الثلاثاء، 5 يوليو 2016

نهرٌ لهُ مزاجُ البنفسج-سعد جاسم

شعر
نهرٌ لهُ مزاجُ البنفسج



   
  
كنهرٍ .....
بمزاجِ البنفسجِ
وبفتوّةِ الماءِ
كنهرٍ أنا
أتدفّقُ محتفلاً بوجودي
وأُوشكُ على الفيضان
* * *
الضفافُ منازلي
والامواجُ قمصاني
الهديرُ أغنيتي
وأنا ناصعٌ ومكتظٌ
بالحنين والشجن
* * *
كلَّما تُحاصرُني السدودُ
أَغْويها بخضرةِ السهولِ
وأُهادنُ الصحراءَ بالندى
والخريفَ بقرنفلِ الينابيع
* * *
عندما يَقفلُ الألمُ
شراييني وعيوني
وعندما تخنقُ الوحشةُ
قلبيَ الأخضر
أنبجسُ دافقاً
من حجرِ الحكمةِ
ومن عيونِ الأسرارِ
وأتـــوهُ مسحوراً
في كرنفالِ الطبيعة
* * *
في مواسمِ رحيلي
تخطفُني غوايةُ الغزلانِ
وتُثملُني سلافةُ الحقولِ
فأجري عابقاً
كما عاشقٍ يضوعُ
برائحةِ الطلعِ والسَفَرْجَلِ
فتحضنُني سواقيَ النعناعِ والريحانِ
وتَضمُّني بساتينُ العسلِ
والمواعيدِ والشهواتِ الريفية
* * *
دائماً ....
أخرجُ عن الضفافِ
كمَنْ يخرجُ عن النصِّ
أو كمَنْ يخرجُ عن الرحمِ
وأفيضُ ... وأرقصُ
وأفيضُ ... وأُغني :
فراتٌ مياهي
وطيني عَسَلْ
الغيومُ شياهي
والصبايا غَزَلْ
الأرضُ متاهي
ونوارسي قُبَلْ
* * *
لي كينونةُ المعنى
ولي أبجديةُ الماءِ
وليَ الإنبثاقُ ... الخصبُ
النفيرُ ... ودائـعُ الغرقى
وماتبقّى من مرايا العاشقاتِ
ولي مزاميرُ الرعاةِ
والشموعُ والنذورُ
ورسائلُ الحنينِ والغيابِ
ولي شهوةُ الحلمِ والتحليقِ
والخروجِ عن الضفافِ
ولي
مزاجُ البنفسج .






ليست هناك تعليقات: