إضاءة
السونار وفضيحة العصر !!!
حامد كعيد الجبوري
ستينات وحتى سبعينات القرن الماضي لم نكن نعرف جنس الجنين الذي تحمله
النساء ، ناهيك عن عدم معرفتهن بالحمل من إلا من خلال ما يسمى القابلات ، أو عدم مشاهدة
النساء لدورتها الشهرية ، وكانت نساء أيام
ذلك الزمان يذهبن الى المختبرات الطبية لتحليل الإدرار ومعرفة أنهن حوامل أم لا ،
وحين دخول جهاز ( السونار ) لتأدية هذه الخدمة الطبية الجميلة أستقبلها الناس بين
قادح ومادح ، والكثير من الأطفال و الجدات والرجال كبار السن خسروا ما يسمونه (
البشارة ) ، لأن الرجل الذي يُخبَر أن زوجته حامل وهو منتظر لذلك الحمل يخرج من
كيسه مالا ويعطيه لمن نقل له ذلك الخبر الجميل المفرح ، وآخرون يروون أن هذا
الجهاز المسمى ( سونار ) يذهب بفرحة الأب والعائلة بجنس المولود الذي تحمله الأم ،
ولو افترضنا ان الرجل يرغب بولد يحمل أسمه ويبقى منتظرا لتسعة أشهر بطولها وهو
يعيش فرحة حمل زوجته ، وما أكبر تلك الفرحة حينما تلد زوجته غلاما منتظرا لتسعة
أشهر ، وما أتعسه أن جاء جنس الحمل على عكس ما يرغب ، وأشتهر عندنا في محافظة (
بابل ) طبيب أختص بعلم السونار حتى أن عيادته المشتركة مع صديق شريك له تعتبر من
أفضل العيادات الطبية التشخيصية بهذا المجال ، ومجالات طبية أخرى ، أنه الطبيب
الصديق ( برير أبو علي ) وشريكه الصديق
الدكتور ( حسام ) ، عملا سوية بهذا المضمار وتكاد أن تكون تشخيصاتهما الطبية غير
قابلة للنقاش ، كل هذه المقدمة الطويلة العريضة بسبب مطر
أستمر لليلة كاملة في العراق المبتلى ، وهذا المطر لم يكن عاما ليشمل العراق
بأكمله بل شمل أغلب محافظات الفرات الأوسط والعاصمة بغداد ، وأجمل ما سمعته من تبريرات فجة
مصدرها المستفيد الأول من هكذا أنظمة لا حياء لها
، يقول أحد البرلمانيون ( نعم هناك أمطار غزيرة ولم تستطع فتحات الصرف
الصحي استيعابها بسبب أزلام البعث البائد الذي أغلقوا عمدا مثل هكذا فتحات ) ،
ويقول مسئول كبير آخر ( أن المشكلة هي بعدم حساب أمكانية تصريف المياه لشبكات
الصرف الصحي ) ، وسؤالي له ولغيره أين هذه الشبكات التي نفذتموها خلال مشروعكم
التنموي الجديد سواء في بغداد أو المحافظات الأخرى ، وهنا تذكرت مسرحية ( كاسك يا
وطن ) للفنان السوري ( دريد لحام ) حينما
ذهب الى المستشفى ووجد قبله مريضا يشكو من ألم في بطنه ، وبعد الأشعة أتضح أنه قد
( بلع ) ليرة سورية حديدية ، ضحك ( غوار ) كثيرا وهو يخاطب نفسه ويقول ( عجيب ليرة
تظهر بالأشعة وملايين الليرات لا تظهر ) ، ونحن نقول كما يقول ( غوار ) شكرا لجهاز
السونار الإلهي الذي كشف لنا وبمصداقية عالية جدا أن من دخل البلاد بغير فلس سيخرج
من البلاد ملآن بمال حلال جاء من كَد الجبين، للإضاءة .......... فقط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق