العشر الثالث
[1]
سرقت رفاتي .. هذا الريح .. فما جدوى الاعتراض إذا ؟
[2]
كيف أحرر ذاكرتي من قيود .. ما زالت
هداياها تقدم للعابرين ؟
[3]
أنا ولدت هكذا: أعشاب فصول.
[4]
للنسوة .. مثلما للموت .. بيارق ممزقة
ومواكب تذهب إلى المجهول.
[5]
في طريقهن إلى المبغى
كن يتحدثن عن الفارابي .. فيما كنت
في طريقي إلى المنفى
انثر أحلامي فوق الحشائش .
[6]
وا أسفاه .. مضى الموسم .. إنما .. بوفرته
كنت وحيدا .
[7]
خذ خبزك .. ومثله التفاح .. ثم بلا استـئذان
غادرني .
[8]
لست قبيلة ولا امة .. إنما أنا ..
عصفور من رماد.
[9]
ملائكة أسفاري .. إنما روحي
أصابها بعض الاضطراب.
[10]
للعاشق خوذة .. أيضا ..
واأسفاه لا اعرف من سرقها .
[11]
هن نسوة جائعات
يقرأن الطالع .. فيما الذي صعد إلى السماء
لا يغادر جلده .
[12]
اخجل أن اصعد إلى السماء
فيما
اسمي مثقل بالانحناءات .
[13]
ولما أفاقت من الليل .. زنبقتي
توزعت إلى شظايا .
[14]
الينابيع .. من شدة صحوي
أقامت لي قداسا .
[15]
حبيبي تغار منه الزنابق
حبيبي يتوارى الفجر إذا رآه
حبيبي لم يولد .. ولا مثيل له في الصفات !
[16]
كلما أفقت أراها تسكرني بالتراتيل
لا أنا مؤذ أشواك البرية
ولا الذئاب تدنو من غزلاني
كلانا واحد .. لا ليل بعد ولا نهار .
[17]
بأي الينابيع اطهر جثمانك
أنت الذي كانت تغار منك الأنوار .
[18]
يسجد له الليل .. يسبّح له الفجر
ذاك حبيبي الذي لم يأتْ
ذاك أنا الذي ذاهب إليه .
[19]
من أعطاك خبز الخلود
لكي تفنيني فيك ؟
[20]
أعطاني المفتاح.. ولم يقل: الباب مشرّع
أعطاني الموت.. ولم يقل: اتبعني
أعطاني الوعد.. ولم يقل: هذا منفاك!
[21]
وأنا في طريقي إلى التراب
رأيت الشمس تسرق كفني!
وأنا أعود إلى النهار
رأيت ظلي يغادرني إلى الشمس
[22]
حبيبي خجول مثل ملاك مشاكس
حبيبي جميل مثل سنبلة مثقلة بالشمس
حبيبي مثلي .. لا أنا عارف متى يولد
ولا هو عارف متى أموت !
[23]
مثواي الذي باتساع كلمة
تطردني منه الأرض .
[24]
إن أغلقت بابي أو فتحته
القفل يدور .. القفل يدور .
[25]
انك تحرس لؤلؤة مسروقة .. أنا ..
لا احرس إلا النسيان .
[26]
من ظلالي صنعت الفضة
فما أنت صانعه ـ لي ـ من الزوال؟
[27]
يسألونك لم الأرض بسطت .. والجبال شيدت والحدائق ازدهرت .. والملائكة سجدت
قل لان حبيبي مثلي ..
ما أن رأته الشمس حتى غابت
وما أن رآه الليل حتى كشف عن سره
[28]
النشيد الذي نزفه جرحي .. سرقته البلابل
ترى ماذا ستسرق مني أيها الإنسان ؟
[29]
لأي الأسباب تطلقون النار على كوكب
لا ينـزف إلا الضوء ؟
[30]
امن اجل كوكب أكثر انطفاءً
أعطيتني القلم
أم هو ذا زاد الغرباء ؟
[31]
ليس قلبي الذي غنى ولا حنجرتي ..
إنها أصابعي المتناثرة
سرقها الفضاء .. وأضاعها الضوء .
[32]
المشتهاة .. أبدا .. تجعل القيامة هنا
كلمات فوق كلمات .. وطيور توشي بطيور .
[33]
النسوة ينثرّن الزنابق فوق العشب
العشاق يكتمون أسرار الشهوة
أوسمة تسرقها الريح
فيما أنا وبضع أشجار
نزرع حقلا من الذبائح .
[34]
أقاسمك أشلائي: رأس ملاك من صفيح
وصباحان ضائعة في الجداول .
[35]
والآن لنتقاسم غنائم الحرب
لك بضعة ملائكة .. ولي حشد قبور .
[36]
احدهم سرق الشمس .. آخر .. بلا مبالاة نثر
الظلمة فوق الأرض ..
فيما أنا أتجول مع ولد جريح .
[37]
في فاتحة الفجر أصغي لثرثرات أسلحة
وفي آخر الليل .. تسرقني أناشيد المعادن .
[38]
من النهار إلى الليل .. في نسق لا نهائي
استدرج السماء للنـزول
كيّ أتوّج غيومها بالنسيان .
[39]
بينما أنهكهم البحث عن الخبز والذهب
أكون صافٍ .. منورا بالعتمات البهية .
[40]
أباسم القرنفل والجوري .. أضعنا أصابعنا
أم من اجل أميرات غادّرن عصر الوردة ؟
كلانا يتعجل الولادة .. كلانا يتعجل الموت
هو ذا الإنسان .
[42]
هذا الأمير من الأسلحة يستعير كفنه
ومثلي .. في الأحداق يتوارى .
[43]
ليتني أمتلك سرا أفني نفسي فيه
ليت السر امتلكني وغاب!
[44]
هذه الأصابع .. أيضا .. كفت عن البراءة
إنها ريح تتوارى في المنعطفات .
[45]
وضعت الريح نياشينها فوق الضريح
ثم أخذت عشاقها ورحلت .
[46]
لا أرى بين الرجال أكثر مني / بلا مبالاة / ترك قلبه ينحني لبرية جريحة .
[47]
لا .. لا لن تتساوى القرنفلة بالمعادن
وأنا لن أصبح غيمة عند الحاجة
أنا كلمة في كتاب
أنا ورقة في شجرة .
[48]
الليلة تسألني الأرض : ماذا فعلت ؟
أقول: أكنّ أحلامي بالنذور.
[49]
غيمة هبطت في القلب
ثم تركت أغنية بلا كلمات .
[50]
للأموات، مثلي، احتفالات
فكلانا نتبادل الهزائم .. وكلانا نتبادل الأعراس .
[51]
أبترت رقاب أشجع الشجعان..؟
مثلما كلما توقّد النسيان.. تطلق عليه سهاما إضافية .
[52]
الريح التي تراها تبسط ذراعيها
لا تفعل ذلك من اجلنا
إنما هي تحرس هياكل تناثرت في الأحداق .
[53]
كلاهما، النار والأمطار
يمنحان الأفذاذ منا .. الأوسمة تارة
والرماد أبدا .
[54]
قالت أصابعي : كفى .. هناك ولد خجول لا يريد الاستيقاظ .
[55]
لا هي ذاهبة مع العتمة .. لا هي آتية مع النور
أنا الذي اسبق نفسي .. وأنا الذي أتوارى .
[56]
من شدة صحوي غاب الذي منحني الميلاد .
[57]
الليلة قبري أبهى من كل الأعراس
فيه خمور وملائكة وكلمات
ها أنذا لا اعرف غادرتني الحرب
أم ها أنذا أعود إليها..؟
[58]
لأجل المسرات تكتب الريح اسمك
فيما أنا ظلالي تحتفل بالرمال .
[59]
أية أوثان جعلني استيقظ
أم هذا محض افتراء .
[60]
أي نداء هذا الذي أعاد لي صحوي
فيما الفقراء يعقدون صلحا مع الفقراء .
[61]
لا تجرد العهد .. الريح لا تكتب
الريح لا تعرف القراءة .
[62]
كلانا واحد .. لا نهار ولا ليل
كلانا واحد .. نهار وليل .
[63]
خذ ما وهبتني من المسرات
ودع لي لحظة
انثر فيها روحي إلى الكتمان .
[64]
عيناها ملاكان .. جسدها غابة
ياقوت عند الحاجة وشموس في الليل .
[65]
لهذه الصخرة اسم 00 لهذا الجبل لغة 00 لهذه النار أناشيد
أما أنا فلديّ شظايا ذكرى وفرح قليل .
[66]
لتاج الأمير قدمنا النذور 00 قدمنا الضحايا
إنما كانت أرواحنا تتنـزه في البعيد .
[67]
تطرق بابي .. إنها الشمس تدخل – تنحني – ثم إلى المعادن تأخذني
أهذه وعود .. أهذا عرس
إننا عند الانصهار نقف
إننا عند الانتظار نفترق .
ب68]
عيد هذا أم عطلة رسمية
ليس هذا سؤالي .. إنما ماذا أفعل بهذا الضوء ؟
[69]
طالما أنا نائم .. لا أخشى على أحلامي من البرد
[70]
ما الذي يدفعك إلى الظل .. بينما الشمس تنثر ذهبها فوق البحار .
[71]
أنا قارة تعداد سكانها واحد
أنا الواحد .. قارات اثر قارات
القارة واحد .. والواحد قارات .
[72]
لكي لا تعترض عليك الملائكة
لا تؤذ الصخور .
[73]
هذا الحسام التليد.. في متحف الملائكة ..
هذا الحسام .. في يوم ما ..
لا اعرف كيف انحنت له الرؤوس المثقلة بالأحلام.
[74]
حدق في الشجرة .. أنت ورقتها بأجنحة تراب.
[75]
يحاصرك الفرح .. كمدية تعمل – أبدا – في القلب
أين أضعنا الأكفان بين هذه المناديل.
[76]
عند الصخور الجبلية .. يأتي حبيبي ويذهب
بينما أنا .. محض نبع يغادر إلى المستحيل.
[77]
كأن الريح تنادي بعضا مني:
امسك بعاصفة ستأخذنا إلى البعيد.
[78]
توهج .. توهج .. هذا هو المحو .
[79]
ماذا فيّ: أزمنة لم تولد، وأخرى تركتني
ابحث عن أعياد لا وجود لها
هو ذا الكنز: لكن لا تتبعني يا عادل.
[80]
لا تأت.. الموتى يحتفلون بعيد الموت
لا تأت
الموت يوزع هدايا والموتى في عيد.
[81]
هم يجمعون الثمار.. أنا انثرها
هم يتعلمون الكلمات.. أنا امحوها
هم يأتون..أنا ارحل.
[82]
لا تأسف: يا عادل، قل لنفسك: لا وقت للأسف.
[83]
الغرقى يتصالحون
لا تأسف
الحرب مازالت نائمة في البحر.
لا تأسف: الغيوم ستأتي بالنار
والأرض بالحدائق
[84]
لا تأت.. لا تأت.. لا تأت
هو ذا السفر
[85]
لا أجد ولا ابحث
أنا، مثل الذي لم يأت، ومثل الذي لم يغادر
أنا لم اعد أشبه نفسي
واأسفاه: وجدت الذي بحثت عنه
أنا لم اعد اعرف نفسي
واأسفاه: الذي وجدته يطلب مني أن ابحث عنه
[86]
الذي ذهب إلى الحرب
لم يأخذني معه
إنما ترك أسلحة لا اعرف ماذا افعل بها.
[87]
الرصاصة التي لم تستقر في راسي
الرصاصة تلك
ها أنا ابحث عنها في رأس آخر
آه..
قبل دقائق لم أكن وحيدا ً.
[88]
في كوخي ماء وخبز .. وأسلحة هاربة من البرد.
[89]
أيضا .. الشهداء يتنزهون في الشوارع .. أيضا.. مرة بعد مرة .. يعودون إلى الخنادق.
[90]
في ّ رماد مثقل بالطلع .. وفي ّ عشاق .. لا اعرف
من نذرهم للبحر ؟
[91]
ذاك الذي تنشد المزامير له.. انه أنا ..
بقايا وعود تبعثرت مثقلة بالنهارات .. اجلس أراقب ..
عرس الكواكب.
[93]
روحي التي في الغابات .. تكويها النار
إنما قدام الملائكة.
[94]
أيبكي هذا البحر أم يغني ..
فيما الغرقى كفوا عن الاحتفالات.
[95]
تلكم الصخرة لماذا تولول .. أسرقت حنجرتي
أم سكنها ملاك ؟
[96]
ماذا تريد مني
أنا استعير سكري من صحوي
واستعير صحوي من الغابات.
[97]
تذكر .. تذكر .. هكذا يتم محو الذاكرة.
[98]
أغلق جنتك أنا فيها النار .. ولا تغلق جمرتك أنا الليل لا تابع له ولا نهار.
[99]
أجزائي تفرقت في ّ .. آه .. ماذا صنعت يا كلي في أجزائي.
[100]
لا تعترض علىّ .. لا تعترض
أنا ولد خجول ضاع مثواه
بينما كلماته
لا تكترث للميلاد .. لا تكترث للوعود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق