفيض به فكري من واقع المعرفة والتجربة من آراء مثقلة بالأماني والمسؤولية الإنسانية التاريخية.
أن المشروع يجسد طموحات وأماني إنسانية عن الوطن المذبوح والشعب المستباح، ازدحمت بها جميع برامج الأحزاب السياسية على الساحة العراقية وأن الشعب لم يلمس من خلال الواقع أي شيء يذكر من فقرات البرنامج، ومن خلال ذلك يتبين لنا أن العبرة والمحصلة النهائية ليس بالوعظ وثرثرة الكلام وإنما بالتطبيق العملي عن طريق تحويل فقرات ومكونات المشروع إلى واقع عملي عن طريق الشعارات المطلبية الجماهيرية، وكما نلاحظ ذلك من خلال تسابق الأحداث مع الزمن على الساحة العراقية والناس نيام على (زيد الوعود تداف في عسل الكلام).
إن النظرية الماركسية تمتاز بالأممية ولكنها في نفس الوقت تمتاز بالخصوصية الوطنية لأنها ولدت من رحم المجتمع ومحيطه الجماهيري وثقافته وتبقى مرتبطة بها وبوعيها ومعرفتها في أية بقعة من العالم، ولذلك فهي تتفاعل وتنصهر مع طبيعة المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتصبح نبراس عمل ونضال جماهيري لذلك الشعب لأن جميع مكوناتها تتمحور حول الإنسان ومن أجل الإنسان في سعادته ورفاهيته وازدهاره ومستقبله المشرق السعيد، وهذا يعني أن الإنسان ما زال موجود في الحياة فإن النظرية الماركسية موجودة ومتى ما فني الإنسان فإن النظرية الماركسية تفنى وتنتهي معه، وهذا يعتبر من المستحيلات في المفهوم العلمي العام.
إن النظرية الماركسية أصبحت حقيقة واقعية تمتاز بعلميتها وفكرها وفلسفتها تمتلك الخريطة الواضحة والسديدة والنبراس الهادي والإشعاع النير فجذبت واحتضنت الملايين من معتنقيها ومحبيها وعشاقها بعد أن تزودوا بفكرها وثقافتها وعقيدتها ثم صقلتهم أيديولوجيتها فتكون حزبهم الشيوعي الذي جمعهم برنامجه الذي يدعو إلى حرية وكرامة الإنسان وسعادته واطمئنانه ومستقبله المشرق السعيد، ويقوم على أساس التنظيم الذي يعكس ثباته ورسوخه والتزام أعضائه ووحدتهم وإقدامهم ونضالهم في نشر أهدافهم وأفكارهم المتجسدة في برنامج الحزب وهو مد الجسور إلى جماهير الشعب والانصهار معهم في بودقة واحدة لكي يصبحوا قوة فعالة ذات تأثير ودور في القرار السياسي باعتبار الحزب لا يقاس بعدد أعضائه وإنما بسعة جماهيره.
وبما أن الحزب الشيوعي العراقي يسترشد بالفكر الماركسي في نشاطه وعمله ويمتلك برنامجاً واسعاً عن حرية الوطن وسعادة الشعب وأن نشر هذا البرنامج يأتي من خلال تنظيمات الحزب وامتدادها إلى جماهير الشعب أصحاب المصلحة الحقيقية في مشروع البرنامج وتطبيقه والاستفادة منه ويأتي انجذاب وتعاطف جماهير الشعب مع الحزب الشيوعي من خلال ما يتحقق لهم من مكاسب وفوائد ملموسة، ما عدا ما يتحقق لجماهير الشعب من مكاسب يعتبر الكلام وعوداً مجردة من كل معنى، ولا فائدة من طرح أفكار وإضافات على البرنامج إذا لم تنفذ فقراته السابقة على الواقع الملموس لجماهير الشعب. إن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي بشكل عام يعتبر تغييراً نحو الجديد، وأن هذا الجديد يجب أن لا يكون خروجاً من التاريخ وإنما حواره مع الحاضر من خلال امتداد الماضي للحاضر والاستفادة من الماضي ودروسه عبر فحص التجربة وتصويب مسارها مما يؤدي إلى استحداث سياسة جديدة من خلال الاستفادة من تجارب الماضي وصهرها بالحاضر وإصلاحها وتحويلها إلى حالة جديدة من خلال التحليل النقدي وتصويب الخطأ، وليس استنباط تجربة جديدة تتناسق وتنسجم مع الواقع الموضوعي الجديد (تفكك المعسكر الاشتراكي وانهيار نظامه الاشتراكي) وصهر التجربة الجديدة بعد تنقيحها بالفكرة الماركسية على اعتبارها تشكل مطامح الجماهير بالمساواة والعدالة الاجتماعية، فإن ذلك يشكل تشويهات وخروجاً عن الفكر الماركسي الخلاق.
فلاح أمين الرهيمي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق