إرهاب في مالي(قصة سُريالية)
د. غالب المسعودي
ارسلت لي زوجتي فلم قصير من اليوتيوب عن طريقة سريعة لتقشير الرمان, تعرفني احب عصير الرمان, خلال متابعتي للفلم وجدته طويلا وانا اقشر خلال وقت المتابعة ,تبعتها بموسيقى هادئة اسلمتني الى نوم هادئ, غطست عموديا في حلمي واجهتني في القاع صخرة , ملساء تضيء, عليها علامات تحكم, كأنها شاشة لمس ,كانت قريبة من مقدمة راسي لا مست جبيني بخفة, انقلبت الاشارات والصور الى صفحة فيس بوك ,الخانة الاخبارية, المحادثات مستمرة رغم تعثر الهدنة, احد المسؤولين يصل, زيارة مفاجئة ,المليشيات لا تلتزم بالهدنة, تحاصر, مواجهات حادة ,لكن المحلل العسكري قال انها هي من مستلزمات تعميق الحوار, قبل ان اغطس الى حلمي شبعت جدا من التحاليل الطبية, لذا فضلت ان اتابع قناتي المفضلة, على قمر قنوات الدواب, لكن للأسف ,كانت الدواب تنقل اسلحة ,يزودهم بها اهل الخير, مررت يدي على الخيار الثاني, لعلي اعثر قناة موسيقية ,الحقيقة عثرت على عدة قنوات, اكثرها حزينة ,بينها اروع موسيقى هادئة وحزينة , انا متلبس بالحزن, اذن لأبحث عن موسيقى تساعدني على الطفو فوق الماء, نتائج البحث تشير الى موسيقى رسالة من تحت الماء ,حاولت ان اشغل مكبر الصوت, وصلني المقطع انك تغرق.... تغرق.........! اقفلت تلفازي في القاع ,هل ادخن...؟ قالت لي سيكاري انا مشتعلة فوق الماء, هناك الكثير من المعتقلين مثلك يراقبونني, ان كنت تستطيع العودة الى سطح الماء ستشم اول نفس من مؤخرتي, مؤخرتي الان مهملة المعتقلون كلهم تحت الماء ,منهم وزراء حاليون واخرون سابقون, انها لعبة قذرة ,الكل غطس في المستنقع ,حدد خيارك انا اطفو فوق الماء, حتى وان كان آسنا ....؟لا اعرف اتجاهي حتى ان عفن الماء تخلى عني..........! بائع الاسماك يجر عربته يبيع اسماكا ميتة, عربات الباعة المتجولين تحاصر اجزائي بأصوات مكبرات , يسيرون بلا هداية ,جائعون انفاسهم تغرق في مصيبتهم ,كلهم عاطلون عن العمل, هم متفقون على انهم عاطلون وجائعون ,لكنهم لا يختلفون في مذاق السوشي الذي اذهلهم بمذاقه المر ,يتطلعون الى مشاريع مشتركة مثل تعزيز السياحة الفضائية في العام المقبل داخل جزر مالي, ومحاربة الارهاب في المريخ, فك الارتباط بين عيد جلوس الملك والنظام الاشتراكي , وذلك بإعلان تحالف جديد يحوي على مركز ادارة واستعلام متطور, بين هذه الفوضى حزمت امري وامتعتي ,هناك خط احمر اجلته الى القصة القادمة, علي ان ادافع عن الشرعية , صرخ الحاضرون رافعين ايديهم بعلامة نقطة نظام, نحن لا نسمح بتشويه القيم الاسلامية في هذا الجو المترب, غطست الى صخرتي الالكترونية وجدتها منفتحة على الحوار, المذيعة وجهها منقسم الى نصفين ,الاسفل عليه ابتسامة الموناليزا, الاعلى علية غضب درا كيولا ,علامة مغص كتابية بينهما ,حاولت ان اقلب القنوات ,لم افلح الصورة نفسها, صوت المخرج بين الكواليس عال جدا, ذيعي الخبر, انك تستمرين في المعاندة, تؤشر على جزئها الوسطي, اضطر المخرج ان يذيع الخبر تحت فقرة عاجل, عملية ارهابية في مالي, يبدو انها كانت تعاني من الام تؤثر على جزئها الاسفل ,ترددت كثيرا في لفظ اسمه بالكلمات الدارجة, عاقبها المخرج , كما عاقبتها الطبيعة, كانت تعتقد ان حملها سيستمر كي توقعه بحبائلها, لذا كان وجهها ينتصف التعبير ,فرقعات فقاعات هوائية طفوت على حلمي وانا اعاني من مشكلة الارهاب في مالي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق