الأحد، 18 سبتمبر 2016

شذرات أميل سيوران- ترجمة واعداد عدنان المبارك


شذرات
أميل سيوران



ترجمة واعداد عدنان المبار


- الحالات المرضية تسّهل علينا الاتصال بالواقع الميتافيزيقي الذي لا يفهمه الانسان السليم أبدا. أكيدة هي تدرجات الأمراض من ناحية القدرة على الظهور. وليست جميعها تمكّن من قيام تجربة طويلة و شديدة لملازمة الموت في الحياة ، كما لا تظهر الأمراض في أشكال تتشابه فيما بينها.
- الاعتراف الحقيقي يمكن كتابته بالدموع حسب.
- الانسان الناجح هو على المستوى الروحي بلا فرص. فالأعماق هي امتياز للذين يعانون فقط.
- حين يؤكد أحدهم بأن مشاعر الاستياء غريبة عليه ، تأتيني رغبة في أن أصفعه وأظهر له بأنه مخطيء.
- الفرق بين منظّر الدين والمؤمن كبيرة كما بين الطيبيب النفساني و المجنون.
- ليس كل شيء ضائعا طالما أننا غير راضين عن النفس.
- أشعر بحاجة كبيرة الى قطع الصلات من الكثيرين ، مع جميع الأصدقاء أولا، بعدها أصرف النظر ، فالزمن سيتفرغ لهذا الأمر.
- لغاية الآن قدمت برهانا واحدا على الشجاعة : لم أنتحر.
- حين تنتفي رغبة الانسان في أن يحيا بنشاط ، يحتمي بالموسيقى أي بالعناية الألهية لدى مرضى فقدان الارادة أو ضعفها.
- يعتقد الانسان بأنه يقترب من هذا الهدف أو آخر ناسيا أنه في الواقع يقترب من الهدف الصحيح الى التفسخ الذي هو غاية الأخرين جميعا.
- الانسان مغامر ولذلك لابد من أن يكون مصيره سيئا.
- ماذا تفعل ؟ - أنتظر النفس
- أن تكف عن الوجود لايعني هذا ولايمكن أن يعني أيّ شيء. أذن لم الانشغال بما يعقب اللاواقع ، بمظهركاذب يأتي بعد آخر كاذب ؟ في الجوهر يكون الموت لاشيئا ، وفي أحسن ألأحوال هو مزّيف للسرّ مثل الحياة تماما. أنه مجرد دعاية ضد ميتافيزيقية للمقابر...
- ماذايريد هذا العابر ، لم يحيا ؟ وهذا الطفل مع أمه ، وهذا العجوز ؟
أثناء نزهتي الملعونة لا أحد قد عثر على الشفقة في عيني . وفي الأخير رحت الى المسلخ حيث كان معلقا على االكلاّب شيء يذكر بنصف ذبيحة ثور . حينها كدت أجهش بالبكاء.
- عند أقل قدر من الحظ السيء ، وخاصة عند أقل قدر من الهموم ، ينبغي بلاتردد التوجه الى أقرب مقبرة ، فهي المجهّز الفوري بالسكينة التي من العبث البحث عنها في مكان آخر. أنه علاج ناجع بشكل استثنائي.
- لو انسقت لأول رد فعل لقضيت اليوم في كتابة رسائل مهينة ووداعية.
- لنكن عقلاء : ليس بمقدر أيّ أحد أن يشفى تماما من جميع الأوهام ، ولأنعدام الخيبة العمومية لا ينبغي الآستنتاج يخصوص وجود تعرّف عمومي أيضا.
- أن تكون المسمّى بقاتل الرب هو الشتيمة الأكثر مديحا التي يمكن منحها للفرد أو الشعب.
- السرّ لا يعجبني ولأن كل شيء يبدولي غير قابل للتفسير، ماذا أقول ! ، أنا لاأحيا على الأمورغير الموضحة وأشعر بالشبع هنا.
- قدر كل واحد تحقيق الكذب وكيف تجسيده والوصول الى حالة يكون فيها محض وهم مستهلك ( بفتح اللام ).
- كل شيء زائل - Sarvam anityan ( بوذا ). صياغة ينبغي تكرارها في كل ساعة من النهار حين تقوم بمجازفة تستحق الاعجاب : أن تفنى.
- لا أزال أتنفس وآكل الطعام لكني فقدت كل ما أضفته الى الوظائف البيولوجية . هذه الحالة لاتعني سوى الاقتراب من الموت.
- حين تعيش أكبر نجاح أو هزيمة تذكر كيف حصل اخصابك. ليس هناك من وسيلة أحسن من هذا التذكر سواء في حالة أقصى الفرح أو الهمّ.
- اللامنتهى يدخل الاضطراب عليك ، يهزّك ، يقطع جذور أناك ، لكنه يأمرك بأن لا تبالي لكل ما هو ايماءة غير جوهرية ، وصدفي ولايعني شيئا.
- لا أحد بمكنته أن يملك تجربة اللامنتهى ومن دون دوار الرأس ، من دون اثارة عميقة يكون من المحال نسيانها.
- لا أقبل بتمرد نسبي على الظلم ، لكني أقبل بالتمرد الأبدي وحده
. فالأبدي هو البؤس بين البشر.
- ليس هناك من حيوان يهزأ من آخر شبيه به مثل قطرتي ماء. الانسان وحده قادر على مثل هذا الاحتقار الذاتي.
- السخرية الذاتية لاتتحقق عبر الابتسامات بل التحسرات وحتى لو كانت مكتومة ، فهذه السخرية هي تعبير عن اليأس.
- الساخر يحنق ويصيبه الاحباط ويسمّم ، حين يعجز ، بسبب كبريائه البالغ الكبر ، عن اظهار اعجابه بالبساطة والغيرة . لذلك تبدو لي السخرية المرّة والمفجعة والاحتضارية حقيقية أكثر من الأخرى الصافية التي تنبع من شكوكية سهلة مولعة بالحالة العابرة والضبابية وازدواج المعنى وتتغذى على الوضوح والمودّة.
- كيف بمقدوري الكلام عن الجمال والقيام بتمحيصات أستيتيكية طالما أني حزين وبصورة مميتة... وفقدت أحد مكونات الوجود - الجمال. وبهذه الصورة تفقد ، أيها الانسان ، كل شيء تدريجيا...
- أن تكون مريضا يعني أنك تحيا في الذرى سواء أردت أو لم ترد.
- اليأس هو قمة فعل الفردية ، والارتداد المؤلم الذي تسببه الوحدة ، الى الداخل حيث في الذرى عزلة الانسان في العالم.
- أليس هو أمر لايطاق حين تطرد الأسراب البشرية جميع الأنواع الأخرى ؟
- ربما لم أفعل شيئا في الحياة بسبب أن الفكرة عن الموت قد حررتني وشلّتني في الوقت نفسه. من غير الممكن عمل أيّ شيء وممارسة المهنة حين يحصل التفكير بالموت. أيمكن فقط العيش وكما عشت أنا ؟ على هامش كل شيء تماما كالطفيلي . لقدرافقني ، دائما ، الشعور باللانفع، وانعدام الهدف. قد يقول أحدهم انها حالة مرضية ، لكنها مرضية فيما يخص النتائج و ليس من وجهة النظر الفلسفية . فلسفيا يكون حالة طبيعية عقم كل شيء.
- لم أعرف أبدا تصوّر المستقبل ، لم أملك فكرة عما علي عمله فيه. ينبغي تصور مهنة ما معقولة لكني شعرت بأني عاجزعن العمل المنهجي.
- لكان لي من الأفضل العيش برفقة الحيوانات و بسطاء الناس الذين هم الرعاة.
- وحتى الحيوان قد يكون أكثر عمقا من الفيلسوف ، أي قد يملك تحسسا أعمق بالحياة.
- انا أفتقد قابلية أن أكون حكيما لكن رغبتي كبيرة في الحكمة.
- أنا شخص سلبي لايعرف التدخل كما أني لا أعرف المسؤولية ، ولدي خوف من أيّ شكل للمسؤولية .فالتفكير بها وحده يجعلني مريضا.
- لماذا لم نبق حاملي قمل مرحين برفقة الحيوانات.
- هي حقيقة بأني أشعر بشفقة حارة بل مريضة لجميع الكائنات وبضمنها الانسان ، وأجد أن الوقت قد حان كي يختفي ونبكيه.
- خرجت من البيت كي أذهب الى أحدى الكنائس . رحت الى جنب نوتر- ديم Notre-Dame لكني لم أرغب الدخول اليها. أواصل السير وكلي خدر. وفجأة انتبهت الى فلم بورنوغرافي . أدخل الى دار السينما التي ملؤها عمال أجانب. كان الفلم يدعو الى الرثاء بل مقززا لكن في مثل هذا اليأس وجدت أني بحاجة الى ذلك. هذاعبث. خاطبت النفس : حضارة تنتج مثل هذه الأفلام هي على حافة السقوط.
- نرتجف عند التفكير وحده برذائل الحيوان بينما الأخرى البشرية هي أسوء بكثير.
- لم أعمل في أيّ مهنة ، وأضعت الكثير من الوقت. الا أن الخسارة كانت في الواقع كسبا. الانسان الذي يواصل البقاء على الهامش والذي يتصرف خلافا لتصرف الآخرين ، يبقى محتفظا بفهم شيء من العالم.
- كل ألم يمكن نسيانه لكن ليس الاذلال.
- لماذا حمل القناع طالما ليس هناك وجه ؟
- الكتابة لا تعني التفكير ، انها تقليد mimicry أو تقليد الأفكار في أحسن الأحوال.
- عرفت السعادة بفضل أحدهم ، ومنه ستعرف الشقاء أيضا.
- مبارك من قبل الآلهة من لا يكون متعلقا بأيّ أحد.
- لا تضع الوقت بانتقاد الآخرين والهجوم على أعمالهم ، استغل الوقت في عملك ، كرّس له كل الساعات. أما البقية فهي محض لغو أو فبركة. حافظ على ما هو حقيقي فيك بل وحتى أن يكون ( أبديا ).
- هناك ليال ملؤها العذاب الى درجة أنه ينبغي عليك أن تغيّر لقبك في الصباح ، فهو ليس اللقب نفسه.
- الخشية من تكون أحمق هي الصيغة العمومية للبحث عن الحقيقة.
- الشخص الأكثر مهانة في التأريخ هو يوسف ، أب المسيح. المسيحيون أبقوه جانبا وجعلوه مسخرة للرجال. ولو أن يوسف هذا قال الحقيقة مرة لبقي أبنه يهوديا لايعرفه أحد. وهكذا فلانتصار المسيحية جذوره في أنعدام الكبرياء لدى رجل معيّن. و الحبل بلا دنس The Immaculate Conception جاء من ورع devotion العالم وجبن الرجل.
- يملك الموت معنى للناس الذين عشقوا الحياة. فأن تموت وليس هناك من شيء تفارقه ؟
- ينقسم البشرالى مرتبتين : باحثين عن معنى الحياة ولم يعثروا عليه ، و آخرين عثروا عليه من دون بحث.
- الوجود الذي لايملك جنونا عظيما لاقيمة له.
- الدموع تحرق كالنار لكن في الوحدة حسب.
- لو كنت قدانقدت الى دوافعي لكنت اليوم نزيل دار المجانين أومشنوقا.
- أن تسّمى بقاتل الرب هو الشتيمة – المديح الأكبر الذي من الممكن منحها للفرد أو الشعب.
- قدر كل واحد تحقيق الكذب الذي يجسّده ، والوصول الى ذلك الوضع الذي يكون هو فيه مجرد وهم مستهلك.
- لأن الموت ملازم للحياة تكون هذه كلها على وجه التقريب ، احتضارا.


هناك تعليق واحد:

كتب فلسفة يقول...

دوستويفسكي افضل بكثير من سيوران