الجمعة، 10 سبتمبر 2010

فرشاة الفنان كامل الموسوي تستنطق سومر-بقلم احمد الباقري







فرشاة الفنان كامل الموسوي تستنطق سومر

قرآه في اعمل كامل الموسوي السومرية

بقلم : احمد الباقري

ان الأعمال السومرية للفنان كامل الموسوي شكلت ملحمة سومرية استوحى فيها رموز ومفردات الحضارة السومرية . كانت لوحة ( موت انكيدو ) الأكثر بروزا من اعماله الفنية .

وقد رسمها بألوان متنافرة لكننا نحس من خلال التنافر اللوني صخبا شعوريا عنيفا حيث توسطها جلجامش الباكي على جثمان صديقه الوفي ( انكيدو ) وكان وجه انكيدو سابحا في شفق حلمي ، وقد انبثق حيوان خرافي في الزاوية اليسرى العليا للوحة يجاور شمسا صفراء تنبئ بكارثة الموت ، وثمة في يسار اللوحة تنتصب البغي ( شمخت ) بشهوانية فاضحة حيث ارادت ان تغوي جلجامش كما ورد في متن هذه الملحمة الخالدة .

اما لوحة ( رموز سومرية ) فهي مشهد سومري اخاذ جمع قيثارة اور والملكة شبعاد والثور المقدس ، ويتوسط اللوحة الملك اورنمو يحمل طاسة الطين وقد برزت خلفه مسلة صفراء علتها شمس سومر وتحت الشمس هلال مضيء ، ينتصب الملك اورنمو امام زقورة اور الخالدة ... ان التكوين الإنشائي لهذه اللوحة يقتبس من الرموز السومرية ايحاء بديمومة الحياة والنماء .

ولوحة ( الحروف الأولى ) فيها ثمة رقيم سومري مدون عليه كتابة مسمارية ينتصب على ضفته ساحل بحر تعلوه سماء زرقاء ويحلق في اعلاها طائر يحمل رسالة العلم للبشرية والتي بدأت على ارض سومر ، وثمة ورقة بيضاء ملقاة بجوار الرقيم تمثل حاضر ارض سومر الذي غدا ثريا بعطاء اهل سومر من المفكرين والأدباء والفنانين . اما لوحة ( الخصب ) فهي تحتضن رموز الخصب في الأساطير السومرية فثم في يمين اللوحة ينتصب الثور السماوي بعينيه الشهوانيتين تحدقان بأمرآة بأشتهاء .

كانت تلك المرآة السومرية مستلقية على بساط مزركش وقد اكتست برداء مطرز بألسنابل ومالت على صدرها سنبلة ضخمة وثمة اناء سومري مليء بأنقوش السومرية التي ترمز للخصب والعطاء . كانت كتل اللوحة متوازنة بحذق وقد اعتراها جو حلمي حيث كانت اشعة الشمس مشرقة في اعلى اللوحة وكان النهر انشودة خصب صامتة خلف تلك الرموز السومرية .

ولوحة ( بلاد ملك القصب ) فهي تنويع جميل على الموضوعة السومرية فثمة الهور يحتل ثلثي اللوحة واحتل المضيف القصبي جانبها الأيمن ، والمضيف القصبي الأخر في الجانب الأيسر وبينهما فجوة انتصب امامها مشحوف في مقدمة الهور الذي احتل ثلثي اللوحة وكان ينتصف في يسار المشحوف صياد سمك سومري وهو كوديا وجلست امرآة سومرية ممسكة رمزا سومريا ابيض لجلب الفال الحسن كان الصياد ممسكا بوثوق مرديا مائلا منغرزا في ماء الهور . جمعت هذه اللوحة بعدين : بعد واقعي من خلال الهور والمشحوف والمضيفين ، وبعد رمزي من خلال الصياد السومري وأمرآته التي تنظر اليه بتقديس ملحوظ . تناول الفنان كامل الموسوي موضوعتين ( الحرب والسلام ) في لوحتين منفصلتين فكانت لوحة الحرب تمثل افاريز سومرية ، تصطف على الأفاريز الثلاثة عربات الحرب السومرية والمحاربون السومريون الذين يمسكون برماحهم الحادة . اما لوحة ( السلام ) فهي تمثل افاريز سومرية ... اصطف على الأفريز الآعلى الكهان وقد اصطف الفلاحون ، والوعول على الأفريز الأوسط ، اما الأفريز الأسفل فقد ضم فلاحين يحملون الغلال خلف خيولهم الرشيقة . وقد تناول الفنان كامل الموسوي ( الجنس في ملحمة جلجامش ) فرسمها بألوان بهيجة وبراقة وثمة عيون بارزة على يسار اللوحة واحتل يمينها انكيدو حيث يبرز من رآسه سعف النخيل يحتضن امرآة ساهمة فيما وراء المجهول .

اما لوحة ( الطوفان ) فهي تصوير عنيف للطوفان الذي حل في ارض سومر ، وقد تركز مثلث خشن وسط المياه الصاخبة وثمة شكل ابيض يذكرنا بطفل بريء يلتصق بقاعدة المثلث وينظر بثقبي عينيه الى ذلك المصير المجهول . واخيرا كانت لوحة ( الحرب ) التي صاغها الفنان كامل الموسوي ، من خلال التمثال المشهور لرآس فتاة سومريه حيث تتميز بعينيها الفارغتين وقد التصقت رصاصة في عينها اليسرى ، وانهمرت دمعة بيضاء من عينها اليمنى على خدها الساكن . ثمة ترميز مرهف في هذه الوحه الرائعه ، إذ ان هذه الفتاة السومريه ترمز لديمومة الحياة وجذل الشباب ، غير ان الحرب الحديثة داهمتها برصاصة قاسية فأنبجست من عينها تلك الدمعة الحرى التي ترثي قتامة الحياة وبؤس الحاضر . كانت لوحات الفنان كامل الموسوي السومريه العشر افتتاحيه لمرحله جديدة تمنح من الموروث السومري نبعآ لرموزها واجوائها وتستمد منه قوة اسطورية تضاف الى حاضر يرفل بالخصب والديمومه والنماء .

ليست هناك تعليقات: