بحث هذه المدونة الإلكترونية

مرات مشاهدة الصفحة في الشهر الماضي

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

الفنان ظاهر النجار-حاوره في مدينة الناصرية ناصر عساف





الفنان التشكيلي ظاهر النجار

ناصر عساف / الناصرية

امام اصابع ظاهر النجار ، وفرشاته المتوترة ، تفقد طيات القماش ذاتها ، كي تتيح اقصى تقابل ممكن في حيز الفراغ .

هو لايفكر ان تكون الوانه متراصفة وبأبعاد متساوية في امامية الفضاء . لايفكر في الشكل واللون والنسق ، بقدر ما يفكر بتحديد اطراف هذه القماشة . الم اقل في بداية حديثي ان اصابعه وثنية ذات ثلاثة ابعاد !

الشاعر والاعلامي

رياض عباس العصمي

تمتاز مدينة الناصرية بتعدد ينابيعها الفنية والفنان ظاهر النجار واحد من ينابيعها وقد امتاز هذا الفنان بأسلوبية معقدة وذات اخاديد تملئ اللوحة .

يعمل بصمت وعزلة مقصودتين في مرسمه ليفاجئنا بكم من الأنجاز الفني والافكار التي تحكي هم الانسان واضطهاده ومعاناته من خلال معايشته ومتابعته لهذا الواقع المرير .

الشاعر والناقد ( عبد جبر الشنان ) ترجم اعمال النجار بلغته الفلسفية قائلا :

بأللون وحده استطاع الأستدلال والوصول للدهشة ، افزعته الريبة وظل يقلب الشمعة حتى لايلامسها الأنطفاء ، الكثيرون لم يدركوا انه كان يثأر حتى من اسمه لذا لم يكن ظاهرا في لوحاته بل خبأه اللون في محراب اللوحة التي جنت عليه ، لوحته لايقين لها ، لوحته سحاب يرتقي سلم من حلم لذا يصعب الأمساك بها ، كأنه يرى الفردوس ضريرا .

لوحته هادئة ... ساكنة تقف في مفترق طرق ، عليك ان تدلها على رشدها ، الوانه تتأفعى وبمعرفيته رزنة تترك للمتلقي فضاءات التأويل .

يستفزك صمت لونه احيانا لأنه ضاج بألأحاسيس واحيانا اخرى يفاجئك بأخفاءه داخل اطارها ويدعوك بموده لأحترام سكونيتها او هوسها البليغ .

لونه يقف منتشيا بملامحه الصافية امام غموض ظاهر وهو تكتحل عيناه بأسراب صخب الوانه الشارد بوعي معمق .

يؤثث المكان بأللون وهناك احيانا لون ثقيل ، لايكون امام ظاهر سوى مغادرة لوحته والوقوف امامها كمتلقي نزق مذهول من الوانه وخروجها عن طاعته .

من ميزات لوحاته انها خرقت التنميط لأنه ادرك بشكل واع ان لوحته غير قابلة للتدجين لذلك سعى مثل اقرانه المهوسين بألجمال المحض الى البحث عن اللون الخالص ، اللون الذي لن يتخلى عن اهداف نبيلة تشكل هوية الأنسان المتجرد الباحث عن المعنى المطلق .

بشغب وهناء روحي خفي‘ يخبأ تذمر الجمال تحت الوانه التي تخفق بعيدا عن القفر والبدائية ، بعيدا عن الأوحال وقمامة ضجيج الأدعياء ، انه غير معني بألحدث السياسي لكنه معني بألحلم الذي حاولوا اغتياله لذا كان مع المشاركين في استعادته في عيون المارة وتحليقه خارج الفضاء الراكد بل سعى بشكل جدي لتمسكه جسد اللوحة ، لوحته .

ظاهر لم يستجدي اللون بل تشتقه فرشاته من حركة أصابعه الرشيقه على فضاء بياضه.

متى يتفرغ ظاهر النجار الى مرسمه ؟

الأن اتمنى لو اني لم اكن نجارا ، لأستثمرت الزمن الماضي كله للرسم فقط .

لأحقق شيء من طموحاتي الفكرية والأنسانية كواجب اخلاقي يتحمله كل فنان نزيه .

وبعد الجهد العضلي في العمل خلال ساعات النهار ، لااستطيع الا ان أركن مساءا في مرسمي الى ساعة متأخرة من الليل مع الفكرة واللون والفرشاة لأطرح همومي الأنسانية من خلال فرشاة لاتتقيء عن مواضيع لانؤمن بها .

ومن خلال اراء بعض النقاد والفنانين ، امتازت لوحاتي بكثافة لونية عالية ذات اسلوبية خاصة .

ماذا تبغي من الكثافة في تكنيك لوحاتك ؟

ان الكثافة اللونية التي استخدمها بألفرشاة والسكينة فقط تجعل من اللوحة شاشة متجانسة من الألوان المختلفة سرعان ما تكشف اللثام عن محاسنها ومغزاها .

ان قصدية اللوحة في اعمالي تحدد نوع التكنيك في ذاتها . اما العلاقة بين المشاهد ولوحتي تتحول من تكوين مادي الى مضمون فني دلائلي وجمالي بعد ان تتصل خيوط الوعي والمعرفة بينهما .

كانت لوحاته تملئ مرسمه عددا وكثافة لونية مليئة بألوعي الثقافي والمعرفي والأفكار الأنسانية والأجتماعية انها المفاجأة .

اقام الفنان النجار ثلاثة معارض شخصية في مدينته الناصرية ؛ومشاركات عديدة ضمن معارض نقابة فناني ذي قار ومشاركة في معرض افتتاح قاعة( ود ) في الحلة وله مقتنيات من اعماله في بعض الدول الأوربية . ايطاليا ، امريكا ، فرنسا ، بريطانيا . كما حضيت لوحاته بأهتمام العديد من المجلات والصحف العراقية

هل تأثرت بفنان تشكيلي قريب منك بألأفكار والأسلوب ؟

نعم تأثرت بألأفكار فقط حيث مارسنا الرسم في مراحلنا الاولى وبأشراف اساتذتنا الكبار امثال : استاذي الفنان كاظم ابراهيم والفنان الراحل ليث الخفاف والفنان ابراهيم حمود . اما الاسلوب فهو خاص ابتكرته لأعمالي كوني اجد فيه حرية اكثر ولونية متتعددة وشفافية عالية من خلال حركة السكين والفرشاة .

هل من كلمة توجهها الى الفنانين وماذا تتمنى ؟

اعتقد بعد ان تسربت المياه الأسنة والروائح النتنة من تحت اقدامنا ادعوا جميع الأدباء والفنانين وخاصة التشكيليين الى رفع اصواتهم وتوجيه صرخة عارمة على كل مظاهر التخلف والأستبداد وهذا يعتبر ضمن مبادئنا الأنسانية والأخلاقية وما تعلمناه في الزمن الجميل وان يلتصق الفن عموما بهم الأنسان والآمه وطموحاته .

واتمنى ان نثب الى نهضة جديدة وجريئة في الفنون جميعا لأن تاريخ الأمم والشعوب يعرف من فنونها وادبها . فألأمة تكون ذليلة ومستعبدة متى قفرت من الفنون والاداب وهي حرة مقتدرة متى ما شاعت فيها اذواق الاستحسان والجمال وهذه هي فلسفة الفنون بذاتها .

ليست هناك تعليقات: