الأربعاء، 5 يناير 2011

الفنان عادل كامل-مقاربة ابستميولجية-د.غالب المسعودي-لمناسبة معرضه الالكتروني على موسوعة الفن العراقي



الفنان عادل كامل
مقاربة ابسيتمولوجية

في سبيل الكشف عن المعالم الرئيسية حية لفنان ما في صيغتها المطروحة هنا و بصورة عينية مخصصة نستطيع ان نقدم مجموعة من الإرهاصات التي تبنتها تلك التجربة و دافعت عنها تاريخيا الى المرحلة المعاصرة ، فهي تجد نفسها محاطة من كل الأطراف بالتساؤلات اليائسة و الاستفسارات الحانقة و الغمزات و اللمزات المبطنة و بردود فعل عنيفة أحيانا تنبثق بإلحاح من المرحلة التي يعيش فيها المنجز الفني متمثلا في تناقضه النسبي في حل المسائل المطروحة بدون تحفظ و بين التهافت المنهجي أمام التيار المتصاعد من الماضي المخرج من العدم و دونما قدرة على التنهيج العقلي و لكن دون الانزلاق في مهاوي ( التجريبوية ) الضحلة ، ذلك خليق بنا ان ننتبه أليه انطلاقا من هذه المسالة التي تخضع للمنطق التاريخي و منطلق التجاوز الجدلي اذ ان هذا الاخير يضعنا أمام مهمة الحفاظ على العناصر الحية الإيجابية من تلك التجربة و ذلك بان نرفعها الى صيغة متقدمة عبر صهرها بموقف جديد يكبح تحويلها الى فزاعة ميتافيزيقية في أيدي الجهلة يوجهونها ضد التطور عامة و ضد تطورها هي نفسها من حيث كونها تجربة اكتملت ضمن نسق معروف في سياقها العيني و التطبيقي و أبعادها عن العقم . و انطلاقا من النزعة التي بينها سالفا و التوقف عندها و الدخول الى عالم المنهج الذي اختطه الفنان عادل كامل و لكي لا يحجب ذلك عن أعيننا أمورا فائقة الأهمية و هي الإرهاصات العميقة التي تحققت من خلال تجربته النقدية عن طريق تصور علمي دقيق حول مسالة التاريخ و التراث حتى لو أبقينا معصوبي الأعين تجاه ذلك الآمر . و الجانب الآخر الذي يحدد الفكرة التالية هو الموقف الرؤيوي الذي يضيء مشروعه الثقافي بصورة عامة و يريد لنفسه ان يكون الوريث الشرعي للنهج الذي يمثل الحركة التشكيلية العراقية و العربية و مدى قربه من التراث العالمي . بهذا التصدي الذي آلفي نفسه – الفنان – و في خضم الحدث المتشظي باتجاهات مختلفة لا يخرج عن كونه موقفا إنسانيا تمتزج فيه الأسطورة بالدين بالفن 0
بيد ان المنجز في مجمله لا يرتفع الى مستوى الوعي التاريخي آلا بالتصدي و في الخط العام و في إطار التلوينات المعرفية من الشخصية البطولية و المثل الأخلاقية أو منها جميعا لغرض الحياز على ملكية الأرضية و في حدها الأقصى لبناء المثل لجيل عاش ويلات الحرب و عاش تجارب التحديات الكبرى بكل أبعادها الاجتماعية و الاقتصادية المعقدة و المتشابكة و المترعة بالتوقعات الزئبقية و ليس في وسعنا ان ننكر ان تجربة الفنان امتلكت تلك الأسس و بالمعنى المحدد للكلمة اذ كانت قادرة على تسجيل حياتها و رقيها الحضاري ، فالمدونات لها شروطها الفنية ، كملحمة كلكامش لا يمكن النظر أليها على انها محض تاريخ و لكنها تبقى وثائق هامة لمعرفة الكثير عن تاريخ المنطقة ( العراق ) و كذلك تجارب الفنان المبدع انها بالدرجة الأولى عمل فني غير خاضع لمنطق وأسلوب العمل العلمي التاريخي و لكنه وثيقة مهمة لمتابعة تاريخ المنطقة في العصر الراهن و انه مدونه اكتسبت طابعا محددا و على المختصين مطابقتها مع الأسانيد و التدقيق في صحتها على ان لا تكتنف تلك المقولات الأساطير و المتخيلات العفوية مثلها مثل العلاقات الاجتماعية في إطار صحراوي . ان الأهمية التي يوليها الفنان عادل كامل تكمن في طرحه الأحداث السابقة له و المعاصرة طرحا تاريخيا منطلقا من وحدة الحدث و التنقل من البسيط الى المركب ومن العادي الى المهم فهو في مجمل إنتاجه الفني سواء على صعيد العمل التشكيلي أو القص أو الشعر يعرض أحداثه من التاريخ البشرى بكل أبعاده ليمثل تكثيفا لتطر القيم الاجتماعية و التي شرعت في الصعود في شخصية مرموقة ، ومن هنا يصبح القول بان المرحلة التي عاشها الفنان و المتمثلة بهذه الرؤية و بغض النظر عن وجود تمايزات كبيرة أو صغيرة اتسمت بسمة عميقة و مشتركة لها دلالاتها وهي استشراف الواقع التاريخي لهذه الأمة من موقف الواجهة في احتدام اللحظة التاريخية الذاتية و مبنية على الانتماء لهذه الأرض التي ولد و ترعرع عليها منذ نعومة أظفاره الى حدها الأقصى و المعبر عن الاجتماعي الذي برز بأشكاله و مظاهره المتعددة في الذهنية التـنظيرية مجاوزا الذهنية الجسدية ذهنية الخبرة اليدوية أو كما كتب أر سطو في ما بعد الطبيعة (( ان رجال الخبرة يعرفون فقط الـ (( بان )) أما الـ (( لماذا )) فلا . أما الفنانون فيعرفون الـ (( لماذا )) و السبب .. على العكس من ذلك يشبه العمل اليديون أشياء معينة غير حية .. أننا نقدر من خلال ذلك الفنان ين القادرين عاليا من حيث كونهم اكثر ليس لأنهم قادرون على ، العمل بشكل خاص و إنما يمتلكون (( المفهوم )) و يعرفون الأسباب )) .
لذا يستبين لنا ان الفنان الكبير عادل كامل يرفض كل الصعوبات و الإشكالات التي انتصبت أمامه عائقا دون تكوين وضوح نظري حازم متجاوز التصورات الغائية التي قدمها جمع من المثقفين في مراحل متعددة من تاريخ الحركة الفنية و التشكيلية العراقية تحت كافة الأطر و الصيغ المقترحة من سلفوية ضيقة و النازعة الى تعمية الحدث الاجتماعي و إفقاده شخصيته البشرية العينية و تلفيقوية نفعية فاقدة كل أصالة و موضوعية ، متسلحا بمواقف مستـنيرة متقـدمة خالقا أو ضاعـا من اللا تطابق المنسجم مع الأصول مرة أخرى 0




د 0 غالـــــب الـمسعودي

ليست هناك تعليقات: