الاثنين، 2 مايو 2011

"سكتة يا ام حسن سكتة-هاشم العقابي



هاشم العقابي
،
لان خبر تظاهرات المزورين عند باب وزارة العدل شدهني ولا اقول ادهشني أو حيرني،
فسد شهيتي عما عزمت ان اكتبه اليوم.
كنت قد كتبت مرة ان آخر ما افكر به هو ان اسمع بمظاهرات للشرطة.
لكن يبدو ان زمن العجائب قد بدأ فها انا اسحب كلامي بعد أن طلعنا على الدنيا بمظاهرات "للمزورجية"
لنتفوق على مصر حين "تباهت" علينا بمظاهرات "البلطجية".
الاخبار تقول ان عدد الموظفين المزورين بلغ 50 الف موظف وموظفة منهم 4 آلاف في وزارة العدل لوحدها..!!.

ولان زمن الحياء قد ولى،
فلم يجد اعضاء جيش المزورين حرجا من التظاهر"عينك عينك"، وليقول احدهم بكل "صراحة"
بانهم اذا لم يقدر احد حاجتهم "الانسانية" للتزوير فانهم سيضطرون للعمل مع اي جهة كانت، بما في ذلك المسلحين للقيام باعمال تفجير وقتل. يعني يطلعون حيفهم براس اولاد الخايبة. مرة اخرى "تعدوا الذئاب على من لا كلاب له".
لو كان هذا النوع من التظاهرات، وما رافقها من تصريحات على لسان المشاركين فيها، قد حدثت في اي بلد تحترم به الحكومة شعبها، فما الذي سيتوقعه الشعب من حكومته ومن رئيس وزرائها؟ هل سيلوذ رئيس الوزراء بالصمت على طريقة "سكتة يا ام حسن سكتة"؟ ام سيخرج على الناس ليقلب عاليها سافلها لان هناك تظاهرات هددتهم علنا بالقتل؟
انا شخصيا، لا الوم المزورين، لانهم ضحايا الخراب التربوي المتعمد الذي تمارسه السلطة الرسمية وسلطات الشارع المتعددة بالعراق. ولمَ ألومهم وهم يعرفون ان الحكومة نفسها، بالأمس، قد اعدت مسودة "قانون" للعفو عن المزورين؟ وقانون العفو قطعا جاء من اجل ذوي الدرجات الوظيفية "الخاصة" وليس من اجل حراس ليلين لا ندري اي مستشار "غيور" أفتى ان لا يتم تعيينهم الا بشهادة حتى وان كانت مزورة. اذن "بيا عين" سترد الحكومة على هؤلاء "الفقراء" الذين حتما سيردون عليها: "ليش من صوبكم غفور رحيم ومن صوبنا شديد العقاب"؟
رب قارئ يسألني عن سر قصة "السكتة وأم حسن" التي مررت على ذكرها.
انها حكاية عن فلاح ماتت زوجته "أم حسن" تاركة له ثلاثة اطفال صغار ليحتار بتربيتهم وتدبير امور حياتهم.
وبعد ان انتهت ايام العزاء زارته مجموعة من نساء القرية لتفقد احواله واحوال اطفاله بعد رحيل ام حسن.
وما ان شاهدهن حتى اجهش بالبكاء مناديا: "يا ام حسن شلون بجهالج ويا هو اليحضرهم للمدرسة؟".
اجابته احداهن: "انا خوية كل يوم امر الصبح احضرهم وآخذهم ويا جهالي". ثم صاح: "واذا جعنا شلون بينه؟". ردت أخرى: "انا عدكم خويه، انت بس حضر المسواك وانا اطبخلكم حالكم حال عيالي". بعدها جر حسرة طويلة ونحب: " يا ام حسن كليلي شسوي اذا طكني البرد بالليل وانا وحدي بالفراش؟". سكتت النسوة ولم تجبه اي منهن. وهنا لطم ابو حسن على صدره صائحا: "سكتة يا ام حسن سكتة".
وهذه هي حالنا اليوم. فعندما تظاهر العراقيون بسلام مطالبين بالاصلاح كان طول لسان الحكومة ضدهم شبرين. اما حين تظاهر المزورون مهددين برفع السلاح سكتت الحكومة وضمت راسها.
يالله .. النا الله

ليست هناك تعليقات: