إضاءة
حذارِ من دعوات الشيخ جعفر الإبراهيمي !!!
حامد كعيد الجبوري
بدءاً أعترف أني لست من المؤمنين بأن هناك من ينتصر لك
دون أن تنتصر لنفسك ، بمعنى أن ليس هناك
قوة خفية نطرق أبوابها لتحل لنا معضلاتنا وما أختلف علينا ، ويقول القرآن الكريم (
لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم )، وكما يقول أمير الشعراء ( احمد شوقي ( وما نيل المطالب بالتمني ولكن
تؤخذ الدنيا غلابا ) ) ، والعراق مرَّ بحقبٍ سود منذ بدأ الخليقة وأحصى التاريخيون أن العراق خضع الى الاحتلال
والاستعمار مئة وأربع وستون مرة ( 164 ) ، وخلال هذه الحقب الطويلة سلبت ذاتية
الإنسان العراقي تدريجا حتى بدء يقول (
أني شعليه ) ، وآخر يقول ( خليها على الله ينتقم من الظالم ) ، ويتحدث رواة الدين
والعاملون عليه أن حُلم الله جلت قدرته أربعون سنة ، ويتبادر لي أن الله سبحانه
وتعالى يقول لعباده هبوا أنتم لأخذ حقوقكم المسلوبة والمغتصبة لأن حلمي أربعون سنة
وهي طويلة على صبركم ، ويقال أن أحد المظلومين وظالمه أمامه وكل يوم يرتكب البشاعة
والحماقة والظلم ، والمظلوم يعمل بخدمته ، وحدث أن طال الظلم لهذا الذي يعمل
بمعيته ولم يستطع أن يأخذ حقه فرفع يده الى السماء وقال ( ربي حلمك على الظالم فتت
كبد المظلوم ) ، فصعق الظالم في حينه وفرح المظلوم بفعل السماء كما يزعمون ، ويقول
النبي الأعظم محمد ( ص ) ( دعوة المظلوم على الظالم ليس بينها وبين الله حجاب ) ، وهناك
فرق إسلامية كثيرة أوجدت لنفسها العذر في عدم المطالبة بالحقوق أسموها ( التقية )
، وهي عندي تشبه ال( الشعليه ) ، أو ( لست أنا المقصود ) ، أو ( لتأتي من غيري ) ،
ودليلي لما أذهب اليه هو الوضع العراقي المتردي الذي لم نشهد له مثيلا على مدى
تشكيل الدولة العراقية الحديثة ، صراع لا لأجل البلد ولكن الصراع من أجل مصالح
فئوية ضيقة ، ومصالح مادية ، ونهب ثروات البلد أمام الأنظار وبوضح النهار وكما
يقول المثل الشعبي ( عينك عينك ) ، اتهامات سياسية مختلفة ، فلان عميل لأمريكا ،
وآخر لإيران ، وآخر لقطر ، وآخر لإسرائيل وهكذا ، والبلد يعاني من البطالة ، ومن
سوء الخدمات ، وعدم توفر الكهرباء ، ناهيك عن النقص في كل شيء غذاء ودواء ،
وازدياد المتخمين ، ومضاعفة الفقر وازدياد
البطالة والتسول الذي أصبح تجارة ، ومن هنا بدأ الدور الأخلاقي للإنسان الذي يريد
أن يوجه الناس الى حقائق الأوضاع المزرية ، ولست هنا داعية لأحد ، أو مروجا لفكر
أحد ، أو ناقما على أحد لعدم اتخاذه موقفاً
يراد منه ، ولست بصدد الإشارة الى مئات الأحزاب التي تعمل في الساحة ، أو
الأحزاب التي أصبحت ذيلا لتلك الأحزاب الفاعلة ، وهناك خطيب يختلف عن بقية خطباء
المنابر الإسلامية ، خطيب يعطي جزءا من وقته للفت نظر الحكومة الى خلل موجود ،
ولعدم تنفيذ الحكومة لوعودها قال مخاطبا الجمع الغفير الذي يحاضر له ، قال لهم الى
متى نبقى على هذه الحال ، لسنا نطلب من الحكومة المستحيل ، أردنا خدمات ، وأردنا
أن نشعر بإنسانيتنا في هذا العراق ، والحكومة مشغولة بين ( الطالباني ) و (
البرزاني ) و ( نوري ) ، وليس لنا إلا أن ندعو لله منهم ، أرفعوا أيديكم للدعاء
وقال ما نصه ، ( اللهم اهلك الظالمين ، اللهم انتقم لنا ممن ظلمنا ،اللهم فرق بينهم وبين العافية
،اللهم اهلكهم بأجسادهم وأموالهم ، يا الله يا
الله يا الله ) ، ولأننا المظلومين أرى أن
العراق لا يستقر أبدا على هذا الحال ، وأعتقد أن علينا واجبا إنسانيا وأخلاقيا لنا ولأجيالنا اللاحقة لنطالب وبصورة حضارية بحقوقنا التي ضاعت بين
أفواه الذئاب التي تسلطت على رقاب العباد
والبلاد ، للإضاءة .......... فقط
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق