السبت، 2 أكتوبر 2010

الفية الولد الخجول-العشر السادس-عادل كامل-تقديم مدني صالح




العشر السادس


[1]
فاكهتي الليلة تدعوني إلى الصيام ( يا أيها الحصار)
فيما المنقرضات .. مثل الكواكب ، تخفق في قلبي.
[2]
بأعلى الأصوات سأدعوكم إلى الصمت.
[3]
لديكم أعراسكم .. لديكم مواليدكم .. لدىّ
جسد يشاكس الجسد.
[4]
منذ زمن بعيد انحنيت .. بلا مبالاة .. لكوكب
اسمه كلمات.
[5]
ليس لأسرار الحب أسرار .. إنما الجسد حزين
والشجرة ضاعت بين الأشجار
والجرح كف عن الكلام .
[6]
تنحني الأشواك حيث تنهض الشمس
مثلما .. واأسفاه .. نفسي تنحدر إلى الغروب.
[7]
جراحي تحتفل الليلة: لا قيامة لا ميلاد
جراحي تغني الليلة: لا موت لا انبعاث
جراحي تكتب الليلة: لا صمت لا كلام.
[8]
أيها الولد المشاكس ماذا فعلتْ
لتنحني لك السكاكين؟
[9]
مثلي لا تعرف : أهذه موسيقى ميلاد .. أم طقطقة عظام ..
مثلي لا تعرف : أهذه موسيقى عشاق أم همسات وشاة.
[10]
كلمات تدلني أن النسوة الجميلات لا يعرفنّ الموت
فيما هّن .. دائماً .. يسّرن بمحاذاة المنفى.
[11]
مثلي لا تعرف الحجارة كتمان الأسرار
فانا لدى قلائد
وقليل من رماد يغطي عظامي.

[12]
روحي مشاكسة وجسدي عنيد ..
إنما في مقلتي عشاق سيولدون.
[13]
لا موت لا حياة .. إذ ْ الحجارة تتكلم
والليل لا يتتبع خطاه.
[14]
وسيعود المحارب ذات يوم إلى الحدائق
وإنما أيضا .. لن يأسف على حروب مؤجلة.
[15]
أنت تهب البحر للشعراء
أنا أهب الملائكة بعض المناديل.
[16]
أين يذهبّن النسوة العاشقات
فيما المنفى باتساع الأرض ؟
[17]
هبط عليّ ملاك يدعوني إلى الصمت
إنما روحي تزدهر بجياع ظرفاء.
[18]
ليس لدينا كلام ممنوع
ليس لدينا أسرار
لدينا ولد يجرجر ’أماله إلى المجهول.
[19]
أسلحتي : غيوم .. أصابع .. حصى
أسلحتي : جسد يشاكسني
أسلحتي : رياح تنثر كلماتي حيث لا أريد.
[20]
آدم علمنا الكلام .. والخطيئة .. أعلمكم:
الكلمات علمتنا لا آدم .. هناك
عشاق في الصحراء .
[21]
ليس هناك إلا غرقى في مقلتي
وبعض أشلاء جريح ضاع في القبائل .
[22]
جرحي يغرد أيضا .. مثل بلابل بلا أصوات.

[23]
دعهم يسرقون كنوزك .. إنما لا تدع القلب يضطرب.
[24]
اكتب : الصمت آخر كلام الأنبياء.
[25]
حكماء مروا من هنا : هالو .. هالو
كان الرب بانتظار إجراء الحساب.
[26]
ليس لديّ عذارى أو احتفالات
لدى أشياء لا اعرف ماذا افعل بها
ولدى أشياء لا تعرف ماذا تفعل بي.
[27]
كلانا نورس .. في البراري .. أو في مدن الدخان.
[28]
غادرتني جراحي . إنما تركت لي هذا الكوخ بلا اصداء .
[29]
أتساءل : البحر ازرق صافٍ مثلي فلماذا غادر ذاكرته
ومثلي : لماذا يريد استعادتها ؟
[30]
انحنت أعالي الروح .. هذه المرة ، مثلي
لغيوم لا تأتي إلا بالجفاف.
[31]
روحي مثل وثن نسي تاريخ ميلاده.
[32]
لكني أحيانا ابحث عن أعياد ادخلها بلا مبالاة.
[33]
تأتى العتمة وتذهب .. تترك أحيانا مطراً وأحيانا
كلمات تستجدي الكلمات.
[34]
شيخوختي تترنح فوق ورقة
هذا هو أنا .. حصاد يحمل رائحة المواسم كلها.
[35]
أينما اذهب معي كلماتي .. أحيانا أعطيها للمارة
وفي الغالب يسرقها العشاق مني.


[36]
لا مأوى لدىّ .. إلا كلمة .. إنما لدي أيضا
فضاءات.
[37]
ما الشعر إن لم يكن أفراح عصافير مشاكسة.
[38]
فيلق مشاكس .. هنا .. في روحي
استقر بلا استئذان.
[39]
يقال لي إنهم أعادوا لي براءتي ..
فما معنى هذه الأصوات ؟
[40]
كلانا جريح – أنا والمعادن .. بامتداد الآفاق.
[41]
لدىّ صخور تتكلم .. بينما أنا في المنفى وحيد.
[42]
قديسون يتنـزهون في روحي .. فيما أنا
الملم عزلتي للإقامة.
[43]
لدى دخان .. وصمت .. وبعض أسلحة كفت عن الأحلام.
[44]
أحيانا اصطحب ظلي في نزهة
إنما دائماً اتركه خارج دائرة الضوء.
[45]
هذه الوعود .. مثل هذا الرماد .. مثلي نياشين اضطراب.
[46]
على م َ تساومني القبائل .. وليس لدىّ إلا رماد.
[47]
لا أصدق الريح التي تأتي بالغيوم
ولا اصدق نفسي إلا عندما أراها لا تنثر الورد
فوق الوعود.
[48]
إنها رياح متعبة .. مثلي .. تسير إلى الحقول
بينما أنا أسير بمحاذاة المنعطفات.
[49]
وهل للزنبقة قبر ..
مثلما للكلمات أضرحة لا تكف عن العواء.
[50]
أسرقت صحوي من ليلي .. واسرق ميلادي من موتي القديم .
[51]
كلانا ذئب .. الضحية .. والوليد.
[52]
اخذ الموت منا أقل مما أخذت الأفراح
إذ ْ الذئاب غادرت ظلال حملانها.
[53]
لدىّ سكين .. إنما لدىّ مالا تحصى من الجراح.
[54]
جرحي سرقه الليل
بصري أهديته إلى النهار
لهذا تراني أعود إلى البراءة.
[55]
طلبت وردة .. فأعطوني حدائق
طلبت قطرة ماء .. أعطوني البحار
إنما أعطوني بسعة القبر: كلمات.
فقلت: أريد الأرض.
[56]
أريد أن أتتكلم .. هذا هو بعض صمتي.
[57]
أنا وحيد مثل رابية .. أتوزع بين أسلحة جميلة !
[58]
لا استعير سلامي من الحرب
ولا خبزي من العصافير
لدىّ أصابع اعرف كيف اجعلها تتكلم
وأهرامات تفتح لي أبوابها عند الحاجة.
[59]
منذ دهر لم اذهب إلى نفسي
بينما يومياً
أرى الشعراء يقرأون قصائدهم للريح.
[60]
البلابل لم تطلق النار
إنها كانت تغرد
إنما المارة سرقوا غابتها.
[61]
بعيداً .. بعيداً .. بعيداً عن غيمة لا تعرف الكلام
أقول :
شاهدت غيمة تنحني بلا أعذار.
[62]
الليلة استعير سكري من كروم يافعة وسط حقولي الجريحة.
[63]
من شدة خجله تعلم الرقص .. والكلام .. مثلي
في احتفال الدخان.
[64]
لدىّ غيمة تسقيني البراءة
وعصافير تأتيني بالفجر
وبعض أفكار التراب.
[65]
بعض كلامي يُسرك إذا ذهب إلى الصمت
وبعض صمتي يُسرك إذا ذهبت إلى الكلام.
[66]
كفى يا بلبل .. أأنا الذي أسكرك .. أم لأنك بلا
غابات – مثلي –تغرد – هذا الخجل الأليف.
[67]
هذه الكلمات بعض سلامي
وهذه العبارات مثل صمتي الأخير.
[68]
لدى مرآة أحاور فيها خجلي
ولدى جراح لا تكف عن مؤانستي.
[69]
انه العابد رأى الوثن مهشماً
فيما كنت أمتلك غيوماً تنـزف غرباء.
[70]
بعض أسرار المدن تنام معي .. فيما كلي يرقد في الجحيم.
[71]
أسلحة تستعير قسوتها من الملائكة
فيما روحي تشهد حصاد العصافير.


[72]
هذه الشموس لا ترسل أنبياء .. أو ملائكة
هذه الشموس .. مثلي .. تبحث عن طريق.
[73]
أين سنغادر .. إذا أتيت
أين سنقيم إذا لم تأت ؟
[74]
اللهم لا تبعث فيّ المسرات .. جراحي ندية
وروحي مثقلة بالبراءات.
[75]
دع الليل غافٍ .. مثلي .. كلانا مثقل بالأفراح.

[76]
وحيد مع ترابي أولد ووحيد معه أموت.

[77]
دع ليلي غافٍ .. فجسدي بلور .. وروحي أثقلتها
الأعراس.
[78]
خذ أعيادي .. أعراسي .. أفراحي
خذ ما تشاء
إلا جسدي الحزين.
[79]
لديكم حقول من الذهب والأنبياء ..
لدى فقط .. حقل من الأوهام.
[80]
أأشاكس نفسي أم أصالحها ..
بينما العواصف تدعوني إلى ولائم التراب.
[81]
بعض مسراتي مخاوف .. وبعض مخاوفي مسرات.
[82]
قلبي سفينة ركابها غرقى .. وابتهالات نذور.
[83]
لي خوف اذهب إليه عند المسرة
ولي موت يحميني من سهام العابرين.

[84]
في كوخي نجمة .. تهبط .. أعطيها .. زادي .. وارحل.
[85]
تتكون روحي من براري . ومن خوف جميل.
[86]
ماذا تريدون من هذا الولد الخجول
هذا الذي انحنى للإمطار .. وانشغل بصمت الأصوات
[87]
سأرقد فوق العشب .. مثل طفل سرقوا مقلتيه.
[88]
بمحاذاة روحي عويل .. إنما هناك دائماً بلابل تغرد.
[89]
اكتب : أنا قارة من الاضطراب .. وولد يوزع صوته للعصافير.
[90]
ينحني الصمت أيضا .. فيما أنا اجمّع أوهامي.
[91]
هذه الطيور ماذا تريد من كلمات لا تعرف الطيران.
[92]
هذا الصوت لا يفزع الموتى .. صوت المطر .. والرصاص .. لكنه يهشم روحي .
[93]
في عامه المجهول .. بلغ سن الموت .. فلماذا تحتفل الأضرحة بأعياده المنسية .
[94]
ماذا تريد الشموس مني أنا الذي بلا ظلال .
[95]
هذه بعض الرموز : حشائش .. عناكب: مسرات .. وانهار لكنها أبدا ًليست إلا علامات.
[96]
أينما اذهب أجد جراحي تغني.
[97]
سأنحني لشموس تذهب إلى عتمتها
مثلما قط لم أوش برموز أحلامي.
[98]
ينحني لأزمنة لم تولد .. ويستفيق لأزمنة لن تولد.

[99]
أنا بقايا قصائد .. أنا بقايا رما ..د
أنا تراب مؤجل.
[100]
بين الأسلحة القتيلة
هناك أصابعي لا تريد أن تذهب إلى النوم .

ليست هناك تعليقات: