الخميس، 8 ديسمبر 2016

الكاتب رساما ً الصور الشخصية لعدنان المبارك












 


الكاتب رساما ً
الصور الشخصية  لعدنان المبارك
[ نماذج ]



     في نصوص الكاتب عدنان المبارك السردية، في القصة وفي الرواية، وفي اليوميات والرسائل..الخ ، تتداخل الصور، حد الانصهار،  على خلاف رسوماته، يتوارى فيها الكلام (الصوت) لصالح النص ـ الصمت.
    على إنها ليست عملية فنية خالصة، إلا بما تتضمنه من محفزات ابعد، فالوجه ـ البورتريه ـ  يلخص كيان الفنان/ الكاتب، بوصفه إشكالية وجودية لا يمكن عزلها عن عواملها التكوينية.
    ها نحن إزاء وجه معزول، وحيد، محاصر، مختزل، مضغوط، مستلب ..الخ، إزاء العالم الخارجي. فالوجه غدا يتمثل الأوضاع المستلبة بوصفها مرئية من لدن الآخرين، وليست مرئية من قبل الفنان ذاته حسب. فهو ضحية، صورها الكاتب بسرد صامت عبر تقنيات الحاسوب...، إنما هناك الجسور بين الذات والعالم ـ والعالم والذات، سمحت للكاتب الفنان أن يدلي بشهادة (ما) تلخص رؤيته، أدواته، وما شاهده وعبر عنه إزاء عالم  قائم على سلاسل من الأسئلة المولدة لمصائر لم تنفك تغذي صراعها من غير استسلام أو وهن، أو خاتمة.
    هنا ـ تحديدا ً ـ تكمن قوة (الهشاشة/ الاستلاب/ الضعف)، بوصفها مكثت تحدق في العالم الذي قيدها وأسرها واحتجزها داخل: طول ـ عرض، وبعد متعدد الأبعاد، ينتقل من الصورة إلى: الرائي.
   إنما هناك قراءات لهذه النصوص الفنية، متعددة بما يمنحه المنهج، للـ (البورتريه) موقعه في تاريخ الرسم، منذ عصر رسومات المغارات، حتى يومنا هذا. فثمة أساس يسمح للتعبير أن يتضمن الرموز والمعاني المخبأة والمشفرات اللاواعية ...الخ، تتيح لأية قراءة أن توسع من مساحة الجدل، المعرفة، والاستبصار، ليس إزاء  الوجه، بل بما عمل على كتمانه، من اجل أن يشكل دافعا ً حيويا ً للديمومة، والعبور، في الممرات، من المجهول إلى ما لا يمكن وضع حد لنهايته.

عادل كامل

ليست هناك تعليقات: