الفنان غالب المسعودي وهاجس البحث عن لغة جديدة
عبد الأمير خليل مراد
إن المتأمل لنتاج الفنان غالب المسعودي يكتشف انه فنان متعدد الاتجاهات, وان تجربته لا تكتفي بالاشتغال في منطقة الحداثة,بل تتعدى ذلك في تأكيد قدراته الفنية ووعيه الإبداعي من خلال البحث عن لغة جديدة في التعبير والمغايرة وتقديم رؤية حدسية يستجلي في مضمارها إبعاد التجربة الإنسانية التي يريد توصيلها إلى الأخر من خلال اللوحة.
لقد حفلت مراحل المسعودي الفنية بالانتقالات الحثيثة والمتعاقبة في التقاط الرؤية وتوجيه مضامين إعماله وخطوطها الصريحة والمضمرة بوعي فني يستثير الانفعال لدى المتلقي,مما يدفع به إلى الاندماج مع عالمه الداخلي,حيث يضفي نوعا من التوافقية في وحدة الإحساس فيما بينه وبين تجربة المشاهد.
فكثيرا ما نراه يعمد إلى تحليل الأشياء تحليلا تشكيليا خالصا,يستدعي فيه التعمق والبحث عن مفردات ذات أصول بابلية أو سومرية,مؤكدا صدق انتمائه إلى حضارة وادي الرافدين من خلال اشتغاله على موضوعة الحرف, والحرف السومري تخصيصا في مجمل إنتاجه الجديد.
والجديد في رسومات المسعودي حصل في الطريقة الأدائية والتوظيفية للحرف بوصفه رؤيا ونظاما يسعى إلى الغاءالنقاط والفواصل والعلامات الفائضة التي توهن من جماليات الحرف العربي, كما انه لايكتفي بتقديم تجربة ذاتية مكتفية بذاتها,بل يسعى إلى التفاعل والانصهار مع الأخر في معظم رسوماته,حيث يتطلب منا ذلك تركيز اهتمامنا نحو رمزيته, بالقدر الذي يتم توجيه وعينا نحو رمزيته وألوانه التعبيرية وتناسق عناصرها, وبالتالي انه يجعلنا في ذروة الاستجابة من خلال الصورة والمعنى.
وإذا كان(ليون ديوي) يقر إن الفن ليس هو الطبيعة, وإنما هو الطبيعة معدلة بفعل اندماجها في علاقات جديدة تتوالد عنها استجابة انفعالية جديدة, فان إيقاع اللوحة عند غالب المسعودي يتأتى من خلال الأنظمة المحسوسة للألوان وإعادة ترتيبها في علاقا
إن ما يشدني من أعماله هي لوحة الشاعر حيث يظهر الحرف رشيقا عربيا مسماريا وصيغته الجديدة ورقي بعده الجمالي, انه لمبهر , ,دالا يلامس جسد اللوحة وكأنه بوابة للارتحال من سكون العالم إلى فضاءات مملوءة بالرموز /والأسئلة , مسلة حمورابي , ملحمة كلكامش.أن عالمنا استثنائيا ورائع ويحمل تقاسيم رؤيوية تضيء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق