بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 21 أكتوبر 2011

اللوحة مقطوعة موسيقية مفرداتها لا تترجم إلى أية لغة-أجرى الحوار خضير الزيدي:




اللوحة مقطوعة موسيقية مفرداتها لا تترجم إلى أية لغة

أجرى الحوار خضير الزيدي:
كيف تتجذر الرموز الكونية داخل أعماق الإنسان وهل للوحة التعبيرية أو التجريدية أن تعمق فكرة الموت والحياة والعدم داخل سطحها التصويري.
من يستطيع أن يوظف وجدانا وهكذا تشظيا سوى أنامل الفنان المبدع ربما وجدنا فنانا مثل الدكتور غالب المسعودي يسير بنا إلى ذلك الطريق دون أن نلتفت إلى الوراء . وإذا كان الأمام
مسرحا لحركة ومشهد فان طريق الوراء يبدو للإنسان صوتا متعمقا يحاول أن يعيد انكسار الطبيعة إلى شكلها الأول إلى برئتها الأولى الفنان غالب المسعودي يعمق فكرة الإنسان والحرية ربما يبدو هذا الحوار للمتلقي انه تشكيل كوني ولكن هو جذوة عالية في طريق ذاكرة الإنسانية الهاربة من صوت الدبابات والطائرات التي تملأ الوطن . لكي يهيمن الزمن على لوحته ونظرته وربما وجوده.انه المثال الأعلى للجمال هو اللوحة. المثال لابرتقى لكيان الإنسان لكن هو التشكيل. .....!الحقيقة المتبقية من رموز عالم الإنسان هو تكوين اللوحة وسطحها التصويري .
س/ أنت تقترب من التجريد وهناك ارتباط وثيق لك به هل هو تمجيد لفكرة الروح وعالم الأساطير أم هو سر المغامرة والاقتراب من فضاء الحرية؟
ـ في الحقيقة انأ فنان تجريدي وهذه كانت نصيحة أستاذي الكبير الفنان جميل حمودي عندما زارني في معرضي الثاني الذي افتتحه بيديه الكريمتين وقال لي مساحتك هي التجريد لأنه تمجيد لعالم الفكر وعالم الروح وهو الحرية بعينها لان التجريد هو أعمق منطقة في الفكر وهي كما في لغة الفلسفة هي لغة كل الأشكال لأنها تصنع الجمال الكامن في النفس وهي بنية متقدمة نحو الأفق اللامتناهي فالأزهار تتفتح من البراعم وهذا نهوض من الموت إلى الولادة.
س/ أشكال اللوحات تختلف لديك من طبيعة إلى أخرى ولكن روحيتها واحدة فهل تعيد فيها تشكيل نواة الروح أم هي انزلاق يتحول من لوحة إلى أخرى؟.
ـ في مجال العمل الفني الروح واحدة والانزلاق مسألة حتمية لكنها ككرة الثلج انزلقت على السفح البارد ازداد حجمها وتأتي الروح لتحملها إلى القمة كما يحمل سيزيف صخرته لتبدأ رحلة أخرى من المشاق وهي التي تمثل بؤرة الروح وعندها تبدأ أخرى من جديد لان الفنان عندما يصعد إلى القمة سينزلق إلى مهاوي الردى، فالبصمات فوق ألواح الطين كلها تحكي مراحل الوعي والصراع لصالح فضاءات ما زالت تمتلك سحرها الأبعد.
س/ تبدو أجزاء اللوحة لديك في انتماء وجودي لم تزل توظف المشهد الحياتي بصيغة الأقنعة، يا ترى متى يتم الكشف عن الوجه الحقيقي لروح اللوحة؟
ـ من منا لا يسير بلا قناع فالأقنعة حقيقة وجودية وأحيانا يطغي قناع فتراه هو الوجود بأسره و اللوحة لا تستعير الأقنعة كما هو في المسرح لأنها الروح الحقيقية لما يعتمل داخل الفنان وهي تمثل الفنان بروحه وتمثل الوجود بصياغته المعلنة إذ انه ليس هناك تناقض من ناحية وجودية بين العمل الفني وروح الفنان.
س/ تكويناتك تثير في داخل المتلقي أسئلة وجودية هل تشعرك هذه اللعبة بحضور الخيال والذاكرة وتراكمات اللاشعور؟.
ـ إن أول أهداف الفن منذ عصور سحيقة في القدم هو إثارة الأسئلة فالفنان في عصر الصيد كان عندما يرسم حيوانا كان يثير الأسئلة لدى ساكني الكهوف هل هذا هو الحيوان الذي نراه أم هو رمز الحيوان الذي سيصطادونه وهذا بالطبع مرتبط من ناحية وجودية باستمرار حياة الجماعة وكله مرتبط بالمتخيل والذاكرة وإنا اسمي اللاشعور العقل الثاني الذي يمارس وظائفه بعيدا عن الأنا الأعلى وله برنامجه الخاص ويمكن أن يستعمل الحواس لصالحه ومن ثم تراكماته الخاصة، فانا أسعى إلى تحرير العقل الثاني من رقابة العقل الأول أو الوصول إلى نوع من الانسجام بينهما لبلوغ الغاية وهي الجمال الحر في انسيابيته، البليغ في تعبيريته.
س/ في تجسيداتك التحام لوني / كأنه ( مكون جمالي) يترك في المتلقي دهشة … هل هناك من سر في جسد اللوحة تريد أن تجعله دائما في خفاء؟
ـ السر يحب أن يبقى في خفاء والسر هو الشفرة التي زرعتها في جسد اللوحة وهو الدهشة التي تصدم قارئ النص وهو التحام في مكونات العمل، هو علاقة الجزء بالكل وعلاقة الكل بالمكونات. أنا لا اختفي خلف جسد اللوحة بل هو الجمال الذي يناور داخل روحي من اجل إضفاء الشرعية على المنجز، اللوحة أتصورها كمقطوعة موسيقية مفرداتها لا تترجم إلى أية لغة لكن بمجملها تؤلف عالما من الانسجام يتناغم مع إحساسات المتلقي ومع عالمي الذاتي.
س/ هل في المستقبل القريب سنكتشف فيك روح النحات مثلا وإيماءة الممثل وفكرة المجسد وربما سنكتشف فيك فكرة الفيلسوف؟
ـ إن فكر الفيلسوف يتلخص في إعادة صياغة فكرة الأشياء إذ كان مساعدو هيفاستوس ( الذي يشع في النار) جانا من مارج من نار أبرزهم السيقلوب الذين كانوا يساعدون في إذكاء الكير عند بركان أثينا ومما يذكر إن هؤلاء السيقلوب هم الذين خفوا لشد أزر زيوس في صراعه ضد الجبابرة وهم الذين زودوه بالرعد والصاعقة والبرق وكان لهم دور في تطوير الحضارة لذا كان على الفنان إن يؤكد في تجربته الرؤية الحضارية القادرة على كشف العلاقات والروابط التي يعجز عن إدراكها الذهن العادي وهذا لا يتحقق إلا بالانتباه إلى حيوية الفن وخطورة دوره في بناء الحضارة ولكي نحصل على ذلك لا بد من إعطاء الفن دوره الحقيقي الفن المعتمد على الأصالة والمرجعية .. الفن الخالق لأسطورته الحالية.
س/ من من الأسماء التشكيلية تؤول إليه في المشهد التشكيلي العراقي؟
ـ ها أنت أيها الفنان تتوحد من خلال كل سنوات العذاب من أي المسافات تجيء العواطف و أنت تحمل ذلك على راحة يديك عارية يسكنها تصوف من نوع خاص تعانق الخوف مع الرغبة ليصبح كيانا واحدا لا تستطيع أن تهزه الريح وإذا كان الصمت ابلغ وسيلة للتعبير عن غليان الروح وأنينها فان تكميم الصمت لهو المانع من تشظي الجسد الذي الم به الألم وقبل كل ذلك التركيز الداخلي والروحي حيث المملكة الحقيقية للحرية فالصمت أعلى مراحل صياح الأنبياء.

ليست هناك تعليقات: